arablog.org

Latest blog posts

و عادت ريما لعادتها القديمة

و عادت ريما لعادتها القديمة كم هو محبط العودة الى الوطن و الى الشقاء اليومي من مواصلات و متطلبات المعيشة اليومية و ذلك بعد سفر ليس ببعيد.

لقد أدركت و انا في تونس اثناء الدورة التدريبية للمدونات العربية، كم نحن غرباء عن أوطاننا و كم نحن تعساء … نعم تعساء و ذلك حسب آخر احصائية و تقرير حيث جاء السودان في المرتبة الثانية لأكثر شعوب الأرض شقاء و بؤس.

islam

أثناء زيارتي الى تونس الخضراء و كنت الوحيدة من دولة السودان المشاركة حتى في المدونات العربية على ما اعتقد تعرفت الى اهل تونس الذي يشتركون مع بعض الصفات لأهل السودان من الصدق و الإمانة و النزاهة و أكثر ما يميزهم البشاشة و لين الكلام على صعوبة اللهجة التونسية إلا ان بساطتهم تجعلهم كالكتاب المفتوح يدخلون الى جوانب قلبك ببساطة.

و قد تعرفت الى مختلف الأشقاء و الشقيقات من الوطن العربي من المحيط الى الخليج ، صحيح انها سويعات تمضي بسرعة كنا على قدم و ساق معها لكن سنحت لنا بعض الاحاديث للتعرف عليهم و تمضية الوقت برفقتهم على الرغم من التعب و الارهاق من جراء السفر و الدورة التدريبية. فمن اليمن الى الجزائر الى المغرب و لن ننسى لبنان و مصر و اهل تونس و ليبيا و الأردن كونا جامعة للدول العربية و لكنها مصغرة بعض الشيء ، تحدثنا عن وجهات النظر حول مختلف القضايا و شكلنا اتحاد و اختلاف حول القضايا المختلفة. و هانذا الآن في السودان و قد عاد كل شيء كما كان قبل السفر الى المواصلات و الى عاداتي قبل السفر و معاناة خدمات الانترنت

Published: 31 January,2015 | Comments: 1

المولد النبوي الشريف روحانيات الطرق الصوفية

المولد النبوي الشريف له  روحانيات تختلف عن اي شيء آخرى فذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه و سلم  يتم الاحتفالات و تتهيء جميع الطرق لإحياء هذا المشعر بكل ما تحمله من معاني الكلمة.

فنجد الجميع يستنجد بما تبقى له من أمل في ترتيل اشعار النبي  كما يتم شراء الحلوى التي ارتبطت بهذه الفعالية الجماهيرية الغفيرة، يرى فيها رواد المولد انها فعلية تستحق شراء و توزيع الحلوى.

و على صعيد آخر ينادي انصار السنة  بمقاطعة هذه الفعالية على اساس انها بدعة و قد كانت هناك صدمات مختلفة بين الاتجاهين،حيث ينادون على اساس المولد بدعة و بحرمة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.

و أرى ان الاحتفال بالمولد يعد من اهم الاحتفالات التي تحيا لدى الشباب و جميع المجتمع على ذكرى المولد التي تعد من أهم الذكريات للأمة الاسلامية و التعرض لها يضعف أهمية غرس حب الرسول داخل النفوس.

و اترك لكم  هذه الصور.

2820 morgannews_2013-01-12_20-43-10_molid 003 16

Published: 7 January,2015 | Comments: 0

أبو المعتقلين صديق يوسف يدون مواقف الحزب الشيوعي السوداني

يطل عليك بباسطته المعتادة التي ارهقتها سنين العمل الطويلة مع حنكة سياسية صاغتها التجارب  سنين الاعتقال داخل زنازين النظام، و على الرغم من كبر سنه إلا انه يجلس على كرسي متواضع لخدمة المعتقلين والجرحى وأسر الشهداء بنشاط  وتفاني، ايماناً منه بدوره  في حراك التغيير ليس منذ الآن بل  منذ تأسيس الحزب الشيوعي الذي ارتبط اسمه في تاريخ السودان بالنضال المستمر، فهو من أعرق الأحزاب في السودان و التي جابهت الفكر الإسلامي و عانى صراعات وصدامات مع النظام بسبب التوجه الإسلامي المتطرف سواء بالعزل او الإقصاء.
و قد أدلى لنا الباشمهندس صديق هاشم عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي و ممثل الحزب الشيوعي في قوى الإجماع الوطني ورئيس لجنة السودانية للتضامن مع المعتقلين والجرحي واسر الشهداء ورئيس اللجنة السياسية بقوى تحالف الاجماع بشهادته حول مواقف قوى الإجماع الوطني والحزب الشيوعي إزاء التطورات التي مرت على السودان ، و قد نختلف فكرياً حول توجهات الأحزاب أو الأفراد لكننا لابد أن نفكر في الأرث التاريخي الذي قدمه الحزب الشيوعي حتى لا نخذل من المجتمع و من الذاكرة التاريخية.

القيادي الشيوعي صديق يوسف

غياب الفكر و تجاهل الشباب
و أنا ادون هذه الكلمات افكر في الشباب والشابات من أبناء المهجر والمغتربين الذين ليس لديهم فكرة أو وقت لمعرفة تاريخهم وتحاصرهم الأسئلة عن هويتهم وانتمائهم الاجتماعي والفكري والسياسي و هم في ذات الوقت متهمون بالتجرد من الوطنية ، افكر في مستقبل هؤلاء و كيف سوف يكون مصيرهم بعد تم اتخاذ قرار مسبق بإنفصالهم عن الهوية و الوطن.
و قد بدأ رفضنا لقوانين العسكر منذ إنقلاب عام 1990 و الذي اتى بالنظام الحالي، أما في عام 2005 تم توقيع ما يعرف باتفاق السلام بين الحركة الشعبية و المؤتمر الوطني و الذي تضمن وثيقة الحريات ، و لم تفعل آلية تنفيذية حتى الآن لتنفيذها،و قد تم اتفاق التجمع الوطني اعقبها الاتفاق مع الحكومة في اتفاق القاهرة للتحول الديمقراطي، و هناك انجز تكوين لجنة صياغة الدستور و إعادة النظر باللجنة القومية للمراجعية الدستورية، كان رئيس التجمع الوطني تاج السر محمد صالح حيث تم تكوين لجنة من المحامين و لأول مرة في تاريخ السودان يتم تضمين وثيقة حقوق الانسان في الدستور السوداني كمادة من مواده
نصت اتفاقية نيفاشا على ان يحصل المؤتمر الوطني على 52% الحركة الشعبية على 28%، التجمع الوطني الديمقراطي 14% و الاحزاب الجنوبية 6% للتمثيل داخل البرلمان استمرت ست سنوات تكوين حكومة الوحدة الوطنية المجلس التشريعي بنفس التمثيل (البرلمان) و حسب الاتفاقية تقام الانتخابات بعد تلات سنوات و تم تعديلها الى اربع سنوات و حسب الاتفاق ايضاً يمرر ذو النصيب الأكبر قراراته حسب الاتفاق المبرم.
و قد كان للحركة الشعبية مصالح تحرص عليها لذلك وافقت على اتفاقية نيفاشا و مواد الدستور حسب المخرجات التي آلت اليها و قد افرزت ايضا قوانين أخرى، و لم ترقى الوثيقة الى تطلعات تجمع قوى المعارضة الذي كان محور نقاشه حول الحكم الانتقالي و اشكاليات قانون الانتخابات و عدم الخروج برؤية حول اشاكالية التمثيل النسبي الذي طرحته المفوضية القومية للمراجعة الدستورية و قد تم طرح اجتماع لمخاطبة القوى السياسية على انفراد و قد وجدنا انفسنا متقاربين فكرياً مع تجمع قوى المعارضة.
و بالنسبة لإشكالية التمثيل النسبي الحزبي كانت عقبة في طريق الاتفاق لإنه مبني على اساس الاحتكار وهو ما يشكل تمييز ضد الأحزاب الصغيرة و استحواز المقاعد للأحزاب الكبيرة ، و قد تم تقديم ورقة واحدة للموفضية بالإجماع 50 % كوتة و بعد صراع تم تحويلها الى 40 % تمثيل نسبي و 25% تمثيل نسائي و تعتبر هذه المكاسب التي تم انتزاعها لفرز الاصوات .
و لقد رفضت الأحزاب قانون الانتخابات في حالة الاحصاء السكاني لإعتبارات مختلفة منها مشكلة الهجرة العكسية حيث ينتقل الأفراد من الأقاليم الى العاصمة الخرطوم وهو ما يسهل عملية تزوير الانتخابات من خلال تزوير الدوائر و توزيعها، و على اساس ان الإحصاء السكاني نفسه مشكوك في أمر تزويره.

