arablog.org

Tag Archives: اخبار السودان

المواقف ما بين سوء التقدير و اتخاذ القرار

و أنا أستمع الى برنامج سوء تقدير أبحرت في الذاكرة مسترجعة الاحداث التي أسأت فيها تقدير المواقف والافعال ولا تجد فيها سوى الشعور بالقهر والندم إزاء القرارات التي اتخذتها والاحكام التي اطلقتها تحاملا على اطراف دون رحمة في وقت عصيب، و لأنك في السودان في معظم الأحيان تكون في موقع المفعول به لا الفاعل فتتباين المواقف و ردود الأفعال بشكل او آخر لذلك تذكر دائما أن الاشياء التي تراها ليست كما تبدو لك، و هي تذكرني بإحدى المرات التي أساءت فيها تقدير الأمور فقد تعرفت على شخص من خلال الفيسبوك و بعد الإلحاح والإصرار الشديد على المعرفة واننا في نفس التخصص كنت وقتها على سفر الى دارفور وقد اصر والح على ان ينتظرني اخاه في مطار دارفور، وبعد النزول من الطائرة وانا في صالة المطار اتحدث الى اخوه عبر الموبايل ليقف أمامي شخص يرتدي بدلة الزي الرسمي لشرطة الشغب باسطاً كفه للسلام، كان لدي جزء من الثانية حتى استوعب الموقف واقرر ماذا سوف افعل؟ لأن في ذلك الوقت كانت دماء شهداء سبتمبر لم تبرد بعد، والجرحى والمعتقلين في الزنازين وقراري سوف يشهد على مبادئي وكلماتي التي اكتبها، إلا انني مددت يدي بالسلام وانا اشعر بإن كل ما اؤمن به يتهاوى ولم تكن تلك المرة الأولى فهي اساليب النظام الذي يتبعها في عدم اتاحة فرصة للتفكير في الموقف والمباغتة بدون وجه حق من حيث لا تعلم، فهو صراع مستمر يتم فيه التفنن في المواقف من حيث الهائك تارة و اشغالك حسب ما يتطلب الموقف و مجريات الأحداث.

على الرغم من ان مهارات الكتابة تنقل الواقع للقارئ إلا انه يبقى ردة الفعل على ارض الواقع تختلف من حيث الايقاع وزوايا الأحداث بشكل مستمر، فقد تكون ابطأ بشكل متعمد، لذلك تم الاعتماد على التعبير عبر الكتابة الذي يتسم بالوضوح و الموضوعية أكثر من الكلام مع انني اؤمن بإهمية الكلام و المناظرات و شرح وجهات النظر و لكن عندما يتحول الحوار مع من حولك بطريقة الى جدليات بيزنطية ومغالطات ليس لها معنى تصبح الكتابة هي الملاذ.

سوء تقدير

و انت تقلب دفاترك القديمة لمعرفة وجهتك و التغييرات التي طرأت عليك ، تراجع المواقف المؤلمة التي تم فيها اتخاذ قرارات خاطئة لزمت فيها الصمت وهو شيء غير مقبول ولا معقول، تجد ان الكلمات اصبحت لا معنى لها ولم يعد للكتابة جدوى باعتبار ان الماضي يقبع خلف ظهرك و كيف يمكن ان نتصالح مع الماضي دون النقاش و التحدث حول مجريات الاحداث والاسباب والمسببات التي أدت الى النتائج.

وحتى نجد الحلول لابد ان نفهم كيف يتم خداعنا والتلاعب بنا للانزواء والبعد عن ايجاد افعال موازية للاحداث التي تدور،كيف يمكن ان تكون على علم بإسم كل شهيد/ة سقطوا في احداث سبتمبر و الجرحى و لا تتحدث عن الموضوع بل يدور النقاش حول خلافات تافه لا معنى لها ، كم هو مؤلم ان تخذل أناس كانوا ينظرون اليك على انك نبراس في الفهم و المعقولية و تتصرف بمنتهى الاستخفاف و تتداول اقوال سخيفة و تلهي من حولك بالاكاذيب المبررة مسبقاً و يصبح اي حوار او نقاش و كأنك تصطدم بجدار اصم لا يسمعك او يتحدث معك.

كيف يمكن ان نتحامل على القتل الشنيع و نستفز انسانية و وجدان الثكلى بالكلمات الجارحة و تسقط المعايير بشكل مدوي، سقوط الصوت في زمن القتل ، و سقوط العدالة في زمن العبثيات و الالتواء و التواطئ.

لم نكن نشعر وبشكل متعمد اننا داخل حلقة تدور بنا و من حولنا اختلطت المسميات وتم تزييف الحقائق وزراعة الشك فبدون ذلك لا يمكن إلا ان تحول الانسان الى حيوان ناطق لا يشعر بما حوله و لا يتفاعل مع الاحداث ولك حصرية كتابة المقال بصدق فأنت الشاهد على ما جرى بعد التأكد من الخروج الآمن فكل شيء سار وفق الخطة حتى الوصول الى قرار مجلس الأمن الدولي… فأي كلام سوف يفيد بعد ذلك.

اين النقطة التي سوف تحدث الفرق بعد ان تكتشف ان الكل يكذب عليك و لا احد يقول الحقيقة و حتى من يقول الحقيقة لا تستطيع ان تصدقه،فهذه المحاولات المتعددة لشل الفكر و ايدي الكتاب و تركيعهم حسب التوجه العام للاحداث و تغييب للحقيقة فلا دليل اكثر من ذلك، لا يوجد دليل على المحاباة و الدسائس اكثر من ذلك.

