arablog.org

أوراق شبابية

قص شريط ورطة مسؤول

لم يكن من المعتاد ان نرى من يقص شريط افتتاح غرفة العناية المكثفة للأطفال بمستشفى محمد الامين بمدينة أمدرمان طفل و امرأة ، و لم تكن هذه المرأة إحدى المسؤولات بالدولة بل كانت إمرأة بسيطة و هي ست شاي (بائعة شاي) حيث ارتأى شباب و شابات شارع الحوادث ان تتقدم هذه البائعة التي جعلت من مقاعدها المهترئة مكان لهم/ن لإداء مهمتهم التطوعية التي كانت شبه مستحيلة.
لم تكن لهم قاعات مكيفة و لا مقاعد وثيرة بل آثروا الجلوس في الشارع يستظلون بالأشجار و يرتشفون القهوة من يدي ست الشاي عندما ينهكهم الجري و التعب لتوفير الأدوية لمن لا يستطيع دفعها من مرتادي المستشفيات، فكرة شارع الحوادث مبادرة شبابية بدأت قبل عامين و نصف تقريباً استطاعوا جمع أكثر من ملياري جنيه سوداني لإنشاء غرفة عناية مكثفة للأطفال.

مشروع غرفة العناية المكثفة للأطفال
هؤلاء الشباب/ات لم يمنعهم تقلب الأحوال الجوية من شدة الحر او هطول الأمطار، و لم تمنعهم مسؤلياتهم الأخرى كالدراسة او العمل من الإستمرار و المضي قدماً لتحقيق هدفهم و إنشاء هذه الغرفة بل لم تمنعهم إيضا من توفير الأدوية للمحتاجين/ات وهم يجمعون هذا المبلغ جنيه جنيه بأقل القليل كميزان صغير تم وضعه في الصيدليات لقياس الوزن.
و قد كان لافتًا الدور الذي لعبته مواقع التواصل الاجتماعي في جمع الاحتياجات حيث اعتمد هؤلاء الشباب/ات على مواقع التواصل الاجتماعي في التواصل مع المغتربين خارج الوطن و عرض الاحتياجات و جمع المبالغ المالية .
و قد كان لافتا للنظر ردود الأفعال المتباينة إزاء الافتتاح ما بين داعم و مآزر و فخور بما قام به هؤلاء الشباب بل و قامت معظم القنوات الفضائية على نشر القصة و تقديمها كنموذج إنساني رائع يجب الاحتذاء به، و ما بين رافض و مشكك حول الرمزية من وراء اختيار بائعة الشاي لقص شريط الافتتاح و ان لم يكونوا كثر فهي صحيفة وحيدة وجد رئيس تحريرها فرصة هجمة مرتدة لهذا العمل الذي لاقى استهجان واسع إزاء كلماته المريضة التي ينسف بها أهمية العمل التطوعي و العمل المضني الذي قام به هؤلاء الشباب/ات، و الذي لا يدعوا إلى الدهشة ان علمت ان هذه الصحيفة محسوبة على الحزب الحاكم و انها ترى في ذلك إلغاء لدور وزير الصحة و إحراج له عندما يتم استبداله ببائعة شاي لقص شريط الافتتاح.
و الحقيقية ان قص شريط اصبحت ورطة المسؤول و التي توضح جليا انهم و على الرغم من كل الشهادات التي يحملونها و الجعجعات التي نسمعها لم يستطيعوا سد فجوة انعدام الأدوية او توفير اطباء مؤهلين او رواتب جيدة لهؤلاء الاطباء او حتى البيئة المناسبة للعلاج فأغلب المستشفيات متهالكة و يقوم وزير الصحة بإغلاقها بينما مستشفيات وزير الصحة ذات الخمس نجوم لا يستطيع المواطن العادي تحمل تكلفت علاجها الباهظة.

Published: 29 May,2015 | Comments: 0

و عادت ريما لعادتها القديمة

و عادت ريما لعادتها القديمة كم هو محبط العودة الى الوطن و الى الشقاء اليومي من مواصلات و متطلبات المعيشة اليومية و ذلك بعد سفر ليس ببعيد.

لقد أدركت و انا في تونس اثناء الدورة التدريبية للمدونات العربية، كم نحن غرباء عن أوطاننا و كم نحن تعساء … نعم تعساء و ذلك حسب آخر احصائية و تقرير حيث جاء السودان في المرتبة الثانية لأكثر شعوب الأرض شقاء و بؤس.

islam

أثناء زيارتي الى تونس الخضراء و كنت الوحيدة من دولة السودان المشاركة حتى في المدونات العربية على ما اعتقد تعرفت الى اهل تونس الذي يشتركون مع بعض الصفات لأهل السودان من الصدق و الإمانة و النزاهة و أكثر ما يميزهم البشاشة و لين الكلام على صعوبة اللهجة التونسية إلا ان بساطتهم تجعلهم كالكتاب المفتوح يدخلون الى جوانب قلبك ببساطة.

