arablog.org

آراء حرة

الكسل الإبداعي

كلما أهم بالكتابة اسمع صوتاً داخلي ينادي بأعلى صوته: لا تكتبي، أجلس احدق في صفحة بيضاء، اكتب كلمة لا تعجبني فأمسحها، و في بعض الأحيان اكتب سطور و اضطر بعدها إلى تمزيق الورقة ، ناهيك عن الكسل أو النعاس الذي ينتابني عند الإمساك بالقلم أو فتح اللابتوب للكتابة، إذا كنتي تعانون من هذه الأعراض مثلي، فاطمئنوا كاتبات المستقبل فتلك حالات اعتادية أو ظاهرة صحية نوعاً ما، تذكرني بحالة أحلام مستغانمي عندما كتبت قائلة:

أرتدي الكسل عبــاءة صيفيّة (2)
————————————-
“إنّ الأفكار العظيمة تأتينا ونحنُ نمشي “، يقول نيتشه، لكنّها تأتينا أيضاً ونحن نتأمّل الأشياء الصغيرة. ففي الأشياء الصغيرة، أو تلك التي نمرّ بمحاذاتها من دون انتباه، يوجد مكمن الحياة.
في هنيهة سهونا عنها، ينكشف لنا سرّها، الذي يجيب بانكشافه على أسئلتنا الوجوديَة الأكبر.
لذا، حسب قول أحد الحكماء «لا يكفي عمر واحد لتأمّل شجرة».
ربما كان الكاتب الأمريكي هنــــري ميلـــر، أحد الكتّاب الأوائــل، الذين أخــذوا الكســل مأخذه الإبداعي. فقد جعل من الحياة سياحة مفتوحة على ضجر الجسد، الذي لا تأشيرة لدخول حميميته عــدا الكتابة. لكن فيليب بولان، الذي افتقر إلى ما اشتهر به ميلــر من اشتعال دائم للشهوات، لم يوفّق في استثمار كسله، قال مُباهياً بكسل يشي بالفشل «إنّي أحبّ السأم، يوماً بعد يوم، أُسبوعاً بعد أسبوع، شهراً بعد شهر، لا شيء أطيب عندي من الرتابة الْـمُملّة». وهو أغبــى تصريح أدبي قرأته أثناء بحثي عن آراء تدعــم نزعتي للاحتفاء بحالــة الكســل، التي يلجأ إليها المبدعون، تأهبـاً للكتابة، بذعــرٍ يُوحــي بهربهــم من أمر، يسعون إليه في الواقع !
«الرغبة في ألاّ تقوم بشيء، هو الدليل القاطع على الموهبة الأدبية» يجزم مورياك أحد سادة الأدب الفرنسي.
إنّني كسلى هذه الأيــام، مُتقلّبة المزاج، كامرأة حبــلى، أرتدي اللاّمبالاة قندورة فضفاضة ، ففي قندورة قسنطينية للبيت كتبت في فرنسا على مدى أربع سنوات ” ذاكرة الجسد ” ، و ما زلت أجلس ساعات، أتأمَّــل العشب الذي ينبت على شقوق ذاكرة الغيــاب. آخذ حمام شمس بكسل كاذب، أدّعي حبّ البحر و المباهج الصيفيّة، وأحلم في سرّي بذلك النصَ المشتهى.
الحقيقة ، أنني في الصيف أعقد قراني على الحبر.. وأترك البحر لمن لا مراكب ورقية له ، ولم يختبر متعة التجذيف كتابة حتى ضفاف المستحيل !
إلا أن هذه الحالة إذا ما استشرت و تمكنت من وجدان الكاتب/ة و استحوذت على ملكة الكتابة، أصبحت عائق تحول بينه و بين مكنوناته ، كما أنها تؤدي إلى التشتت و عدم التركيز،  و عندما تستعصي عليك الكتابة أو تتقافز الأفكار في عقلي و لا أستطيع الإمساك بها أقوم بعمل بعض الإرشادات التي قرأتها عن كيفية التخلص من الأفكار السلبية و هي كالتالي:

  • تحويل لحدث أو موقف سعيد : كلما أتت فكرة سلبية أحول تفكيري إلى شيء إيجابي بأن اتذكر موقف أو حدث سعيد.
  • تشتيت الإنتباه و عدم التركيز : تأمل و استمري في التأمل دون التفكير حتى تصبح عادة عقلية، تأملي اي شيء بقربك.
  • تقنية توقف : من أكثر التقنيات التي احب استخدامها ، فكلما لاحت فكرة سلبية أقول لها توقف في كل مرة تعاود فيها الفكرة السلبية تعاملي معها بحزم و توقفي عن التفكير.

يقول بيت كوهين : إنك إذا أمرت الأصوات القلقة النافذة في رأسك بأن تسكت فإنها سوف تسكت .. الأمر بهذه البساطة.

Published: 15 August,2015 | Comments: 0

الى الواقفين على عتبات الانتظار في كيش

الانتظار اسوء من الموت انه كالطالب الذي ينتظر نتيجة الامتحان أما بالنجاح او الرسوب، و من اسوء امتحانات الحياة التي اختبرتها تجربة الانتظار في كيش و لمن لا يعلم كيش هي جزيرة ايرانية تبعد حوالي 25 دقيقة عن مدينة دبي يسافر اليها الزائرون لتجديد فيزة الدخول الى دولة الامارات العربية .

المنتظرين امام مكتب الطيران
و كيش على الرغم من جمالها فإنك لا تستطيع الاستمتاع بهذا الجمال تحت وطأة الضغط النفسي و رهاب الانتظار بالاضافة الى معاملة الايرانيين القاسية، فهناك لا رحمة ، فأنت زائر غير مرغوب فيه على الرغم من توافد مختلف الجنسيات اليها من الدول الاسيوية و الافريقية و من شتى بقاع الارض.
لقد صدمت بالواقع الانساني المتدني هناك الآلاف من المنتظرين فهناك من يقضي سويعات و آخرون شهور ما بين اليأس و الأمل تارة و الصلوات و التراتيل التي ينهل بها مختلف الأديان تضرع الى الله ان يفرج عليهم كربتهم بخبر سار وهو ارسال فيزة الدخول الى الامارات العربية نجد الجميع اتحدوا .
و من حسن حظي انني التقيت بشباب و شابات من نفس جنسيتي السوادنية و لكل منهم قصته الخاصة به، و لا عجب ان تستمع الى مئات القصص المختلفة التي قادت هؤلاء الى دخول جزيرة كيش ، الا انهم/ن حاولوا العيش على ضفاف البحر و اكتفوا بالأكل من سمك البحر بسبب ضيق اليد و كنف العيش.