المفاهيم المغلوطة الواحدة تلو الإخرى استعرت بالخيال و اصبح الوهم حقيقة و الحقيقة زائفة و لا تثق في احد ولا حتى في نفسك، وان لا تعرف اكثر مما يسمح لك ان تعرف، وتكتشف الثقة في الارقام والاسماء فهذه حقيقة واضحة وضوح الشمس، وانه تم الثأرمن مقتل الاخوان في رابعة بأحداث سبتمبر و كيفما كان هناك القتل يمكن ان يكون هنا، و اتركوا لنا مهمة لعب الادوار و خلط الاوراق و اقتباس الحِكم من الاقوال المأثورة و الشخصيات المؤثرة و سوف تقتنعون بأننا اشرف و انزه من وطأت قدماه الارض.

ابو العريف او المنظراتي هو مصطلح متداول في المجتمع السوداني يعمد الى هذا الشخص المعرفة المغلوطة او السطحية و التي قد تكون صحيحة لكنها معكوسة و الغرض منه تحوير الحوار المفيد الى مهاترات و خلافات شخصية لا تتسم بالموضوعية و طالما يمكن التحكم في محيط من حولك و الاماكن التي تذهب اليها يصبح من السهل معرفة كيفية تداول الاخبار و اطلاق الشائعات و التحكم في الاحاديث المنقولة.

و بالنظر الى اقرب التوجهات السياسية الشبيه بالاوضاع في السودان سوف تجد ان الاردن و السودان وجهان لعملة واحدة يتم فيها التعامل مع المواطن و الاحداث وفق ملفات امنية يتم فيها دراسة متأنية و بالتالي كل من الضحية و الجلاد و المجتمع و الاعلام ينظر الى حدث محدد ولكن لكل منا قراءته الخالية من الحقيقة والمعقولية ومن هنا نستقي معلومات من مصادر لربما تكون امنية فيسهل خداعك والتلاعب بك، و مع عدم اللامبالاة و التساهل إزاء القضايا الحقوقية يسهل تلفيق التهم و التلاعب بالافكار وتحديد توجهات الكتاب وابطاء دورة الحياة والعمل فمن في يده القدرة على تعلم اساليب مثل هذه حتى و ان كانوا شباب؟!

ولربما ان هذا المقال سوء تقدير !!

Published: 28 October,2014 | Comments: 0

تعالوا نتكلم عن عدم المساواة: قصة إمرأة تعلم نفسها بنفسها

وقع الاختيار في يوم “التدوين الفعال” على موضوع “تعالوا نتكلم عن عدم المساواة”، كونها حق أساسي للجميع سواء من خلال فرص التعليم أو العمل أو العلاج المطلوب أو حتى على مستوى السياسات والمشاركة الفعالة من خلال الوسائل المختلفة.

قصتي مع التعليم الجامعي هي قصة كل إمرأة تحاول تعليم نفسها بنفسها وقد تكون هناك قصص أكثر إصرار وتحدي ومأساوية من قصتي، لكن الفرق انه من خلال التدوين أستطيع أن أكتب قصتي ليقرأها الجميع وهي مهارة قد لا تحظى كثيرات فرصة الحصول عليها و تعلمها. ففي المجتمعات التي تعاني من سوء الاوضاع الاقتصادية وعدم الاقتناع بأهمية التعليم في محاربة الجهل ورفع الوعي ومستقبل افضل للجميع تعاني المرأة من اجل الحصول على التعليم. فمن البديهي والطبيعي انك/ي بعد التخرج من الثانوية العامة تنتقل مباشرةً الى المرحلة التالية وهي الدخول الى الجامعة و لكن ذلك لم يحدث معي.

Blog Action Day

فالتمييز بيني وبين اخوتي بدأ من هنا و لأنني مختلفة صعبة المراس ولدي حب المعرفة في فترة طفولتي ومراهقتي وجدت العائلة انني مصدر عدم ثقة وبالتالي إذا دخلت محيط الجامعة يمكن ان أنحرف لأنني سهلة الاقناع او بمعنى آخر “نجمي خفيف” وسريعة التأثر بما حولي في ذلك الوقت. والسبب انه كانت لدي الكثير من الاسئلة التي إحتاج الى الحصول على اجابات عنها.

و بعد رجوعي الى بلدي الأصل السودان حاولت التسجيل في الجامعة إلا انني لم استطع التغلب على الصعوبات من سوء المواصلات وبعد مكان الدراسة والتكاليف، فإضطررت إلى ترك الجامعة وإتجهت إلى مجال العمل الذي يحتاج إلى جهد مضاعف وإثبات مهارات أعلى، سيّما وأنني لا أحمل شهادة جامعية. وبالرغم من أن هنالك الكثير من الشباب/ات يحملون شهادات ولا يلتحقون بوظائف في مجالهم، أشعر بالأسى والحزن انه يصادفني يومياً في المواصلات هؤلاء الشباب/ات الذين يحملون أوراق شهاداتهم ويبحثون عن وظائف، شاردي الانظار وعابسي الوجوه، فلا يسعني الا ان اواسيهم بهذه الكلمات علها تكون أمل حتى يجدون ما يحلمون به.

و لا يقف عدم المساواة عند هذا الحد بل حتى سائقي الحافلات والامجاد الذين يكابدون غلاء اسعار المحروقات و هم يعولون ابنائهم و بناتهم و لا يخلو بيت من طالب في المدرسة او جامعي، أما الكماسرة (صبي تحصيل اجرة المواصلات) و التي غالباً ما يكون قادماً من الارياف الى المدينة لجمع مبالغ مالية يرسلها شهرياً الى أهله مضحياً بمستقبله في سبيل اسعاد اسرته، و في المقابل نجد السيارات الفارهة و من يدفع ببزخ لطبقة محدودة من المجتمع، و في ظل الاحتكار يتم الاستحواذ على ثروات البلاد و العائدات و انتشار الجبابات الحكومية.

و نجد ان المرأة السودانية العاملة تكابد الأمرين من ست الشاي التي تجلس على الطرقات تستظل بأوراق الشجر الى بائعات الكسرى و الفول أعانهن الله على حر الصيف و برد الشتاء و كل ذلك لمواجهة و سداد جزء من متطلبات ضرورية يومية يمكن ان تكون سبب في طرد ابن/ة احداهن من المدرسة ، و حتى الموظفات نجد انهن لا يحصلن على امتيازات التدرج الوظيفي إسوة بالرجال و بطرق ملتوية فالمجتمع الذي يمتاز بالتسلط الذكوري و الهيمنة لا يتقبل ان تكون المرأة أعلى منه شئناً و وظيفياً.