و قد تعرفت الى مختلف الأشقاء و الشقيقات من الوطن العربي من المحيط الى الخليج ، صحيح انها سويعات تمضي بسرعة كنا على قدم و ساق معها لكن سنحت لنا بعض الاحاديث للتعرف عليهم و تمضية الوقت برفقتهم على الرغم من التعب و الارهاق من جراء السفر و الدورة التدريبية. فمن اليمن الى الجزائر الى المغرب و لن ننسى لبنان و مصر و اهل تونس و ليبيا و الأردن كونا جامعة للدول العربية و لكنها مصغرة بعض الشيء ، تحدثنا عن وجهات النظر حول مختلف القضايا و شكلنا اتحاد و اختلاف حول القضايا المختلفة. و هانذا الآن في السودان و قد عاد كل شيء كما كان قبل السفر الى المواصلات و الى عاداتي قبل السفر و معاناة خدمات الانترنت

Published: 31 January,2015 | Comments: 1

مواقع التواصل الاجتماعي منصة الابداعات الشبابية

استطاعت مواقع التواصل الاجتماعي ان تصبح جزء من مختلف فئات المجتمع السوداني سواء أكان الشباب/ات أو النساء بمختلف اعمارهن و حتى صغار السن، و ليست مواقع التواصل الاجتماعي فحسب بل كذلك تطبيقات المحمول من الواتساب و الفايبر و غيرها.
و جاء هذا الاهتمام لسد الفجوة ما بين عزلة و اغتراب المجتمع السوداني الذي يحتاج الى التواصل مع اهله و اصحابه من خلال الوسائط المختلفة ، و من خلال تطور هذه الوسائط عبر الازمان تندر المجتمع السوداني بمختلف الحكاوي و القصص حول طريقة التواصل فيما بينهم بدءً بإرسال الرسائل الورقية (الجوابات) و شرائط الكاسيت المسجلة و التي يتم ارسالها مع المسافرين/ات و معاناة الانتظار في صالات المغادرة حول العالم الى ارتفاع اسعار تكلفة الاتصال التلفوني في ذلك الزمان من خلال السرد القصصي الخاص الذي تميز به السودانين/ات و الاسئلة الحنينة المطولة من خلال وسائل الاتصال التي كانت مصدر سعادة و تعاسة على حد سواء.

اعتدنا نحن السودانين/ات وصف اشياء لا يمكن ان تخطر على البال كصوت المشية بمقولة ( كرشن كرشن) و شحنات انفعالية بتعبيرات الوجه و اليدين و غيرها من السرديات الابداعية الجميلة التي لن تجدها الا عند اجدادنا، و قد اختفت مع مرور الزمن و تعاقب الاجيال الذين وجدوا في الوسائط الجديدة شعارات و رمزيات عصرية ادت الى اندثار هذه الوصفيات نوعاً ما.
الشباب/ات السوداني وجدوا فرصة لإطلاق تجاربهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، على الرغم من ان التجربة كانت جديدة كلياً على المجتمع بمختلف فئاته إلا ان كل فئة حاولت السيطرة على توجهات الشباب/ات ، فالحكومة من جهة و الاحزاب السياسية من جهة و الأهل من جهة أخرى و كلها تحت فكرة الرقابة في ظل ثورات ربيع عربي تطيح بالأنظمة كانت معركة الحرية للابتكار و الابداع للانطلاق الى العالمية، و لا نغفل ان العقوبات التقنية (التكنولوجيا) حرمت الشباب/ات من التحصيل الاكاديمي و التطوير و التدريب من خلال الانترنت، بل ساعد على الاحتكار و تمتع طبقات مجتمع بعينها من الاستفادة من التكنولوجيا مما ادى الى تقدمهم على حساب الفئات الأخرى،وهو ما ادى الى اطلاق مبادرة رفع العقوبات التقنية عن السودانين/ات و التي تكللت الى رفع الحظر الاكاديمي عن السوادنيين/ات، بالاضافة الى خدمة الانترنت السيئة و غلاء اسعار الكهرباء و الاجهزة الالكترونية كان من الصعب على طلاب و طالبات الجامعة اقتناء تلك الاجهزة.

