arablog.org

Tag Archives: اخبار السودان

داعش تنشر الهلع بين الأسر السودانية

تحت وطأة الظروف المعيشية الصعبة تعيش الأسر السودانية اسوأ كوابيسها، فما ان تستفيق من كابوس حتى نجدها تواجه كابوس آخر، فالتجهييز رمضان انهك كاهل ميزانية الأسر و خصوصاً ان رمضان في السودان و بسبب سخونة الجو يحتاج الى شرب الكثير من الماء و استهلاك الكهرباء للتبريد، و قد عانى السودانيين قبيل رمضان قطوعات الكهرباء التي تواصلت لأكثر من ست ساعات في اليوم، و على الرغم من وعود الحكومة بتوفير الكهرباء و الماء فترة رمضان إلا أن هناك مناطق متعددة انقطعت فيها الكهرباء و الماء مما أدى الى خروج المواطنيين غاضبين الى الشارع، و لا يخفى على الجميع ان الشعب اصبح لا يثق في وعود الحكومة فهي كذر الرماد على العيون.

صادف هذا العام تقارب الاحتياجات الأسرية من تجهيز رمضان عقبها التجهيز لعيد الفطر و أخيراً و ليس آخر الاستعداد للمدارس، و استعصى على الأسر توفير هذه الاحتياجات لأطفالهم فهناك من اختار توفير احتياجات المدرسة على شراء ملابس العيد، وهو شيء محزن.

و لا تقف حيرة الأسر عند توفير الاحتياجات حيث تقل فرص الحصول على ما يريدون بسبب ارتفاع اسعار السلع المستمر، فالاسعار ترتفع بواقع جنيهين الى خمس جنيهات شهرياً و جشع التجار الذي لا ينتهي و الذين بدورهم يشكون ارتفاع جبايات الولاية و لكن الحكومة تنفي بدورها ضلوع أي يد لها في الموضوع و انها تقف في صف المواطن، و لا تتوقف زيادة الأسعار على الامنتجات بل ايضاً تعرفة المواصلات و التي يعاني المواطن من ندرتها.

و من اللافت للنظر في ظل هذه الظروف الصعبة اتجاه الشباب و الشابات الى الانخراط في تنظيم الدولة الإسلامية – داعش و التسلل الى اراضيهم، و قد نشرت الصحف مؤخراً أعداد قتلى السودانيين في صفوف داعش، و على الرغم ان مجموعة الشباب و الشابات اللواتي انضممن الى داعش لا ينتمين الى الطبقة الفقيرة بل الى الطبقة الاستقراطية لأسر ثرية و معروفة في المجتمع و يدينون بالولاء الى الحركة الإسلامية، كما ان هؤلاء الشباب يدرسون في الجامعات و تحديداً جامعة يمتلكها مامون حميدة وزير الصحة و جامعة العلوم الطبية و التكنولوجية اللتين تعتبرا من اغلى الجامعات في السودان، و لا أجد ذلك غريباً حيث ان الفكر و التوجه الإسلامي لحزب المؤتمر الوطني فكر داعشي يدعي الوسطية و العقلانية إلا انه بعيد عنها، و قد اقيمت سرادق العزاء لمن لقوا حتفهم ومازالت الأسئلة تطرح نفسها، من يقوم بتجنيد الشباب و الشابات؟ ما دور الأجهزة الأمنية في عمليات التجنيد؟ كيف يتسلل الشباب و الشابات الى مناطق داعش و من يسهل لهم عملية التسلل؟!!

Published: 11 July,2016 | Comments: 0

آفاق مستقبل المناخ في افريقيا تحديات و آمال

كانت الدعوة لحضور منتدى آفاق مستقبل المناخ في افريقيا لها بالغ الأثر على نفسي، فمتابعتي لمناخ السودان الذي ينعكس على حياة المواطن اليومية  سواء أكانت في توفر الكهرباء او درجات الحرارة المرتفعة او حتى بعض الممارسات الخاطئة التي يقوم بها بعض المزارعين مما ادى الى احراق مزارع عدة.

حضر المنتدى اشخاص من مختلف دول العالم بمختلف تخصصاتهم و اهتماماتهم ، البعض قد اتى من اقصى الكرة الأرضية حتى يساهم في مساعدة الدول الافريقية لتخطي عقبات المناخ و الذي يؤثر على الاوضاع السياسية و الاجتماعية للقرن الافريقي.