عام 2009 تم التمهيد للوصول الى إتفاق حول الإنتخابات من خلال دعوات تم تقديمها و استضافة الاجتماع الحركة الشعبية داخل جوبا وقد رفض الاجتماع و قاطعه المؤتمر الوطني – الاتحادي الديمقراطي – ثلاث أحزاب جنوبية و قد اتفقت الاحزاب على انه بدون توفير المناخ الديمقراطي لا يوجد انتخابات.

عام 2009 من شهر ديسمبر نظمت جميع الأحزاب مظاهرات ضد قانون الأمن الوطني و قد تعرضنا للضرب و الاعتقال من داخل البرلمان ، و قد تم استكمال قانون الاستفتاء من يحق له التصويت وهي ورقة اليانصيب التي كان يستحوز عليها سليفاكير و الذي اتفق على الانفصال مسبقاُ و قاد بها انفصال الجنوب عن السودان، و قد كان ما كان و تم اقرار قانون الأمن الوطني و قد كانت خطوة غير جيدة عندها قررت الأحزاب خوض تجربة الانتخابات و هناك احزاب قررت مبكراً المقاطعة كالحزب الشيوعي و هناك أحزاب لم تباطأت في اتخاذ قرارها و انتظرت حتى تم الترشيح و توزيع الدوائر لكن بشكل عام قاطعت جميع الاحزاب الانتخابات فيما عدا حزب المؤتمر الشعبي .
ما افرزته انتخابات 2010 حيث فاز المؤتمر الوطني بالأغلبية و قد تم الاجتماع و اتفقت الاحزاب على وثيقة يونيو و التي تقول فيها بما اننا قاطعنا الانتخابات فلا تمثلنا النتيجية و لا نعترف بها و نحتفظ بمطالبة إسقاط النظام.
الحزب الشيوعي وهو الحزب الوحيد الذي اتخذ قرار مقاطعة الانتخابات و عرضنا رؤيتنا للاحزاب الاخرى، تم تقديم دعوة للاجتماع و تكوين لجنة 2010 قوى الاجماع الوطني و قد تم الاجتماع في عقر دار المؤتمر الوطني الوفد بقيادة ابراهيم غندور و انعقاد مؤتمر يشمل كل القوى و الاحزاب السياسية و قد قال ابراهيم بالحرف انتم لديكم اجندة خفية.
و قد طرحنا حسن النية بالاجتماع و عرض الجميع وجهات نظرهم، أما في شهر سبتمبر عام 2010 طالب المؤتمر الوطني بفرصة للمناقشة و الرجوع لنا و لم نسمع منه اي رد، و في ظل هذه الحيثيات تم تكوين لجنة حزبية تمثل رؤيتنا لحل قضية السودان عن طريق التفاوض و قد رفض المؤتمر مخرجات هذه اللجنة و لذلك لم يرى العمل النور.
و منذ عام 2011 ظللنا ننادي بالاتفاق على رؤية موحدة حول مشاكل الصراع و الحروب في السودان و ايجاد حلول للمشاكل المختلفة ،و بعد موت جميع المحاولات اتفقت قوى الإجماع في يوم 4 يوليو 2012 عقب انفصال الجنوب عام 2011على اسقاط النظام، و قد تم طرح ورقة البديل الديمقراطي و قد تم صياغة وثيقة البديل الديمقراطي و الديستور الانتقالي التي تتحدث عن القضايا الاساسية و الاصلاح القانوني و قد تم توجيه هذه الوثقيتين الى جميع الاحزاب السياسية و المسلحة و الفصائل السياسية الاخرى غير الاعضاء في قوى الاجماع على اساس التحاور للوصول الى رؤية موحدة
و قد تم اول لقاء في اكتوبر عام 2011من ديسيمبر في اكواردوا و تحمل تكاليف اللقاء سودانيين في المهجر مع حملة السلاح حيث تم طرح رؤى الطرفين و قد تم تفويض تلات أحزاب و تم عقد اللقاء مع الجبهة الثورية و قد سمعنا لأول مرة عن الهبوط الناعم و الذي طرحته الولايات المتحدة لحل قضية السودان عن طريق التمهيد للقاء يجمع بين الاحزاب و الحزب الحاكم و حملة السلاح .
عام 2013 و بداية مطلع يناير خرجنا بوثيقة الفجر الجديد عقب اللقاء في كمبالى حيث تم استعراض وثيقة حملة السلاح و قد عرضنا وثقيتنا و قد اعترض الحزب الحاكم على بنود وثية الفجر الجديد و قد كانت نقاط الخلاف حول نظام الحكم فهو نظام رئاسي في السودان و اقترحنا النظام البرلماني السلطة، أما الخلاف الثاني حول صلاحيات الجيش (القوات المسلحة) فقد اشرنا الى ضرورة إعادة بناء الجيش على أساس قومي و ليس سياسي تحت سيطرة الحزب الحاكم.
أما الخلاف الثالث كان حول شكل العلاقة بين الدين و الدولة و لم نتوصل الى اتفاق حتى داخل قوى الاجماع، حيث كان الاتجاه نحو فصل الدين عن الدولة تماماً، أما الاختلاف الرابع كان حول التحدث عن الوحدة الطوعية وهي مواضيع يمكن منقاشتها بعد انتهاء الفترة الانتقالية و يتم قرارها في الدستور بالتفصيل.
بعد ذلك اصدر مجلس الأمن القرار 20 / 46 و الذي يتحدث عن مكون آلية الوحدة الافريقية و هي ملزمة للتفاوض على اساس وقف الحرب و تمرير المساعدات للمتضررين أما موقف حكومة السودان تمحور حول حل الاشكالية على اساس التجزئة الجغرافية أما الحركة الشعبية فقد تبنت الحل الشامل لجميع قضايا السودان.
في عام 2013 تم توجيه دعوة من رئيس الجمهورية الى اجتماع الوثبة و قد اجتمعنا و قد وصلتنا الدعوة متأخرة الى الحزب الشيوعي ، و قد قرر الحزبين الشعبي و العدالة الانضمام الى مخرجات الوثبة أما نحن فقد قاطعنا و رفضنا مخرجات الوثبة و قد عقدنا مؤتمر صحفي و طرحنا وجهة نظرنا حول حيثيت مقاطعتنا للوثبة، و اعقب الوثبة اجتماع في 7 ابريل و قد تم تكوين آلية 7+7 و قد جمدنا عضوية حزب العدالة.
و قد تم تجميد ايضاً عضوية حزب الأمة و الذي افتعل اشكالية حيث جاء الأخير بخطاب حمله فضل الله برمة ممثل الحزب أبان أحداث سبتمبر 2013 تلاه على اسماع الجميع يطالب فيه بإن يكون رئيس حزب الأمة الأمام الصادق المهدي رئيس لقوى الاجماع، و قد اعتاد الإمام دمج الادوار و تكسير اشرعة المراكب التي تحاول شق امواج البحار للحد من الأضرار أو التقدم.

