arablog.org

سودانية ثائرة

اليوم العالمي للمرأة عثرت القيل و القال

نحتفل هذه السنة باليوم العالمي للمرأة و مازالت الدول النامية تحبو كطفل كسيح لإنتزاع حقوق المرأة السودانية و مازالت المرأة السودانية تعاني تحت وطأة الظروف الاقتصادية، تقاليد و أعراف المجتمع بالإضافة الى المفاهيم الخاطئة للدين.
أتمنى أن تزول قريباً و أن نحتفل بمساواة كاملة بين الرجل و المرأة في الحقوق و الواجبات، و لا أخفي عليكم أنني متشائمة بعض الشيء بسبب ما آلت اليه الظروف الآن من تهميش و عدم توفر فرص العمل، أكتب الآن هذه الكلمات و أنا أعاني .. نعم أعاني من العطالة و الظروف الاقتصادية و نظرت المجتمع لكل ما هو مختلف.
أنظر إلى مستقبل المرأة السودانية و هي تعمل و تكافح و لا تحصل على التقدير الكافي و لا تستطيع إعالة أسرتها و مع ذلك يحملها الرجل فوق طاقتها و يكيل لها المجتمع بمكيالين فكيف هذه العدالة سألتكم بالله أجبوني؟!!
و على الرغم من ذلك مازلت أتطلع الى مستقبل مشرق و إلى إرادة من حديد لإن الكلمات فقدت معناها يوماً بعد يوم و نحن ننحت في الصخر، و مازلنا لا نحرز اي تقدم على جميع الأصعدة، فعلى الرغم من كل ما نراه من شوارع معبدة و مباني تزداد إلا أن البنى التحتية سيئة و الخدمات الصحية و الاجتماعية و الأنشطة المتعلقة بالمرأة معدومة.
وهو ما لا استطيع فهمه فنحن في دولة نسبة الأمية فيها مرتفعة و أمية المرأة أكبر و مع ذلك نصطدم يومياً بتصريحات غير مسؤولة للمسؤولين و التي تخالف الواقع و لا ترتقي إلى احترام عقلية القارئ/ة .
و أريد أن أحُيي في هذه المناسبة مبادرة تأنيث الخطاب العام بوضع تاء و ياء التأنيث في الكتابة وهي مبادرة كنت قد أطلقتها قبل سنتين تقريباً و قد لاقت صدى من النخب المفكرة و لا أريد الدخول في جدال بيزنطي عن أهمية تأنيث الخطاب العام.
كما أود أن أقف أجلالاً و إكراماً لتلك النساء في جميع ربوع بلادي و في المهجر الذي يعانون تحت وطأة الحرب و الغربة و قسوة الأيام، بالإضافة الى جميع النساء اللاتي يعانين بصمت في ظل أزمات الربيع العربي ، و نساء العالم قاطبة لابد من إنجاز ما نؤمن به و المتابعة لإنه السبيل الوحيد للخروج مما نحن به على صعوبة الوضع.

Published: 8 March,2015 | Comments: 0

المرأة “لو بقيت فأس ما بتشق الراس”!

أحد الأمثال التي تكرس العنف ضد المرأة و يرددها مجتمعنا ان (المرأة لو بقيت فاس ما بتشق الرأس) ومعنى المثل انه مهما تعلمت المرأة واعتلت مناصب في النهاية لن تفعل شيئاً، وهو مثل تعجيزي لمقدرات ومؤهلات المرأة التي نراها تصارع من أجل البقاء واعتلاء منصة اتخاذ القرارات.

إلا ان القهر والحرمان يكبلان المرأة ويحرمانها أبسط حقوقها في الحصول على التعليم والعمل والأسرة. تعاني المرأة السودانية في شتى مستويات الحياة فها هي العنوسة والطلاق يسجلان اعلى نسب في المجتمع و الأهم من ذلك الحرمان العاطفي والأذى النفسي من احباط وعدم وجود انيس يقض مضاجع الفتيات ويعتبرها المجتمع من المحرمات، ناهيك عن الحرمة الدينية. وأنا اتحدث عن الصداقات العفوية بين المرأة والرجل التي دائماً ما ينظر إليها بأن الشيطان ثالثهما ونقف هنا عند المفاهيم التي يتم زرعها في الفتاة منذ الصغر و تجد نفسها في صراع مستمر بين ما تؤمن به و بين ما تواجهه في حقيقة الواقع.