المنتدى برعاية البنك الدولي و قد حضره دول اعضاء منظمة الايقاد السبع ، و قد لا يخفى على الجميع جهود منظمة الايقاد في ارساء السلام من خلال عملها مع حكومات الدول الافريقية المنتمية الى الايقاد ، إلا ان الايقاد اصبحت تتميز ببروقراطية متأخرة في اتخاذ الاجراءات و قد رفضت مقترح للعمل مع منظمات مدنية و مجموعات شبابية مجتمعية و فضلت عوضاً عن ذلك التمسك بزمام متخذي القرار حسب رأيها حتى و ان كان على حساب المجتمع.

islam in forum

من الاشياء الجميلة في المنتدى اننا لم نستمع الى محاضرات طويلة عن المناخ ، بل جميع عروض الدول جاءت مختصرة و تصب في لب الموضوع ، و تم تقسيم الحضور الى مجموعات عمل و على اختلاف وجهات النظر تمكنت المجموعات من اتمام العروض في الوقت المحدد، وهو ما جعلني اتساءل عن عدم تمكننا من الخروج في السودان من اجتماع واحد متفقين على مخرجات محددة ناهيك عن احتكار الكلام لوجهة نظر واحد و عدم توزيع فرص الحوار، ما لمسته كتجربة في المنتدى كانت التمدن و العدالة في توزيع الفرص و المساواة على الرغم من اختلاف اللغات و حتى لو كنت تتحدث بلغة انجليزية ركيكة ، كما ايضاً كان للتشجيع دور كبير في توسيع مشاركة الحضور.

 

من اكثر الاشياء التي سعدت بها هي التحدث عن دور مواقع التواصل الاجتماعي في التواصل و توعية الناس و ربط العلاقات بين المتخصصين و المجتمع و الحكومات، و قد دعت الايقاد الى تبني جهاز تنسيقي لكل دولة يعمل على عملية التشبيك بين المهتمين و المتخصصين في المناخ بمختلف الدول المشاركة، و لقد انبهرت بالاطلاع و المعرفة بأحوال السودان و سؤال الناس عن التحديات و المشاكل التي نواجهه كما انهم ابدوا كامل جاهزيتهم للمساعدة سواء أكان بالمعلومات او بالقدوم الى السودان.

أنا من اشد المعوجبين بدولة كينيا حيث اقام المنتدى في نيفاشا ذات الجو الجميل و الخدمات الممتازة ، وهو ما ساعد الحضور على اتمام المهام في الوقت المحدد، بالنسبة لي كانت تجربة رائعة استطعت ان اسلط الضوء على تجربة نفير المجتمعية و التي تكونت عند اجتياح الفيضان للخرطوم عام 2013 ، كما تحدثت عن دور مواقع التواصل الاجتماعي و امكانية الاستفادة منها على الرغم من ان هناك اصوات رأت ضرورة الحرص من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ، بالاضافة الى دور التدوين في توثيق التقلبات المناخية.

THE FORTY THIRD GREATER HORN OF AFRICA CLIMATE OUTLOOK FORUM (GHACOF 43)

لا اخفيكم ان من المهم  ان لا تتوقف مخرجات المنتدى عند اكوام ورقية يتم وضعها داخل ادراج المكاتب بل سعيت للموافقة على مبادرات و ورش محلية نساعد بها المجتمع بل و يجب دعم منظمات وطنية و مجموعات شبابية وهو ما اؤمن به، و لقد حاولت ان اعكس هذا التوجه حتى لو قوبل بالرفض فيبقى انني حاولت.

Published: 13 June,2016 | Comments: 0

ترجل القدر و غاب الأب الروحي

الأب الروحي للسودان انه حسن عبدالله الترابي رحمة الله عليه و الذي عجن السودانيين و خبزهم إلا انهم مولعين بحبه و بخطاباته الرنانة، اعترك الحياة السياسية و الدينية و أصبح مجدداً لفكر قيادي الإخوان عمر البنا، قاد أطول حرب في افريقيا بين جنوب السودان و شماله.

عرف الترابي بقوة حجته و بآرائه النارية و فتاويه الغريبة و التي حاول فيها لملمت شتات السودان مؤخراً من خلال حوار المؤتمر الوطني الذي وقف فيه من خلف رئيس السودان عمر البشير كما كان يفعل دائماً و كإنه يقول انه مخرج السيناريو، فقد عرف عن الترابي انه العقل المدبر للحركة الإسلامية ليس في السودان و حسب بل امتد تلاميذته الى اليمن، فلسطين، تونس و جماعة الإخوان في مصر و غيرها من البلدان الذين يرون فيه خلاصهم الديني و هوسهم البيزنطي.

و قد شغل الترابي الناس في حياته و مماته إلا انه عرف عنه عدوله و اعترافه بإخطائه و التي سأل الله ان يكفر عما اقترفه من ذنوب في حق الشعب و لكنه لم يسألهم ان يعفو عنه كعادة السودانيين، فمازال الحزن يخيم على بيوت أسر الشهداء ، و أخيراً خسر الشيخ رهاناته على الإخوان المسلمين في مصر كما خسر الغنوشي في تونس.