و بالرجوع الى تحصيلي التعليمي لقد تخرجت من المدرسة الثانوية قبل خمس عشرة عام، كنت أحلم وقتها ان اصبح دكتورة و اكتشفت انني مريضة بأمراض مجتمعية تحول بيني و بين التحصيل الاكاديمي، إلا ان الشيء الذي ساعدني هو الدورات التدريبية في مجال الدعاية و الاعلان و من هنا بدأت بكل عزيمة و اصرار على ان امشي في مشوار التحدي، في بيئة لم تكن تشجع وقتها عمل الفتاة كمندوبة مبيعات و ينظر لها نظرة دونية، و صدقاً اقول لقد جربت جميع انواع الاعمال الممكنة و غير الممكنة في التنقل من وظيفة الى اخرى اشعر فيها بعدم الرضا او القبول، اما المرأة في الأرياف و لقرى فمعاناتها لا تقارن برفاهية التحديات التي تواجهننا.

و كان لابد ان ابحث عن فرص تعليمية أخرى تناسب وضعي المختلف، فشهادتي الثاوية لا يمكن قبولها لدى الجامعات وليس السبب ضعف المعدل بل على العكس كانت معدلاتي مابين الممتاز و الجيدجداً و لكن قد استوفت سنين القبول لذلك اتجهت الى التعليم المفتوح و الذي يُمكن الدارسين/ات من التحصيل الاكاديمي من خلال التعليم الذاتي و العمل الوظيفي و ايضاً ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون صعوبة التحصيل الإكاديمي بسبب عدم توفر بيئة تعليمية مناسبة لهم/ن في السودان ، و على الرغم من ان المناهج التعليمية دسمة في التعليم المفتوح إلا انه يتميز باستخدام الانترنت في حل التعيينات وهو شيء كنت ابرع به على الرغم من سوء خدمات الانترنت و العقوبات التقنية المفروضة على السودان.

أنا الآن لم يتبق لي سوى إمتحان واحد أخيراً و لذي سوف اجتازه بعد شهر انشاءالله وأنا انظر الى هذا المشوار الصعب أجد ان هناك من كان سند و دعم لي سواء بكلماتهم/ن او بالقرارات اللاتي اتخذنها، و منهن والدتي التي عادت الى تحصيل تعليمها ايضاً و اخواتي اللاتي كافحن و كن اكثر صبر مني في الاصرار على إكمال دراستهن و الى جدتي رحمها الله و التي كانت دائماً ما تنصحني و لم تيأس على الرغم من عدم تقبلي نصائحها التي افتقدها الآن ، و الى جميع من حاولن و حاولن و لم يستسلمن إلى كل من يشعرون بعدم المساواة و التمييز.. البديل ان لا تيأسن و الحياة مستمرة.

Published: 17 October,2014 | Comments: 0

كلنا ضد التطرف

كلنا ضد التطرف و نكره التطرف و بقدر كرهنا له نقع فيه، ان للتربية و التعليم اثر كبير في التعصب و التوجه نحو تعقيد الاسلام و صبه في قالب الجنة و النار و على وجه الخصوص الدول الاسلامية ذات التوجهات المتشددة، إلا ان صناعة متعصب أمر في غاية البساطة بالقدر الذي يمكن ان تغرس فكرة صغيرة في رأس طفل يتعلم في المدرسة انه اذا لم يترك الاشياء السيئة و الذنوب الصغيرة فلا يمكن ان تقبل له صلاة و ان الله لن يحبه و لن يقبله لأنه لا يستحق المسامحة او التقرب الى الله بكل هذه الذنوب، ويصبح التعصب ليس حكراً على الدين بل نتعصب لرأينا و نتعصب إزاء قناعاتنا و حبنا لطرف ما او كرهنا للطرف الآخر.

و خطورة المجتمعات الاسلامية المتطرفة تكمن في انها خفية و غير واضحة كما انها تستطيع ان تضع أقنعة مختلفة سواء أكان التقوى، الزهد او حتى قناع العولمة و الحداثة و ايضاً الروح الشبابية لذلك تستطيع اصطياد شخصياتها بسهولة و قد تكون الاسباب مختلفة فإزاحة شخصيات بعينها باسم الدين هو شيء ليس مستغرب على المجتمعات الاسلاموية و خصوصاً من نصبوا انفسهم اوصياء على افراد المجتمع من الشباب/ات.

و صناعة الاسلامويين/ات هو فن المجتمعات العقدية او العنقودية التي تستطيع تأطير الشخصيات المؤثرة في أدوار معينة و بالتالي يسهل وضعها في مواقف الصدارة او ازاحتها من الساحة حسب السياسة المتبعة، المجتمعات التي تؤمن بإن الدين سياسة تأخذ اطباع و انماط مختلفة وهو ما يكرهك أكثر في الدين وهم بذلك يخدمون و يساعدون السياسات الخارجية و المؤامرات التي يدعون ان الاسلام يواجهها وهم أول من يصنعوا استيراتيجيتها.

