arablog.org

Tag Archives: حقوق الانسان

ارفع/ي صوتك

هذه التدوينة مهداة الى روح الناشط عمَار درار الذي طالما سمعنا صوته ، إلى الغائب الحاضر بإعماله التطوعية ، الى من دخل قلوبنا دون استئذان ، ذكراك تبقى عبر السنين حكاية ثائر لم تمهله الحياة فلتقمه الموت.

وداعاً صديقي عمار درار

يطل علينا يوم التدوين الفعَال تحت شعار: ارفع/ي صوتك وهو ما شكل مفاجأة بالنسبة لي نظراً لفقداني صوتي جراء الأحداث التي تعرضت لها، فتجدني اليوم في رحلة بحث عن صوتي علني أجده، و هي للأسف احداث غير مرئية!!

أفكر في الشباب /ات و ما يعانون من تحديات تسلب منهم اصواتهم/ن و تحولهم إلى مجرد اداءة يتم استخدامها لأغراض سياسية بما في ذلك المرأة و الطفل ، اذكر عند زيارتي إلى دبي حدثت مشاجرة بين اثنتين و كان بمكان ان اتصلت احداهن بالشرطة، فهرعت سيارة الشرطة في منتصف الليل إلى الشقة لمعرفة فحوى المشكلة و اخذت تستمع إلى شكوى كلتا الفتاتين باهتمام بالغ، لم اهتم او اكترث و بقيت في غرفتي أفكر فيما لو حدث ما حدث في بلدي السودان.

في السودان يحدث الكثير و على الرغم من ذلك عليك ان تذهب برجليك إلى الشرطة سواء أكنت مشقوق الرأس او الدماء تسيل منك، أما ما يحدث في البيت فهو شأناً عائلي لا علاقة بالشرطة به من بعيد او قريب، وهو ما يجعل من الأهل حجر عثرة او حتى في الشارع، فالشرطة لا تحضر إلا بعد ان تصبح قتيل او منتحر !! ناهيك عن النظرة الدينية بإن صوت المرأة اذا ما ارتفع فهو عورة و لا يجوز ذلك فقهياً.

لقد ضاع صوتي في زحمة الأيام ، ضاع صوتي بين احداث لا تصدق و ما هو الآن إلا صدى لما كنت عليه، فقد تم فرض عزلة منزلية أو كما يسميه البعض تم فرض حظر تجوال او قيد الإقامة الجبرية لكنها صامتة، دون ادنى احساس و مع ذلك نجد المتشدقين بحقوق الانسان و الحريات يتحدثون عن قبول الرأي الآخر و عن بسط الأمن و حرية التعبير.

و تكمن الصعوبة في تحديد التصرفات التي يمكن وصفها بالانتهاك في المجتمع، حيث تكون مبتذلة و غير واضحة المعالم كما انها صعبة التصديق ، فعندما تتحدث عن الأهل المقربين فهم جزء من كيان وجودك و إشارة اصابع الاتهام اليهم هو في الحقيقة كإشارة الاتهام الى نفسك، انه من الصعب على الانسان في هذا الوقت ليس ان يفرق بين الكذب و الصدق أو بين الحقيقة و عكسها، بل تكمن المشكلة في مواجهة تصرفات غير مفهومة و مبهمة ، و مما لا شك فيه ان هناك رأس أمني مدبر للاختباء خلف الأهل و جعلهم واجهة العنف .

بعد ثورات الربيع العربي أصبح التعبير عن الرأي اكثر صعوبة و تعتبر النقاشات العقيمة تحدي يواجه الشباب/ات لإثبات ما يريدون و الأحلام التي يريدون تحقيقها، اصبح الحوار الدسم الذي يكيل بمكيالين هو السائد فكيف من الممكن ان ترفع صوتك في ظل هذا الضجيج المزعج و الضحكات الساخرة ، كيف يمكن ان ترفع صوتك في ظل عدم الاعتراف بمجهوداتك و تحويلك إلى نمرود لا يعترف بالجميل و تبخيس احلامك و رغماً عنك تجد نفسك موجود بين اشخاص وصل بهم الأمر الى بيع صوتك و قبل ذلك انسانيتك، فتغيير النفوس صناعة سودانية بامتياز يمكن ان تصبح ناكر او معقد او حتى عديم الإحساس و قد كنت سابقاً ارفع شعار حسن الظن و قد اكتشفت ان حسن الظن لا مكان له وسط غابة الأفيال !! خذوا ما تريدون و اتركوا لي صوتي.