و مما لا شك فيه ان غياب آراء الترابي سوف تترك فراغ كبير في الساحة السياسي، و لكن يتراى للجميع ان وفاة الترابي تمهد طريق ذوبان المؤتمر الشعبي داخل المؤتمر الوطني وهو ما يستهجنه البعض و لكن تترقب القوى السياسية التغييرات التي سوف تعقب وفاة الترابي، كما يرى البعض ان حالة الفراغ السياسي هو وضع مقصود و مدبر من الترابي نفسه و الذي اصبح في خبر كان الآن.

و من الجدير بالذكر ان الوضع السياسي ينسلخ و ينفض من حوله المحاربين القدماء من السياسيين تدريجياً فخروج الصادق المهدي من دائرة الصراع و رغبته في الإنكفاء على العلم الإسلامي و السياسي و عدم حضوره لتشييع جثمان نسيبه و الإكتفاء بالنعي من على البعد، و من ثم غياب الترابي، أما الميرغني مجرد واجهة براقة (يعني لا بهش و لا بنش) كل ذلك يجعل المؤتمر الوطني يستأثر بالحكم و يبطش بخصومه، فمن مصلحة من غياب الترابي عن المشهد السياسي؟!

الوضع السياسي السوادني البعض يراه معقد و البعض يراه في غاية البساطة، فالحزن على وفاة الترابي سيمر و سوف يجدد تلاميذه العهد كما قالوها بالإمس : إسلامية مية المية لن تحكمنا العلمانية ، إلا ان السيد الرئيس تعلم الدرس و نأى بنفسه بعيد عن اي شعارات، و يأتي ذلك الموقف بعد ايام قليلة على افراج القيادة الإمريكية لوصية بن لادن مدون عليها استثمارات بن لادن في السودان البالغة اكثر من 29 مليون دولار، وهو ما وضع الحركة الإسلامية في موقف محرج جداً و اغلق الباب حول محاولات رفع العقوبات الإمريكية عن السودانيين.

Published: 6 March,2016 | Comments: 0

مسَتخدمين لا مُستخدمون

أثار تقريرالسوشال ميديا الذي اعدته شبكة مدونون سودانيون بلا حدود تساؤلت عديدة حول سوء خدمات الإنترنت في السودان و الذي اجمع الاستبيان على سوء خدمات مخدمي الانترنت و خصوصاً بعد أن رفعت شركة زين تكلفة الانترنت بنسبة300 % مع لهجة حادة تقول انها اكتفت من العملاء و لسان حالها يوصل رسالة مفادها من أراد استخدام رداءة الإنترنت لدينا عليه ان يدفع غصبن عنه و يأخذ على قفاها، و هكذا تحول المستخدميين إلى مٌستخدمون كبقرة حلوب تدر على شركة زين الملايين من الجنيهات دون ان تتحصل على مقابل.

وفي نفس السياق نجد ان الشركات بالطبع تسعى الى الربح السريع برفع اسعار التكلفة اياً كانت و لا تضع في اعتباراتها المقابل الذي سوف يتحصل عليه الزبون، وهو ما يثير استهجان و انزعاج الجميع ، فهاهو مؤتمر التسويق الرقمي يقدم سعر فلكي لحضور مؤتمر لمدة يومين فقط بمبلغ 7800 جنيه وهو مبلغ يمكن ان يدفع ثمن تذكرة ذهاب و عودة الى دبي و الاقامة و حضور دورة تدريبية متخصصة في التسويق الرقمي لدى اشهر المتدربين و ليس الاستماع الى متحدثين.

و قد تكرر هذا الجشع اثناء ازمة الغاز و كيف تم التلاعب بالأسعار بعد ان كانت حكراً على الحكومة حيث بلغ سعر انبوبة الغاز الى اكثر من 250 جنيه و من بعدها قامت الحكومة بتحرير السعر و رفع الدعم بعد ان مرمغت بكرامة المواطن السوداني الأرض و لم يعد يثير الاستغراب ان تكون الحكومة هي ساطور الجزار بالجبايات التي تفرضها على التجار و يقومون باستحلابها من المواطن عنوة.