Against extremism

لي تجربة شخصية مع التوجه الاسلامي من بداية تعليمي الى عملي و قد كانت تجربة مازلت اعاني تبعاتها الى الآن ما بين التطرف و التعصب و مابين الوسطية و الانفتاح على الافكار المختلفة في العالم، و بغض النظر عن حسن نية الفاعل فمن الصعوبة انتقاد الذات و خصوصاً في المجتمعات التي تقدس الشخصيات و تميل الى التأليه و تبني فلسفة انك منزه عن الخطأ، و على الرغم ان برامج هذه المجتمعات تحاول ان تبعد الشباب ظاهرياً عن المجموعات المتطرفة إلا انها اكثر من يدفع و يغرز الافكار حول التوجهات الاسلامية المتشددة فهي أفكار مفخخة و هنا ايضاً تكمن مسؤولية المجتمع و الاهل في المشاركة لتطويع الافكار و تركيعها رغماً عن الشباب و الرغبة في الاحتواء أكثر من التفهم و تشجيع الابداع و الابتكار و التعاطف ، أما المجتمع فتحت غطاء المحافظة على الاعراف و التقاليد تنتهك تقاليد الاسلام و الانسانية ثم يأتي التبرير بضرورة الدعم و التمويل في الحروب ضد طرف ما، و ذلك ليس بالتأكيد شيء سيء بل على العكس تماما لكن الى اي حد يتم استخدام هذا التمويل كغطاء لمصالح دولية في دول تعاني من الفساد و عدم الشفافية و الاتجار بالسلاح و البشر و مشكلة بطالة و ازدواجية المعايير.

لماذا الاسلام الى الواجهة حالياً؟َ!!

لم تكن داعش البداية .. فالاسلامييون يفكرون في السلطة و السياسة منذ عقود و الدين السياسي متعارف عليه منذ عقود و لكن الرغبة الملحة للاسلامييون في المشاركة السياسية و فرض هيبتهم على المستوى الدولي و التي لم يتمكنوا منها دفعتهم الى القتال و ذلك ليس مبرر لكن بما انهم لا يدركون ان توجهاتهم الفكرية المتطرفة هي ما تبعدهم عن المشاركة يصبح الحديث عن المعتقدات التي يتبنونها امر مهم.

و في استهلاك غير عادي لكل الطرق الرديئة التي يقوم بها ائمة المساجد في خطب يوم الجمعة لن يكون هناك وعي حقيقي بروح الاسلام و سوف نجد اسلاميين/ات غير مسلمين/ات بإخلاقهم و تعاملاتهم، فإلى الان هناك من يعتقد ان تشغيل القرآن فقط يكفي لهداية شخص ما!!

الاعلام السوداني غير قادر على مواجهة خطر التطرف و التعصب و الاعلام العربي ككل فهو من يدعو الى التعصب و التشدد و نبرهن على ذلك بالنظر الى حرب الخليج و من ثم العراق و اخيراً الحرب على داعش كل ذلك يكرس الى مزيد من التعصب فإين مساحة السلام و الحرية و الديمقراطية.

و نشهد الان انتقال ساحة هذه المعارك الى مواقع التواصل الاجتماعي حيث تم استخدامها لمزيد من التعصب و التطرف و تصفية الحسابات و تجنيد الشباب/ات الى صفوف متباينة أما مع او ضد، نعم نحن ضد التوجهات القبلية و العصبوية و التشددية اياً كان نوعها، و كيف يمكن ان يتم توجيه المرأة نحو التوجهات الاسلامية بشتى الطرق دون ان تشعر لإنها الحلقة الأضعف و ليست المرأة فقط و انما الرجل كذلك.

يبدأ التعصب و التطرف في المجتمع السوداني منذ تربية الطفل الصغير على الوصمة،الوصمة أما نفسية او اسمية او حتى جسدية تختلف حسب الغرض منها و يقصد بها الإذلال و الخضوع للإوامر و السلطة و لا يجد المجتمع حرج من تداولها فهو معفي من ان يتساءل لماذا يطلق هذه المسميات التي تتوارثها الاجيال بعد ذلك و لا يتوقف على الاطفال بل حتى الشباب/ات و الذين يتعرضون للاذلال بوسائل شتى تصل الى حد التسريق او التجريم او حتى تعرضهم للاعتداء او التهميش و في احياناً يجد الشخص نفسه أمام قهر نفسي يتعود خلالها على عادات شاذة تكبر معه و يصعب عليه التخلص منها و الغرض من وصمهم هو كسر دواخلهم و بالتالي الانصياع للمجتمع الأبوي و الذكوري، و إزاء الخجل و المجتمعات الصامتة يصعب على الشخص الافصاح عما يعنيه، كما ان الذهاب الى المريض النفسي يعد هو كذلك وصمة أخرى يعزله فيها المجتمع من المشاركة وهو ما يقود الى حق عدم التمييز … فكيف لا نصنع بعد ذلك تطرف و تعصب بل نحيون الانسان !!

و يجب ان تفهم انه لا يمكن ان تفرض سيطرتك على انسان كرمه الله بالعقل و تحجر على فكره حتى ينتمي الى ما تعتقد به لإنك ترى فيه مخرج لك أو دعاية لفكرك المتقد و دهائك الابداعي في قدرتك على توجيه الافكار و تغيير الناس الى التوجه الاسلامي فإنت تخلق بذلك شخصيات مشوه تضع قناعك لا معتقداتها و ما تؤمن بها.

Published: 9 October,2014 | Comments: 1

حتى لا ننسى شهداء سبتمبر

تتجدد الأحزان مع ذكرى شهداء أحداث سبتمبر 2013 و التي تم فيها ارتكاب انتهاكات واسعة للإنسان ، يأتي حق الحياة في أول سلم الحاجات الأساسية للانسان والذي بهذا الحق يستمد قوة وجوده والعيش بكرامة، عند انتهاك حق حياة الانسان لا يعد هناك معنى للسياسات والأنظمة، ولا يوجد معنى للحقوق.

لا أجد كلمات يمكن أن أضمد بها قلب أم فقدت ابنتها ولا أجد كلمات يمكن أن تواسي أب فقد ابنه، ذلك الألم الذي يمكن أن يكون مصدر تعاسة والأكثر إجحافا هو عدم تحقيق محاكمة عادلة لأهالي القتلى ، نعم قتلى تم انهاء حياتهم دونما أدنى رحمة وبدم بارد تعجز الكلمات عن وصفه، ولم تنته الحكاية عند هذا الحد بل  أن يكون القتيل حراً طليقاً يعيش دونما أدنى شعور حتى بتعذيب الضمير لهو غياب العدالة المجتمعية وفساد للقضاء وعجز من يدعوا وجود محاسبة لمن يرتكب جريمة، فكيف يمكن الحكم بالبراءة على شخص قتل إنسانا وأصدر حكما بالقضاء على شخص آخر بطلقة.