غرفة الفندق
هناك قد تشاهد العاهرة التي تمشي مع السكارى حتى تأكل و قد تصادف الحكيم الذي اصبح مصدر الهام و صبر للجميع ، و اذا ما كنت محظوظ قد تصادف الواعظة التي يتم التقرب بها لله حتى تدعوا للجميع، هناك جميع الحدود مغلقة و متوازية و لا تجد مفر سوى اطاعة الاوامر في صمت او خوف من المستقبل المجهول، و قد تجد من اصبحت تنظف الفنادق بعد طول الانتظار و تراكم الديون و هناك ايضا من قرر البقاء بعد ان اتقن اللغة الفارسية وهناك من تزوج بحب حياته التي التقى بها على هذه الجزيرة فاسماها kiss kish
و على الرغم من ذلك لم يمنعنا القليل الذي لدينا من تقديم المساعدة و كسر اللوائح و الشروط التي لا تنم عن انسانية و اغاثة الملهوف ، لقد التقيت برجال و نساء في المحنة سطروا اروع الأمثلة على المروءة و الشهامة من مختلف الجنسيات بل تجاذب الحديث على صعوبته لإختلاف اللغات كسر حواجز الوقت المرير و جعلني اتناسى محنتي .
و هنا اتذكر مقولة أحلام مستغانمي : (ل تذكرة سفر هي ورقة يانصيب تشتريها ولا تدري ماذا باعك القدر .. رقم الرحلة .. رقم البوابة .. رقم مقعدك .. تاريخ سفرك .. ماهي إلا أرقام تلعب فيها المصادفة بأقدراك .. يمكن لرحلة لم تحسب لها حسابا أن تغير مجرى حياتك أو تودي بها .. أن تفتح لك الأبواب أو توصدها .. أن تعود منها غانم أو مفلسا .. عاشق أو مفارقا …)

من على البعد
اشكر الجميع بدون فرز من وسعني ذكر اسمائهم/ن و من لم يسعني ان اتقدم اليهم بالشكر لمد يد العون حيث كان اغلب من التقيت بهم على قدر من المساعدة و المسؤولية في ارشادي و مواساتي ، اتمنى و ادعو للجميع ان يوفقوا في رحلاتهم للبحث عن السعادة و العمل.
و تذكروا ان القصص لا تتشابه و اننا نحقق بإيدينا احلامنا ، فكنا و مازلنا نخاطر بالكثير من أجل أن نعيش.

Published: 15 May,2015 | Comments: 0

أثر مواقع التواصل الاجتماعي على العمل الاجتماعي

لقد أثرت مواقع التواصل الإجتماعي على العمل الإجتماعي في جميع البلدان، وما تزال مواقع التواصل الإجتماعي تتصدر الساحة بنشاط في نقل الأخبار أكثر من المواقع الإخبارية بل زاد عليها انتشار فعالية نشر الدعوات مؤخراً عبر الواتساب والتشبيك بين المجموعات.

ترابط مواقع التواصل
بالإضافة إلى نشاط الدورات وورش العمل التدريبية  ومجموعات الإبتكار الشبابية التي وجدت مجال للترويج عن اهدافها وجمع المؤيدين والمعارضين على حد سواء، وشملت ايضاً السياسيين/ات اللائي يدعون الى مقاطعة الانتخابات في السودان ووقف الحرب.
و بحسب دراسة أجرتها جامعة القدس المفتوحة حول أثر مواقع التواصل الاجتماعي في تنمية المسؤولية الاجتماعية لدى الشباب حيث يقول الباحث: أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي اليوم من المؤسسات المهمّة التي تقوم بدور مهم في تربية النشء وإكسابهم عادات وسلوكيات صحيحة وأداة مهمة من أدوات التغيير الاجتماعي و لا بد من زرع جوانب وأمور مهمة وتنميتها في شخصية الطالب ، فالعملية التعليمية ليست مجرد تلقين للدارس فقط وإنما هي عملية مفيدة لبناء شخصية الطالب من جميع النواحي، وبث روح المسؤولية الاجتماعية والاعتداد بالذات، وتحمل المسؤوليات في الحياة ، ومحاولة إيجاد التوازن المتكامل في جميع جوانب الشخصية.
“ويعزى الباحث التغيرالسلوكي من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بسبب ما أحدثه البرنامج التدريبي لتنمية المسؤولية الاجتماعية من تغيير في سلوك أفراد المجموعة التجريبية حيث كان هذا التغيير واضحا بعد إنشاء الصفحات على “الفيس بوك ” وتفاعلهم معها وشعورهم بتحمل المسؤولية الوطنية والأخلاقية للقضايا التي تم تبنيها ودفاعهم عنها، كما بدا واضحا للباحث روح المنافسة الإيجابية بين المجموعات لزيادة عدد المشاركات والإضافات لكل مجموعة حيث بلغ متوسط عدد المشاركات( 100 )مشاركة لكل مجوعة في الأسبوع الثاني لإطلاق الص فحات على موقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك”. وتتفق هذه النتائج مع ما توصلت إليه دراسات عديدة وتوصلت دراسة أجرتها جامعة تكساس الأميركية عام 2009 إلى أن الناس يقبلون على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها موقع “فيسبوك ” بهدف التعبير عن حقيقة شخصياتهم، بدلا من رسم صور مثالية عنها، حيث إنها تشبع لدى معظم المستخدمين حاجتهم الأساسية لتعريف الآخرين بأنفسهم.