العنف ضدي

في خضم الصراعات السياسية والإجتماعية نجد المرأة تواجه ظلم المجتمع وانها ضحية على الرغم من محاولاتها المستميتة للدفاع عن نفسها أو الثورة على العادات و التقاليد التي تنتقص من كرامتها، و ليس لذلك اي علاقة بالدين الإسلامي فالإسلام كرم المرأة وإن كان هذا الكلام المستهلك الصحيح لا علاقة له بالتصرفات وما ينتهجه المجتمع الذي إما يكون متطرف دينياً وبالتالي فهمه للاسلام خطأ أو لا يعلم عن كرامة المرأة سوى هذه العبارة، وحتى لا نسوق المبررات إلا الإفرازات السالبة للمجتمع تظهر في انه يفرغ غضبه على المرأة لإنها يعتقد انها ضعيفة لا حول لها و لا قوة.

تواجه المرأة في دارفور تحديداً انتهاكات جسيمة و تحديات تثقل كاهلها إلا انها لم تستسلم فهي تكافح و تناضل من أجل البقاء و الإستمرار و ابان الاخبار التي تتردد حول الإغتصابات التي طالت نساء من تابت نجد ان هناك ما بين مصدق و مكذب لهذه المزاعم، كان الدور الذي تقوم به يوناميد مصدر انتقاد من أهالي المنطقة و الحقوقيين/ات في انهم لم يتدخلوا لإيقاف العنف الذي تواجهه المنطقة و لم يحركوا ساكن على الرغم من ان وجودهم استيراتيجي كان من الممكن ان يقلل الصراع و ان يلعب دوراُ مهماً ، و بالرجوع الى استقالة الدكتورة عائشة البصري الناطقة السابقة  بإسم بعثة حفظ السلام (يوناميد) و الأمم المتحدة بأقليم  دارفور و التي اتهمت  فيها  يوناميد بالتستر على الجنجويد و إخفاء حقيقة الانتهاكات التي كانت تدور هناك عن الأمم المتحدة، و على الرغم من نفي الأمم المتحدة هذه الاتهامات إلا انها اشارت في تقاريرها الداخلية عن تغاضي يوناميد و تساهلها اتجاه الانتهاكات وهو ما يعد خرق لحماية المدنيين /ات هناك.

Beijing20Logo165x200ar png

لقد عانت المرأة في العمل في مختلف المهن في السودان و صور معاناتهن تدني الجبين، فخالتي انسانة بسيطة لم تكمل تعليمها الابتدائي تركها زوجها و هاجر للاغتراب تاركاً لها اربع بنات و اغتراب المزارعين و الرعاة في السودان احد اكثر الأمور شيوعاً حيث يتم استقدامهم لدى دول الخليج وهو ما يكرس الى عدم تطوير المهارات و التوقف عن النمو في جميع مراحل الحياة و قد يغيب الأب لسنوات طويلة تصل الى اكثر من عشر سنوات دون زيارة واحد لإبنائه فيتركهم صغار و يجدهم قد صاروا رجال وهو ما يعقد من الظروف الإجتماعية و النفسية للاسرة، و اضطررت مثلها مثل آخريات للبحث عن عمل و في ظل ظروف اقتصادية سيئة عملت كعاملة في إحدى المؤسسات الحكومية تطبخ و تنظف حتى تستطيع ان تعيل و تعلم بناتها إلا ان الظروف كانت اقوى منهن و العمل ليس عيباً أيا كان نوعه،إلا ان العاملات من الفئات المتدنية لا يحصلن على حقوقهن كاملة و يتم انتقاص أجورهن فالعلاوات ضعيفة و القروض و الأقساط التي يتم استحقاقها لمن هم أعلى السلم الوظيفي أولى بها من يحتاجونها حقيقة و هن اصحاب الرواتب المتدنية، بالإضافة الى حرمانهم من الخدمات و الحوافز التي يتحصل عليها غيرهن، و لي مأخذ على الإعلام الإلكتروني السوداني عدم اهتمامه بمثل هذه القصص على اعتبار الإستثناء اصبح القاعدة العامة فالعاملون و العاملات في جميع انحاء البلاد يعانون وطأة الظروف الاقتصادية و السياسية.