و قد شهد سوق أمدرمان وهو اقدم سوق في الخرطوم نفرة جبايات بحجة إزالة المخلفات و المخالفين من البسطات و لكن ما ان يتم إدارة المخلفات لتغطية العجز المادي الذي تحاول الدولة اخفاءه عن الجميع ثم يعود الحال الى ما هو عليه و بالتالي لا يتم فعلاً عملية تنظيم السوق حسب ما تناولت الصحف المحلية، و ليس ذلك و حسب بل أن المجلس التشريعي سن مبلغ و قدره 10 جنيه على اصحاب الدرداقات يتم دفعها للمحلية مع العلم ان اغلبية العاملين عليها هم من فئة الأطفال، وهي فئة يجب ان يتم توفير التعليم لا ان يتم المتاجرة بهم

Published: 4 February,2016 | Comments: 0

معنفات بيد القانون #كفى_عنف_أنا_انسانة

كان يوم محزن للاحتفال ببداية حملة 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة حيث يحتفل العالم بيوم 25 نوفمبر العنف ضد المرأة من كل عام، و يأتي هذا العام تحت شعار “من السلام في المنزل للسلام في العالم: جعل التعليم آمناٌ للجميع”  لقد صدمنا و زرفنا الدموع كمداً و نحن نستمع لشهادات معنفات يدمي لها القلوب.

حيث أقامت منظمة سيما بالتعاون مع صحيفة الجريدة منبر إعلامي للتوعية بمخاطر العنف ضد المرأة ، و أوضحت مديرة المركز الدكتورة ناهد جبرالله ان المعنفات لم يقتلهن الجناة بل قتلهن القانون الركيك و الفضفاض في مجتمع الهيمنة الذكورية الذي تعاني فيه المرأة اثبات حقها و كيف يتكابل عليها المجتمع  و يحولها من ضحية الى متهمة يتسلط عليها العرف و التقاليد، و حتى رجال الدين وقفو مصدومين إزاء هذه القوانين.

حكت والدة عبير قصتها و هي تحاول ان تتمالك نفسها بعد أن فقدت فلذة كبدها عبير التي قتلها طليقها أمام اعينها و أعين طفلتيها اللاتي لم يبلغا سن الثامنة، و تأتي الأحداث حينما  طلبت عبير القتيلة الطلاق بعد ان تعرضت للعنف على يد زوجها القاتل و في كل مرة كانت تذهب الى الشرطة ترجع بخفي حنين، وعندما لم تستجيب الشرطة الى شكواها، قصدت عبير المحكمة و التي افضت الى طلاقها و لكن لم تستطيع حمايتها من طليقها فقام بقتلها و هي في ريعان شبابها لا تتجاوز السابعة عشر من العمر تتصف بجمال لا يضاهيها أحد ، و نطق قاضي الحكم بالسجن عشر سنوات على القتيل و بعد الاستئناف تم تخفيف الحكم الى خمس سنوات لوجود الأطفال و الذي لم يلتزم القتيل بمصروفهما منذ البداية ، و لا زالتا الطفلتين تعاني الآماً نفسية سيئة إزاء ما حدث و لضرورة سفر الطفلة للعلاج لابد من أخذ موافقة ولي الأمر وهو والدها قاتل أمها !!

أما الأم الثانية  قالت: لقد اغتصب مدرس ابنتي الاثنتين و اللاتي لا تتعدى أعمارهن التاسعة ، و لقد تم ارهابي من قبل منسوبي المؤتمر الوطني لإسقاط القضية بالإضافة إلى مماطلة الشرطة في اتخاذ الإجراءات اللازمة و ضرورة توفير مبالغ مالية للقيام بواجبهم اتجاه بلاغي المقدم ضد المدرس ، إلا انني اصريت على موقفي و على وصول القضية الى المحكمة و بعد صدور حكم السجن فوجئنا بإطلاق سراح الجاني و بعد الاستئناف لم يتم العثور على الجاني حتى هذا اليوم.

أما قصة الأم الثالثة و التي تناقلتها وسائل الإعلام عن اغتصاب طفلة في الثامنة من العمر منتصف نهار رمضان داخل احد الدكاكين بعد ان قام الجاني بتخدريها و الاعتداء عليها و لم يتم صدور الحكم عليه فقط ، بل تم ترهيب والدتها من قبل جهاز الأمن لعدم إثارة الرأي العام ، و قد تم القبض على الصحفية التي قامت بنشر الخبر من قبل جهاز الأمن و المخابرات ……… و الى هنا لا يوجد ما يقال اكثر من الذي قيل.

عام 2015 هو العام الرابع والعشرون لحملة 16 يوم من مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي، والتي بدأت عام 1991 ويقوم بتنسيقها مركز القيادة العالمية للنساء Center for Women’s Global Leadership. واشترك في الحملة أكثر من 5478 منظمة وصناع سياسات وحكومات ووكالات تابعة للأمم المتحدة وعدد هائل من الأفراد من أكثر من 180 دولة حول العالم. وقد قمنا معا بإلقاء الضوء على قضايا العنصرية والتمييز على أساس الجنس وثقافات العنف والعداء للمثليين، ودعونا لتطبيق التزامات حقوق الإنسان بما في ذلك الحق في الصحة والحقوق الإنجابية وإنهاء العسكرة والعنف القائم على النوع الاجتماعي وغيرها من الأمور. وتعود قوة الحملة وطول أمدها لوجود آلاف المشاركين مثلكم.