Published: 20 December,2014 | Comments: 0

المرأة “لو بقيت فأس ما بتشق الراس”!

أحد الأمثال التي تكرس العنف ضد المرأة و يرددها مجتمعنا ان (المرأة لو بقيت فاس ما بتشق الرأس) ومعنى المثل انه مهما تعلمت المرأة واعتلت مناصب في النهاية لن تفعل شيئاً، وهو مثل تعجيزي لمقدرات ومؤهلات المرأة التي نراها تصارع من أجل البقاء واعتلاء منصة اتخاذ القرارات.

إلا ان القهر والحرمان يكبلان المرأة ويحرمانها أبسط حقوقها في الحصول على التعليم والعمل والأسرة. تعاني المرأة السودانية في شتى مستويات الحياة فها هي العنوسة والطلاق يسجلان اعلى نسب في المجتمع و الأهم من ذلك الحرمان العاطفي والأذى النفسي من احباط وعدم وجود انيس يقض مضاجع الفتيات ويعتبرها المجتمع من المحرمات، ناهيك عن الحرمة الدينية. وأنا اتحدث عن الصداقات العفوية بين المرأة والرجل التي دائماً ما ينظر إليها بأن الشيطان ثالثهما ونقف هنا عند المفاهيم التي يتم زرعها في الفتاة منذ الصغر و تجد نفسها في صراع مستمر بين ما تؤمن به و بين ما تواجهه في حقيقة الواقع.

العنف ضدي

في خضم الصراعات السياسية والإجتماعية نجد المرأة تواجه ظلم المجتمع وانها ضحية على الرغم من محاولاتها المستميتة للدفاع عن نفسها أو الثورة على العادات و التقاليد التي تنتقص من كرامتها، و ليس لذلك اي علاقة بالدين الإسلامي فالإسلام كرم المرأة وإن كان هذا الكلام المستهلك الصحيح لا علاقة له بالتصرفات وما ينتهجه المجتمع الذي إما يكون متطرف دينياً وبالتالي فهمه للاسلام خطأ أو لا يعلم عن كرامة المرأة سوى هذه العبارة، وحتى لا نسوق المبررات إلا الإفرازات السالبة للمجتمع تظهر في انه يفرغ غضبه على المرأة لإنها يعتقد انها ضعيفة لا حول لها و لا قوة.

تواجه المرأة في دارفور تحديداً انتهاكات جسيمة و تحديات تثقل كاهلها إلا انها لم تستسلم فهي تكافح و تناضل من أجل البقاء و الإستمرار و ابان الاخبار التي تتردد حول الإغتصابات التي طالت نساء من تابت نجد ان هناك ما بين مصدق و مكذب لهذه المزاعم، كان الدور الذي تقوم به يوناميد مصدر انتقاد من أهالي المنطقة و الحقوقيين/ات في انهم لم يتدخلوا لإيقاف العنف الذي تواجهه المنطقة و لم يحركوا ساكن على الرغم من ان وجودهم استيراتيجي كان من الممكن ان يقلل الصراع و ان يلعب دوراُ مهماً ، و بالرجوع الى استقالة الدكتورة عائشة البصري الناطقة السابقة  بإسم بعثة حفظ السلام (يوناميد) و الأمم المتحدة بأقليم  دارفور و التي اتهمت  فيها  يوناميد بالتستر على الجنجويد و إخفاء حقيقة الانتهاكات التي كانت تدور هناك عن الأمم المتحدة، و على الرغم من نفي الأمم المتحدة هذه الاتهامات إلا انها اشارت في تقاريرها الداخلية عن تغاضي يوناميد و تساهلها اتجاه الانتهاكات وهو ما يعد خرق لحماية المدنيين /ات هناك.

Beijing20Logo165x200ar png

لقد عانت المرأة في العمل في مختلف المهن في السودان و صور معاناتهن تدني الجبين، فخالتي انسانة بسيطة لم تكمل تعليمها الابتدائي تركها زوجها و هاجر للاغتراب تاركاً لها اربع بنات و اغتراب المزارعين و الرعاة في السودان احد اكثر الأمور شيوعاً حيث يتم استقدامهم لدى دول الخليج وهو ما يكرس الى عدم تطوير المهارات و التوقف عن النمو في جميع مراحل الحياة و قد يغيب الأب لسنوات طويلة تصل الى اكثر من عشر سنوات دون زيارة واحد لإبنائه فيتركهم صغار و يجدهم قد صاروا رجال وهو ما يعقد من الظروف الإجتماعية و النفسية للاسرة، و اضطررت مثلها مثل آخريات للبحث عن عمل و في ظل ظروف اقتصادية سيئة عملت كعاملة في إحدى المؤسسات الحكومية تطبخ و تنظف حتى تستطيع ان تعيل و تعلم بناتها إلا ان الظروف كانت اقوى منهن و العمل ليس عيباً أيا كان نوعه،إلا ان العاملات من الفئات المتدنية لا يحصلن على حقوقهن كاملة و يتم انتقاص أجورهن فالعلاوات ضعيفة و القروض و الأقساط التي يتم استحقاقها لمن هم أعلى السلم الوظيفي أولى بها من يحتاجونها حقيقة و هن اصحاب الرواتب المتدنية، بالإضافة الى حرمانهم من الخدمات و الحوافز التي يتحصل عليها غيرهن، و لي مأخذ على الإعلام الإلكتروني السوداني عدم اهتمامه بمثل هذه القصص على اعتبار الإستثناء اصبح القاعدة العامة فالعاملون و العاملات في جميع انحاء البلاد يعانون وطأة الظروف الاقتصادية و السياسية.

 

Published: 29 November,2014 | Comments: 1

مواقع التواصل الإجتماعي بين الإسقاط والقبضة الأمنية

تشغل مواقع التواصل الإجتماعي العالم وتنشغل بها الجماهير،  مما جعل هذه المواقع محط دراسات أكاديمية لجامعات عالمية ومحلية حول طريقة تأثيرها على المستخدمين/ات سواء أكانت على دماغ الإنسان او معتقداته أو سلوكه، بالإضافة إلى الكيفية التي تعمل بها بعد ان زلزلت دول الشرق الأوسط وافريقيا، وأصبحت تحت المراقبة والتمحيص بما افرزته على المجتمعات من حيث الإيجابيات والسلبيات. والسودان إحدى الدول التي تأثرت بمواقع التواصل الإجتماعي على أصعدة عدة (التقنية والاجتماعية والسياسية….) وبالرجوع إلى تفاعلات المستخدمين/ات مع ما يتم طرحه في المواقع يمكن ان نلاحظ ان الجمهور العادي قد تحول الى جمهور سياسي / ثقافي، و نقصد بالجمهور العادي ذلك الذي كان يشعر بعدم المبالاة و المنشغل بعمله اليومي فمن خلال الإطلاع اليومي على مجريات الأحداث اصبح لزاماً عليه ان يقارن بين ما يحدث في الدول الأخرى و بين وضعه المعيشي، وهو ما دفع بإهتماماته نحو الثقافة والسياسة.

المجتمع السوداني يتنفس السياسة ولم تكن هذه الأحاديث تنقطع عن الشارع السوداني ما بين مؤيد و معارض، إلا ان ذلك انعكس على مواقع التواصل الإجتماعي وهو ما شكل تحدي حول معارك السياسة الطاحنة و اتاحة الفرصة لإن يتعرف الجمهور و يتناقل اخبار لربما كان يسمعها بعيداً عن الصور التي تشكل القصة الكاملة، حيث كانت المشكلة تكمن في ان الإعلام بجميع اشكاله يتم توجيه دفته وفق سياسات وقيود معينة، ولم تتوقف هذه القيود على الإعلام بل تعدتها الى الشائعات التي  يتم بها تسطيح عقلية المواطن السوداني أو إلهائه عما يحدث.