 

Published: 29 November,2014 | Comments: 1

شغف الكتابة يقتلني

كنت قد فقدت ايماني بالكتابة، فما بين الإمتلاء و الزخم و تزاحم الأفكار تحولت الى حالة الخواء الفكري ، بل أشبه بالسفر الى عالم ليس بعالمك و الى أفكار ليست أفكارك. أن تؤمن و تكتشف ان الايمان لعبة سياسية هو أمر غير مألوف، لن تحلم أنك قد وجدت قلم تشتكي إليه همومك، الآمك و طموحاتك قد تبدد، من الصعب ان نتقبل اننا فقدنا أصواتنا و قدرتنا على الكتابة حتى يصبح الشك و الخيبة هو الأمر الواقع.حقوق الإنسان و الدولة المدنية

أزمة جيل أصبح قدره ان يتخبط مابين اليقين و الشك، هل تعلمون انه من اصعب اللحظات على الانسان ان يفتقد ما هو جزء منه، لقد أدركت في وقت متأخر ماهية الأشياء و الأحداث، كما ان هناك اشخاص لم يستحملوا الأوضاع المأساوية و الانحدار الحقوقي ، فلم يقووا على الاستمرار و فضلوا الابتعاد و ترك الساحة و التواري عن الإنظار، و هناك ايضاً الكتابة الموسمية حسب الأحداث و المحفزات من حول الكاتب فهناك مواضيع تستثير شهية الكاتب للاندياح و هناك أوقات يجرجر فيها المدون جراحاته و تعاسة من حوله حتى يسطر أمل . ما ندفعه من أجل هذه الكلمات هو أكبر بكثير من ان يقال و خصوصاً من يدافعون عن الحقوق و ينتقدون المجتمع من حولهم، من أكثر الاشياء ايلاماً ان تتوقف عن الكتابة كمن تم منع الهواء عنه و من أسوء التجارب ان تفقد صوتك و ان لا تقوى على الدفاع عن نفسك إزاء مواقف اتخذتها يوماً ما، و ان يتم محاكمتك من قبل الجميع و اكثر من ذلك ان تتعرض للمضايقات و ان تشعر بالرعب و الخوف و انت تمشي في الشارع و بين الناس. أراجع المدونات القديمة التي كنت اتابعها و يحزنني من توقف عن الكتابة على الرغم من محتواها الملهم و المبدع الذي حفزني على الكتابة و الصبر، محتوى يزخر بكل ما هو مفيد من أحداث يومية و كلمات مشجعة يؤلمني بشدة أن شمعاتهم/ن قد انطفأت بسبب الظروف المختلفة ، و الظروف أمر واقع يجب ان تتعلم معايشته و استخراج الدروس و العبر أعلم ان الكلمات تتكسر أمام آهة من أم فقدت ابنها او ابنتها، ان الكلمات تنحي أمام الضعف و الجوع و السكوت. نجلد أنفسنا بأفكار ليست أفكارنا و معتقدات ليست معتقداتنا، و نتحمل خيارات لم تكن يوماً قراراتنا، و لكنه قدرنا الذي كتب علينا قد نستطيع ان نغيره و قد لا نستطيع لكننا بالتأكيد سوف نحاول علها تصدق الأيام معنا، لم اتوقف عن الكتابة في اسوء الظروف، و على الرغم من ذلك إذا كنت تعتقد أنك حر في أفكارك و كتاباتك فأهلاُ بك الى عالم الوهم، أنت لست حر و تخضع لأنظمة شمولية و مجتمعات تقود التفكير الجمعي، فالبعض يخاف من الكلمة و  تعتقد انه من الكثير أن نكتب ما نعانيه و انك مهدد للأمن القومي، هل من المنصف أن تسطر كلماتك انت عوضاً عن مشاكل و هموم الشباب/ات؟!! هل تعتقدون بإنه من الأفضل التوقف عن الكتابة و الصمت؟ّ

Published: 19 August,2014 | Comments: 0

بدون رأي

منذ الثورة التونسية التي قامت عام 2011 تمدد الأمل الى باقي الدول بإمكانية التغيير التي كانت في الماضي ضرباً من الأوهام، و مع مرور الأيام اكتشف المواطن انه أمام دوامة من الصراعات التي عصفت بالمنطقة و إزاء التطورات المتسارعة كان لابد من استخدام كافة الأدوات و الآليات التي من شأنها تدمير الانسان أولا قبل تدمير البلدان والتاريخ.

