arablog.org

الى الواقفين على عتبات الانتظار في كيش

الانتظار اسوء من الموت انه كالطالب الذي ينتظر نتيجة الامتحان أما بالنجاح او الرسوب، و من اسوء امتحانات الحياة التي اختبرتها تجربة الانتظار في كيش و لمن لا يعلم كيش هي جزيرة ايرانية تبعد حوالي 25 دقيقة عن مدينة دبي يسافر اليها الزائرون لتجديد فيزة الدخول الى دولة الامارات العربية .

المنتظرين امام مكتب الطيران
و كيش على الرغم من جمالها فإنك لا تستطيع الاستمتاع بهذا الجمال تحت وطأة الضغط النفسي و رهاب الانتظار بالاضافة الى معاملة الايرانيين القاسية، فهناك لا رحمة ، فأنت زائر غير مرغوب فيه على الرغم من توافد مختلف الجنسيات اليها من الدول الاسيوية و الافريقية و من شتى بقاع الارض.
لقد صدمت بالواقع الانساني المتدني هناك الآلاف من المنتظرين فهناك من يقضي سويعات و آخرون شهور ما بين اليأس و الأمل تارة و الصلوات و التراتيل التي ينهل بها مختلف الأديان تضرع الى الله ان يفرج عليهم كربتهم بخبر سار وهو ارسال فيزة الدخول الى الامارات العربية نجد الجميع اتحدوا .
و من حسن حظي انني التقيت بشباب و شابات من نفس جنسيتي السوادنية و لكل منهم قصته الخاصة به، و لا عجب ان تستمع الى مئات القصص المختلفة التي قادت هؤلاء الى دخول جزيرة كيش ، الا انهم/ن حاولوا العيش على ضفاف البحر و اكتفوا بالأكل من سمك البحر بسبب ضيق اليد و كنف العيش.

غرفة الفندق
هناك قد تشاهد العاهرة التي تمشي مع السكارى حتى تأكل و قد تصادف الحكيم الذي اصبح مصدر الهام و صبر للجميع ، و اذا ما كنت محظوظ قد تصادف الواعظة التي يتم التقرب بها لله حتى تدعوا للجميع، هناك جميع الحدود مغلقة و متوازية و لا تجد مفر سوى اطاعة الاوامر في صمت او خوف من المستقبل المجهول، و قد تجد من اصبحت تنظف الفنادق بعد طول الانتظار و تراكم الديون و هناك ايضا من قرر البقاء بعد ان اتقن اللغة الفارسية وهناك من تزوج بحب حياته التي التقى بها على هذه الجزيرة فاسماها kiss kish
و على الرغم من ذلك لم يمنعنا القليل الذي لدينا من تقديم المساعدة و كسر اللوائح و الشروط التي لا تنم عن انسانية و اغاثة الملهوف ، لقد التقيت برجال و نساء في المحنة سطروا اروع الأمثلة على المروءة و الشهامة من مختلف الجنسيات بل تجاذب الحديث على صعوبته لإختلاف اللغات كسر حواجز الوقت المرير و جعلني اتناسى محنتي .
و هنا اتذكر مقولة أحلام مستغانمي : (ل تذكرة سفر هي ورقة يانصيب تشتريها ولا تدري ماذا باعك القدر .. رقم الرحلة .. رقم البوابة .. رقم مقعدك .. تاريخ سفرك .. ماهي إلا أرقام تلعب فيها المصادفة بأقدراك .. يمكن لرحلة لم تحسب لها حسابا أن تغير مجرى حياتك أو تودي بها .. أن تفتح لك الأبواب أو توصدها .. أن تعود منها غانم أو مفلسا .. عاشق أو مفارقا …)

من على البعد
اشكر الجميع بدون فرز من وسعني ذكر اسمائهم/ن و من لم يسعني ان اتقدم اليهم بالشكر لمد يد العون حيث كان اغلب من التقيت بهم على قدر من المساعدة و المسؤولية في ارشادي و مواساتي ، اتمنى و ادعو للجميع ان يوفقوا في رحلاتهم للبحث عن السعادة و العمل.
و تذكروا ان القصص لا تتشابه و اننا نحقق بإيدينا احلامنا ، فكنا و مازلنا نخاطر بالكثير من أجل أن نعيش.

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Plugin from the creators ofBrindes Personalizados :: More at PlulzWordpress Plugins