وقد تعاملت الحكومة بمنتهى الجدية مع مواقع التواصل الإجتماعي مستفيدة مما حدث في الدول الأخرى لذلك نجد ان الشائعات تم نقلها الى مواقع التواصل الإجتماعي، إلا ان ذلك لم يمنع تداول الأخبار التي كانت على مستوى الاحداث لحظة بلحظة، و قد استخدمت الأحزاب التي لم يكن لها فرصة المشاركة على ارض الواقع هذه المواقع في طرح سياساتها و رؤيتها و اصبح لها واجهات و منصات و منابر سواء أكانوا اشخاص او جهات ، كما اصبحت مواقع التواصل الإجتماعي طريقة لتصفية الحسابات السياسية و انعكاس للتكتلات أو المجموعات اياً كان نوعها. كسرت مواقع التواصل الإجتماعي القاعدة و تجاوزت المألوف بكشف ما كان مسكوت عنه،  إلا انه بعد فترة تم وضع مواقع التواصل الإجتماعي داخل إطار محدد شبيه بالخطوط الحمراء التي وضعتها الحكومة للإعلام، و نستطيع ان نقول ان جهاز الأمن الإلكتروني اصبح يتحكم في المحتوى الذي يتم تداوله عبر مواقع التواصل الإجتماعي بشكل مباشر او غير مباشر بأسماء وهمية و أخرى حقيقية، فالمحاولات مستمرة في اسقاط اخبار الصحافة على مواقع التواصل الإجتماعي و العكس هو الصحيح.

حيث اصبح الإعلام الحر و المواقع الإخبارية تعتمد في مصادرها على مواقع التواصل الإجتماعي دون ان يجد اي حرج في مدى مصداقية الأخبار التي يتم تداولها بإعتبار انها حرية في التعبير و آراء شخصية تعبر عن صحافة المواطن وهي بذلك تؤكد على اهمية هذا النوع من الصحافة. ويرى المحللون ان عامي 2013-2014 من أسوء الأعوام التي مرت على العالم و خصوصا منطقة الشرق الأوسط و افريقيا حيث تشير بأصابع الإتهام الى الإعلام الذي وضع المشاهدين/ات تحت ضغط الأخبار المستمر، أما مواقع التواصل الإجتماعي فهي تساهم في علمية التغيير بوتيرة اسرع، كما يرون انها  مراحل لابد للأمة ان تتجاوزها لمساهمة في عملية التحول من أنظمة ديكتاتورية إلى انظمة ديمقراطية، و مازالت الدول تعاني الى الآن من جراء هذه الأحداث القاسية، و تختلف من حيث الأضرار إلا ان حالة الصراعات الخفية اسوء من حالة الحرب “و هي حالة اللا سلم و اللا حرب “على حد قول لطفي بشناق وعلى الرغم من الدمار و الخراب الذي اصاب بلدان المنطقة.

و قد اشار الباحث رائد فوزي من المعهد العربي للبحوث و الدراسات الاستيراتيجية في تدوينات (أمة تحت الحصار) تحت عنوان السودان خارج نطاق الربيع العربي عن حقيقة ما يجري في الصحافة السودانية كاتباً “استوقفني الحديث الذي جرى بين جنبات الصحف والموقف المتخذ من الحدث السوداني، اذا جاز وصفه بذلك، حول المراجع المعتمدة في تشكيل الصورة لدى الكاتب او كتاب الاعمدة حول ما يجري بالسودان، حتى وصل بي امد الوقوف الى اهمية الاجابة على سؤال المراجع والاليات التي يتخذها صانع القرار في الركون لها لرسم وتشكيل موقفه من الاحداث الاخيرة بالسودان بخاصة، ومن الموقف من مختلف الملفات السودانية في العموم ….. وربما المؤسسة الوحيدة الذي يخيل لي بانها تقدم رؤية واضحة او شبه واضحة هي دائرة المخابرات العامة الا ان مصادرها غير متاحة لي كباحث، واجزم بانها غير متاحة ايضا لهؤلاء الكتاب رغم جعجعة الحديث حول مصدر المعلومة والحق بالوصول اليها” كما يرى انه  ” يبقى لنا تقرير ان المراجع المستقاة لتحليل الاحداث الاخيرة انما لم يخرج من اطار التحليل، عبر اسقاط ظروف الربيع العربي التي مرت بالبلدان العربية وتقرير انها لا تختلف عن ارهاصات الحالة السودانية، اي ان تثبيت حقيقة ما يجري هناك (السودان) لا يخرج عن سياق ما جرى ببلدان الربيع العربي “

ومما سبق ذكره يمكننا قياس ما يدور في مواقع التواصل الإجتماعي بما أشار اليه الباحث فقد تختلف الوسائل و لكن الإسقاطات هي نفسها،لذلك نرى الإهتمام متزايد بتداول اخبار عالمية او محلية يتم اختياره بطريقة محددة و لا نتحدث عما يدور في الحقيقة على ارض الواقع  وهو  يوضح مدى انتهاك الحقوق و الحريات على الرغم من نمو حركة التدوين و النشطاء الإلكترونيين/ات و انشطة الشباب/ات و المجموعات الشبابية إلا انها جميعها في إطار واحد و من يغرد خارج السرب يتعرض لعواقب وخيمة، اضف الى ذلك تردي خدمات الإنترنت التي تضعف بإستمرار العمل و التوجهات الفكرية و العبث بعقول و افكار النشطاء و المضايقات التي يتعرضون لها و هي مضايقات مقلقة خصوصاً فيما يتعلق بالمرأة و هو ما يعتبر تعدي على حرية الفكر و النشر عبر الإنترنت.

Published: 17 November,2014 | Comments: 1

المواقف ما بين سوء التقدير و اتخاذ القرار

و أنا أستمع الى برنامج سوء تقدير أبحرت في الذاكرة مسترجعة الاحداث التي أسأت فيها تقدير المواقف والافعال ولا تجد فيها سوى الشعور بالقهر والندم إزاء القرارات التي اتخذتها والاحكام التي اطلقتها تحاملا على اطراف دون رحمة في وقت عصيب، و لأنك في السودان في معظم الأحيان تكون في موقع المفعول به لا الفاعل فتتباين المواقف و ردود الأفعال بشكل او آخر لذلك تذكر دائما أن الاشياء التي تراها ليست كما تبدو لك، و هي تذكرني بإحدى المرات التي أساءت فيها تقدير الأمور فقد تعرفت على شخص من خلال الفيسبوك و بعد الإلحاح والإصرار الشديد على المعرفة واننا في نفس التخصص كنت وقتها على سفر الى دارفور وقد اصر والح على ان ينتظرني اخاه في مطار دارفور، وبعد النزول من الطائرة وانا في صالة المطار اتحدث الى اخوه عبر الموبايل ليقف أمامي شخص يرتدي بدلة الزي الرسمي لشرطة الشغب باسطاً كفه للسلام، كان لدي جزء من الثانية حتى استوعب الموقف واقرر ماذا سوف افعل؟ لأن في ذلك الوقت كانت دماء شهداء سبتمبر لم تبرد بعد، والجرحى والمعتقلين في الزنازين وقراري سوف يشهد على مبادئي وكلماتي التي اكتبها، إلا انني مددت يدي بالسلام وانا اشعر بإن كل ما اؤمن به يتهاوى ولم تكن تلك المرة الأولى فهي اساليب النظام الذي يتبعها في عدم اتاحة فرصة للتفكير في الموقف والمباغتة بدون وجه حق من حيث لا تعلم، فهو صراع مستمر يتم فيه التفنن في المواقف من حيث الهائك تارة و اشغالك حسب ما يتطلب الموقف و مجريات الأحداث.