 

و على الرغم من كل تلك التحديات استطاع الشباب/ات السوداني نشر محتوى يعبر على الاقل عن ما يدور في داخلهم من آمال و طموحات نحو مستقبل التكنولوجيا و ان كان محدود في انتشاره مقارنة بالمحتوى العربي و الافريقي، و بغض النظر عن الاختلاف او الاتفاق مع المحتوى الذي يتم نشره أجد ان وجود محتوى سوداني مهما كان سيئاً يعد شيء ايجابي الى حد ما لأنني لست بصدد الحكم على التجارب … لكن هناك اعمال سيئة لدرجة لا تستطيع اكمال مشاهدتها.
و قد اختلف اعداد المستخدمين/ات للفيسبوك الذي يتربع على قمة هرم مواقع التواصل الاجتماعي التي يتم استخدامها الى تويتر (التدوينة المصغرة) و لا ننسى موقع اليوتيوب الذي ساعد على انتشار الفرق الغنائية و المقاطع الكوميدية و كذلك الاستخدام المحدود لموقع لينكدين و المدونات ، بالاضافة الى مطوري مواقع الانترنت و التسويق الإلكتروني و التطبيقات المختلفة التي تساهم في نشر افكارهم التي يريدون تسويقها إلا ان معضلة التعاملات الالكترونية مازالت تشكل عائق بسبب حرمان شباب/ات السودان من الاستفادة من خدمات مواقع معينة .

Social Media

فيما يتم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي؟
ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي الشباب/ات في نشر ابداعاتهم و رفعها من خلال المواقع المختلفة و انتشار المبادرات الشبابية المختلفة من الاعمال التطوعية و المشاركة الفعالة من خلال تبادل المعرفة و الصور في عكس الانشطة الثقافية، ريادة الأعمال و الانتاج، و ايضاً من خلال الدورات التدربية و الورش او حتى البيع و الشراء لمختلف المنتجات كسوق و المشاركة في المؤتمرات و الانشطة في مختلف دول العالم.
و من اهم القضايا التي خدمتها مواقع التواصل الاجتماعي هي القضايا الحقوقية التي تمثلت في الفرصة للنقاش و الحوار و مناصرة قضايا الهامش في ظل اعلام مكبل و مقيد من قبل الحكومة،و الحراك الحقوقي الذي بدء منذ 2005 بعد السلام الى انفصال الجنوب عن السودان و بعدها انضم السودان الى حراك الربيع العربي بتواضع شديد مقارنة بالنتائج التي افضت اليها باقي بلدان الربيع العربي مستخدماً مواقع التواصل الاجتماعي مع العلم ان تجربة البلدان التي سبقت السودان في الربيع العربي جعلته على اهبة الاستعداد لمواجهة الحراك و التعامل معه من خلال فهم الدروس المستفادة و بالتالي اضعاف الحراك و الانتهاء منه. كما استفادت منظمات المجتمع المدني من مواقع التواصل الاجتماعي من خلال انتشارها و اثبات وجودها، كما ساعدت السودان على الانفتاح اكثرعلى العالم الخارجي من خلال متابعة العالم لما يدور في السودان و ان كان مازال التحكم او التوجه لإحتواء ما يتم تناقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي هو ما يهدد حرية التعبير و الرأي لمستخدمي هذه المواقع، بالاضافة الى الفجوة ما بين الاشاعات التي يتم اطلاقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي و الحقيقة المغيبة.

Published: 6 September,2014 | Comments: 3

شغف الكتابة يقتلني

كنت قد فقدت ايماني بالكتابة، فما بين الإمتلاء و الزخم و تزاحم الأفكار تحولت الى حالة الخواء الفكري ، بل أشبه بالسفر الى عالم ليس بعالمك و الى أفكار ليست أفكارك. أن تؤمن و تكتشف ان الايمان لعبة سياسية هو أمر غير مألوف، لن تحلم أنك قد وجدت قلم تشتكي إليه همومك، الآمك و طموحاتك قد تبدد، من الصعب ان نتقبل اننا فقدنا أصواتنا و قدرتنا على الكتابة حتى يصبح الشك و الخيبة هو الأمر الواقع.حقوق الإنسان و الدولة المدنية