 

Published: 25 February,2015 | Comments: 0

مهرجان السينما المستقلة السودان يكافح من أجل رجوع دور العرض

يقام مهرجان السينما المستقلة السوداني في دورته الثانية في السودان يوم 21 يناير ذكرى وفاة حسين شريف بدأ دورته الأولى 2014 و قد تقرر اقامته سنوياً ومدته اسبوع يتم فيه عرض افلام سينمائية وورش عمل لفنيين من دول عربية، يهدف المهرجان الى تعزيز ثقافة السينما في السودان وجمع المنتجين مع صناع السينما والجمهور والتأكيد على اهمية صناعة السينما والمبادرات التي تعمل على اطلاق المبادرات التي تهتم بدور السينما و خصوصا انه لا توجد سوى دور سينماا واحدة في السودان.

250px-سينما_وطنية_بحري

و تم عرض 44 فيلم في الاسبوع وتم اختيار افلام بالتركيز على اختيارها من افريقيا (مصر ، المغرب ، موريتانيا… و السودان) و قد تراوحت حقبة الانتاج من السبعينيات و الثمانيات الى 2014 و قد حاولنا ان نكون بنوراما للافلام و كذلك تم عرض افلام من فلسطين وفرنسا وسويسرا.
و قد تمت عملية الاختيار من خلال مجموعة من لجنة الاختيار مكونة من محمد حنفي مسؤول البرمجة في سودان فيلم فاكتوري و احمد عبد المحسن مخرج مصري ، دكتور خالد علي ناقد سينماءي مقيم في انجلترا و ساهم في تأسيس عدة مهرجانات بأوروبا بالاضافة الى امجد ابو العلا
و يقول طلال عفيفي مدير مهرجان السينما المستقلة ان عدد رعاة المهرجان لهذا العام كان اقل بقليل من السنة السابقة و قد عملوا بثلث الميزانية العامة و في المقابل كانت اغلب الرعاية عينية و تم تقديم خدمات في مقابل الرعاية المادية.

سينما الحلفايا-الخرطوم
و قد كان الحضور بأعداد ممتازة و اختلف حسب أماكن الحضور و يمكن القول اننا غطينا معظم الحضور المستهدف و على الرغم من شكوى العديدين بعدم توفر المعلومات و كان اعداد الحضور يعتمد على صفحتنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي و من خلال الشباب/ات المتطوعين تم حشد الجهود لمضاعفة و تضافر العمل لإخراج هذا العمل المتواضع و مع تنامي اهمية السينما في نشر الثقافة و تغيير السلوك و تسليط الضوء على الظواهر السالب و مناقشة مواضيع سياسية و اجتماعية و حتى المشاكل الحساسة تتنامى حركة تنادي بتفعيل دور السينما في السودان بعد فترة طويلة من اندثارها حيث لا توجد الآن سوى دور سينما واحدة فقط صالحة للعرض.
كما قال ان المهرجان استطاع ان يجذب الأنظار نحو تهميش السينما السودانية و وجوب التفاف الشباب نحوها لإعادة صناعة السينما من جديد.

طلال عفيفي مدير مهرجان السينما المستقلة
و قد استضاف المهرجان الفنان المصري خالد ابو النجا في زيارة كريمة للمهرجان في ندوة تحت مسمى ( دور السينما في المجتمع) ، كما شارك سودان فيلم فاكتوري في مهرجان دبي للسينما بمنصة عرض و افلام مستقلة.

Published: 6 February,2015 | Comments: 0

و عادت ريما لعادتها القديمة

و عادت ريما لعادتها القديمة كم هو محبط العودة الى الوطن و الى الشقاء اليومي من مواصلات و متطلبات المعيشة اليومية و ذلك بعد سفر ليس ببعيد.

لقد أدركت و انا في تونس اثناء الدورة التدريبية للمدونات العربية، كم نحن غرباء عن أوطاننا و كم نحن تعساء … نعم تعساء و ذلك حسب آخر احصائية و تقرير حيث جاء السودان في المرتبة الثانية لأكثر شعوب الأرض شقاء و بؤس.

islam

أثناء زيارتي الى تونس الخضراء و كنت الوحيدة من دولة السودان المشاركة حتى في المدونات العربية على ما اعتقد تعرفت الى اهل تونس الذي يشتركون مع بعض الصفات لأهل السودان من الصدق و الإمانة و النزاهة و أكثر ما يميزهم البشاشة و لين الكلام على صعوبة اللهجة التونسية إلا ان بساطتهم تجعلهم كالكتاب المفتوح يدخلون الى جوانب قلبك ببساطة.

و قد تعرفت الى مختلف الأشقاء و الشقيقات من الوطن العربي من المحيط الى الخليج ، صحيح انها سويعات تمضي بسرعة كنا على قدم و ساق معها لكن سنحت لنا بعض الاحاديث للتعرف عليهم و تمضية الوقت برفقتهم على الرغم من التعب و الارهاق من جراء السفر و الدورة التدريبية. فمن اليمن الى الجزائر الى المغرب و لن ننسى لبنان و مصر و اهل تونس و ليبيا و الأردن كونا جامعة للدول العربية و لكنها مصغرة بعض الشيء ، تحدثنا عن وجهات النظر حول مختلف القضايا و شكلنا اتحاد و اختلاف حول القضايا المختلفة. و هانذا الآن في السودان و قد عاد كل شيء كما كان قبل السفر الى المواصلات و الى عاداتي قبل السفر و معاناة خدمات الانترنت