على الرغم من ان مهارات الكتابة تنقل الواقع للقارئ إلا انه يبقى ردة الفعل على ارض الواقع تختلف من حيث الايقاع وزوايا الأحداث بشكل مستمر، فقد تكون ابطأ بشكل متعمد، لذلك تم الاعتماد على التعبير عبر الكتابة الذي يتسم بالوضوح و الموضوعية أكثر من الكلام مع انني اؤمن بإهمية الكلام و المناظرات و شرح وجهات النظر و لكن عندما يتحول الحوار مع من حولك بطريقة الى جدليات بيزنطية ومغالطات ليس لها معنى تصبح الكتابة هي الملاذ.

سوء تقدير

و انت تقلب دفاترك القديمة لمعرفة وجهتك و التغييرات التي طرأت عليك ، تراجع المواقف المؤلمة التي تم فيها اتخاذ قرارات خاطئة لزمت فيها الصمت وهو شيء غير مقبول ولا معقول، تجد ان الكلمات اصبحت لا معنى لها ولم يعد للكتابة جدوى باعتبار ان الماضي يقبع خلف ظهرك و كيف يمكن ان نتصالح مع الماضي دون النقاش و التحدث حول مجريات الاحداث والاسباب والمسببات التي أدت الى النتائج.

وحتى نجد الحلول لابد ان نفهم كيف يتم خداعنا والتلاعب بنا للانزواء والبعد عن ايجاد افعال موازية للاحداث التي تدور،كيف يمكن ان تكون على علم بإسم كل شهيد/ة سقطوا في احداث سبتمبر و الجرحى و لا تتحدث عن الموضوع بل يدور النقاش حول خلافات تافه لا معنى لها ، كم هو مؤلم ان تخذل أناس كانوا ينظرون اليك على انك نبراس في الفهم و المعقولية و تتصرف بمنتهى الاستخفاف و تتداول اقوال سخيفة و تلهي من حولك بالاكاذيب المبررة مسبقاً و يصبح اي حوار او نقاش و كأنك تصطدم بجدار اصم لا يسمعك او يتحدث معك.

كيف يمكن ان نتحامل على القتل الشنيع و نستفز انسانية و وجدان الثكلى بالكلمات الجارحة و تسقط المعايير بشكل مدوي، سقوط الصوت في زمن القتل ، و سقوط العدالة في زمن العبثيات و الالتواء و التواطئ.

لم نكن نشعر وبشكل متعمد اننا داخل حلقة تدور بنا و من حولنا اختلطت المسميات وتم تزييف الحقائق وزراعة الشك فبدون ذلك لا يمكن إلا ان تحول الانسان الى حيوان ناطق لا يشعر بما حوله و لا يتفاعل مع الاحداث ولك حصرية كتابة المقال بصدق فأنت الشاهد على ما جرى بعد التأكد من الخروج الآمن فكل شيء سار وفق الخطة حتى الوصول الى قرار مجلس الأمن الدولي… فأي كلام سوف يفيد بعد ذلك.

اين النقطة التي سوف تحدث الفرق بعد ان تكتشف ان الكل يكذب عليك و لا احد يقول الحقيقة و حتى من يقول الحقيقة لا تستطيع ان تصدقه،فهذه المحاولات المتعددة لشل الفكر و ايدي الكتاب و تركيعهم حسب التوجه العام للاحداث و تغييب للحقيقة فلا دليل اكثر من ذلك، لا يوجد دليل على المحاباة و الدسائس اكثر من ذلك.

المفاهيم المغلوطة الواحدة تلو الإخرى استعرت بالخيال و اصبح الوهم حقيقة و الحقيقة زائفة و لا تثق في احد ولا حتى في نفسك، وان لا تعرف اكثر مما يسمح لك ان تعرف، وتكتشف الثقة في الارقام والاسماء فهذه حقيقة واضحة وضوح الشمس، وانه تم الثأرمن مقتل الاخوان في رابعة بأحداث سبتمبر و كيفما كان هناك القتل يمكن ان يكون هنا، و اتركوا لنا مهمة لعب الادوار و خلط الاوراق و اقتباس الحِكم من الاقوال المأثورة و الشخصيات المؤثرة و سوف تقتنعون بأننا اشرف و انزه من وطأت قدماه الارض.

ابو العريف او المنظراتي هو مصطلح متداول في المجتمع السوداني يعمد الى هذا الشخص المعرفة المغلوطة او السطحية و التي قد تكون صحيحة لكنها معكوسة و الغرض منه تحوير الحوار المفيد الى مهاترات و خلافات شخصية لا تتسم بالموضوعية و طالما يمكن التحكم في محيط من حولك و الاماكن التي تذهب اليها يصبح من السهل معرفة كيفية تداول الاخبار و اطلاق الشائعات و التحكم في الاحاديث المنقولة.

و بالنظر الى اقرب التوجهات السياسية الشبيه بالاوضاع في السودان سوف تجد ان الاردن و السودان وجهان لعملة واحدة يتم فيها التعامل مع المواطن و الاحداث وفق ملفات امنية يتم فيها دراسة متأنية و بالتالي كل من الضحية و الجلاد و المجتمع و الاعلام ينظر الى حدث محدد ولكن لكل منا قراءته الخالية من الحقيقة والمعقولية ومن هنا نستقي معلومات من مصادر لربما تكون امنية فيسهل خداعك والتلاعب بك، و مع عدم اللامبالاة و التساهل إزاء القضايا الحقوقية يسهل تلفيق التهم و التلاعب بالافكار وتحديد توجهات الكتاب وابطاء دورة الحياة والعمل فمن في يده القدرة على تعلم اساليب مثل هذه حتى و ان كانوا شباب؟!

ولربما ان هذا المقال سوء تقدير !!

Published: 28 October,2014 | Comments: 0

تعالوا نتكلم عن عدم المساواة: قصة إمرأة تعلم نفسها بنفسها

وقع الاختيار في يوم “التدوين الفعال” على موضوع “تعالوا نتكلم عن عدم المساواة”، كونها حق أساسي للجميع سواء من خلال فرص التعليم أو العمل أو العلاج المطلوب أو حتى على مستوى السياسات والمشاركة الفعالة من خلال الوسائل المختلفة.

قصتي مع التعليم الجامعي هي قصة كل إمرأة تحاول تعليم نفسها بنفسها وقد تكون هناك قصص أكثر إصرار وتحدي ومأساوية من قصتي، لكن الفرق انه من خلال التدوين أستطيع أن أكتب قصتي ليقرأها الجميع وهي مهارة قد لا تحظى كثيرات فرصة الحصول عليها و تعلمها. ففي المجتمعات التي تعاني من سوء الاوضاع الاقتصادية وعدم الاقتناع بأهمية التعليم في محاربة الجهل ورفع الوعي ومستقبل افضل للجميع تعاني المرأة من اجل الحصول على التعليم. فمن البديهي والطبيعي انك/ي بعد التخرج من الثانوية العامة تنتقل مباشرةً الى المرحلة التالية وهي الدخول الى الجامعة و لكن ذلك لم يحدث معي.

Blog Action Day

فالتمييز بيني وبين اخوتي بدأ من هنا و لأنني مختلفة صعبة المراس ولدي حب المعرفة في فترة طفولتي ومراهقتي وجدت العائلة انني مصدر عدم ثقة وبالتالي إذا دخلت محيط الجامعة يمكن ان أنحرف لأنني سهلة الاقناع او بمعنى آخر “نجمي خفيف” وسريعة التأثر بما حولي في ذلك الوقت. والسبب انه كانت لدي الكثير من الاسئلة التي إحتاج الى الحصول على اجابات عنها.