أزمة جيل أصبح قدره ان يتخبط مابين اليقين و الشك، هل تعلمون انه من اصعب اللحظات على الانسان ان يفتقد ما هو جزء منه، لقد أدركت في وقت متأخر ماهية الأشياء و الأحداث، كما ان هناك اشخاص لم يستحملوا الأوضاع المأساوية و الانحدار الحقوقي ، فلم يقووا على الاستمرار و فضلوا الابتعاد و ترك الساحة و التواري عن الإنظار، و هناك ايضاً الكتابة الموسمية حسب الأحداث و المحفزات من حول الكاتب فهناك مواضيع تستثير شهية الكاتب للاندياح و هناك أوقات يجرجر فيها المدون جراحاته و تعاسة من حوله حتى يسطر أمل . ما ندفعه من أجل هذه الكلمات هو أكبر بكثير من ان يقال و خصوصاً من يدافعون عن الحقوق و ينتقدون المجتمع من حولهم، من أكثر الاشياء ايلاماً ان تتوقف عن الكتابة كمن تم منع الهواء عنه و من أسوء التجارب ان تفقد صوتك و ان لا تقوى على الدفاع عن نفسك إزاء مواقف اتخذتها يوماً ما، و ان يتم محاكمتك من قبل الجميع و اكثر من ذلك ان تتعرض للمضايقات و ان تشعر بالرعب و الخوف و انت تمشي في الشارع و بين الناس. أراجع المدونات القديمة التي كنت اتابعها و يحزنني من توقف عن الكتابة على الرغم من محتواها الملهم و المبدع الذي حفزني على الكتابة و الصبر، محتوى يزخر بكل ما هو مفيد من أحداث يومية و كلمات مشجعة يؤلمني بشدة أن شمعاتهم/ن قد انطفأت بسبب الظروف المختلفة ، و الظروف أمر واقع يجب ان تتعلم معايشته و استخراج الدروس و العبر أعلم ان الكلمات تتكسر أمام آهة من أم فقدت ابنها او ابنتها، ان الكلمات تنحي أمام الضعف و الجوع و السكوت. نجلد أنفسنا بأفكار ليست أفكارنا و معتقدات ليست معتقداتنا، و نتحمل خيارات لم تكن يوماً قراراتنا، و لكنه قدرنا الذي كتب علينا قد نستطيع ان نغيره و قد لا نستطيع لكننا بالتأكيد سوف نحاول علها تصدق الأيام معنا، لم اتوقف عن الكتابة في اسوء الظروف، و على الرغم من ذلك إذا كنت تعتقد أنك حر في أفكارك و كتاباتك فأهلاُ بك الى عالم الوهم، أنت لست حر و تخضع لأنظمة شمولية و مجتمعات تقود التفكير الجمعي، فالبعض يخاف من الكلمة و  تعتقد انه من الكثير أن نكتب ما نعانيه و انك مهدد للأمن القومي، هل من المنصف أن تسطر كلماتك انت عوضاً عن مشاكل و هموم الشباب/ات؟!! هل تعتقدون بإنه من الأفضل التوقف عن الكتابة و الصمت؟ّ

Published: 19 August,2014 | Comments: 0

رابعة السودان

قبل سنة كنا منغمسين في مبادرة نفير ، تنادى الكل الى وجوب الالتفاف حول الاسر الضعيفة و المحتاجة التي فقدت منازلها و تضررت جراء السيول و الفيضانات و الغرض الاساسي ان يتم ابعاد الشباب/ات من دائرة اخبار الثورة و الصراعات الى فعل ايجابي و بالتالي امكانية احتوائهم، لكن قبل ذلك تم اختراق اغلب حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، و ذلك قبل فترة من فض اعتصامي رابعة و النهضة وقتها لم نعلم ما الذي حصل انا شخصياً تم تهكير صفحتي و بعد العودة قد تم إزالة اغلب الصفحات التي كنت اتعامل معها ، كان وقت صعيب على الجميع.

