arablog.org

Latest blog posts

مواقع التواصل الاجتماعي منصة الابداعات الشبابية

استطاعت مواقع التواصل الاجتماعي ان تصبح جزء من مختلف فئات المجتمع السوداني سواء أكان الشباب/ات أو النساء بمختلف اعمارهن و حتى صغار السن، و ليست مواقع التواصل الاجتماعي فحسب بل كذلك تطبيقات المحمول من الواتساب و الفايبر و غيرها.
و جاء هذا الاهتمام لسد الفجوة ما بين عزلة و اغتراب المجتمع السوداني الذي يحتاج الى التواصل مع اهله و اصحابه من خلال الوسائط المختلفة ، و من خلال تطور هذه الوسائط عبر الازمان تندر المجتمع السوداني بمختلف الحكاوي و القصص حول طريقة التواصل فيما بينهم بدءً بإرسال الرسائل الورقية (الجوابات) و شرائط الكاسيت المسجلة و التي يتم ارسالها مع المسافرين/ات و معاناة الانتظار في صالات المغادرة حول العالم الى ارتفاع اسعار تكلفة الاتصال التلفوني في ذلك الزمان من خلال السرد القصصي الخاص الذي تميز به السودانين/ات و الاسئلة الحنينة المطولة من خلال وسائل الاتصال التي كانت مصدر سعادة و تعاسة على حد سواء.

اعتدنا نحن السودانين/ات وصف اشياء لا يمكن ان تخطر على البال كصوت المشية بمقولة ( كرشن كرشن) و شحنات انفعالية بتعبيرات الوجه و اليدين و غيرها من السرديات الابداعية الجميلة التي لن تجدها الا عند اجدادنا، و قد اختفت مع مرور الزمن و تعاقب الاجيال الذين وجدوا في الوسائط الجديدة شعارات و رمزيات عصرية ادت الى اندثار هذه الوصفيات نوعاً ما.
الشباب/ات السوداني وجدوا فرصة لإطلاق تجاربهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، على الرغم من ان التجربة كانت جديدة كلياً على المجتمع بمختلف فئاته إلا ان كل فئة حاولت السيطرة على توجهات الشباب/ات ، فالحكومة من جهة و الاحزاب السياسية من جهة و الأهل من جهة أخرى و كلها تحت فكرة الرقابة في ظل ثورات ربيع عربي تطيح بالأنظمة كانت معركة الحرية للابتكار و الابداع للانطلاق الى العالمية، و لا نغفل ان العقوبات التقنية (التكنولوجيا) حرمت الشباب/ات من التحصيل الاكاديمي و التطوير و التدريب من خلال الانترنت، بل ساعد على الاحتكار و تمتع طبقات مجتمع بعينها من الاستفادة من التكنولوجيا مما ادى الى تقدمهم على حساب الفئات الأخرى،وهو ما ادى الى اطلاق مبادرة رفع العقوبات التقنية عن السودانين/ات و التي تكللت الى رفع الحظر الاكاديمي عن السوادنيين/ات، بالاضافة الى خدمة الانترنت السيئة و غلاء اسعار الكهرباء و الاجهزة الالكترونية كان من الصعب على طلاب و طالبات الجامعة اقتناء تلك الاجهزة.

 

و على الرغم من كل تلك التحديات استطاع الشباب/ات السوداني نشر محتوى يعبر على الاقل عن ما يدور في داخلهم من آمال و طموحات نحو مستقبل التكنولوجيا و ان كان محدود في انتشاره مقارنة بالمحتوى العربي و الافريقي، و بغض النظر عن الاختلاف او الاتفاق مع المحتوى الذي يتم نشره أجد ان وجود محتوى سوداني مهما كان سيئاً يعد شيء ايجابي الى حد ما لأنني لست بصدد الحكم على التجارب … لكن هناك اعمال سيئة لدرجة لا تستطيع اكمال مشاهدتها.
و قد اختلف اعداد المستخدمين/ات للفيسبوك الذي يتربع على قمة هرم مواقع التواصل الاجتماعي التي يتم استخدامها الى تويتر (التدوينة المصغرة) و لا ننسى موقع اليوتيوب الذي ساعد على انتشار الفرق الغنائية و المقاطع الكوميدية و كذلك الاستخدام المحدود لموقع لينكدين و المدونات ، بالاضافة الى مطوري مواقع الانترنت و التسويق الإلكتروني و التطبيقات المختلفة التي تساهم في نشر افكارهم التي يريدون تسويقها إلا ان معضلة التعاملات الالكترونية مازالت تشكل عائق بسبب حرمان شباب/ات السودان من الاستفادة من خدمات مواقع معينة .