Published: 16 October,2015 | Comments: 0

المناخ يتغير لكن السودان لا يتغير

مازال موضوع تغييرات المناخ يحتل الصدارة في التداولات الدولية و المحلية و من ظواهر المناخ ظاهرة النينو التي تسببت في اضطرابات مناخية و هي تختلف عن ظاهرة النينا و لتوضيح الفرق بينهما فإن:

النينو : تتصف بانتقال كتل هائلة من المياه الحارة في المحيط الاستوائي من الشرق إلى الغرب.

النينا : تعمل العكس فهي تنشأ من اندفاع هذه المياه الساخنة نحو الشرق من المحيط الهندي وأسيا واندونيسيا وأستراليا.

ولقد ضربت ظاهرة النينو اقتصاد البلدان الفقيرة حيث فرضت آثارها السلبية فقراً متزايداً على السكان وتأخر في النمو والتطور في كثير من البلدان في العالم.

وللنينا أثار مناخية أقل حده من آثار النينو لذلك ستتعرض بعض البلدان لسلسلة من الأمواج الرطبة إضافة إلى حدوث فيضانات وأمطار غزيرة ستلحق أضرار بالغه في هذه البلدان، كما سيحصل جفاف غير معهود على الجزر الاستوائية الوسطى من المحيط الهادي وشرق أفريقيا وأفريقيا الشمالية وسيشمل غضب النينا ايونا الولايات المتحدة الأمريكية حيث ستتعرض لجفاف شديد ورطوبة عالية.

و شهد السودان هذا العام انعدام الأمطار داخل العاصمة ذات المناخ المتقلب، حيث يمكن ان يمر عليك الفصول الأربعة في يوم واحد، و تشهد العاصمة المثلثة أمدرمان، بحري و الخرطوم انبعاثات ترابية و ضبابية بسبب تغييرات الجو و كثافة عوادم السيارات وهو ما يشكل خطر على صحة الانسان، و من اللافت للنظر اعتياد الناس على هذه الأجواء بالإضافة إلى انتشار النفايات و مياه الصرف الصحي و انبعاث الروائح الكريهة و ما يزيد الطين بلة هو حرق النفايات داخل الأحياء السكنية وهو ما يتسبب بأمراض تنفسية أو استغلالها لأغراض أخرى !!

حرق النفايات داخل الاحياء السكنية

حرق النفايات داخل الاحياء السكنية

و قد أثار مخاوف الكثيرين خبر وجود حاويات مشعة بميناء بورتسودان و هي مشكلة تكرر وجودها أكثر من مرة، و تكمن الخطورة في انها مهدد رئيسي للبيئة و الانسان فهي سبب رئيسي في ارتفاع نسبة السرطان. المخلفات الإشعاعية هي مصطلح يطلق على كل مخلفات تحتوي على مواد إشعاعية، وغالباً ما تنتج عن عمليات الإنتاج النووية كالانشطار النووي، ولكن هنالك الكثير من الصناعات التي تنتج مخلفات إشعاعية ولا تتم فيها تفاعلات نووية، غالبية المخلفات النووية لا تحتوي على تراكيز عالية من النظير المشع ولكنها تبقى مصدر خطر وتلوث إشعاعي على الجسم البشري.

ما زال التخلص من المخلفات الإشعاعية قضية شائكة تواجه الصناعات النووية، وكان هنالك قناعة سابقة بأن هذه القضية قد تم حلها، إلا أن تقريراً صادراً عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2007 أظهر أن التخلص عبر الدفن العميق لا يستطيع منع المخلفات الإشعاعية من الوصول إلى التربة ومصادر المياه وتهديد وجود الكائنات الحية على سطح هذا الكوكب.