تحت عنوان وقفنا .. و فتحوا علينا النار جاء تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش والتي وثقت أعمال القتل والعنف التي تعرض لها المتظاهرون ضد سياسات الدولة التقشفية، التقرير يشير الى عدم تحمل المسؤولية إزاء الانتهاكات التي تم ارتكابها، والى تكميم الأفواه المتعمد وإسكات وسائل الاعلام والاصوات المستقلة.

وإزاء القتل المتعمد للاطفال تبقى الجريمة الشنيعة شاهدة على الممارسات السيئة التي انتهجتها الحكومة والاحتجاجات التي اجتاحت البلاد عبرت عن ضرورة الايفاء بحقوق الإنسان والإخفاق في التحقيق جريمة يتم اضافتها الى باقي الجرائم.

أما التحقيقات التي تمت لحصر اضرار الممتلكات فهي اشبه بالمحاكمات الصورية كالتي تدفع بها الانظمة الشمولية كأداء واجب لا أكثر.

و إزاء هذا الوضع المتأزم للانتهاكات المستمرةرصد المركز الإفريقي لدراسات العدل و السلام مقتل 185 و تحقق من أسماء 144 من الضحايا، كما قامت منظمات المجتمع المدني غير حكومية قامت  بالدفع بخطاب عن وضع حقوق الانسان في السودان في الدورة ال27 لمجلس حقوق الانسان حيث وقعت المنظمات على ضرورة تبني قرار تحت البند الرابع لحقوق الانسان.

كما أصدرت منظمة العفو الدولية تقرير  “المفرط والمميت: استخدام القوة والاعتقال والتعذيب ضد المتظاهرين في السودان يشير الى الحجز التعسفي و الاعتقالات و التعذيب الذي طال المعتقلين/ات و المحتجزين/ات وعدم سلامة إجراءات الاعتقال وما يتم فيها من امتهان للانسان لا يرتقي الى الضمير ولا المعاملة الإنسانية

وجاءت زيارة الخبير المستقل لحقوق الانسان في السودان مشهود بدران للوقوف على آخر التطورات وتقديم تقرير عن حالة حقوق الانسان وعلى الرغم من أن كل المظاهر تدل على وعي بالحقوق وآليات الحوار التي تجري على قدم وساق، مازال هناك تضليل وقهر نفسي وجسدي يتم التمويه عنه بالمظاهر والإجراءات الاحترازية، وقد ضمن الخبير المستقل تردي أوضاع الصحافة في البلاد وانتهاكات الدعم السريع في دارفور وقد أكد على أنه يجب على حكومة السودان اتخاذ إجراءات ملموسة للتصدي لتحديات حقوق الإنسان العالقة المحددة في هذا التقرير لتحقيق تحسن ملحوظ لحقوق الإنسان على أرض الواقع. تحقيقا لهذه الغاية ينبغي على الحكومة و قد لخص مجموعة من التوصيات حث الحكومة السودانية على الأخذ بها.

و على الرغم من ذلك توالت الاعتقالات السياسية حتى زيارة رئيس الآلية الافريقية التابعة للاتحاد الافريقي ثامبو أمبيكي وقد اعتاد النظام المساومات الرخيصة فلابد لزيارة أحدهم حتى يتم اطلاق سراح المعتقلين/ات، وجاءت زيارة الأخير للدفع بملفات الحوار التي وجدت ائتلاف مع عدد من الاحزاب بينما رفضها البعض الآخر والتداول مع الحكومة السودانية حول استئناف المفاوضات مع الحركة الشعبية قطاع الشمال حول المنطقتين وأتت الزيارة  في أوقات مرحلية بالغة التعقيد  حيث أن الظرف الإستثنائي الذي تمر به البلاد والتحديات المحلية والاقليمية والدولية تفرض على الجميع إستغلال هذا القطار الذي قطعا سيصل محطة الإتفاق والتوافق الوطني حول القضايا المصيرية للبلاد التي أسخنتها الجراح كثيراً.

و في ظل تصاعد وتيرة الحرب والعنف يحتفي العالم اليوم 21 سبتمبر باليوم العالمي للسلام الذي جاء هذه السنة تحت شعار حق الشعوب في السلم و يتزامن الاحتفال مع حلول الذكرى السنوية الـ 30 لإعلان الأمم المتحدة بشأن حق الشعوب في السلم.