Social Media

فيما يتم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي؟
ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي الشباب/ات في نشر ابداعاتهم و رفعها من خلال المواقع المختلفة و انتشار المبادرات الشبابية المختلفة من الاعمال التطوعية و المشاركة الفعالة من خلال تبادل المعرفة و الصور في عكس الانشطة الثقافية، ريادة الأعمال و الانتاج، و ايضاً من خلال الدورات التدربية و الورش او حتى البيع و الشراء لمختلف المنتجات كسوق و المشاركة في المؤتمرات و الانشطة في مختلف دول العالم.
و من اهم القضايا التي خدمتها مواقع التواصل الاجتماعي هي القضايا الحقوقية التي تمثلت في الفرصة للنقاش و الحوار و مناصرة قضايا الهامش في ظل اعلام مكبل و مقيد من قبل الحكومة،و الحراك الحقوقي الذي بدء منذ 2005 بعد السلام الى انفصال الجنوب عن السودان و بعدها انضم السودان الى حراك الربيع العربي بتواضع شديد مقارنة بالنتائج التي افضت اليها باقي بلدان الربيع العربي مستخدماً مواقع التواصل الاجتماعي مع العلم ان تجربة البلدان التي سبقت السودان في الربيع العربي جعلته على اهبة الاستعداد لمواجهة الحراك و التعامل معه من خلال فهم الدروس المستفادة و بالتالي اضعاف الحراك و الانتهاء منه. كما استفادت منظمات المجتمع المدني من مواقع التواصل الاجتماعي من خلال انتشارها و اثبات وجودها، كما ساعدت السودان على الانفتاح اكثرعلى العالم الخارجي من خلال متابعة العالم لما يدور في السودان و ان كان مازال التحكم او التوجه لإحتواء ما يتم تناقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي هو ما يهدد حرية التعبير و الرأي لمستخدمي هذه المواقع، بالاضافة الى الفجوة ما بين الاشاعات التي يتم اطلاقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي و الحقيقة المغيبة.