و بعد رجوعي الى بلدي الأصل السودان حاولت التسجيل في الجامعة إلا انني لم استطع التغلب على الصعوبات من سوء المواصلات وبعد مكان الدراسة والتكاليف، فإضطررت إلى ترك الجامعة وإتجهت إلى مجال العمل الذي يحتاج إلى جهد مضاعف وإثبات مهارات أعلى، سيّما وأنني لا أحمل شهادة جامعية. وبالرغم من أن هنالك الكثير من الشباب/ات يحملون شهادات ولا يلتحقون بوظائف في مجالهم، أشعر بالأسى والحزن انه يصادفني يومياً في المواصلات هؤلاء الشباب/ات الذين يحملون أوراق شهاداتهم ويبحثون عن وظائف، شاردي الانظار وعابسي الوجوه، فلا يسعني الا ان اواسيهم بهذه الكلمات علها تكون أمل حتى يجدون ما يحلمون به.

و لا يقف عدم المساواة عند هذا الحد بل حتى سائقي الحافلات والامجاد الذين يكابدون غلاء اسعار المحروقات و هم يعولون ابنائهم و بناتهم و لا يخلو بيت من طالب في المدرسة او جامعي، أما الكماسرة (صبي تحصيل اجرة المواصلات) و التي غالباً ما يكون قادماً من الارياف الى المدينة لجمع مبالغ مالية يرسلها شهرياً الى أهله مضحياً بمستقبله في سبيل اسعاد اسرته، و في المقابل نجد السيارات الفارهة و من يدفع ببزخ لطبقة محدودة من المجتمع، و في ظل الاحتكار يتم الاستحواذ على ثروات البلاد و العائدات و انتشار الجبابات الحكومية.

و نجد ان المرأة السودانية العاملة تكابد الأمرين من ست الشاي التي تجلس على الطرقات تستظل بأوراق الشجر الى بائعات الكسرى و الفول أعانهن الله على حر الصيف و برد الشتاء و كل ذلك لمواجهة و سداد جزء من متطلبات ضرورية يومية يمكن ان تكون سبب في طرد ابن/ة احداهن من المدرسة ، و حتى الموظفات نجد انهن لا يحصلن على امتيازات التدرج الوظيفي إسوة بالرجال و بطرق ملتوية فالمجتمع الذي يمتاز بالتسلط الذكوري و الهيمنة لا يتقبل ان تكون المرأة أعلى منه شئناً و وظيفياً.

و بالرجوع الى تحصيلي التعليمي لقد تخرجت من المدرسة الثانوية قبل خمس عشرة عام، كنت أحلم وقتها ان اصبح دكتورة و اكتشفت انني مريضة بأمراض مجتمعية تحول بيني و بين التحصيل الاكاديمي، إلا ان الشيء الذي ساعدني هو الدورات التدريبية في مجال الدعاية و الاعلان و من هنا بدأت بكل عزيمة و اصرار على ان امشي في مشوار التحدي، في بيئة لم تكن تشجع وقتها عمل الفتاة كمندوبة مبيعات و ينظر لها نظرة دونية، و صدقاً اقول لقد جربت جميع انواع الاعمال الممكنة و غير الممكنة في التنقل من وظيفة الى اخرى اشعر فيها بعدم الرضا او القبول، اما المرأة في الأرياف و لقرى فمعاناتها لا تقارن برفاهية التحديات التي تواجهننا.

و كان لابد ان ابحث عن فرص تعليمية أخرى تناسب وضعي المختلف، فشهادتي الثاوية لا يمكن قبولها لدى الجامعات وليس السبب ضعف المعدل بل على العكس كانت معدلاتي مابين الممتاز و الجيدجداً و لكن قد استوفت سنين القبول لذلك اتجهت الى التعليم المفتوح و الذي يُمكن الدارسين/ات من التحصيل الاكاديمي من خلال التعليم الذاتي و العمل الوظيفي و ايضاً ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون صعوبة التحصيل الإكاديمي بسبب عدم توفر بيئة تعليمية مناسبة لهم/ن في السودان ، و على الرغم من ان المناهج التعليمية دسمة في التعليم المفتوح إلا انه يتميز باستخدام الانترنت في حل التعيينات وهو شيء كنت ابرع به على الرغم من سوء خدمات الانترنت و العقوبات التقنية المفروضة على السودان.

أنا الآن لم يتبق لي سوى إمتحان واحد أخيراً و لذي سوف اجتازه بعد شهر انشاءالله وأنا انظر الى هذا المشوار الصعب أجد ان هناك من كان سند و دعم لي سواء بكلماتهم/ن او بالقرارات اللاتي اتخذنها، و منهن والدتي التي عادت الى تحصيل تعليمها ايضاً و اخواتي اللاتي كافحن و كن اكثر صبر مني في الاصرار على إكمال دراستهن و الى جدتي رحمها الله و التي كانت دائماً ما تنصحني و لم تيأس على الرغم من عدم تقبلي نصائحها التي افتقدها الآن ، و الى جميع من حاولن و حاولن و لم يستسلمن إلى كل من يشعرون بعدم المساواة و التمييز.. البديل ان لا تيأسن و الحياة مستمرة.

Published: 17 October,2014 | Comments: 0

كلنا ضد التطرف

كلنا ضد التطرف و نكره التطرف و بقدر كرهنا له نقع فيه، ان للتربية و التعليم اثر كبير في التعصب و التوجه نحو تعقيد الاسلام و صبه في قالب الجنة و النار و على وجه الخصوص الدول الاسلامية ذات التوجهات المتشددة، إلا ان صناعة متعصب أمر في غاية البساطة بالقدر الذي يمكن ان تغرس فكرة صغيرة في رأس طفل يتعلم في المدرسة انه اذا لم يترك الاشياء السيئة و الذنوب الصغيرة فلا يمكن ان تقبل له صلاة و ان الله لن يحبه و لن يقبله لأنه لا يستحق المسامحة او التقرب الى الله بكل هذه الذنوب، ويصبح التعصب ليس حكراً على الدين بل نتعصب لرأينا و نتعصب إزاء قناعاتنا و حبنا لطرف ما او كرهنا للطرف الآخر.

و خطورة المجتمعات الاسلامية المتطرفة تكمن في انها خفية و غير واضحة كما انها تستطيع ان تضع أقنعة مختلفة سواء أكان التقوى، الزهد او حتى قناع العولمة و الحداثة و ايضاً الروح الشبابية لذلك تستطيع اصطياد شخصياتها بسهولة و قد تكون الاسباب مختلفة فإزاحة شخصيات بعينها باسم الدين هو شيء ليس مستغرب على المجتمعات الاسلاموية و خصوصاً من نصبوا انفسهم اوصياء على افراد المجتمع من الشباب/ات.

و صناعة الاسلامويين/ات هو فن المجتمعات العقدية او العنقودية التي تستطيع تأطير الشخصيات المؤثرة في أدوار معينة و بالتالي يسهل وضعها في مواقف الصدارة او ازاحتها من الساحة حسب السياسة المتبعة، المجتمعات التي تؤمن بإن الدين سياسة تأخذ اطباع و انماط مختلفة وهو ما يكرهك أكثر في الدين وهم بذلك يخدمون و يساعدون السياسات الخارجية و المؤامرات التي يدعون ان الاسلام يواجهها وهم أول من يصنعوا استيراتيجيتها.