كسرة الى روح المدونيين سامي و توفيق

البكاء المؤجل

مابين ضحكة وحزن على كلمة كتبت فقدناكما

مابين أمل وموت ما بين النور والظلام تأبى الأفراح أن تكتمل

فرح تم تأجيله وبكاء مرير يتم تأجيله حتى ينام الجميع

الأصوات المكتومة …الشهقات المخنوقة

تقطع أنفاسي .. ولابد للحياة أن تستمر رغما عن كل الظروف ..نرقص

نرقص بكل انكساراتنا وأحزاننا

نرقص على انغام آلامنا وآهاتنا نترنح ..لربما نتعثر 

يغيب الموت ريحانة شبابنا وشاباتنا 

ومازلنا على الوعد باقون صامدون

عهد قلم الرصاص

فإما افاقوا بسلام قلمنا من عنفهم

و إما سقط ربيع أيامنا برصاص بنادقهم

Published: 21 September,2014 | Comments: 0

مواقع التواصل الاجتماعي منصة الابداعات الشبابية

استطاعت مواقع التواصل الاجتماعي ان تصبح جزء من مختلف فئات المجتمع السوداني سواء أكان الشباب/ات أو النساء بمختلف اعمارهن و حتى صغار السن، و ليست مواقع التواصل الاجتماعي فحسب بل كذلك تطبيقات المحمول من الواتساب و الفايبر و غيرها.
و جاء هذا الاهتمام لسد الفجوة ما بين عزلة و اغتراب المجتمع السوداني الذي يحتاج الى التواصل مع اهله و اصحابه من خلال الوسائط المختلفة ، و من خلال تطور هذه الوسائط عبر الازمان تندر المجتمع السوداني بمختلف الحكاوي و القصص حول طريقة التواصل فيما بينهم بدءً بإرسال الرسائل الورقية (الجوابات) و شرائط الكاسيت المسجلة و التي يتم ارسالها مع المسافرين/ات و معاناة الانتظار في صالات المغادرة حول العالم الى ارتفاع اسعار تكلفة الاتصال التلفوني في ذلك الزمان من خلال السرد القصصي الخاص الذي تميز به السودانين/ات و الاسئلة الحنينة المطولة من خلال وسائل الاتصال التي كانت مصدر سعادة و تعاسة على حد سواء.

اعتدنا نحن السودانين/ات وصف اشياء لا يمكن ان تخطر على البال كصوت المشية بمقولة ( كرشن كرشن) و شحنات انفعالية بتعبيرات الوجه و اليدين و غيرها من السرديات الابداعية الجميلة التي لن تجدها الا عند اجدادنا، و قد اختفت مع مرور الزمن و تعاقب الاجيال الذين وجدوا في الوسائط الجديدة شعارات و رمزيات عصرية ادت الى اندثار هذه الوصفيات نوعاً ما.
الشباب/ات السوداني وجدوا فرصة لإطلاق تجاربهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، على الرغم من ان التجربة كانت جديدة كلياً على المجتمع بمختلف فئاته إلا ان كل فئة حاولت السيطرة على توجهات الشباب/ات ، فالحكومة من جهة و الاحزاب السياسية من جهة و الأهل من جهة أخرى و كلها تحت فكرة الرقابة في ظل ثورات ربيع عربي تطيح بالأنظمة كانت معركة الحرية للابتكار و الابداع للانطلاق الى العالمية، و لا نغفل ان العقوبات التقنية (التكنولوجيا) حرمت الشباب/ات من التحصيل الاكاديمي و التطوير و التدريب من خلال الانترنت، بل ساعد على الاحتكار و تمتع طبقات مجتمع بعينها من الاستفادة من التكنولوجيا مما ادى الى تقدمهم على حساب الفئات الأخرى،وهو ما ادى الى اطلاق مبادرة رفع العقوبات التقنية عن السودانين/ات و التي تكللت الى رفع الحظر الاكاديمي عن السوادنيين/ات، بالاضافة الى خدمة الانترنت السيئة و غلاء اسعار الكهرباء و الاجهزة الالكترونية كان من الصعب على طلاب و طالبات الجامعة اقتناء تلك الاجهزة.

 

و على الرغم من كل تلك التحديات استطاع الشباب/ات السوداني نشر محتوى يعبر على الاقل عن ما يدور في داخلهم من آمال و طموحات نحو مستقبل التكنولوجيا و ان كان محدود في انتشاره مقارنة بالمحتوى العربي و الافريقي، و بغض النظر عن الاختلاف او الاتفاق مع المحتوى الذي يتم نشره أجد ان وجود محتوى سوداني مهما كان سيئاً يعد شيء ايجابي الى حد ما لأنني لست بصدد الحكم على التجارب … لكن هناك اعمال سيئة لدرجة لا تستطيع اكمال مشاهدتها.
و قد اختلف اعداد المستخدمين/ات للفيسبوك الذي يتربع على قمة هرم مواقع التواصل الاجتماعي التي يتم استخدامها الى تويتر (التدوينة المصغرة) و لا ننسى موقع اليوتيوب الذي ساعد على انتشار الفرق الغنائية و المقاطع الكوميدية و كذلك الاستخدام المحدود لموقع لينكدين و المدونات ، بالاضافة الى مطوري مواقع الانترنت و التسويق الإلكتروني و التطبيقات المختلفة التي تساهم في نشر افكارهم التي يريدون تسويقها إلا ان معضلة التعاملات الالكترونية مازالت تشكل عائق بسبب حرمان شباب/ات السودان من الاستفادة من خدمات مواقع معينة .

Social Media

فيما يتم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي؟
ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي الشباب/ات في نشر ابداعاتهم و رفعها من خلال المواقع المختلفة و انتشار المبادرات الشبابية المختلفة من الاعمال التطوعية و المشاركة الفعالة من خلال تبادل المعرفة و الصور في عكس الانشطة الثقافية، ريادة الأعمال و الانتاج، و ايضاً من خلال الدورات التدربية و الورش او حتى البيع و الشراء لمختلف المنتجات كسوق و المشاركة في المؤتمرات و الانشطة في مختلف دول العالم.
و من اهم القضايا التي خدمتها مواقع التواصل الاجتماعي هي القضايا الحقوقية التي تمثلت في الفرصة للنقاش و الحوار و مناصرة قضايا الهامش في ظل اعلام مكبل و مقيد من قبل الحكومة،و الحراك الحقوقي الذي بدء منذ 2005 بعد السلام الى انفصال الجنوب عن السودان و بعدها انضم السودان الى حراك الربيع العربي بتواضع شديد مقارنة بالنتائج التي افضت اليها باقي بلدان الربيع العربي مستخدماً مواقع التواصل الاجتماعي مع العلم ان تجربة البلدان التي سبقت السودان في الربيع العربي جعلته على اهبة الاستعداد لمواجهة الحراك و التعامل معه من خلال فهم الدروس المستفادة و بالتالي اضعاف الحراك و الانتهاء منه. كما استفادت منظمات المجتمع المدني من مواقع التواصل الاجتماعي من خلال انتشارها و اثبات وجودها، كما ساعدت السودان على الانفتاح اكثرعلى العالم الخارجي من خلال متابعة العالم لما يدور في السودان و ان كان مازال التحكم او التوجه لإحتواء ما يتم تناقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي هو ما يهدد حرية التعبير و الرأي لمستخدمي هذه المواقع، بالاضافة الى الفجوة ما بين الاشاعات التي يتم اطلاقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي و الحقيقة المغيبة.