Published: 6 September,2014 | Comments: 3

سد النهضة بلاهة فكرية

تعاقب على اشكالية سد النهضة عدد من الرؤساء في كلاً من مصر و السودان و اثيوبيا ناهيك عن عدد الخبراء الذين تسلموا هذا الملف على مر السنين، و على الرغم من ذلك مازال موضوع سد النهضة إشكالية قائمة، و يحتل حيزاً من المؤتمرات و الخطابات و المباحثات بين الدول الثلاث دون التوصل الى اتفاق يذكر. و على ما يتبين من الخبراء ان سد النهضة ينذر بأزمة مياه مستقبلية تكاد تسبب أزمة سياسية بين البلدان الثلاث او على اقل تقدير قد اقتلعت مساحة نقاش يمكن المساومة عليها و التوصل الى حل يرضي جميع الاطراف، إلا ان اثيوبيا ماضية قدماً في بناء السد ولا تلتفت الى ما اذا تم ايقاف التمويل أم لا، و ماضية ايضاً في المحادثات بين البلدين مصر و السودان.
سد النهضة
هل تعني النهضة بالضرورة بناء السدود و الذي يختلف عن عصر النهضة حيث الثورة الفكرية في أوروبا، عندما كانت النهضة جسر نجاة و ليس سد مانع و عازل للافكار عبروا به من العصور الوسطى حيث الجهل و الظلم و التخلف الى العدالة و الاستكشاف و روح المغامرة و التجديد. الثورة الفكرية لعصر النهضة بعد هيمنت الدين على الدولة و استباحت الأرواح و النساء كان لابد من مخرج الى فكر جديد و مغاير عن النهج الإستلابي ، أما في عالمنا العربي فقد توالت افكار النهوض بالأمة العربي عقلياً و روحياً إلا انها تكللت بالفشل لإرتباطها بالمشروع القومي، أما النهضة الحضارية فقد شهدت الدول العربية و الافريقية المباني الزجاجية و ناطحات السحاب ذات الوان الكلادن البراقة .. أليست هذه نهضة ؟َ
هل رأيت
أما النهضة الثقافية التي ما فتأت تستبرأ النهضة الحضارية و يكال لها بمكيالين حيث لم تجد لها وجيع منذ مؤسسيها و على الرغم من الاختلافات الفكرية التي لا تعبر عن جوهر مضمون كلمة (نهضة) نجد ان بعض الاسلامييون وجدوا ضالتهم في هذا الفكر بحيث تم قولبته بالشكل المريح لأفكارهم و الذي يتسع لعمليات التنميط و التسخير من ترهيب و ترغيب، و لا يمكن بالطبع ان نغفل النهضة الدينية التي تتجدد كلما دعت الحاجة و لها رواد و اتباع كما ان لها جذور و فروع و قد تم تأليف و كتابة عدد كبير من الكتب و تبني مشاريع شبابية لصناعة قادة النهضة و بعدها يكون السؤال لماذا اخفقت النهضة ؟!!
أننا نعيش في حرب غير معلنة على الافكار و التوجهات و محاكمات علنية و اخرى خفية إزاء نوع من الهيمنة على كل الممكن و المغالطات، و من بينها ان زمن العصامية قد ولى و ان الشخصيات الناجحة و المؤثرة هي نتاج فكر مؤسسي سواء أكان ذلك عن قصد أو دون ذلك، و اذا ما تمحصنا هذه الافكار الترابية الى حد كبير و التي لا تثبت على حال و قابلة للتغيير و التشكيل نستطيع ان نجزم بإن زوالها هو الحل الى وجود كيان و افكار جديدة بعيدة عن فكرة تركيع الانسان . يواجه الشباب/ات العربي و الافريقي تحدي كبير ليس في فرض رؤيته و لكن في التخلص من استراتيجية ما يسمى بالحماية الفكرية بفرض الوصاية الأبوية و العقلية وهو شيء مهين للتجارب التي تعلم منها الانسان كيف يختار طريقه و يتعرف الى ذاته و استكشاف قدراته و مشاعره. هذا الكم من الخوف الذي يتم مواجهته بالتجسس و التسلط لهو نتائج وخيمة في المستقبل القريب و ليس البعيد وعلى سخرية القدر قد ترون ان النتائج بعيدة المآل إلا ان الشواهد و تطور الاحداث و العصور تقول ان الاشياء اصبحت اقرب مما يتصور البعض أو يتوهم على الاقل. السودان أحد الدول التي سوف تتأثر من سد النهضة و تعاني من قلق مستمر يجعلها تتابع الانشطة الشبابية و الاحزاب السياسية فهي قريبة الى الحد الذي تتصور انها بعيدة عن الاحداث الخارجية و منكفئة على مشاكلها الداخلية بل قريبة بالقبضة الحديدية على اي تطورات او احداث بالشكل الذي يمكن ان نجزم انها طرف في اي حدث يدور داخل البلاد او خارجه. و في ظل انعدام الشفافية و اتاحة المعلومات و انتشار الشائعات و مابين مجتمع مغيب تارة و مسير تارة أخرى يجد الشباب/ات انفسهم في سد النهضة البوابة التي تحتجز الأفكار خلال مواسم الامطار و تسمح بتسريب المعلومات التي تخدم مصالحها و اغراضها.

Published: 30 August,2014 | Comments: 0

شغف الكتابة يقتلني

كنت قد فقدت ايماني بالكتابة، فما بين الإمتلاء و الزخم و تزاحم الأفكار تحولت الى حالة الخواء الفكري ، بل أشبه بالسفر الى عالم ليس بعالمك و الى أفكار ليست أفكارك. أن تؤمن و تكتشف ان الايمان لعبة سياسية هو أمر غير مألوف، لن تحلم أنك قد وجدت قلم تشتكي إليه همومك، الآمك و طموحاتك قد تبدد، من الصعب ان نتقبل اننا فقدنا أصواتنا و قدرتنا على الكتابة حتى يصبح الشك و الخيبة هو الأمر الواقع.حقوق الإنسان و الدولة المدنية