Published: 25 November,2015 | Comments: 0

دار الفتيان إلى الشارع بأمر الحكومةْ

دار الفتيان إلى الشارع  بأمر من الحكومة و ذلك بعدما إكتمال عمر الفتيان الواحد و العشرين حيث لا مكان لهم في دار الإواء و ذلك بعد تربيتهم و عزلهم لسنين لا يعرفون فيها أحد، و لا يتوقف الأمر عد الفتيان بل حتى الفتيات يطالهن الطرد فبمجرد زواجها لأحد فتيان يحرم عليها الرجوع إذا ما تطلقت.

دار الفتيان هي الدار التي يتم فيها إيواء الأولاد  أو البنات مجهولي الأبوين بعد اخراجهم من دار المايقوما لكبر سنهم، يوجد في الدار أمهات يقمن بتربية و توجيه هؤلاء الشباب/ات، حيث تكفل كل أم تقريبال ثمان او عشر من البنات و الأولاد، لكن ماذا بعد ذلك ؟!

تحكي إحدى الأمهات و الدموع تنهمر من عينيه و صوتها المبحوح: عندما أصروا على طرد أولادي الذين كنت اربيهم رفضت الاستغناء عنهم و طلبت من الإدارة إنهاء خدمتي و إحالتي إلى المعاش و قمت بجمعهم و وجدت أحد الخيريين الذين استأجروا لنا هذا المنزل لمدة شهرين،و لا نعلم ماذا سوف نعمل بعد ذلك و إلى اي مكان سوف نتجه؟! و عند زيارتي للمنزل  وجدته خالياً إلا من أثاث بسيط .

أي عقل يمكنه أن يحتكم الى طرد فتيان و فتيات إلى الشارع، و أي ضمير أو مسؤول يمكن أن يطلب من فاقدي الأبوين ان يناموا في الشارع!! أين دور وزارة الشؤون الاجتماعية في توفير مأوى آمن لهولاء الشباب/ات بعد ان اعتادوا ان يكونوا اسرة واحدة !!

و بسبب عزلهم عن العالم ليس لديهم مهارات و قدرات تدريبية او عملية و على الرغم من ذلك نضعهم في مواجهة مع المجتمع بخبراتهم المحدودة وهو ما يعرضهم للخطر ، فهم يعانون الآماً نفسية من اسقاطات المجتمع ناهيك عن الأثر النفسي لقرار الطرد الذي ليس في صالح أي شخص سوى الحكومة  تتخلص من أعبائها  بالطرد.

لقد طالب مجهولي الأبوين و على رأسهم أمهاتهم المساعدة و الدعم و التضامن لأن الشارع في انتظارهم/ن، و انا من هذه السطور ادعوا الى مساعدتهم و ادعوا الحقوقين الى الوقوف في وجه سياسة الطرد من دار الفتيان و التوقف عن معاملة الإقصاء و سياسة العزل و اجد من واجبنا تأهليهم و إعادة دمجهم في المجتمع.

Published: 17 November,2015 | Comments: 0

*(مجتمعات الثقوب (القدود

مجتمعات الثقوب (القدود) تنظر الى العالم من خرم الإبرة او من ثقب الباب بكل خوف و توجس و تنظر الى انفسها من ذات الثقوب ، تتميز هذه المجتمعات بالنظرة المحدودة للامور و تقاوم التغيير او ترفضه و لا تهتم الى مكانتها حيث تنظر الى نفسها بنظر دونية، لا يهمها اذا ما كان ملبسها مهندم او مقطع او مرقع او حتى به ثقوب.

مجتمعات الثقوب هو نتاج الديكتاتورية و الاستعباد على مدى السنين، و كمثال تم تغيير اسم شركة الاتصالات اريبا قبل اكثر من سنتين الى ام تي ان و فندق برج الفاتح الى كورنثيا و فندق ميريديان الى ريجنسي و لكن على الرغم من ذلك لم يتقبل الناس تغيير الاسم الى ساعة كتابة هذه التدوينة فمازال الناس يرددون الاسماء القديمة ، و ما انفك الحكومة تستمر هذه العقليات و تصطاد في الماء العكر و هي تعلم ان عقلية السودانيين بسيطة و لكنها تتعود سريعاً على ما اعتادت عليه و ان كانت هذه طبيعة البشر.

و لا يخفى على الجميع ان العالم اصبح متسارع من حولنا و الاتصالات تساعد على سرعة المعلومات و تبادلها للالحاق بما يتبقى لنا من تقدم و من الاشياء التي يصرون عليها استبقاء القلة النشيطة للكسل بكل السبل فلا هم/ن قادرين على اللحاق و لا يسمح للبقية بالتقدم، و هذا مثال بسيط يمكن من خلاله ان تقيس التعليم و الصحة ، مستوى المعيشة،الديمقراطية و السوق للتعاملات و النقل و سائر الحياة العامة.