لم يكن السودان بأفضل حال عن باقي الدول، وقتها عندما أخذتنا الحماسة وانتفضنا للتغيير و لم نلتفت الى جميع الأقاويل التي كانت تثبط من عزيمتنا، اذكر منها سؤال من البديل الذي يمكن أن يحكم السودان… وأن  في كل بيت مخبر يعمل لدى جهاز الأمن.

لم أكن على قدر من الوعي بمخاطر التغيير واذا ما كنت مدركة وقتها بصعوبة التغيير الا أنني قاومت بقوة وأنكرت ما تعرضت له من اقصاء وتهميش وذل باعتبار أنها ضريبة التغيير الذي ننشده من أجل مجتمع ينعم بالعدالة الاجتماعية بعيداً عن كل أشكال الفساد.

اعتقال الرأي العام

حلمنا بأرض المليون ميل و مع كل حلم يتكسر يولد حلم جديد، و مع كل معاناة و مؤامرة للاستغلال وتشويه الحقائق وتزييف النفوس كنا نصارع ونكابد الأمرين لكتابة كلمة .. لمعرفة خبر معتقل أو إيقاظ ضمير ميت أو جعل لسان أخرس ينطق صدقا … و في خضم كل هذه الأحداث تعالت الأصوات التي تنادي بالحرية، الديمقراطية و السلام و اصطدمنا بالعقول “الطوباوية”.

كنا نقرأ لأول مرة عن حقوقنا كمواطنين/ات .. كنا لأول مرة نستهجئ كلمة رأي … كانت أحزاب المعارضة من جهة والحكومة من جهة أخرى يتلاعبون بنا ويحاولون تسييرنا وفق اللعبة أو إبعادناعن الصراعات الطاحنة بين اليمين و اليسار.

كثرت الاسماء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) و التي ساهمت في التقاء الأفكار والشخصيات والتي كانت سلاحا ذو حدين حيث سهل رصد ومتابعة الناشطين/ات بل وتم زرع شخصيات وهمية وهو ما تم فضحه لاحقاً . ثم انتقلوا للتشكيك في نزاهة و ضمائر من ينادون بإسقاط النظام.

لم يكن هناك شيء واضح و لكن لم يتوقف الاشخاص عن متابعة الاخبار و اهتمام الجمهور المتعطش لمعرفة الحقيقة ولم يمنع نشر الشائعات التي تخدم المتآمرين و تدفعهم الى مزيد من الدسائس والضغائن التي يتم تداولها الثائرين من مواصلة مشوارهم.

كان من الصعب ان تثق في أحد في تلك الفترة وبات من الصعب  معرفة اذا ما كان الخبر صحيحا أم لا، كانت من أصعب الاوضاع على الاطلاق.  وما بين الهجمات التي يتعرض لها الناشطون/ات باستمرار من الدولة والمجتمع، والأوضاع المزرية التي تسببت فيها الحرب الاعلامية والنفسية إضافة إلى التنصت والاتهامات بالمتاجرة بإسم النضال وتشويه متعمد ومستمر كانت الحالة لا تطاق.

أما الإعلام السوداني فقد حاول تشويه صورة الناشطات والمثقفات بكل الوسائل المتاحة من البرامج الفكاهية الى الدراما التي تصور الناشطة معزولة عن المجتمع و في حالة انفصال عن قضاياه وهو كلام عار من الصحة تماماً، و الغرض من ذلك ابعادها عن المجتمع وترسيخ صورة سلبية لها في أذهان من حولها، ولا سيما وان الاعلام في بلادنا يكرس لمفهوم تعدد الزوجات والتبعية للزوج وعدم امتلاك للمرأة القرار والاستخفاف بعقليتها .

وسط كل هذا وجدنا الطريق الشائك المربك الذي يقود للتحرر من قيود الديكتاتورية، طريق التخلص من عادة الحكم على كل ما هو ظاهر  طريق يخلص المجتمع من كل ما يتعارض مع الفكر السليم وكل ما هو سائد. طريق يحرر المواطن السوداني من عملية تحويله الى حيوان عديم الرحمة يتاجر بالدين والأخلاق.

اسلام ابوالقاسم

Published: 29 July,2014 | Comments: 3

Plugin from the creators ofBrindes Personalizados :: More at PlulzWordpress Plugins