أزمة جيل أصبح قدره ان يتخبط مابين اليقين و الشك، هل تعلمون انه من اصعب اللحظات على الانسان ان يفتقد ما هو جزء منه، لقد أدركت في وقت متأخر ماهية الأشياء و الأحداث، كما ان هناك اشخاص لم يستحملوا الأوضاع المأساوية و الانحدار الحقوقي ، فلم يقووا على الاستمرار و فضلوا الابتعاد و ترك الساحة و التواري عن الإنظار، و هناك ايضاً الكتابة الموسمية حسب الأحداث و المحفزات من حول الكاتب فهناك مواضيع تستثير شهية الكاتب للاندياح و هناك أوقات يجرجر فيها المدون جراحاته و تعاسة من حوله حتى يسطر أمل . ما ندفعه من أجل هذه الكلمات هو أكبر بكثير من ان يقال و خصوصاً من يدافعون عن الحقوق و ينتقدون المجتمع من حولهم، من أكثر الاشياء ايلاماً ان تتوقف عن الكتابة كمن تم منع الهواء عنه و من أسوء التجارب ان تفقد صوتك و ان لا تقوى على الدفاع عن نفسك إزاء مواقف اتخذتها يوماً ما، و ان يتم محاكمتك من قبل الجميع و اكثر من ذلك ان تتعرض للمضايقات و ان تشعر بالرعب و الخوف و انت تمشي في الشارع و بين الناس. أراجع المدونات القديمة التي كنت اتابعها و يحزنني من توقف عن الكتابة على الرغم من محتواها الملهم و المبدع الذي حفزني على الكتابة و الصبر، محتوى يزخر بكل ما هو مفيد من أحداث يومية و كلمات مشجعة يؤلمني بشدة أن شمعاتهم/ن قد انطفأت بسبب الظروف المختلفة ، و الظروف أمر واقع يجب ان تتعلم معايشته و استخراج الدروس و العبر أعلم ان الكلمات تتكسر أمام آهة من أم فقدت ابنها او ابنتها، ان الكلمات تنحي أمام الضعف و الجوع و السكوت. نجلد أنفسنا بأفكار ليست أفكارنا و معتقدات ليست معتقداتنا، و نتحمل خيارات لم تكن يوماً قراراتنا، و لكنه قدرنا الذي كتب علينا قد نستطيع ان نغيره و قد لا نستطيع لكننا بالتأكيد سوف نحاول علها تصدق الأيام معنا، لم اتوقف عن الكتابة في اسوء الظروف، و على الرغم من ذلك إذا كنت تعتقد أنك حر في أفكارك و كتاباتك فأهلاُ بك الى عالم الوهم، أنت لست حر و تخضع لأنظمة شمولية و مجتمعات تقود التفكير الجمعي، فالبعض يخاف من الكلمة و  تعتقد انه من الكثير أن نكتب ما نعانيه و انك مهدد للأمن القومي، هل من المنصف أن تسطر كلماتك انت عوضاً عن مشاكل و هموم الشباب/ات؟!! هل تعتقدون بإنه من الأفضل التوقف عن الكتابة و الصمت؟ّ

Published: 19 August,2014 | Comments: 0

رابعة السودان

قبل سنة كنا منغمسين في مبادرة نفير ، تنادى الكل الى وجوب الالتفاف حول الاسر الضعيفة و المحتاجة التي فقدت منازلها و تضررت جراء السيول و الفيضانات و الغرض الاساسي ان يتم ابعاد الشباب/ات من دائرة اخبار الثورة و الصراعات الى فعل ايجابي و بالتالي امكانية احتوائهم، لكن قبل ذلك تم اختراق اغلب حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، و ذلك قبل فترة من فض اعتصامي رابعة و النهضة وقتها لم نعلم ما الذي حصل انا شخصياً تم تهكير صفحتي و بعد العودة قد تم إزالة اغلب الصفحات التي كنت اتعامل معها ، كان وقت صعيب على الجميع.