 مجتمعات الثقوب تتولى اتخاذ القرارات بالإنابة عنك و لا تتوانى في تضييع مستقبلك من وجهة نظرها الشخصية الضيقة انها تنظر الى الفرد كمهمة جماعية وهو ما تسقطه من مصالح على النفس البشرية، و لا يتونوا في شدك كلما علوت الى الاسفل فهي كالثقوب السوداء في الفضاء التي تجذب الاشياء و هو ما يجعلها متشابه و غير متناسقة فيما بينها متفاوتة في فئاتها فإما فقر او غنى لا يعرف مصدره، كما تتعامل بالأشياء الغير مرئية مما يساعد على انتشار الفساد و العنف لكنه يصعب تحديده او تجريمه بالمعنى الأصح ، تضرب هذه المجتمعات الشائعات لانها بسيطة و معرفة الحقيقية تحتاج الى بصيرة، انها مجتمعاتنا التي نعيش فيها.


*القدود مصطلح سوداني يطلق على الثقوب

Published: 5 November,2015 | Comments: 0

ارفع/ي صوتك

هذه التدوينة مهداة الى روح الناشط عمَار درار الذي طالما سمعنا صوته ، إلى الغائب الحاضر بإعماله التطوعية ، الى من دخل قلوبنا دون استئذان ، ذكراك تبقى عبر السنين حكاية ثائر لم تمهله الحياة فلتقمه الموت.

وداعاً صديقي عمار درار

يطل علينا يوم التدوين الفعَال تحت شعار: ارفع/ي صوتك وهو ما شكل مفاجأة بالنسبة لي نظراً لفقداني صوتي جراء الأحداث التي تعرضت لها، فتجدني اليوم في رحلة بحث عن صوتي علني أجده، و هي للأسف احداث غير مرئية!!

أفكر في الشباب /ات و ما يعانون من تحديات تسلب منهم اصواتهم/ن و تحولهم إلى مجرد اداءة يتم استخدامها لأغراض سياسية بما في ذلك المرأة و الطفل ، اذكر عند زيارتي إلى دبي حدثت مشاجرة بين اثنتين و كان بمكان ان اتصلت احداهن بالشرطة، فهرعت سيارة الشرطة في منتصف الليل إلى الشقة لمعرفة فحوى المشكلة و اخذت تستمع إلى شكوى كلتا الفتاتين باهتمام بالغ، لم اهتم او اكترث و بقيت في غرفتي أفكر فيما لو حدث ما حدث في بلدي السودان.

في السودان يحدث الكثير و على الرغم من ذلك عليك ان تذهب برجليك إلى الشرطة سواء أكنت مشقوق الرأس او الدماء تسيل منك، أما ما يحدث في البيت فهو شأناً عائلي لا علاقة بالشرطة به من بعيد او قريب، وهو ما يجعل من الأهل حجر عثرة او حتى في الشارع، فالشرطة لا تحضر إلا بعد ان تصبح قتيل او منتحر !! ناهيك عن النظرة الدينية بإن صوت المرأة اذا ما ارتفع فهو عورة و لا يجوز ذلك فقهياً.

لقد ضاع صوتي في زحمة الأيام ، ضاع صوتي بين احداث لا تصدق و ما هو الآن إلا صدى لما كنت عليه، فقد تم فرض عزلة منزلية أو كما يسميه البعض تم فرض حظر تجوال او قيد الإقامة الجبرية لكنها صامتة، دون ادنى احساس و مع ذلك نجد المتشدقين بحقوق الانسان و الحريات يتحدثون عن قبول الرأي الآخر و عن بسط الأمن و حرية التعبير.

و تكمن الصعوبة في تحديد التصرفات التي يمكن وصفها بالانتهاك في المجتمع، حيث تكون مبتذلة و غير واضحة المعالم كما انها صعبة التصديق ، فعندما تتحدث عن الأهل المقربين فهم جزء من كيان وجودك و إشارة اصابع الاتهام اليهم هو في الحقيقة كإشارة الاتهام الى نفسك، انه من الصعب على الانسان في هذا الوقت ليس ان يفرق بين الكذب و الصدق أو بين الحقيقة و عكسها، بل تكمن المشكلة في مواجهة تصرفات غير مفهومة و مبهمة ، و مما لا شك فيه ان هناك رأس أمني مدبر للاختباء خلف الأهل و جعلهم واجهة العنف .

