arablog.org

Tag Archives: التعصب و التطرف

الجمعية العامة لعبة فرص دولية

لم يكن هذا اليوم اعتيادي، فبعد مشاهدة خسوف القمر العملاق في كبد السماء و كأنما نبوءة المجرات توحي بإن القادم هو قدر البشر، القمر الدموي الذي شاهدناه و كأنه يتألم حزناً على ما يحدث في الأرض، يطل القمر حسب الميعاد كل يوم لكنه شاء له من شاء أن يطل اليوم بلون الدم القاني مترقباً جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة.

لقد تابع المشاهدين/ات كلمات رؤساء الدول التي تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة و قد أثارت مواضيع نقاشية و تحليلات سياسية أدت إلى التكهنات بما هو آت في منطقة الشرق الأوسط و شمال افريقيا و ذهبت أبعد من ذلك إلى قراءات حول الاتفاقات الضمنية بين الأطراف المتصارعة و سلطت الضوء على ما يدور خلف الكواليس، و يأتي انعقاد الجمعية العامة بعد خمس أيام فقط من حادثة تدافع مشعر منى و التي أودت بحياة مئات الحجيج، و قد تصدرت قائمة الموتى الحجاج الإيرانيين و من بعدهم حجيج دول افريقية و آسيا، و اختلفت الروايات حول أسباب الحادثة لحين الانتهاء من تحقيق اللجنة في ذات الوقت مازالت أعداد القتلى في تزايد و أهالي الحجيج المفقودين يبحثون عن ذويهم و مئات الجرحى في المستشفيات.

اللافت للنظر الحديث حول تسيس الحادثة من قبل ايران و يظهر ذلك جلياً عندما افتتح بها روحاني مستهل كلمته في اتهام صريح و مباشر نحو السعودية بانتهاك حرمة الحج و إبداء رغبته المشاركة في التحقيق مما اعتبرته السعودية نوع من الخساسة و الدناءة السياسية التي تسعى فيها ايران التدخل في الشؤون الداخلية للسعودية، و على الرغم من حديث روحاني عن حسن النوايا و استعداده لجلب الديمقراطية إلى سوريا و اليمن مثلما جلبهما الى العراق و افغانستان على حد تعبيره !! يتساءل الجميع عن أي ديمقراطية يتحدث فالوضع في العراق و افغانستان من أسوء ما يكون و لعلها طريقته المعتادة للاصطياد في الماء العكر .

مجمل ما دار في الجمعية العامة حول أوضاع الشرق الأوسط و شمال افريقيا من نزاعات تدور حول تقسيم المصالح المشتركة، على الرغم أن ظاهر الكلام هو إيجاد حلول لمشكلة اللاجئين السوريين و كيفية انتقال سلطة نظام بشار الأسد الذي شهد القمر اليوم على دمويته، و ذلك ما يدعو إلى خيبة الأمل حيث التحدث بدبلوماسية الحوار المخرج و الذي يرتكز على اتفاق اللاعبين الاساسيين في المنطقة وهم امريكا – روسيا – إيران – تركيا و السعودية و حسب ما يرى المحللون أن الاتفاق يقتصر على روسيا و الدول الغربية أما الدول العربية ما هي إلا مجرد أداة للتحالفات تم التوصل اليها مسبقاً، وهو ما لا اتفق معه فعند الحديث حول تمويل تنظيم الدولة الإسلامي تتجه أصابع الاتهام ما بين قطر و السعودية بمساعد امريكية روسية.

تباينة قضايا الرؤساء حول أهمية مكافحة الإرهاب و التطرف و العمل على إتاحة فرص المشاركة ترسيخاً للديمقراطية في دولاً تعاني التشبث بالسلطة و عقدة الكراسي السياسية، فيما هيمن الاعتراف بضرورة احترام الدين الإسلامي و عدم النظر اليه متهم تنظيم الدولة الإسلامية وهو ما ينزع فتيل الإسلاموفوبيا، بالإضافة إلى قضية تغييرات المناخ التي تحتاج الوقوف بوجه سياسات ساهمت بإضرار البيئة و الإنسان، و قد تطرق الحديث عن الدولة الفلسطينية من قبل أمير قطر بالحديث حول عدم التزام المجتمع الدولي بوعوده اتجاه قطاع غزة بعد عملية اغراق الرئيس المصري السيسي الإنفاق بالماء و قطع شريان الفصائل الفلسطينية.