نفير السودان

لم افهم من مع من ، و من ضد من؟ لم نعرف اذا ما كانوا الاخوان وباء و مرض أم ضحية لتصفية الحسابات، لفترة طويلة جدا قاربت من هالسنتين قبل احداث رابعة كنت قد توقافت عن مشاهدة التلفاز و كانت جدتي مريضة ، و لم يكن أحد يتحدث عن الموضوع لأنه من حولي على الرغم من الحدث الجلل لا في الشارع و لا عند الصديقات و لا الأهل ،السكوت كان سيد الموقف أو بالأحرى لم يكن أحد يفهم ما الذي يحدث و ماذا هناك؟ و ماذا يمكن ان يفهم في القتل!!و حسب تقرير هيومن رايتس ووتش ان ما حدث هو مجزرة ضد الانسانية وهو الواقع الذي كان بالمرارة التي لم يتوقعها أحد على الإطلاق و الرسالة لم تكن لمصر فقط بل كانت للدول المجاورة و الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، اغلب الشخصيات المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي اختفت ذلك اليوم لأسباب مختلفة لإنه تم اشغالها بعناية و تخطيط مدبر عن طريق تغييب الوقائع و الاحداث عنها، و ماذا يفيد البكاء في اللبن المسكوب، و الواقع ان اسوء فترة على الاطلاق كانت ما بعد أحداث فض الاعتصام وهو الكيل بمكيالين و الشماتة على الاخوان لقد سطرنا أسوء تجربة على الاطلاق اتجاه حقوق الانسان ، اعترف بذلك ان الوضع النفسي و الاجتماعي لم يكن يسمح لي بإن اتعرف على هذه المجزرة او الجريمة، و على الرغم من انني ضد الفكر الإخواني إلا ان ذلك لا يعطي الحق لأحد بالقتل و التعذيب و السجن و الملاحقات للاهالي و غيرهم، بل و اقتضت الضرورة ان لا يتم التعاطف معهم على اعتبار انهم إرهابيين يجب ابادتهم. هذه الوقائع توضح الفرق ما بين غياب الرؤية و التلاعب بالعقل و الفكر، و مازلت اتساءل كيف يمكن ان نكون بكل هذا الجبروت و الطغاة ؟ كيف يمكن ان تكون اداءة يتم استخدمها لتأييد الطغاة و الديكتاتورية من ثائر و مساند الى الحرية الى مساند للديكتاتورية و الجبروت ، هذا التحول للحفاظ على أمن البلد و استقراره و حتى لا يتم جر البلاد الى الصراعات و دائرة الحرب، و كأننا في جنة عدن على الرغم من ان الحرب في اطراف السودان و طالما انها بعيدة عن العاصمة اذا كل شيء يخضع للسيطرة ، نعم جميعنا تحت السيطرة و ذلك ما حدث بعد التعرض للضرب و الإذلال و الاهانة ، ماذا كنتم تنتظرون ؟ّ!! لقد تعرضنا لما تعرضوا له على بشاعة الحاضر ، تم عزلنا من المجتمع و اعتبارنا جزء من تصفية الحسابات لا لشيء سوى اننا آمنا بالثورة و الحرية و العدالة الاجتماعية ، لقد متنا في اليوم ألف مرة و لم يكن هناك من يسأل، لقد خوضنا حرب المبادئ و التشكيك و من ثم غرر بنا من جميع الاطراف ، من الأخوان الذين ركبوا الثورة و من المجتمع و من العالم ، في 2013 لم تمت الثورة وحدها بل مات صوت الحق، و من وقتها لم يعد لي صوت اصبحت اتكلم بصعوبة .. تحجرت الحناجر و شاب الاطفال قبل الشباب و علا صوت من سوف يكسب و من سوف يخسر و قادتها دول بعينها، على الرغم من ان رأيي كان ان مرسي و الاخوان لم يسمح لهم بالبقاء في السلطة لقراءات عديدة في الساحة لأنه رهان على حصان خاسر وقد صدرت شهادة وفاة الأخوان و دفعت ثمن رأي شخصي !!

رابعة العدوية

لم افكر يوماً و لا خطر على بالي انني سوف اكون في مثل هذا الموقف يوماً ما، لم افكر انني سوف اكون فريسة التغرير و المحاباة و اود ان اعتذر لكل شخص جرحته بكلماتي التي كنت اكتبها، اود ان اعتذر لكل قارئ كنت اهينه بكلماتي ، فأنا لم أكن سوى جزء من خطة أكبر مني ، تم تدبيرها بعناية و قصقصت اجنحتي بالتدريج حتى وصلت الى ما وصلت اليه، و على الرغم من ذلك شغفي بالكتابة سكين يذبحني ، إذا كانت المعرفة لعنة فقد اصابتني اللعنة ، و الأسوء انها لاحقتني حتى عندما تم اخفاء المعرفة عني ، نعم تم التلاعب بعقلي و تم اخفاء الحقيقة لفترة من الزمن و من بعدها اصبحت لا ابالي ، اصابني مرض الخرف المبكر وهي اعراض تصاحب اصاحب الرأي العام في دول العالم الثالث، ففي دول العالم الثالث للكتابة وقت متى سمح لك بذلك و لا تكتب عندما يريدون ذلك ، هذا هو واقعنا.

Published: 15 August,2014 | Comments: 0

Plugin from the creators ofBrindes Personalizados :: More at PlulzWordpress Plugins