بعد ثورات الربيع العربي أصبح التعبير عن الرأي اكثر صعوبة و تعتبر النقاشات العقيمة تحدي يواجه الشباب/ات لإثبات ما يريدون و الأحلام التي يريدون تحقيقها، اصبح الحوار الدسم الذي يكيل بمكيالين هو السائد فكيف من الممكن ان ترفع صوتك في ظل هذا الضجيج المزعج و الضحكات الساخرة ، كيف يمكن ان ترفع صوتك في ظل عدم الاعتراف بمجهوداتك و تحويلك إلى نمرود لا يعترف بالجميل و تبخيس احلامك و رغماً عنك تجد نفسك موجود بين اشخاص وصل بهم الأمر الى بيع صوتك و قبل ذلك انسانيتك، فتغيير النفوس صناعة سودانية بامتياز يمكن ان تصبح ناكر او معقد او حتى عديم الإحساس و قد كنت سابقاً ارفع شعار حسن الظن و قد اكتشفت ان حسن الظن لا مكان له وسط غابة الأفيال !! خذوا ما تريدون و اتركوا لي صوتي.

Published: 16 October,2015 | Comments: 0

المناخ يتغير لكن السودان لا يتغير

مازال موضوع تغييرات المناخ يحتل الصدارة في التداولات الدولية و المحلية و من ظواهر المناخ ظاهرة النينو التي تسببت في اضطرابات مناخية و هي تختلف عن ظاهرة النينا و لتوضيح الفرق بينهما فإن:

النينو : تتصف بانتقال كتل هائلة من المياه الحارة في المحيط الاستوائي من الشرق إلى الغرب.

النينا : تعمل العكس فهي تنشأ من اندفاع هذه المياه الساخنة نحو الشرق من المحيط الهندي وأسيا واندونيسيا وأستراليا.

ولقد ضربت ظاهرة النينو اقتصاد البلدان الفقيرة حيث فرضت آثارها السلبية فقراً متزايداً على السكان وتأخر في النمو والتطور في كثير من البلدان في العالم.

وللنينا أثار مناخية أقل حده من آثار النينو لذلك ستتعرض بعض البلدان لسلسلة من الأمواج الرطبة إضافة إلى حدوث فيضانات وأمطار غزيرة ستلحق أضرار بالغه في هذه البلدان، كما سيحصل جفاف غير معهود على الجزر الاستوائية الوسطى من المحيط الهادي وشرق أفريقيا وأفريقيا الشمالية وسيشمل غضب النينا ايونا الولايات المتحدة الأمريكية حيث ستتعرض لجفاف شديد ورطوبة عالية.

و شهد السودان هذا العام انعدام الأمطار داخل العاصمة ذات المناخ المتقلب، حيث يمكن ان يمر عليك الفصول الأربعة في يوم واحد، و تشهد العاصمة المثلثة أمدرمان، بحري و الخرطوم انبعاثات ترابية و ضبابية بسبب تغييرات الجو و كثافة عوادم السيارات وهو ما يشكل خطر على صحة الانسان، و من اللافت للنظر اعتياد الناس على هذه الأجواء بالإضافة إلى انتشار النفايات و مياه الصرف الصحي و انبعاث الروائح الكريهة و ما يزيد الطين بلة هو حرق النفايات داخل الأحياء السكنية وهو ما يتسبب بأمراض تنفسية أو استغلالها لأغراض أخرى !!

حرق النفايات داخل الاحياء السكنية

حرق النفايات داخل الاحياء السكنية

و قد أثار مخاوف الكثيرين خبر وجود حاويات مشعة بميناء بورتسودان و هي مشكلة تكرر وجودها أكثر من مرة، و تكمن الخطورة في انها مهدد رئيسي للبيئة و الانسان فهي سبب رئيسي في ارتفاع نسبة السرطان. المخلفات الإشعاعية هي مصطلح يطلق على كل مخلفات تحتوي على مواد إشعاعية، وغالباً ما تنتج عن عمليات الإنتاج النووية كالانشطار النووي، ولكن هنالك الكثير من الصناعات التي تنتج مخلفات إشعاعية ولا تتم فيها تفاعلات نووية، غالبية المخلفات النووية لا تحتوي على تراكيز عالية من النظير المشع ولكنها تبقى مصدر خطر وتلوث إشعاعي على الجسم البشري.

ما زال التخلص من المخلفات الإشعاعية قضية شائكة تواجه الصناعات النووية، وكان هنالك قناعة سابقة بأن هذه القضية قد تم حلها، إلا أن تقريراً صادراً عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2007 أظهر أن التخلص عبر الدفن العميق لا يستطيع منع المخلفات الإشعاعية من الوصول إلى التربة ومصادر المياه وتهديد وجود الكائنات الحية على سطح هذا الكوكب.