و على الرغم من أهمية انعقاد الجمعية العامة و التي تحتفل بمرور سبعين عاماً على تأسيسها تجد الأمم المتحدة نفسها في موقف لا تحسد عليه فهي تحتاج الى اعادة هيكلة اولوياتها في وقت عجزت فيه عن توفير الحماية لملايين القتلى في مختلف الدول و في ظل دعوات للسلام لا تتجاوز نواياه حبر الورق الذي يكتب به، فلذلك اعتقد ان مسؤولية اعتراف فشل الأمم المتحدة في أداء دورها يحتاج الى جرد حساب الخسائر البشرية و النزيف البشري عبر البحر و الأرض.

الجدير بالذكر تنعقد جلسات الجمعية العامة في الوقت الذي تتعرض فيه اليمن إلى غارات التحالف، و يشهد السودان تدهور الأوضاع الإنسانية حيث تمر الذكرى الثانية لشهداء سبتمبر دون محاسبة و تعاني منظمات المجتمع المدني من المضايقات و المؤسسات الإعلامية من الرقابة القبلية، بالإضافة إلى إجازة قوانين تحد من حرية التعبير عن الرأي و لم يتم ذكر الفساد لا من قريب و لا من بعيد فيامن تقفون على منصات الأمم المتحدة من تمثلون؟!!

Published: 29 September,2015 | Comments: 0

كلنا ضد التطرف

كلنا ضد التطرف و نكره التطرف و بقدر كرهنا له نقع فيه، ان للتربية و التعليم اثر كبير في التعصب و التوجه نحو تعقيد الاسلام و صبه في قالب الجنة و النار و على وجه الخصوص الدول الاسلامية ذات التوجهات المتشددة، إلا ان صناعة متعصب أمر في غاية البساطة بالقدر الذي يمكن ان تغرس فكرة صغيرة في رأس طفل يتعلم في المدرسة انه اذا لم يترك الاشياء السيئة و الذنوب الصغيرة فلا يمكن ان تقبل له صلاة و ان الله لن يحبه و لن يقبله لأنه لا يستحق المسامحة او التقرب الى الله بكل هذه الذنوب، ويصبح التعصب ليس حكراً على الدين بل نتعصب لرأينا و نتعصب إزاء قناعاتنا و حبنا لطرف ما او كرهنا للطرف الآخر.

و خطورة المجتمعات الاسلامية المتطرفة تكمن في انها خفية و غير واضحة كما انها تستطيع ان تضع أقنعة مختلفة سواء أكان التقوى، الزهد او حتى قناع العولمة و الحداثة و ايضاً الروح الشبابية لذلك تستطيع اصطياد شخصياتها بسهولة و قد تكون الاسباب مختلفة فإزاحة شخصيات بعينها باسم الدين هو شيء ليس مستغرب على المجتمعات الاسلاموية و خصوصاً من نصبوا انفسهم اوصياء على افراد المجتمع من الشباب/ات.

و صناعة الاسلامويين/ات هو فن المجتمعات العقدية او العنقودية التي تستطيع تأطير الشخصيات المؤثرة في أدوار معينة و بالتالي يسهل وضعها في مواقف الصدارة او ازاحتها من الساحة حسب السياسة المتبعة، المجتمعات التي تؤمن بإن الدين سياسة تأخذ اطباع و انماط مختلفة وهو ما يكرهك أكثر في الدين وهم بذلك يخدمون و يساعدون السياسات الخارجية و المؤامرات التي يدعون ان الاسلام يواجهها وهم أول من يصنعوا استيراتيجيتها.

Against extremism

لي تجربة شخصية مع التوجه الاسلامي من بداية تعليمي الى عملي و قد كانت تجربة مازلت اعاني تبعاتها الى الآن ما بين التطرف و التعصب و مابين الوسطية و الانفتاح على الافكار المختلفة في العالم، و بغض النظر عن حسن نية الفاعل فمن الصعوبة انتقاد الذات و خصوصاً في المجتمعات التي تقدس الشخصيات و تميل الى التأليه و تبني فلسفة انك منزه عن الخطأ، و على الرغم ان برامج هذه المجتمعات تحاول ان تبعد الشباب ظاهرياً عن المجموعات المتطرفة إلا انها اكثر من يدفع و يغرز الافكار حول التوجهات الاسلامية المتشددة فهي أفكار مفخخة و هنا ايضاً تكمن مسؤولية المجتمع و الاهل في المشاركة لتطويع الافكار و تركيعها رغماً عن الشباب و الرغبة في الاحتواء أكثر من التفهم و تشجيع الابداع و الابتكار و التعاطف ، أما المجتمع فتحت غطاء المحافظة على الاعراف و التقاليد تنتهك تقاليد الاسلام و الانسانية ثم يأتي التبرير بضرورة الدعم و التمويل في الحروب ضد طرف ما، و ذلك ليس بالتأكيد شيء سيء بل على العكس تماما لكن الى اي حد يتم استخدام هذا التمويل كغطاء لمصالح دولية في دول تعاني من الفساد و عدم الشفافية و الاتجار بالسلاح و البشر و مشكلة بطالة و ازدواجية المعايير.