و ما تزال الاسئلة تطرح نفسها عن من هم الذين يتاجرون في ارواح الناس باستجلاب هذه النفايات ؟ و كيف تصل ؟ و من أين تأتي هذه النفايات؟ و هل صحيح ان الدولة تتواطئ مع الصين و إيران للتخلص منها على ارض السودان!! فنحن من دفع ثمن هذه النفايات من صحة المواطن السوداني، و قد ترك مناخ هذا العام آثاره على الاقتصاد، المحصول الزراعي و الإنتاج الحيواني، و تنشط مجموعات تطوعية عالمية و محلية للحد من ظاهرة تغييرات المناخ منها منظمة org.350  – 350action.org

Published: 14 October,2015 | Comments: 0

الجمعية العامة لعبة فرص دولية

لم يكن هذا اليوم اعتيادي، فبعد مشاهدة خسوف القمر العملاق في كبد السماء و كأنما نبوءة المجرات توحي بإن القادم هو قدر البشر، القمر الدموي الذي شاهدناه و كأنه يتألم حزناً على ما يحدث في الأرض، يطل القمر حسب الميعاد كل يوم لكنه شاء له من شاء أن يطل اليوم بلون الدم القاني مترقباً جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة.

لقد تابع المشاهدين/ات كلمات رؤساء الدول التي تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة و قد أثارت مواضيع نقاشية و تحليلات سياسية أدت إلى التكهنات بما هو آت في منطقة الشرق الأوسط و شمال افريقيا و ذهبت أبعد من ذلك إلى قراءات حول الاتفاقات الضمنية بين الأطراف المتصارعة و سلطت الضوء على ما يدور خلف الكواليس، و يأتي انعقاد الجمعية العامة بعد خمس أيام فقط من حادثة تدافع مشعر منى و التي أودت بحياة مئات الحجيج، و قد تصدرت قائمة الموتى الحجاج الإيرانيين و من بعدهم حجيج دول افريقية و آسيا، و اختلفت الروايات حول أسباب الحادثة لحين الانتهاء من تحقيق اللجنة في ذات الوقت مازالت أعداد القتلى في تزايد و أهالي الحجيج المفقودين يبحثون عن ذويهم و مئات الجرحى في المستشفيات.

اللافت للنظر الحديث حول تسيس الحادثة من قبل ايران و يظهر ذلك جلياً عندما افتتح بها روحاني مستهل كلمته في اتهام صريح و مباشر نحو السعودية بانتهاك حرمة الحج و إبداء رغبته المشاركة في التحقيق مما اعتبرته السعودية نوع من الخساسة و الدناءة السياسية التي تسعى فيها ايران التدخل في الشؤون الداخلية للسعودية، و على الرغم من حديث روحاني عن حسن النوايا و استعداده لجلب الديمقراطية إلى سوريا و اليمن مثلما جلبهما الى العراق و افغانستان على حد تعبيره !! يتساءل الجميع عن أي ديمقراطية يتحدث فالوضع في العراق و افغانستان من أسوء ما يكون و لعلها طريقته المعتادة للاصطياد في الماء العكر .

مجمل ما دار في الجمعية العامة حول أوضاع الشرق الأوسط و شمال افريقيا من نزاعات تدور حول تقسيم المصالح المشتركة، على الرغم أن ظاهر الكلام هو إيجاد حلول لمشكلة اللاجئين السوريين و كيفية انتقال سلطة نظام بشار الأسد الذي شهد القمر اليوم على دمويته، و ذلك ما يدعو إلى خيبة الأمل حيث التحدث بدبلوماسية الحوار المخرج و الذي يرتكز على اتفاق اللاعبين الاساسيين في المنطقة وهم امريكا – روسيا – إيران – تركيا و السعودية و حسب ما يرى المحللون أن الاتفاق يقتصر على روسيا و الدول الغربية أما الدول العربية ما هي إلا مجرد أداة للتحالفات تم التوصل اليها مسبقاً، وهو ما لا اتفق معه فعند الحديث حول تمويل تنظيم الدولة الإسلامي تتجه أصابع الاتهام ما بين قطر و السعودية بمساعد امريكية روسية.

تباينة قضايا الرؤساء حول أهمية مكافحة الإرهاب و التطرف و العمل على إتاحة فرص المشاركة ترسيخاً للديمقراطية في دولاً تعاني التشبث بالسلطة و عقدة الكراسي السياسية، فيما هيمن الاعتراف بضرورة احترام الدين الإسلامي و عدم النظر اليه متهم تنظيم الدولة الإسلامية وهو ما ينزع فتيل الإسلاموفوبيا، بالإضافة إلى قضية تغييرات المناخ التي تحتاج الوقوف بوجه سياسات ساهمت بإضرار البيئة و الإنسان، و قد تطرق الحديث عن الدولة الفلسطينية من قبل أمير قطر بالحديث حول عدم التزام المجتمع الدولي بوعوده اتجاه قطاع غزة بعد عملية اغراق الرئيس المصري السيسي الإنفاق بالماء و قطع شريان الفصائل الفلسطينية.