Against extremism

لي تجربة شخصية مع التوجه الاسلامي من بداية تعليمي الى عملي و قد كانت تجربة مازلت اعاني تبعاتها الى الآن ما بين التطرف و التعصب و مابين الوسطية و الانفتاح على الافكار المختلفة في العالم، و بغض النظر عن حسن نية الفاعل فمن الصعوبة انتقاد الذات و خصوصاً في المجتمعات التي تقدس الشخصيات و تميل الى التأليه و تبني فلسفة انك منزه عن الخطأ، و على الرغم ان برامج هذه المجتمعات تحاول ان تبعد الشباب ظاهرياً عن المجموعات المتطرفة إلا انها اكثر من يدفع و يغرز الافكار حول التوجهات الاسلامية المتشددة فهي أفكار مفخخة و هنا ايضاً تكمن مسؤولية المجتمع و الاهل في المشاركة لتطويع الافكار و تركيعها رغماً عن الشباب و الرغبة في الاحتواء أكثر من التفهم و تشجيع الابداع و الابتكار و التعاطف ، أما المجتمع فتحت غطاء المحافظة على الاعراف و التقاليد تنتهك تقاليد الاسلام و الانسانية ثم يأتي التبرير بضرورة الدعم و التمويل في الحروب ضد طرف ما، و ذلك ليس بالتأكيد شيء سيء بل على العكس تماما لكن الى اي حد يتم استخدام هذا التمويل كغطاء لمصالح دولية في دول تعاني من الفساد و عدم الشفافية و الاتجار بالسلاح و البشر و مشكلة بطالة و ازدواجية المعايير.

لماذا الاسلام الى الواجهة حالياً؟َ!!

لم تكن داعش البداية .. فالاسلامييون يفكرون في السلطة و السياسة منذ عقود و الدين السياسي متعارف عليه منذ عقود و لكن الرغبة الملحة للاسلامييون في المشاركة السياسية و فرض هيبتهم على المستوى الدولي و التي لم يتمكنوا منها دفعتهم الى القتال و ذلك ليس مبرر لكن بما انهم لا يدركون ان توجهاتهم الفكرية المتطرفة هي ما تبعدهم عن المشاركة يصبح الحديث عن المعتقدات التي يتبنونها امر مهم.

و في استهلاك غير عادي لكل الطرق الرديئة التي يقوم بها ائمة المساجد في خطب يوم الجمعة لن يكون هناك وعي حقيقي بروح الاسلام و سوف نجد اسلاميين/ات غير مسلمين/ات بإخلاقهم و تعاملاتهم، فإلى الان هناك من يعتقد ان تشغيل القرآن فقط يكفي لهداية شخص ما!!

الاعلام السوداني غير قادر على مواجهة خطر التطرف و التعصب و الاعلام العربي ككل فهو من يدعو الى التعصب و التشدد و نبرهن على ذلك بالنظر الى حرب الخليج و من ثم العراق و اخيراً الحرب على داعش كل ذلك يكرس الى مزيد من التعصب فإين مساحة السلام و الحرية و الديمقراطية.

و نشهد الان انتقال ساحة هذه المعارك الى مواقع التواصل الاجتماعي حيث تم استخدامها لمزيد من التعصب و التطرف و تصفية الحسابات و تجنيد الشباب/ات الى صفوف متباينة أما مع او ضد، نعم نحن ضد التوجهات القبلية و العصبوية و التشددية اياً كان نوعها، و كيف يمكن ان يتم توجيه المرأة نحو التوجهات الاسلامية بشتى الطرق دون ان تشعر لإنها الحلقة الأضعف و ليست المرأة فقط و انما الرجل كذلك.

يبدأ التعصب و التطرف في المجتمع السوداني منذ تربية الطفل الصغير على الوصمة،الوصمة أما نفسية او اسمية او حتى جسدية تختلف حسب الغرض منها و يقصد بها الإذلال و الخضوع للإوامر و السلطة و لا يجد المجتمع حرج من تداولها فهو معفي من ان يتساءل لماذا يطلق هذه المسميات التي تتوارثها الاجيال بعد ذلك و لا يتوقف على الاطفال بل حتى الشباب/ات و الذين يتعرضون للاذلال بوسائل شتى تصل الى حد التسريق او التجريم او حتى تعرضهم للاعتداء او التهميش و في احياناً يجد الشخص نفسه أمام قهر نفسي يتعود خلالها على عادات شاذة تكبر معه و يصعب عليه التخلص منها و الغرض من وصمهم هو كسر دواخلهم و بالتالي الانصياع للمجتمع الأبوي و الذكوري، و إزاء الخجل و المجتمعات الصامتة يصعب على الشخص الافصاح عما يعنيه، كما ان الذهاب الى المريض النفسي يعد هو كذلك وصمة أخرى يعزله فيها المجتمع من المشاركة وهو ما يقود الى حق عدم التمييز … فكيف لا نصنع بعد ذلك تطرف و تعصب بل نحيون الانسان !!

و يجب ان تفهم انه لا يمكن ان تفرض سيطرتك على انسان كرمه الله بالعقل و تحجر على فكره حتى ينتمي الى ما تعتقد به لإنك ترى فيه مخرج لك أو دعاية لفكرك المتقد و دهائك الابداعي في قدرتك على توجيه الافكار و تغيير الناس الى التوجه الاسلامي فإنت تخلق بذلك شخصيات مشوه تضع قناعك لا معتقداتها و ما تؤمن بها.

Published: 9 October,2014 | Comments: 1

حتى لا ننسى شهداء سبتمبر

تتجدد الأحزان مع ذكرى شهداء أحداث سبتمبر 2013 و التي تم فيها ارتكاب انتهاكات واسعة للإنسان ، يأتي حق الحياة في أول سلم الحاجات الأساسية للانسان والذي بهذا الحق يستمد قوة وجوده والعيش بكرامة، عند انتهاك حق حياة الانسان لا يعد هناك معنى للسياسات والأنظمة، ولا يوجد معنى للحقوق.

لا أجد كلمات يمكن أن أضمد بها قلب أم فقدت ابنتها ولا أجد كلمات يمكن أن تواسي أب فقد ابنه، ذلك الألم الذي يمكن أن يكون مصدر تعاسة والأكثر إجحافا هو عدم تحقيق محاكمة عادلة لأهالي القتلى ، نعم قتلى تم انهاء حياتهم دونما أدنى رحمة وبدم بارد تعجز الكلمات عن وصفه، ولم تنته الحكاية عند هذا الحد بل  أن يكون القتيل حراً طليقاً يعيش دونما أدنى شعور حتى بتعذيب الضمير لهو غياب العدالة المجتمعية وفساد للقضاء وعجز من يدعوا وجود محاسبة لمن يرتكب جريمة، فكيف يمكن الحكم بالبراءة على شخص قتل إنسانا وأصدر حكما بالقضاء على شخص آخر بطلقة.

تحت عنوان وقفنا .. و فتحوا علينا النار جاء تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش والتي وثقت أعمال القتل والعنف التي تعرض لها المتظاهرون ضد سياسات الدولة التقشفية، التقرير يشير الى عدم تحمل المسؤولية إزاء الانتهاكات التي تم ارتكابها، والى تكميم الأفواه المتعمد وإسكات وسائل الاعلام والاصوات المستقلة.

وإزاء القتل المتعمد للاطفال تبقى الجريمة الشنيعة شاهدة على الممارسات السيئة التي انتهجتها الحكومة والاحتجاجات التي اجتاحت البلاد عبرت عن ضرورة الايفاء بحقوق الإنسان والإخفاق في التحقيق جريمة يتم اضافتها الى باقي الجرائم.

أما التحقيقات التي تمت لحصر اضرار الممتلكات فهي اشبه بالمحاكمات الصورية كالتي تدفع بها الانظمة الشمولية كأداء واجب لا أكثر.

و إزاء هذا الوضع المتأزم للانتهاكات المستمرةرصد المركز الإفريقي لدراسات العدل و السلام مقتل 185 و تحقق من أسماء 144 من الضحايا، كما قامت منظمات المجتمع المدني غير حكومية قامت  بالدفع بخطاب عن وضع حقوق الانسان في السودان في الدورة ال27 لمجلس حقوق الانسان حيث وقعت المنظمات على ضرورة تبني قرار تحت البند الرابع لحقوق الانسان.