و ما تزال الاسئلة تطرح نفسها عن من هم الذين يتاجرون في ارواح الناس باستجلاب هذه النفايات ؟ و كيف تصل ؟ و من أين تأتي هذه النفايات؟ و هل صحيح ان الدولة تتواطئ مع الصين و إيران للتخلص منها على ارض السودان!! فنحن من دفع ثمن هذه النفايات من صحة المواطن السوداني، و قد ترك مناخ هذا العام آثاره على الاقتصاد، المحصول الزراعي و الإنتاج الحيواني، و تنشط مجموعات تطوعية عالمية و محلية للحد من ظاهرة تغييرات المناخ منها منظمة org.350  – 350action.org

Published: 14 October,2015 | Comments: 0

نستقصي فيستسقى علينا !!

تدور رحى المعارك في الشرق الأوسط و افريقيا على قدماً و ساق فالنزاعات تعصف بالدول و مازال الإستقرار و السلام بعيد المآئل و فيما تحاول دول كالعراق و لبنان الوقوف في وجه الفساد و محاربته نجد أن مصر قدمت كبش فداء في محاولة منها للتخلص من هبة للشارع المصري، أما الشارع السوداني فليس أفضل حال فبين من يحاول أن يصرخ و يعلي صوته و لكن على الطرف الآخر من يحاول إسكات هذا الصوت، و قد شهد الأسبوع المنصرم جملة من الإيقافات و هي تمثل انتهاكات في حقوق الشارع و التضييق من الوقفات الإحتجاجية قدر المستطاع.
و لكن هناك أسئلة تستحق الإستقصاء و منها ما هو مناخ السودان الإجتماعي و السياسي؟ و كيف نقرأ الشائعات التي يتم إطلاقها و من المستفيد منها؟ ماهي المنهجية المستخدمة في إسكات الشارع و عدم محاربة الفساد؟!
إحدى المؤشرات التي تشير إلى حجم الفساد في السودان سفر رئيس مطلوب جنائياً وهو ما تسبب بإزمة برلمانية في جنوب افريقيا، لكن هل نصدق هذه المسرحيات التي يتم إخراج سنياريوهاتها بلعبة خفية!!
و يشير ضعف التحقيقات الاستقصائية في الإعلام و عدم إتاحة معلومات عن دراسات اجتماعية و سياسية إلى وجود فساد، حتى منح التحقيقات الإستقصائية التي يتم رصدها للدول الإفريقية لا تشمل دولة السودان ، ولكم أن تتساءلوا لماذا؟!
لا نريد أن نكون مجرد راكبين فوق الأمواج أو متفرجين في مسرح الأحداث، بل أن يسلط الإعلام العالمي، العربي و الإفريقي الضوء على مشاكل السودان و ما يدور بها دون محاباة أو تجاهل، و قد أعادت صورة غرق الطفل السوري أيلان الكردي المحزنة الأسئلة حول غياب أخبار السودان عن الإعلام إلا فيما يخص السياسة البراقة، و التي تتناسى شهداء سبتمبر لعام 2013 و التي تمر الذكرى الثانية على مرورها، و ذلك مقارنة بما يحدث في بعض البلدان مجرد أرقام بسيطة لا ترتقي إلى أعداد القتلى الذي أصبحت تتنافس عليه الإنظمة الديكتاتورية، إلا أن الشارع السوداني يتساءل عن الأسباب التي تمنع الإشارة إليهم اليسوا شهداء !!
و يرى البعض أن إثارة مثل هذا السؤال في وقت يحتاج فيه السوريين/ات إلى التعاطف و المساندة في محنتهم التي طال وقتها يؤدي إلى خلط الأوراق قد يكون الدافع وراء ذلك الشعور بالغيرة من الإهتمام العالمي الذي لاقته الصورة أو منهجية مستخدمة لتكريس اللامبالاة اتجاه التعاطف مع القضايا الإنسانية.
و إليكم قائمة ببعض الإجراءات التي تمت في فترة زمنية لا تقل عن شهر
إغلاق دار الحزب الجمهور في إمدرمان لعدم التجديد
إعتقال اعضاء و عضوات في كلاً من :
حزب المؤتمر السوداني – حزب البعث – الحزب الليبرالي – حركة الإصلاح الآن.
إعتقال ناشطين من منظمات مناهضة السدود.
إعتقال أعضاء في الجبهة المتحدة فصيل عبدالواحد محمد نور بالجامعة الأهلية.
إيقاف نشاط الجمعية الطوعية لرعاية الأطفال.
إلغاء فعاليات ثقافية، شعرية.
و تتم هذه الإجراءات بسبب الوقفات الإحتجاجية او المخاطبات الجماهيرية التي تتم في الشارع السوداني و التي نشطت في الفترة الأخيرة

Published: 12 September,2015 | Comments: 0

Plugin from the creators ofBrindes Personalizados :: More at PlulzWordpress Plugins