نفير السودان

لم افهم من مع من ، و من ضد من؟ لم نعرف اذا ما كانوا الاخوان وباء و مرض أم ضحية لتصفية الحسابات، لفترة طويلة جدا قاربت من هالسنتين قبل احداث رابعة كنت قد توقافت عن مشاهدة التلفاز و كانت جدتي مريضة ، و لم يكن أحد يتحدث عن الموضوع لأنه من حولي على الرغم من الحدث الجلل لا في الشارع و لا عند الصديقات و لا الأهل ،السكوت كان سيد الموقف أو بالأحرى لم يكن أحد يفهم ما الذي يحدث و ماذا هناك؟ و ماذا يمكن ان يفهم في القتل!!و حسب تقرير هيومن رايتس ووتش ان ما حدث هو مجزرة ضد الانسانية وهو الواقع الذي كان بالمرارة التي لم يتوقعها أحد على الإطلاق و الرسالة لم تكن لمصر فقط بل كانت للدول المجاورة و الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، اغلب الشخصيات المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي اختفت ذلك اليوم لأسباب مختلفة لإنه تم اشغالها بعناية و تخطيط مدبر عن طريق تغييب الوقائع و الاحداث عنها، و ماذا يفيد البكاء في اللبن المسكوب، و الواقع ان اسوء فترة على الاطلاق كانت ما بعد أحداث فض الاعتصام وهو الكيل بمكيالين و الشماتة على الاخوان لقد سطرنا أسوء تجربة على الاطلاق اتجاه حقوق الانسان ، اعترف بذلك ان الوضع النفسي و الاجتماعي لم يكن يسمح لي بإن اتعرف على هذه المجزرة او الجريمة، و على الرغم من انني ضد الفكر الإخواني إلا ان ذلك لا يعطي الحق لأحد بالقتل و التعذيب و السجن و الملاحقات للاهالي و غيرهم، بل و اقتضت الضرورة ان لا يتم التعاطف معهم على اعتبار انهم إرهابيين يجب ابادتهم. هذه الوقائع توضح الفرق ما بين غياب الرؤية و التلاعب بالعقل و الفكر، و مازلت اتساءل كيف يمكن ان نكون بكل هذا الجبروت و الطغاة ؟ كيف يمكن ان تكون اداءة يتم استخدمها لتأييد الطغاة و الديكتاتورية من ثائر و مساند الى الحرية الى مساند للديكتاتورية و الجبروت ، هذا التحول للحفاظ على أمن البلد و استقراره و حتى لا يتم جر البلاد الى الصراعات و دائرة الحرب، و كأننا في جنة عدن على الرغم من ان الحرب في اطراف السودان و طالما انها بعيدة عن العاصمة اذا كل شيء يخضع للسيطرة ، نعم جميعنا تحت السيطرة و ذلك ما حدث بعد التعرض للضرب و الإذلال و الاهانة ، ماذا كنتم تنتظرون ؟ّ!! لقد تعرضنا لما تعرضوا له على بشاعة الحاضر ، تم عزلنا من المجتمع و اعتبارنا جزء من تصفية الحسابات لا لشيء سوى اننا آمنا بالثورة و الحرية و العدالة الاجتماعية ، لقد متنا في اليوم ألف مرة و لم يكن هناك من يسأل، لقد خوضنا حرب المبادئ و التشكيك و من ثم غرر بنا من جميع الاطراف ، من الأخوان الذين ركبوا الثورة و من المجتمع و من العالم ، في 2013 لم تمت الثورة وحدها بل مات صوت الحق، و من وقتها لم يعد لي صوت اصبحت اتكلم بصعوبة .. تحجرت الحناجر و شاب الاطفال قبل الشباب و علا صوت من سوف يكسب و من سوف يخسر و قادتها دول بعينها، على الرغم من ان رأيي كان ان مرسي و الاخوان لم يسمح لهم بالبقاء في السلطة لقراءات عديدة في الساحة لأنه رهان على حصان خاسر وقد صدرت شهادة وفاة الأخوان و دفعت ثمن رأي شخصي !!

رابعة العدوية

لم افكر يوماً و لا خطر على بالي انني سوف اكون في مثل هذا الموقف يوماً ما، لم افكر انني سوف اكون فريسة التغرير و المحاباة و اود ان اعتذر لكل شخص جرحته بكلماتي التي كنت اكتبها، اود ان اعتذر لكل قارئ كنت اهينه بكلماتي ، فأنا لم أكن سوى جزء من خطة أكبر مني ، تم تدبيرها بعناية و قصقصت اجنحتي بالتدريج حتى وصلت الى ما وصلت اليه، و على الرغم من ذلك شغفي بالكتابة سكين يذبحني ، إذا كانت المعرفة لعنة فقد اصابتني اللعنة ، و الأسوء انها لاحقتني حتى عندما تم اخفاء المعرفة عني ، نعم تم التلاعب بعقلي و تم اخفاء الحقيقة لفترة من الزمن و من بعدها اصبحت لا ابالي ، اصابني مرض الخرف المبكر وهي اعراض تصاحب اصاحب الرأي العام في دول العالم الثالث، ففي دول العالم الثالث للكتابة وقت متى سمح لك بذلك و لا تكتب عندما يريدون ذلك ، هذا هو واقعنا.

Published: 15 August,2014 | Comments: 0

بدون رأي

منذ الثورة التونسية التي قامت عام 2011 تمدد الأمل الى باقي الدول بإمكانية التغيير التي كانت في الماضي ضرباً من الأوهام، و مع مرور الأيام اكتشف المواطن انه أمام دوامة من الصراعات التي عصفت بالمنطقة و إزاء التطورات المتسارعة كان لابد من استخدام كافة الأدوات و الآليات التي من شأنها تدمير الانسان أولا قبل تدمير البلدان والتاريخ.