كما أصدرت منظمة العفو الدولية تقرير  “المفرط والمميت: استخدام القوة والاعتقال والتعذيب ضد المتظاهرين في السودان يشير الى الحجز التعسفي و الاعتقالات و التعذيب الذي طال المعتقلين/ات و المحتجزين/ات وعدم سلامة إجراءات الاعتقال وما يتم فيها من امتهان للانسان لا يرتقي الى الضمير ولا المعاملة الإنسانية

وجاءت زيارة الخبير المستقل لحقوق الانسان في السودان مشهود بدران للوقوف على آخر التطورات وتقديم تقرير عن حالة حقوق الانسان وعلى الرغم من أن كل المظاهر تدل على وعي بالحقوق وآليات الحوار التي تجري على قدم وساق، مازال هناك تضليل وقهر نفسي وجسدي يتم التمويه عنه بالمظاهر والإجراءات الاحترازية، وقد ضمن الخبير المستقل تردي أوضاع الصحافة في البلاد وانتهاكات الدعم السريع في دارفور وقد أكد على أنه يجب على حكومة السودان اتخاذ إجراءات ملموسة للتصدي لتحديات حقوق الإنسان العالقة المحددة في هذا التقرير لتحقيق تحسن ملحوظ لحقوق الإنسان على أرض الواقع. تحقيقا لهذه الغاية ينبغي على الحكومة و قد لخص مجموعة من التوصيات حث الحكومة السودانية على الأخذ بها.

و على الرغم من ذلك توالت الاعتقالات السياسية حتى زيارة رئيس الآلية الافريقية التابعة للاتحاد الافريقي ثامبو أمبيكي وقد اعتاد النظام المساومات الرخيصة فلابد لزيارة أحدهم حتى يتم اطلاق سراح المعتقلين/ات، وجاءت زيارة الأخير للدفع بملفات الحوار التي وجدت ائتلاف مع عدد من الاحزاب بينما رفضها البعض الآخر والتداول مع الحكومة السودانية حول استئناف المفاوضات مع الحركة الشعبية قطاع الشمال حول المنطقتين وأتت الزيارة  في أوقات مرحلية بالغة التعقيد  حيث أن الظرف الإستثنائي الذي تمر به البلاد والتحديات المحلية والاقليمية والدولية تفرض على الجميع إستغلال هذا القطار الذي قطعا سيصل محطة الإتفاق والتوافق الوطني حول القضايا المصيرية للبلاد التي أسخنتها الجراح كثيراً.

و في ظل تصاعد وتيرة الحرب والعنف يحتفي العالم اليوم 21 سبتمبر باليوم العالمي للسلام الذي جاء هذه السنة تحت شعار حق الشعوب في السلم و يتزامن الاحتفال مع حلول الذكرى السنوية الـ 30 لإعلان الأمم المتحدة بشأن حق الشعوب في السلم.

كسرة الى روح المدونيين سامي و توفيق

البكاء المؤجل

مابين ضحكة وحزن على كلمة كتبت فقدناكما

مابين أمل وموت ما بين النور والظلام تأبى الأفراح أن تكتمل

فرح تم تأجيله وبكاء مرير يتم تأجيله حتى ينام الجميع

الأصوات المكتومة …الشهقات المخنوقة

تقطع أنفاسي .. ولابد للحياة أن تستمر رغما عن كل الظروف ..نرقص

نرقص بكل انكساراتنا وأحزاننا

نرقص على انغام آلامنا وآهاتنا نترنح ..لربما نتعثر 

يغيب الموت ريحانة شبابنا وشاباتنا 

ومازلنا على الوعد باقون صامدون

عهد قلم الرصاص

فإما افاقوا بسلام قلمنا من عنفهم

و إما سقط ربيع أيامنا برصاص بنادقهم

Published: 21 September,2014 | Comments: 0

لعنة المعرفة

مجتمعات دول العالم الثالت غالباً ما تميل الى التعقيد اكثر من التبسيط لذلك نجد ان المصطلحات العصية على الفهم تعمل الحكومات الشمولية على اطلاقها و اشاعتها، مما يصعب على المتلقي استيعاب المعلومات، فالتلقين و نسخ التجارب البعيد عن مهارة الابتكار يسيطر على جيل بأكلمه، فكلما أصبحت اللغة صعبة و معقدة ابتعد عنها الجميع و نفر منها.

و ما بين شد الشباب و جذب الديناصورات من كبار السن في محاولة السيطرة على الأوضاع قدر الإمكان او على اقل تقدير إحتواء الشباب/ات بالقدر الذي يسمح بتفتيت المعرفة، لكن بعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعي اشبعت نهم الشباب من المعرفة على اختلاف ثقافتها، ففي دول الإمساك بالكتاب كان جريمة اصبحت النسخ الإلكترونية متوفرة و بكثرة وهو ما دفع بهذه الحكومات الى الاعتراف بقيمة الكتاب و السماح بإقتنائه، و لكن اصبح لدينا مثقف من نوع مختلف مثقف/ة إلكتروني تختلف طريقة معرفته عن المثقف/ة التقليدي.

الثقافة في اعلام الانترنت. ياسر فايز

سهلت وسائل التواصل الإجتماعي إلتقاء هذين النوعين من المثقفين/ات في وت ما لم تتوفر فيه المراكز الثقافية واذا توفرت كانت تفتقر الى الإهتمام، بالإضافة الى حالة المثقف الاجتماعية و النفسية فهو من الفئة المطحونة اقتصادياً، و بقصد أو بدونه كان نموذج المثقف التقليدي يدعو للنفور كالنشاط السياسي، ساعدت وسائل التواصل الإجتماعي على نشر الاعمال الأدبية و الفنون بل أكثر من ذلك الإطلاع على محتوى بمفهوم مختلف، من الكتاب القديم الممتلئ بالغبار الى الوان و تصاميم جذابة في بأقل مجهود و زمن.

يقال ان للمعرفة لعنة متى ما أصابت الانسان لا يشفى منها حتى بعدم معرفته، يصبح في حالة من البحث و الفضول المستمر للجديد من الأبجاث و العلوم، و قد تجد عزيزي القارئ في مقالي هذا لغة اقرب الى اللغة السردية المملة و التي نجدها في مجال اعلامنا من تلفزيون و إذاعة و صحف،وهو القالب الذي يتم وضعنا فيه بطريقة او أخرى، و من هنا يطرح السؤال نفسه: هل يمكن ان نعتبر الإعلام العربي تحديداً و العالمي على العموم مصدر موثوق للمعرفة؟!

 صناعة الصورة التلفزيونية واثرها في عكس الهوية السودانية – أ. شرف الدين محمد الحسن

و على تخصص الموضوع إلا ان اقامة ورشة تحت عنوان توظيف المعرفة المهارات و الإبتكار في ترقية الأداء الصحفي و الإذاعي و التلفزيوني ، تم فيها تقديم عدد من الأوراق حاول فيه المقدمون/ات تشتييت المعرفة أكثر من تجميعها، الورشة اقامتها الجمعية السودانية للمعرفة بالتعاون مع وزارة الاعلام و مركز الفيصل الثقافي.

الورشة استضافة أمين عام الاتحاد العربي للصحافة الإلكترونية و نقيب الصحفيين الإلكترونيين المصريين صلاح عبدالصبور، و الذي تحدث عن انقلاب الموازين جراء تطور الإعلام الإلكتروني، و قد اثار موضوع سن قوانين للصحافة الإلكترونية جدل واسع إلا ان الجميع اتفق على اطلاق مبادرة نقابة للصحافة الإلكترونية .

Published: 13 September,2014 | Comments: 0

Plugin from the creators ofBrindes Personalizados :: More at PlulzWordpress Plugins