Published: 6 September,2014 | Comments: 3

سد النهضة بلاهة فكرية

تعاقب على اشكالية سد النهضة عدد من الرؤساء في كلاً من مصر و السودان و اثيوبيا ناهيك عن عدد الخبراء الذين تسلموا هذا الملف على مر السنين، و على الرغم من ذلك مازال موضوع سد النهضة إشكالية قائمة، و يحتل حيزاً من المؤتمرات و الخطابات و المباحثات بين الدول الثلاث دون التوصل الى اتفاق يذكر. و على ما يتبين من الخبراء ان سد النهضة ينذر بأزمة مياه مستقبلية تكاد تسبب أزمة سياسية بين البلدان الثلاث او على اقل تقدير قد اقتلعت مساحة نقاش يمكن المساومة عليها و التوصل الى حل يرضي جميع الاطراف، إلا ان اثيوبيا ماضية قدماً في بناء السد ولا تلتفت الى ما اذا تم ايقاف التمويل أم لا، و ماضية ايضاً في المحادثات بين البلدين مصر و السودان.
سد النهضة
هل تعني النهضة بالضرورة بناء السدود و الذي يختلف عن عصر النهضة حيث الثورة الفكرية في أوروبا، عندما كانت النهضة جسر نجاة و ليس سد مانع و عازل للافكار عبروا به من العصور الوسطى حيث الجهل و الظلم و التخلف الى العدالة و الاستكشاف و روح المغامرة و التجديد. الثورة الفكرية لعصر النهضة بعد هيمنت الدين على الدولة و استباحت الأرواح و النساء كان لابد من مخرج الى فكر جديد و مغاير عن النهج الإستلابي ، أما في عالمنا العربي فقد توالت افكار النهوض بالأمة العربي عقلياً و روحياً إلا انها تكللت بالفشل لإرتباطها بالمشروع القومي، أما النهضة الحضارية فقد شهدت الدول العربية و الافريقية المباني الزجاجية و ناطحات السحاب ذات الوان الكلادن البراقة .. أليست هذه نهضة ؟َ
هل رأيت
أما النهضة الثقافية التي ما فتأت تستبرأ النهضة الحضارية و يكال لها بمكيالين حيث لم تجد لها وجيع منذ مؤسسيها و على الرغم من الاختلافات الفكرية التي لا تعبر عن جوهر مضمون كلمة (نهضة) نجد ان بعض الاسلامييون وجدوا ضالتهم في هذا الفكر بحيث تم قولبته بالشكل المريح لأفكارهم و الذي يتسع لعمليات التنميط و التسخير من ترهيب و ترغيب، و لا يمكن بالطبع ان نغفل النهضة الدينية التي تتجدد كلما دعت الحاجة و لها رواد و اتباع كما ان لها جذور و فروع و قد تم تأليف و كتابة عدد كبير من الكتب و تبني مشاريع شبابية لصناعة قادة النهضة و بعدها يكون السؤال لماذا اخفقت النهضة ؟!!
أننا نعيش في حرب غير معلنة على الافكار و التوجهات و محاكمات علنية و اخرى خفية إزاء نوع من الهيمنة على كل الممكن و المغالطات، و من بينها ان زمن العصامية قد ولى و ان الشخصيات الناجحة و المؤثرة هي نتاج فكر مؤسسي سواء أكان ذلك عن قصد أو دون ذلك، و اذا ما تمحصنا هذه الافكار الترابية الى حد كبير و التي لا تثبت على حال و قابلة للتغيير و التشكيل نستطيع ان نجزم بإن زوالها هو الحل الى وجود كيان و افكار جديدة بعيدة عن فكرة تركيع الانسان . يواجه الشباب/ات العربي و الافريقي تحدي كبير ليس في فرض رؤيته و لكن في التخلص من استراتيجية ما يسمى بالحماية الفكرية بفرض الوصاية الأبوية و العقلية وهو شيء مهين للتجارب التي تعلم منها الانسان كيف يختار طريقه و يتعرف الى ذاته و استكشاف قدراته و مشاعره. هذا الكم من الخوف الذي يتم مواجهته بالتجسس و التسلط لهو نتائج وخيمة في المستقبل القريب و ليس البعيد وعلى سخرية القدر قد ترون ان النتائج بعيدة المآل إلا ان الشواهد و تطور الاحداث و العصور تقول ان الاشياء اصبحت اقرب مما يتصور البعض أو يتوهم على الاقل. السودان أحد الدول التي سوف تتأثر من سد النهضة و تعاني من قلق مستمر يجعلها تتابع الانشطة الشبابية و الاحزاب السياسية فهي قريبة الى الحد الذي تتصور انها بعيدة عن الاحداث الخارجية و منكفئة على مشاكلها الداخلية بل قريبة بالقبضة الحديدية على اي تطورات او احداث بالشكل الذي يمكن ان نجزم انها طرف في اي حدث يدور داخل البلاد او خارجه. و في ظل انعدام الشفافية و اتاحة المعلومات و انتشار الشائعات و مابين مجتمع مغيب تارة و مسير تارة أخرى يجد الشباب/ات انفسهم في سد النهضة البوابة التي تحتجز الأفكار خلال مواسم الامطار و تسمح بتسريب المعلومات التي تخدم مصالحها و اغراضها.