لم يكن السودان بأفضل حال عن باقي الدول، وقتها عندما أخذتنا الحماسة وانتفضنا للتغيير و لم نلتفت الى جميع الأقاويل التي كانت تثبط من عزيمتنا، اذكر منها سؤال من البديل الذي يمكن أن يحكم السودان… وأن  في كل بيت مخبر يعمل لدى جهاز الأمن.

لم أكن على قدر من الوعي بمخاطر التغيير واذا ما كنت مدركة وقتها بصعوبة التغيير الا أنني قاومت بقوة وأنكرت ما تعرضت له من اقصاء وتهميش وذل باعتبار أنها ضريبة التغيير الذي ننشده من أجل مجتمع ينعم بالعدالة الاجتماعية بعيداً عن كل أشكال الفساد.

اعتقال الرأي العام

حلمنا بأرض المليون ميل و مع كل حلم يتكسر يولد حلم جديد، و مع كل معاناة و مؤامرة للاستغلال وتشويه الحقائق وتزييف النفوس كنا نصارع ونكابد الأمرين لكتابة كلمة .. لمعرفة خبر معتقل أو إيقاظ ضمير ميت أو جعل لسان أخرس ينطق صدقا … و في خضم كل هذه الأحداث تعالت الأصوات التي تنادي بالحرية، الديمقراطية و السلام و اصطدمنا بالعقول “الطوباوية”.

كنا نقرأ لأول مرة عن حقوقنا كمواطنين/ات .. كنا لأول مرة نستهجئ كلمة رأي … كانت أحزاب المعارضة من جهة والحكومة من جهة أخرى يتلاعبون بنا ويحاولون تسييرنا وفق اللعبة أو إبعادناعن الصراعات الطاحنة بين اليمين و اليسار.

كثرت الاسماء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) و التي ساهمت في التقاء الأفكار والشخصيات والتي كانت سلاحا ذو حدين حيث سهل رصد ومتابعة الناشطين/ات بل وتم زرع شخصيات وهمية وهو ما تم فضحه لاحقاً . ثم انتقلوا للتشكيك في نزاهة و ضمائر من ينادون بإسقاط النظام.

لم يكن هناك شيء واضح و لكن لم يتوقف الاشخاص عن متابعة الاخبار و اهتمام الجمهور المتعطش لمعرفة الحقيقة ولم يمنع نشر الشائعات التي تخدم المتآمرين و تدفعهم الى مزيد من الدسائس والضغائن التي يتم تداولها الثائرين من مواصلة مشوارهم.

كان من الصعب ان تثق في أحد في تلك الفترة وبات من الصعب  معرفة اذا ما كان الخبر صحيحا أم لا، كانت من أصعب الاوضاع على الاطلاق.  وما بين الهجمات التي يتعرض لها الناشطون/ات باستمرار من الدولة والمجتمع، والأوضاع المزرية التي تسببت فيها الحرب الاعلامية والنفسية إضافة إلى التنصت والاتهامات بالمتاجرة بإسم النضال وتشويه متعمد ومستمر كانت الحالة لا تطاق.

أما الإعلام السوداني فقد حاول تشويه صورة الناشطات والمثقفات بكل الوسائل المتاحة من البرامج الفكاهية الى الدراما التي تصور الناشطة معزولة عن المجتمع و في حالة انفصال عن قضاياه وهو كلام عار من الصحة تماماً، و الغرض من ذلك ابعادها عن المجتمع وترسيخ صورة سلبية لها في أذهان من حولها، ولا سيما وان الاعلام في بلادنا يكرس لمفهوم تعدد الزوجات والتبعية للزوج وعدم امتلاك للمرأة القرار والاستخفاف بعقليتها .

وسط كل هذا وجدنا الطريق الشائك المربك الذي يقود للتحرر من قيود الديكتاتورية، طريق التخلص من عادة الحكم على كل ما هو ظاهر  طريق يخلص المجتمع من كل ما يتعارض مع الفكر السليم وكل ما هو سائد. طريق يحرر المواطن السوداني من عملية تحويله الى حيوان عديم الرحمة يتاجر بالدين والأخلاق.

اسلام ابوالقاسم

Published: 29 July,2014 | Comments: 3

Plugin from the creators ofBrindes Personalizados :: More at PlulzWordpress Plugins