Published: 31 January,2015 | Comments: 1

المواقف ما بين سوء التقدير و اتخاذ القرار

و أنا أستمع الى برنامج سوء تقدير أبحرت في الذاكرة مسترجعة الاحداث التي أسأت فيها تقدير المواقف والافعال ولا تجد فيها سوى الشعور بالقهر والندم إزاء القرارات التي اتخذتها والاحكام التي اطلقتها تحاملا على اطراف دون رحمة في وقت عصيب، و لأنك في السودان في معظم الأحيان تكون في موقع المفعول به لا الفاعل فتتباين المواقف و ردود الأفعال بشكل او آخر لذلك تذكر دائما أن الاشياء التي تراها ليست كما تبدو لك، و هي تذكرني بإحدى المرات التي أساءت فيها تقدير الأمور فقد تعرفت على شخص من خلال الفيسبوك و بعد الإلحاح والإصرار الشديد على المعرفة واننا في نفس التخصص كنت وقتها على سفر الى دارفور وقد اصر والح على ان ينتظرني اخاه في مطار دارفور، وبعد النزول من الطائرة وانا في صالة المطار اتحدث الى اخوه عبر الموبايل ليقف أمامي شخص يرتدي بدلة الزي الرسمي لشرطة الشغب باسطاً كفه للسلام، كان لدي جزء من الثانية حتى استوعب الموقف واقرر ماذا سوف افعل؟ لأن في ذلك الوقت كانت دماء شهداء سبتمبر لم تبرد بعد، والجرحى والمعتقلين في الزنازين وقراري سوف يشهد على مبادئي وكلماتي التي اكتبها، إلا انني مددت يدي بالسلام وانا اشعر بإن كل ما اؤمن به يتهاوى ولم تكن تلك المرة الأولى فهي اساليب النظام الذي يتبعها في عدم اتاحة فرصة للتفكير في الموقف والمباغتة بدون وجه حق من حيث لا تعلم، فهو صراع مستمر يتم فيه التفنن في المواقف من حيث الهائك تارة و اشغالك حسب ما يتطلب الموقف و مجريات الأحداث.

على الرغم من ان مهارات الكتابة تنقل الواقع للقارئ إلا انه يبقى ردة الفعل على ارض الواقع تختلف من حيث الايقاع وزوايا الأحداث بشكل مستمر، فقد تكون ابطأ بشكل متعمد، لذلك تم الاعتماد على التعبير عبر الكتابة الذي يتسم بالوضوح و الموضوعية أكثر من الكلام مع انني اؤمن بإهمية الكلام و المناظرات و شرح وجهات النظر و لكن عندما يتحول الحوار مع من حولك بطريقة الى جدليات بيزنطية ومغالطات ليس لها معنى تصبح الكتابة هي الملاذ.

سوء تقدير

و انت تقلب دفاترك القديمة لمعرفة وجهتك و التغييرات التي طرأت عليك ، تراجع المواقف المؤلمة التي تم فيها اتخاذ قرارات خاطئة لزمت فيها الصمت وهو شيء غير مقبول ولا معقول، تجد ان الكلمات اصبحت لا معنى لها ولم يعد للكتابة جدوى باعتبار ان الماضي يقبع خلف ظهرك و كيف يمكن ان نتصالح مع الماضي دون النقاش و التحدث حول مجريات الاحداث والاسباب والمسببات التي أدت الى النتائج.

وحتى نجد الحلول لابد ان نفهم كيف يتم خداعنا والتلاعب بنا للانزواء والبعد عن ايجاد افعال موازية للاحداث التي تدور،كيف يمكن ان تكون على علم بإسم كل شهيد/ة سقطوا في احداث سبتمبر و الجرحى و لا تتحدث عن الموضوع بل يدور النقاش حول خلافات تافه لا معنى لها ، كم هو مؤلم ان تخذل أناس كانوا ينظرون اليك على انك نبراس في الفهم و المعقولية و تتصرف بمنتهى الاستخفاف و تتداول اقوال سخيفة و تلهي من حولك بالاكاذيب المبررة مسبقاً و يصبح اي حوار او نقاش و كأنك تصطدم بجدار اصم لا يسمعك او يتحدث معك.

كيف يمكن ان نتحامل على القتل الشنيع و نستفز انسانية و وجدان الثكلى بالكلمات الجارحة و تسقط المعايير بشكل مدوي، سقوط الصوت في زمن القتل ، و سقوط العدالة في زمن العبثيات و الالتواء و التواطئ.

لم نكن نشعر وبشكل متعمد اننا داخل حلقة تدور بنا و من حولنا اختلطت المسميات وتم تزييف الحقائق وزراعة الشك فبدون ذلك لا يمكن إلا ان تحول الانسان الى حيوان ناطق لا يشعر بما حوله و لا يتفاعل مع الاحداث ولك حصرية كتابة المقال بصدق فأنت الشاهد على ما جرى بعد التأكد من الخروج الآمن فكل شيء سار وفق الخطة حتى الوصول الى قرار مجلس الأمن الدولي… فأي كلام سوف يفيد بعد ذلك.

اين النقطة التي سوف تحدث الفرق بعد ان تكتشف ان الكل يكذب عليك و لا احد يقول الحقيقة و حتى من يقول الحقيقة لا تستطيع ان تصدقه،فهذه المحاولات المتعددة لشل الفكر و ايدي الكتاب و تركيعهم حسب التوجه العام للاحداث و تغييب للحقيقة فلا دليل اكثر من ذلك، لا يوجد دليل على المحاباة و الدسائس اكثر من ذلك.

المفاهيم المغلوطة الواحدة تلو الإخرى استعرت بالخيال و اصبح الوهم حقيقة و الحقيقة زائفة و لا تثق في احد ولا حتى في نفسك، وان لا تعرف اكثر مما يسمح لك ان تعرف، وتكتشف الثقة في الارقام والاسماء فهذه حقيقة واضحة وضوح الشمس، وانه تم الثأرمن مقتل الاخوان في رابعة بأحداث سبتمبر و كيفما كان هناك القتل يمكن ان يكون هنا، و اتركوا لنا مهمة لعب الادوار و خلط الاوراق و اقتباس الحِكم من الاقوال المأثورة و الشخصيات المؤثرة و سوف تقتنعون بأننا اشرف و انزه من وطأت قدماه الارض.

ابو العريف او المنظراتي هو مصطلح متداول في المجتمع السوداني يعمد الى هذا الشخص المعرفة المغلوطة او السطحية و التي قد تكون صحيحة لكنها معكوسة و الغرض منه تحوير الحوار المفيد الى مهاترات و خلافات شخصية لا تتسم بالموضوعية و طالما يمكن التحكم في محيط من حولك و الاماكن التي تذهب اليها يصبح من السهل معرفة كيفية تداول الاخبار و اطلاق الشائعات و التحكم في الاحاديث المنقولة.