لماذا الاسلام الى الواجهة حالياً؟َ!!

لم تكن داعش البداية .. فالاسلامييون يفكرون في السلطة و السياسة منذ عقود و الدين السياسي متعارف عليه منذ عقود و لكن الرغبة الملحة للاسلامييون في المشاركة السياسية و فرض هيبتهم على المستوى الدولي و التي لم يتمكنوا منها دفعتهم الى القتال و ذلك ليس مبرر لكن بما انهم لا يدركون ان توجهاتهم الفكرية المتطرفة هي ما تبعدهم عن المشاركة يصبح الحديث عن المعتقدات التي يتبنونها امر مهم.

و في استهلاك غير عادي لكل الطرق الرديئة التي يقوم بها ائمة المساجد في خطب يوم الجمعة لن يكون هناك وعي حقيقي بروح الاسلام و سوف نجد اسلاميين/ات غير مسلمين/ات بإخلاقهم و تعاملاتهم، فإلى الان هناك من يعتقد ان تشغيل القرآن فقط يكفي لهداية شخص ما!!

الاعلام السوداني غير قادر على مواجهة خطر التطرف و التعصب و الاعلام العربي ككل فهو من يدعو الى التعصب و التشدد و نبرهن على ذلك بالنظر الى حرب الخليج و من ثم العراق و اخيراً الحرب على داعش كل ذلك يكرس الى مزيد من التعصب فإين مساحة السلام و الحرية و الديمقراطية.

و نشهد الان انتقال ساحة هذه المعارك الى مواقع التواصل الاجتماعي حيث تم استخدامها لمزيد من التعصب و التطرف و تصفية الحسابات و تجنيد الشباب/ات الى صفوف متباينة أما مع او ضد، نعم نحن ضد التوجهات القبلية و العصبوية و التشددية اياً كان نوعها، و كيف يمكن ان يتم توجيه المرأة نحو التوجهات الاسلامية بشتى الطرق دون ان تشعر لإنها الحلقة الأضعف و ليست المرأة فقط و انما الرجل كذلك.

يبدأ التعصب و التطرف في المجتمع السوداني منذ تربية الطفل الصغير على الوصمة،الوصمة أما نفسية او اسمية او حتى جسدية تختلف حسب الغرض منها و يقصد بها الإذلال و الخضوع للإوامر و السلطة و لا يجد المجتمع حرج من تداولها فهو معفي من ان يتساءل لماذا يطلق هذه المسميات التي تتوارثها الاجيال بعد ذلك و لا يتوقف على الاطفال بل حتى الشباب/ات و الذين يتعرضون للاذلال بوسائل شتى تصل الى حد التسريق او التجريم او حتى تعرضهم للاعتداء او التهميش و في احياناً يجد الشخص نفسه أمام قهر نفسي يتعود خلالها على عادات شاذة تكبر معه و يصعب عليه التخلص منها و الغرض من وصمهم هو كسر دواخلهم و بالتالي الانصياع للمجتمع الأبوي و الذكوري، و إزاء الخجل و المجتمعات الصامتة يصعب على الشخص الافصاح عما يعنيه، كما ان الذهاب الى المريض النفسي يعد هو كذلك وصمة أخرى يعزله فيها المجتمع من المشاركة وهو ما يقود الى حق عدم التمييز … فكيف لا نصنع بعد ذلك تطرف و تعصب بل نحيون الانسان !!

و يجب ان تفهم انه لا يمكن ان تفرض سيطرتك على انسان كرمه الله بالعقل و تحجر على فكره حتى ينتمي الى ما تعتقد به لإنك ترى فيه مخرج لك أو دعاية لفكرك المتقد و دهائك الابداعي في قدرتك على توجيه الافكار و تغيير الناس الى التوجه الاسلامي فإنت تخلق بذلك شخصيات مشوه تضع قناعك لا معتقداتها و ما تؤمن بها.

Published: 9 October,2014 | Comments: 1

Plugin from the creators ofBrindes Personalizados :: More at PlulzWordpress Plugins