و على الرغم من أهمية انعقاد الجمعية العامة و التي تحتفل بمرور سبعين عاماً على تأسيسها تجد الأمم المتحدة نفسها في موقف لا تحسد عليه فهي تحتاج الى اعادة هيكلة اولوياتها في وقت عجزت فيه عن توفير الحماية لملايين القتلى في مختلف الدول و في ظل دعوات للسلام لا تتجاوز نواياه حبر الورق الذي يكتب به، فلذلك اعتقد ان مسؤولية اعتراف فشل الأمم المتحدة في أداء دورها يحتاج الى جرد حساب الخسائر البشرية و النزيف البشري عبر البحر و الأرض.

الجدير بالذكر تنعقد جلسات الجمعية العامة في الوقت الذي تتعرض فيه اليمن إلى غارات التحالف، و يشهد السودان تدهور الأوضاع الإنسانية حيث تمر الذكرى الثانية لشهداء سبتمبر دون محاسبة و تعاني منظمات المجتمع المدني من المضايقات و المؤسسات الإعلامية من الرقابة القبلية، بالإضافة إلى إجازة قوانين تحد من حرية التعبير عن الرأي و لم يتم ذكر الفساد لا من قريب و لا من بعيد فيامن تقفون على منصات الأمم المتحدة من تمثلون؟!!

Published: 29 September,2015 | Comments: 0

الى الواقفين على عتبات الانتظار في كيش

الانتظار اسوء من الموت انه كالطالب الذي ينتظر نتيجة الامتحان أما بالنجاح او الرسوب، و من اسوء امتحانات الحياة التي اختبرتها تجربة الانتظار في كيش و لمن لا يعلم كيش هي جزيرة ايرانية تبعد حوالي 25 دقيقة عن مدينة دبي يسافر اليها الزائرون لتجديد فيزة الدخول الى دولة الامارات العربية .

المنتظرين امام مكتب الطيران
و كيش على الرغم من جمالها فإنك لا تستطيع الاستمتاع بهذا الجمال تحت وطأة الضغط النفسي و رهاب الانتظار بالاضافة الى معاملة الايرانيين القاسية، فهناك لا رحمة ، فأنت زائر غير مرغوب فيه على الرغم من توافد مختلف الجنسيات اليها من الدول الاسيوية و الافريقية و من شتى بقاع الارض.
لقد صدمت بالواقع الانساني المتدني هناك الآلاف من المنتظرين فهناك من يقضي سويعات و آخرون شهور ما بين اليأس و الأمل تارة و الصلوات و التراتيل التي ينهل بها مختلف الأديان تضرع الى الله ان يفرج عليهم كربتهم بخبر سار وهو ارسال فيزة الدخول الى الامارات العربية نجد الجميع اتحدوا .
و من حسن حظي انني التقيت بشباب و شابات من نفس جنسيتي السوادنية و لكل منهم قصته الخاصة به، و لا عجب ان تستمع الى مئات القصص المختلفة التي قادت هؤلاء الى دخول جزيرة كيش ، الا انهم/ن حاولوا العيش على ضفاف البحر و اكتفوا بالأكل من سمك البحر بسبب ضيق اليد و كنف العيش.