و بالنظر الى اقرب التوجهات السياسية الشبيه بالاوضاع في السودان سوف تجد ان الاردن و السودان وجهان لعملة واحدة يتم فيها التعامل مع المواطن و الاحداث وفق ملفات امنية يتم فيها دراسة متأنية و بالتالي كل من الضحية و الجلاد و المجتمع و الاعلام ينظر الى حدث محدد ولكن لكل منا قراءته الخالية من الحقيقة والمعقولية ومن هنا نستقي معلومات من مصادر لربما تكون امنية فيسهل خداعك والتلاعب بك، و مع عدم اللامبالاة و التساهل إزاء القضايا الحقوقية يسهل تلفيق التهم و التلاعب بالافكار وتحديد توجهات الكتاب وابطاء دورة الحياة والعمل فمن في يده القدرة على تعلم اساليب مثل هذه حتى و ان كانوا شباب؟!

ولربما ان هذا المقال سوء تقدير !!

Published: 28 October,2014 | Comments: 0

تعالوا نتكلم عن عدم المساواة: قصة إمرأة تعلم نفسها بنفسها

وقع الاختيار في يوم “التدوين الفعال” على موضوع “تعالوا نتكلم عن عدم المساواة”، كونها حق أساسي للجميع سواء من خلال فرص التعليم أو العمل أو العلاج المطلوب أو حتى على مستوى السياسات والمشاركة الفعالة من خلال الوسائل المختلفة.

قصتي مع التعليم الجامعي هي قصة كل إمرأة تحاول تعليم نفسها بنفسها وقد تكون هناك قصص أكثر إصرار وتحدي ومأساوية من قصتي، لكن الفرق انه من خلال التدوين أستطيع أن أكتب قصتي ليقرأها الجميع وهي مهارة قد لا تحظى كثيرات فرصة الحصول عليها و تعلمها. ففي المجتمعات التي تعاني من سوء الاوضاع الاقتصادية وعدم الاقتناع بأهمية التعليم في محاربة الجهل ورفع الوعي ومستقبل افضل للجميع تعاني المرأة من اجل الحصول على التعليم. فمن البديهي والطبيعي انك/ي بعد التخرج من الثانوية العامة تنتقل مباشرةً الى المرحلة التالية وهي الدخول الى الجامعة و لكن ذلك لم يحدث معي.

Blog Action Day

فالتمييز بيني وبين اخوتي بدأ من هنا و لأنني مختلفة صعبة المراس ولدي حب المعرفة في فترة طفولتي ومراهقتي وجدت العائلة انني مصدر عدم ثقة وبالتالي إذا دخلت محيط الجامعة يمكن ان أنحرف لأنني سهلة الاقناع او بمعنى آخر “نجمي خفيف” وسريعة التأثر بما حولي في ذلك الوقت. والسبب انه كانت لدي الكثير من الاسئلة التي إحتاج الى الحصول على اجابات عنها.

و بعد رجوعي الى بلدي الأصل السودان حاولت التسجيل في الجامعة إلا انني لم استطع التغلب على الصعوبات من سوء المواصلات وبعد مكان الدراسة والتكاليف، فإضطررت إلى ترك الجامعة وإتجهت إلى مجال العمل الذي يحتاج إلى جهد مضاعف وإثبات مهارات أعلى، سيّما وأنني لا أحمل شهادة جامعية. وبالرغم من أن هنالك الكثير من الشباب/ات يحملون شهادات ولا يلتحقون بوظائف في مجالهم، أشعر بالأسى والحزن انه يصادفني يومياً في المواصلات هؤلاء الشباب/ات الذين يحملون أوراق شهاداتهم ويبحثون عن وظائف، شاردي الانظار وعابسي الوجوه، فلا يسعني الا ان اواسيهم بهذه الكلمات علها تكون أمل حتى يجدون ما يحلمون به.

و لا يقف عدم المساواة عند هذا الحد بل حتى سائقي الحافلات والامجاد الذين يكابدون غلاء اسعار المحروقات و هم يعولون ابنائهم و بناتهم و لا يخلو بيت من طالب في المدرسة او جامعي، أما الكماسرة (صبي تحصيل اجرة المواصلات) و التي غالباً ما يكون قادماً من الارياف الى المدينة لجمع مبالغ مالية يرسلها شهرياً الى أهله مضحياً بمستقبله في سبيل اسعاد اسرته، و في المقابل نجد السيارات الفارهة و من يدفع ببزخ لطبقة محدودة من المجتمع، و في ظل الاحتكار يتم الاستحواذ على ثروات البلاد و العائدات و انتشار الجبابات الحكومية.

و نجد ان المرأة السودانية العاملة تكابد الأمرين من ست الشاي التي تجلس على الطرقات تستظل بأوراق الشجر الى بائعات الكسرى و الفول أعانهن الله على حر الصيف و برد الشتاء و كل ذلك لمواجهة و سداد جزء من متطلبات ضرورية يومية يمكن ان تكون سبب في طرد ابن/ة احداهن من المدرسة ، و حتى الموظفات نجد انهن لا يحصلن على امتيازات التدرج الوظيفي إسوة بالرجال و بطرق ملتوية فالمجتمع الذي يمتاز بالتسلط الذكوري و الهيمنة لا يتقبل ان تكون المرأة أعلى منه شئناً و وظيفياً.

و بالرجوع الى تحصيلي التعليمي لقد تخرجت من المدرسة الثانوية قبل خمس عشرة عام، كنت أحلم وقتها ان اصبح دكتورة و اكتشفت انني مريضة بأمراض مجتمعية تحول بيني و بين التحصيل الاكاديمي، إلا ان الشيء الذي ساعدني هو الدورات التدريبية في مجال الدعاية و الاعلان و من هنا بدأت بكل عزيمة و اصرار على ان امشي في مشوار التحدي، في بيئة لم تكن تشجع وقتها عمل الفتاة كمندوبة مبيعات و ينظر لها نظرة دونية، و صدقاً اقول لقد جربت جميع انواع الاعمال الممكنة و غير الممكنة في التنقل من وظيفة الى اخرى اشعر فيها بعدم الرضا او القبول، اما المرأة في الأرياف و لقرى فمعاناتها لا تقارن برفاهية التحديات التي تواجهننا.