Published: 30 August,2014 | Comments: 0

رابعة السودان

قبل سنة كنا منغمسين في مبادرة نفير ، تنادى الكل الى وجوب الالتفاف حول الاسر الضعيفة و المحتاجة التي فقدت منازلها و تضررت جراء السيول و الفيضانات و الغرض الاساسي ان يتم ابعاد الشباب/ات من دائرة اخبار الثورة و الصراعات الى فعل ايجابي و بالتالي امكانية احتوائهم، لكن قبل ذلك تم اختراق اغلب حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، و ذلك قبل فترة من فض اعتصامي رابعة و النهضة وقتها لم نعلم ما الذي حصل انا شخصياً تم تهكير صفحتي و بعد العودة قد تم إزالة اغلب الصفحات التي كنت اتعامل معها ، كان وقت صعيب على الجميع.

نفير السودان

لم افهم من مع من ، و من ضد من؟ لم نعرف اذا ما كانوا الاخوان وباء و مرض أم ضحية لتصفية الحسابات، لفترة طويلة جدا قاربت من هالسنتين قبل احداث رابعة كنت قد توقافت عن مشاهدة التلفاز و كانت جدتي مريضة ، و لم يكن أحد يتحدث عن الموضوع لأنه من حولي على الرغم من الحدث الجلل لا في الشارع و لا عند الصديقات و لا الأهل ،السكوت كان سيد الموقف أو بالأحرى لم يكن أحد يفهم ما الذي يحدث و ماذا هناك؟ و ماذا يمكن ان يفهم في القتل!!و حسب تقرير هيومن رايتس ووتش ان ما حدث هو مجزرة ضد الانسانية وهو الواقع الذي كان بالمرارة التي لم يتوقعها أحد على الإطلاق و الرسالة لم تكن لمصر فقط بل كانت للدول المجاورة و الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، اغلب الشخصيات المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي اختفت ذلك اليوم لأسباب مختلفة لإنه تم اشغالها بعناية و تخطيط مدبر عن طريق تغييب الوقائع و الاحداث عنها، و ماذا يفيد البكاء في اللبن المسكوب، و الواقع ان اسوء فترة على الاطلاق كانت ما بعد أحداث فض الاعتصام وهو الكيل بمكيالين و الشماتة على الاخوان لقد سطرنا أسوء تجربة على الاطلاق اتجاه حقوق الانسان ، اعترف بذلك ان الوضع النفسي و الاجتماعي لم يكن يسمح لي بإن اتعرف على هذه المجزرة او الجريمة، و على الرغم من انني ضد الفكر الإخواني إلا ان ذلك لا يعطي الحق لأحد بالقتل و التعذيب و السجن و الملاحقات للاهالي و غيرهم، بل و اقتضت الضرورة ان لا يتم التعاطف معهم على اعتبار انهم إرهابيين يجب ابادتهم. هذه الوقائع توضح الفرق ما بين غياب الرؤية و التلاعب بالعقل و الفكر، و مازلت اتساءل كيف يمكن ان نكون بكل هذا الجبروت و الطغاة ؟ كيف يمكن ان تكون اداءة يتم استخدمها لتأييد الطغاة و الديكتاتورية من ثائر و مساند الى الحرية الى مساند للديكتاتورية و الجبروت ، هذا التحول للحفاظ على أمن البلد و استقراره و حتى لا يتم جر البلاد الى الصراعات و دائرة الحرب، و كأننا في جنة عدن على الرغم من ان الحرب في اطراف السودان و طالما انها بعيدة عن العاصمة اذا كل شيء يخضع للسيطرة ، نعم جميعنا تحت السيطرة و ذلك ما حدث بعد التعرض للضرب و الإذلال و الاهانة ، ماذا كنتم تنتظرون ؟ّ!! لقد تعرضنا لما تعرضوا له على بشاعة الحاضر ، تم عزلنا من المجتمع و اعتبارنا جزء من تصفية الحسابات لا لشيء سوى اننا آمنا بالثورة و الحرية و العدالة الاجتماعية ، لقد متنا في اليوم ألف مرة و لم يكن هناك من يسأل، لقد خوضنا حرب المبادئ و التشكيك و من ثم غرر بنا من جميع الاطراف ، من الأخوان الذين ركبوا الثورة و من المجتمع و من العالم ، في 2013 لم تمت الثورة وحدها بل مات صوت الحق، و من وقتها لم يعد لي صوت اصبحت اتكلم بصعوبة .. تحجرت الحناجر و شاب الاطفال قبل الشباب و علا صوت من سوف يكسب و من سوف يخسر و قادتها دول بعينها، على الرغم من ان رأيي كان ان مرسي و الاخوان لم يسمح لهم بالبقاء في السلطة لقراءات عديدة في الساحة لأنه رهان على حصان خاسر وقد صدرت شهادة وفاة الأخوان و دفعت ثمن رأي شخصي !!

رابعة العدوية

لم افكر يوماً و لا خطر على بالي انني سوف اكون في مثل هذا الموقف يوماً ما، لم افكر انني سوف اكون فريسة التغرير و المحاباة و اود ان اعتذر لكل شخص جرحته بكلماتي التي كنت اكتبها، اود ان اعتذر لكل قارئ كنت اهينه بكلماتي ، فأنا لم أكن سوى جزء من خطة أكبر مني ، تم تدبيرها بعناية و قصقصت اجنحتي بالتدريج حتى وصلت الى ما وصلت اليه، و على الرغم من ذلك شغفي بالكتابة سكين يذبحني ، إذا كانت المعرفة لعنة فقد اصابتني اللعنة ، و الأسوء انها لاحقتني حتى عندما تم اخفاء المعرفة عني ، نعم تم التلاعب بعقلي و تم اخفاء الحقيقة لفترة من الزمن و من بعدها اصبحت لا ابالي ، اصابني مرض الخرف المبكر وهي اعراض تصاحب اصاحب الرأي العام في دول العالم الثالث، ففي دول العالم الثالث للكتابة وقت متى سمح لك بذلك و لا تكتب عندما يريدون ذلك ، هذا هو واقعنا.

Published: 15 August,2014 | Comments: 0

Plugin from the creators ofBrindes Personalizados :: More at PlulzWordpress Plugins