غرفة الفندق
هناك قد تشاهد العاهرة التي تمشي مع السكارى حتى تأكل و قد تصادف الحكيم الذي اصبح مصدر الهام و صبر للجميع ، و اذا ما كنت محظوظ قد تصادف الواعظة التي يتم التقرب بها لله حتى تدعوا للجميع، هناك جميع الحدود مغلقة و متوازية و لا تجد مفر سوى اطاعة الاوامر في صمت او خوف من المستقبل المجهول، و قد تجد من اصبحت تنظف الفنادق بعد طول الانتظار و تراكم الديون و هناك ايضا من قرر البقاء بعد ان اتقن اللغة الفارسية وهناك من تزوج بحب حياته التي التقى بها على هذه الجزيرة فاسماها kiss kish
و على الرغم من ذلك لم يمنعنا القليل الذي لدينا من تقديم المساعدة و كسر اللوائح و الشروط التي لا تنم عن انسانية و اغاثة الملهوف ، لقد التقيت برجال و نساء في المحنة سطروا اروع الأمثلة على المروءة و الشهامة من مختلف الجنسيات بل تجاذب الحديث على صعوبته لإختلاف اللغات كسر حواجز الوقت المرير و جعلني اتناسى محنتي .
و هنا اتذكر مقولة أحلام مستغانمي : (ل تذكرة سفر هي ورقة يانصيب تشتريها ولا تدري ماذا باعك القدر .. رقم الرحلة .. رقم البوابة .. رقم مقعدك .. تاريخ سفرك .. ماهي إلا أرقام تلعب فيها المصادفة بأقدراك .. يمكن لرحلة لم تحسب لها حسابا أن تغير مجرى حياتك أو تودي بها .. أن تفتح لك الأبواب أو توصدها .. أن تعود منها غانم أو مفلسا .. عاشق أو مفارقا …)

من على البعد
اشكر الجميع بدون فرز من وسعني ذكر اسمائهم/ن و من لم يسعني ان اتقدم اليهم بالشكر لمد يد العون حيث كان اغلب من التقيت بهم على قدر من المساعدة و المسؤولية في ارشادي و مواساتي ، اتمنى و ادعو للجميع ان يوفقوا في رحلاتهم للبحث عن السعادة و العمل.
و تذكروا ان القصص لا تتشابه و اننا نحقق بإيدينا احلامنا ، فكنا و مازلنا نخاطر بالكثير من أجل أن نعيش.

Published: 15 May,2015 | Comments: 0

حتى لا ننسى شهداء سبتمبر

تتجدد الأحزان مع ذكرى شهداء أحداث سبتمبر 2013 و التي تم فيها ارتكاب انتهاكات واسعة للإنسان ، يأتي حق الحياة في أول سلم الحاجات الأساسية للانسان والذي بهذا الحق يستمد قوة وجوده والعيش بكرامة، عند انتهاك حق حياة الانسان لا يعد هناك معنى للسياسات والأنظمة، ولا يوجد معنى للحقوق.

لا أجد كلمات يمكن أن أضمد بها قلب أم فقدت ابنتها ولا أجد كلمات يمكن أن تواسي أب فقد ابنه، ذلك الألم الذي يمكن أن يكون مصدر تعاسة والأكثر إجحافا هو عدم تحقيق محاكمة عادلة لأهالي القتلى ، نعم قتلى تم انهاء حياتهم دونما أدنى رحمة وبدم بارد تعجز الكلمات عن وصفه، ولم تنته الحكاية عند هذا الحد بل  أن يكون القتيل حراً طليقاً يعيش دونما أدنى شعور حتى بتعذيب الضمير لهو غياب العدالة المجتمعية وفساد للقضاء وعجز من يدعوا وجود محاسبة لمن يرتكب جريمة، فكيف يمكن الحكم بالبراءة على شخص قتل إنسانا وأصدر حكما بالقضاء على شخص آخر بطلقة.

تحت عنوان وقفنا .. و فتحوا علينا النار جاء تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش والتي وثقت أعمال القتل والعنف التي تعرض لها المتظاهرون ضد سياسات الدولة التقشفية، التقرير يشير الى عدم تحمل المسؤولية إزاء الانتهاكات التي تم ارتكابها، والى تكميم الأفواه المتعمد وإسكات وسائل الاعلام والاصوات المستقلة.

وإزاء القتل المتعمد للاطفال تبقى الجريمة الشنيعة شاهدة على الممارسات السيئة التي انتهجتها الحكومة والاحتجاجات التي اجتاحت البلاد عبرت عن ضرورة الايفاء بحقوق الإنسان والإخفاق في التحقيق جريمة يتم اضافتها الى باقي الجرائم.

أما التحقيقات التي تمت لحصر اضرار الممتلكات فهي اشبه بالمحاكمات الصورية كالتي تدفع بها الانظمة الشمولية كأداء واجب لا أكثر.