و كان لابد ان ابحث عن فرص تعليمية أخرى تناسب وضعي المختلف، فشهادتي الثاوية لا يمكن قبولها لدى الجامعات وليس السبب ضعف المعدل بل على العكس كانت معدلاتي مابين الممتاز و الجيدجداً و لكن قد استوفت سنين القبول لذلك اتجهت الى التعليم المفتوح و الذي يُمكن الدارسين/ات من التحصيل الاكاديمي من خلال التعليم الذاتي و العمل الوظيفي و ايضاً ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون صعوبة التحصيل الإكاديمي بسبب عدم توفر بيئة تعليمية مناسبة لهم/ن في السودان ، و على الرغم من ان المناهج التعليمية دسمة في التعليم المفتوح إلا انه يتميز باستخدام الانترنت في حل التعيينات وهو شيء كنت ابرع به على الرغم من سوء خدمات الانترنت و العقوبات التقنية المفروضة على السودان.

أنا الآن لم يتبق لي سوى إمتحان واحد أخيراً و لذي سوف اجتازه بعد شهر انشاءالله وأنا انظر الى هذا المشوار الصعب أجد ان هناك من كان سند و دعم لي سواء بكلماتهم/ن او بالقرارات اللاتي اتخذنها، و منهن والدتي التي عادت الى تحصيل تعليمها ايضاً و اخواتي اللاتي كافحن و كن اكثر صبر مني في الاصرار على إكمال دراستهن و الى جدتي رحمها الله و التي كانت دائماً ما تنصحني و لم تيأس على الرغم من عدم تقبلي نصائحها التي افتقدها الآن ، و الى جميع من حاولن و حاولن و لم يستسلمن إلى كل من يشعرون بعدم المساواة و التمييز.. البديل ان لا تيأسن و الحياة مستمرة.

Published: 17 October,2014 | Comments: 0

كلنا ضد التطرف

كلنا ضد التطرف و نكره التطرف و بقدر كرهنا له نقع فيه، ان للتربية و التعليم اثر كبير في التعصب و التوجه نحو تعقيد الاسلام و صبه في قالب الجنة و النار و على وجه الخصوص الدول الاسلامية ذات التوجهات المتشددة، إلا ان صناعة متعصب أمر في غاية البساطة بالقدر الذي يمكن ان تغرس فكرة صغيرة في رأس طفل يتعلم في المدرسة انه اذا لم يترك الاشياء السيئة و الذنوب الصغيرة فلا يمكن ان تقبل له صلاة و ان الله لن يحبه و لن يقبله لأنه لا يستحق المسامحة او التقرب الى الله بكل هذه الذنوب، ويصبح التعصب ليس حكراً على الدين بل نتعصب لرأينا و نتعصب إزاء قناعاتنا و حبنا لطرف ما او كرهنا للطرف الآخر.

و خطورة المجتمعات الاسلامية المتطرفة تكمن في انها خفية و غير واضحة كما انها تستطيع ان تضع أقنعة مختلفة سواء أكان التقوى، الزهد او حتى قناع العولمة و الحداثة و ايضاً الروح الشبابية لذلك تستطيع اصطياد شخصياتها بسهولة و قد تكون الاسباب مختلفة فإزاحة شخصيات بعينها باسم الدين هو شيء ليس مستغرب على المجتمعات الاسلاموية و خصوصاً من نصبوا انفسهم اوصياء على افراد المجتمع من الشباب/ات.

و صناعة الاسلامويين/ات هو فن المجتمعات العقدية او العنقودية التي تستطيع تأطير الشخصيات المؤثرة في أدوار معينة و بالتالي يسهل وضعها في مواقف الصدارة او ازاحتها من الساحة حسب السياسة المتبعة، المجتمعات التي تؤمن بإن الدين سياسة تأخذ اطباع و انماط مختلفة وهو ما يكرهك أكثر في الدين وهم بذلك يخدمون و يساعدون السياسات الخارجية و المؤامرات التي يدعون ان الاسلام يواجهها وهم أول من يصنعوا استيراتيجيتها.

Against extremism

لي تجربة شخصية مع التوجه الاسلامي من بداية تعليمي الى عملي و قد كانت تجربة مازلت اعاني تبعاتها الى الآن ما بين التطرف و التعصب و مابين الوسطية و الانفتاح على الافكار المختلفة في العالم، و بغض النظر عن حسن نية الفاعل فمن الصعوبة انتقاد الذات و خصوصاً في المجتمعات التي تقدس الشخصيات و تميل الى التأليه و تبني فلسفة انك منزه عن الخطأ، و على الرغم ان برامج هذه المجتمعات تحاول ان تبعد الشباب ظاهرياً عن المجموعات المتطرفة إلا انها اكثر من يدفع و يغرز الافكار حول التوجهات الاسلامية المتشددة فهي أفكار مفخخة و هنا ايضاً تكمن مسؤولية المجتمع و الاهل في المشاركة لتطويع الافكار و تركيعها رغماً عن الشباب و الرغبة في الاحتواء أكثر من التفهم و تشجيع الابداع و الابتكار و التعاطف ، أما المجتمع فتحت غطاء المحافظة على الاعراف و التقاليد تنتهك تقاليد الاسلام و الانسانية ثم يأتي التبرير بضرورة الدعم و التمويل في الحروب ضد طرف ما، و ذلك ليس بالتأكيد شيء سيء بل على العكس تماما لكن الى اي حد يتم استخدام هذا التمويل كغطاء لمصالح دولية في دول تعاني من الفساد و عدم الشفافية و الاتجار بالسلاح و البشر و مشكلة بطالة و ازدواجية المعايير.

لماذا الاسلام الى الواجهة حالياً؟َ!!

لم تكن داعش البداية .. فالاسلامييون يفكرون في السلطة و السياسة منذ عقود و الدين السياسي متعارف عليه منذ عقود و لكن الرغبة الملحة للاسلامييون في المشاركة السياسية و فرض هيبتهم على المستوى الدولي و التي لم يتمكنوا منها دفعتهم الى القتال و ذلك ليس مبرر لكن بما انهم لا يدركون ان توجهاتهم الفكرية المتطرفة هي ما تبعدهم عن المشاركة يصبح الحديث عن المعتقدات التي يتبنونها امر مهم.

و في استهلاك غير عادي لكل الطرق الرديئة التي يقوم بها ائمة المساجد في خطب يوم الجمعة لن يكون هناك وعي حقيقي بروح الاسلام و سوف نجد اسلاميين/ات غير مسلمين/ات بإخلاقهم و تعاملاتهم، فإلى الان هناك من يعتقد ان تشغيل القرآن فقط يكفي لهداية شخص ما!!

الاعلام السوداني غير قادر على مواجهة خطر التطرف و التعصب و الاعلام العربي ككل فهو من يدعو الى التعصب و التشدد و نبرهن على ذلك بالنظر الى حرب الخليج و من ثم العراق و اخيراً الحرب على داعش كل ذلك يكرس الى مزيد من التعصب فإين مساحة السلام و الحرية و الديمقراطية.

و نشهد الان انتقال ساحة هذه المعارك الى مواقع التواصل الاجتماعي حيث تم استخدامها لمزيد من التعصب و التطرف و تصفية الحسابات و تجنيد الشباب/ات الى صفوف متباينة أما مع او ضد، نعم نحن ضد التوجهات القبلية و العصبوية و التشددية اياً كان نوعها، و كيف يمكن ان يتم توجيه المرأة نحو التوجهات الاسلامية بشتى الطرق دون ان تشعر لإنها الحلقة الأضعف و ليست المرأة فقط و انما الرجل كذلك.

يبدأ التعصب و التطرف في المجتمع السوداني منذ تربية الطفل الصغير على الوصمة،الوصمة أما نفسية او اسمية او حتى جسدية تختلف حسب الغرض منها و يقصد بها الإذلال و الخضوع للإوامر و السلطة و لا يجد المجتمع حرج من تداولها فهو معفي من ان يتساءل لماذا يطلق هذه المسميات التي تتوارثها الاجيال بعد ذلك و لا يتوقف على الاطفال بل حتى الشباب/ات و الذين يتعرضون للاذلال بوسائل شتى تصل الى حد التسريق او التجريم او حتى تعرضهم للاعتداء او التهميش و في احياناً يجد الشخص نفسه أمام قهر نفسي يتعود خلالها على عادات شاذة تكبر معه و يصعب عليه التخلص منها و الغرض من وصمهم هو كسر دواخلهم و بالتالي الانصياع للمجتمع الأبوي و الذكوري، و إزاء الخجل و المجتمعات الصامتة يصعب على الشخص الافصاح عما يعنيه، كما ان الذهاب الى المريض النفسي يعد هو كذلك وصمة أخرى يعزله فيها المجتمع من المشاركة وهو ما يقود الى حق عدم التمييز … فكيف لا نصنع بعد ذلك تطرف و تعصب بل نحيون الانسان !!

و يجب ان تفهم انه لا يمكن ان تفرض سيطرتك على انسان كرمه الله بالعقل و تحجر على فكره حتى ينتمي الى ما تعتقد به لإنك ترى فيه مخرج لك أو دعاية لفكرك المتقد و دهائك الابداعي في قدرتك على توجيه الافكار و تغيير الناس الى التوجه الاسلامي فإنت تخلق بذلك شخصيات مشوه تضع قناعك لا معتقداتها و ما تؤمن بها.

Published: 9 October,2014 | Comments: 1

سد النهضة بلاهة فكرية

تعاقب على اشكالية سد النهضة عدد من الرؤساء في كلاً من مصر و السودان و اثيوبيا ناهيك عن عدد الخبراء الذين تسلموا هذا الملف على مر السنين، و على الرغم من ذلك مازال موضوع سد النهضة إشكالية قائمة، و يحتل حيزاً من المؤتمرات و الخطابات و المباحثات بين الدول الثلاث دون التوصل الى اتفاق يذكر. و على ما يتبين من الخبراء ان سد النهضة ينذر بأزمة مياه مستقبلية تكاد تسبب أزمة سياسية بين البلدان الثلاث او على اقل تقدير قد اقتلعت مساحة نقاش يمكن المساومة عليها و التوصل الى حل يرضي جميع الاطراف، إلا ان اثيوبيا ماضية قدماً في بناء السد ولا تلتفت الى ما اذا تم ايقاف التمويل أم لا، و ماضية ايضاً في المحادثات بين البلدين مصر و السودان.
سد النهضة
هل تعني النهضة بالضرورة بناء السدود و الذي يختلف عن عصر النهضة حيث الثورة الفكرية في أوروبا، عندما كانت النهضة جسر نجاة و ليس سد مانع و عازل للافكار عبروا به من العصور الوسطى حيث الجهل و الظلم و التخلف الى العدالة و الاستكشاف و روح المغامرة و التجديد. الثورة الفكرية لعصر النهضة بعد هيمنت الدين على الدولة و استباحت الأرواح و النساء كان لابد من مخرج الى فكر جديد و مغاير عن النهج الإستلابي ، أما في عالمنا العربي فقد توالت افكار النهوض بالأمة العربي عقلياً و روحياً إلا انها تكللت بالفشل لإرتباطها بالمشروع القومي، أما النهضة الحضارية فقد شهدت الدول العربية و الافريقية المباني الزجاجية و ناطحات السحاب ذات الوان الكلادن البراقة .. أليست هذه نهضة ؟َ
هل رأيت
أما النهضة الثقافية التي ما فتأت تستبرأ النهضة الحضارية و يكال لها بمكيالين حيث لم تجد لها وجيع منذ مؤسسيها و على الرغم من الاختلافات الفكرية التي لا تعبر عن جوهر مضمون كلمة (نهضة) نجد ان بعض الاسلامييون وجدوا ضالتهم في هذا الفكر بحيث تم قولبته بالشكل المريح لأفكارهم و الذي يتسع لعمليات التنميط و التسخير من ترهيب و ترغيب، و لا يمكن بالطبع ان نغفل النهضة الدينية التي تتجدد كلما دعت الحاجة و لها رواد و اتباع كما ان لها جذور و فروع و قد تم تأليف و كتابة عدد كبير من الكتب و تبني مشاريع شبابية لصناعة قادة النهضة و بعدها يكون السؤال لماذا اخفقت النهضة ؟!!
أننا نعيش في حرب غير معلنة على الافكار و التوجهات و محاكمات علنية و اخرى خفية إزاء نوع من الهيمنة على كل الممكن و المغالطات، و من بينها ان زمن العصامية قد ولى و ان الشخصيات الناجحة و المؤثرة هي نتاج فكر مؤسسي سواء أكان ذلك عن قصد أو دون ذلك، و اذا ما تمحصنا هذه الافكار الترابية الى حد كبير و التي لا تثبت على حال و قابلة للتغيير و التشكيل نستطيع ان نجزم بإن زوالها هو الحل الى وجود كيان و افكار جديدة بعيدة عن فكرة تركيع الانسان . يواجه الشباب/ات العربي و الافريقي تحدي كبير ليس في فرض رؤيته و لكن في التخلص من استراتيجية ما يسمى بالحماية الفكرية بفرض الوصاية الأبوية و العقلية وهو شيء مهين للتجارب التي تعلم منها الانسان كيف يختار طريقه و يتعرف الى ذاته و استكشاف قدراته و مشاعره. هذا الكم من الخوف الذي يتم مواجهته بالتجسس و التسلط لهو نتائج وخيمة في المستقبل القريب و ليس البعيد وعلى سخرية القدر قد ترون ان النتائج بعيدة المآل إلا ان الشواهد و تطور الاحداث و العصور تقول ان الاشياء اصبحت اقرب مما يتصور البعض أو يتوهم على الاقل. السودان أحد الدول التي سوف تتأثر من سد النهضة و تعاني من قلق مستمر يجعلها تتابع الانشطة الشبابية و الاحزاب السياسية فهي قريبة الى الحد الذي تتصور انها بعيدة عن الاحداث الخارجية و منكفئة على مشاكلها الداخلية بل قريبة بالقبضة الحديدية على اي تطورات او احداث بالشكل الذي يمكن ان نجزم انها طرف في اي حدث يدور داخل البلاد او خارجه. و في ظل انعدام الشفافية و اتاحة المعلومات و انتشار الشائعات و مابين مجتمع مغيب تارة و مسير تارة أخرى يجد الشباب/ات انفسهم في سد النهضة البوابة التي تحتجز الأفكار خلال مواسم الامطار و تسمح بتسريب المعلومات التي تخدم مصالحها و اغراضها.