و إزاء هذا الوضع المتأزم للانتهاكات المستمرةرصد المركز الإفريقي لدراسات العدل و السلام مقتل 185 و تحقق من أسماء 144 من الضحايا، كما قامت منظمات المجتمع المدني غير حكومية قامت  بالدفع بخطاب عن وضع حقوق الانسان في السودان في الدورة ال27 لمجلس حقوق الانسان حيث وقعت المنظمات على ضرورة تبني قرار تحت البند الرابع لحقوق الانسان.

كما أصدرت منظمة العفو الدولية تقرير  “المفرط والمميت: استخدام القوة والاعتقال والتعذيب ضد المتظاهرين في السودان يشير الى الحجز التعسفي و الاعتقالات و التعذيب الذي طال المعتقلين/ات و المحتجزين/ات وعدم سلامة إجراءات الاعتقال وما يتم فيها من امتهان للانسان لا يرتقي الى الضمير ولا المعاملة الإنسانية

وجاءت زيارة الخبير المستقل لحقوق الانسان في السودان مشهود بدران للوقوف على آخر التطورات وتقديم تقرير عن حالة حقوق الانسان وعلى الرغم من أن كل المظاهر تدل على وعي بالحقوق وآليات الحوار التي تجري على قدم وساق، مازال هناك تضليل وقهر نفسي وجسدي يتم التمويه عنه بالمظاهر والإجراءات الاحترازية، وقد ضمن الخبير المستقل تردي أوضاع الصحافة في البلاد وانتهاكات الدعم السريع في دارفور وقد أكد على أنه يجب على حكومة السودان اتخاذ إجراءات ملموسة للتصدي لتحديات حقوق الإنسان العالقة المحددة في هذا التقرير لتحقيق تحسن ملحوظ لحقوق الإنسان على أرض الواقع. تحقيقا لهذه الغاية ينبغي على الحكومة و قد لخص مجموعة من التوصيات حث الحكومة السودانية على الأخذ بها.

و على الرغم من ذلك توالت الاعتقالات السياسية حتى زيارة رئيس الآلية الافريقية التابعة للاتحاد الافريقي ثامبو أمبيكي وقد اعتاد النظام المساومات الرخيصة فلابد لزيارة أحدهم حتى يتم اطلاق سراح المعتقلين/ات، وجاءت زيارة الأخير للدفع بملفات الحوار التي وجدت ائتلاف مع عدد من الاحزاب بينما رفضها البعض الآخر والتداول مع الحكومة السودانية حول استئناف المفاوضات مع الحركة الشعبية قطاع الشمال حول المنطقتين وأتت الزيارة  في أوقات مرحلية بالغة التعقيد  حيث أن الظرف الإستثنائي الذي تمر به البلاد والتحديات المحلية والاقليمية والدولية تفرض على الجميع إستغلال هذا القطار الذي قطعا سيصل محطة الإتفاق والتوافق الوطني حول القضايا المصيرية للبلاد التي أسخنتها الجراح كثيراً.

و في ظل تصاعد وتيرة الحرب والعنف يحتفي العالم اليوم 21 سبتمبر باليوم العالمي للسلام الذي جاء هذه السنة تحت شعار حق الشعوب في السلم و يتزامن الاحتفال مع حلول الذكرى السنوية الـ 30 لإعلان الأمم المتحدة بشأن حق الشعوب في السلم.

كسرة الى روح المدونيين سامي و توفيق

البكاء المؤجل

مابين ضحكة وحزن على كلمة كتبت فقدناكما

مابين أمل وموت ما بين النور والظلام تأبى الأفراح أن تكتمل

فرح تم تأجيله وبكاء مرير يتم تأجيله حتى ينام الجميع

الأصوات المكتومة …الشهقات المخنوقة

تقطع أنفاسي .. ولابد للحياة أن تستمر رغما عن كل الظروف ..نرقص

نرقص بكل انكساراتنا وأحزاننا

نرقص على انغام آلامنا وآهاتنا نترنح ..لربما نتعثر 

يغيب الموت ريحانة شبابنا وشاباتنا 

ومازلنا على الوعد باقون صامدون

عهد قلم الرصاص

فإما افاقوا بسلام قلمنا من عنفهم

و إما سقط ربيع أيامنا برصاص بنادقهم

Published: 21 September,2014 | Comments: 0

Plugin from the creators ofBrindes Personalizados :: More at PlulzWordpress Plugins