Published: 30 August,2014 | Comments: 0

شغف الكتابة يقتلني

كنت قد فقدت ايماني بالكتابة، فما بين الإمتلاء و الزخم و تزاحم الأفكار تحولت الى حالة الخواء الفكري ، بل أشبه بالسفر الى عالم ليس بعالمك و الى أفكار ليست أفكارك. أن تؤمن و تكتشف ان الايمان لعبة سياسية هو أمر غير مألوف، لن تحلم أنك قد وجدت قلم تشتكي إليه همومك، الآمك و طموحاتك قد تبدد، من الصعب ان نتقبل اننا فقدنا أصواتنا و قدرتنا على الكتابة حتى يصبح الشك و الخيبة هو الأمر الواقع.حقوق الإنسان و الدولة المدنية

أزمة جيل أصبح قدره ان يتخبط مابين اليقين و الشك، هل تعلمون انه من اصعب اللحظات على الانسان ان يفتقد ما هو جزء منه، لقد أدركت في وقت متأخر ماهية الأشياء و الأحداث، كما ان هناك اشخاص لم يستحملوا الأوضاع المأساوية و الانحدار الحقوقي ، فلم يقووا على الاستمرار و فضلوا الابتعاد و ترك الساحة و التواري عن الإنظار، و هناك ايضاً الكتابة الموسمية حسب الأحداث و المحفزات من حول الكاتب فهناك مواضيع تستثير شهية الكاتب للاندياح و هناك أوقات يجرجر فيها المدون جراحاته و تعاسة من حوله حتى يسطر أمل . ما ندفعه من أجل هذه الكلمات هو أكبر بكثير من ان يقال و خصوصاً من يدافعون عن الحقوق و ينتقدون المجتمع من حولهم، من أكثر الاشياء ايلاماً ان تتوقف عن الكتابة كمن تم منع الهواء عنه و من أسوء التجارب ان تفقد صوتك و ان لا تقوى على الدفاع عن نفسك إزاء مواقف اتخذتها يوماً ما، و ان يتم محاكمتك من قبل الجميع و اكثر من ذلك ان تتعرض للمضايقات و ان تشعر بالرعب و الخوف و انت تمشي في الشارع و بين الناس. أراجع المدونات القديمة التي كنت اتابعها و يحزنني من توقف عن الكتابة على الرغم من محتواها الملهم و المبدع الذي حفزني على الكتابة و الصبر، محتوى يزخر بكل ما هو مفيد من أحداث يومية و كلمات مشجعة يؤلمني بشدة أن شمعاتهم/ن قد انطفأت بسبب الظروف المختلفة ، و الظروف أمر واقع يجب ان تتعلم معايشته و استخراج الدروس و العبر أعلم ان الكلمات تتكسر أمام آهة من أم فقدت ابنها او ابنتها، ان الكلمات تنحي أمام الضعف و الجوع و السكوت. نجلد أنفسنا بأفكار ليست أفكارنا و معتقدات ليست معتقداتنا، و نتحمل خيارات لم تكن يوماً قراراتنا، و لكنه قدرنا الذي كتب علينا قد نستطيع ان نغيره و قد لا نستطيع لكننا بالتأكيد سوف نحاول علها تصدق الأيام معنا، لم اتوقف عن الكتابة في اسوء الظروف، و على الرغم من ذلك إذا كنت تعتقد أنك حر في أفكارك و كتاباتك فأهلاُ بك الى عالم الوهم، أنت لست حر و تخضع لأنظمة شمولية و مجتمعات تقود التفكير الجمعي، فالبعض يخاف من الكلمة و  تعتقد انه من الكثير أن نكتب ما نعانيه و انك مهدد للأمن القومي، هل من المنصف أن تسطر كلماتك انت عوضاً عن مشاكل و هموم الشباب/ات؟!! هل تعتقدون بإنه من الأفضل التوقف عن الكتابة و الصمت؟ّ

Published: 19 August,2014 | Comments: 0

Plugin from the creators ofBrindes Personalizados :: More at PlulzWordpress Plugins