arablog.org

Latest blog posts

دار الفتيان إلى الشارع بأمر الحكومةْ

دار الفتيان إلى الشارع  بأمر من الحكومة و ذلك بعدما إكتمال عمر الفتيان الواحد و العشرين حيث لا مكان لهم في دار الإواء و ذلك بعد تربيتهم و عزلهم لسنين لا يعرفون فيها أحد، و لا يتوقف الأمر عد الفتيان بل حتى الفتيات يطالهن الطرد فبمجرد زواجها لأحد فتيان يحرم عليها الرجوع إذا ما تطلقت.

دار الفتيان هي الدار التي يتم فيها إيواء الأولاد  أو البنات مجهولي الأبوين بعد اخراجهم من دار المايقوما لكبر سنهم، يوجد في الدار أمهات يقمن بتربية و توجيه هؤلاء الشباب/ات، حيث تكفل كل أم تقريبال ثمان او عشر من البنات و الأولاد، لكن ماذا بعد ذلك ؟!

تحكي إحدى الأمهات و الدموع تنهمر من عينيه و صوتها المبحوح: عندما أصروا على طرد أولادي الذين كنت اربيهم رفضت الاستغناء عنهم و طلبت من الإدارة إنهاء خدمتي و إحالتي إلى المعاش و قمت بجمعهم و وجدت أحد الخيريين الذين استأجروا لنا هذا المنزل لمدة شهرين،و لا نعلم ماذا سوف نعمل بعد ذلك و إلى اي مكان سوف نتجه؟! و عند زيارتي للمنزل  وجدته خالياً إلا من أثاث بسيط .

أي عقل يمكنه أن يحتكم الى طرد فتيان و فتيات إلى الشارع، و أي ضمير أو مسؤول يمكن أن يطلب من فاقدي الأبوين ان يناموا في الشارع!! أين دور وزارة الشؤون الاجتماعية في توفير مأوى آمن لهولاء الشباب/ات بعد ان اعتادوا ان يكونوا اسرة واحدة !!

و بسبب عزلهم عن العالم ليس لديهم مهارات و قدرات تدريبية او عملية و على الرغم من ذلك نضعهم في مواجهة مع المجتمع بخبراتهم المحدودة وهو ما يعرضهم للخطر ، فهم يعانون الآماً نفسية من اسقاطات المجتمع ناهيك عن الأثر النفسي لقرار الطرد الذي ليس في صالح أي شخص سوى الحكومة  تتخلص من أعبائها  بالطرد.

لقد طالب مجهولي الأبوين و على رأسهم أمهاتهم المساعدة و الدعم و التضامن لأن الشارع في انتظارهم/ن، و انا من هذه السطور ادعوا الى مساعدتهم و ادعوا الحقوقين الى الوقوف في وجه سياسة الطرد من دار الفتيان و التوقف عن معاملة الإقصاء و سياسة العزل و اجد من واجبنا تأهليهم و إعادة دمجهم في المجتمع.

Published: 17 November,2015 | Comments: 0

*(مجتمعات الثقوب (القدود

مجتمعات الثقوب (القدود) تنظر الى العالم من خرم الإبرة او من ثقب الباب بكل خوف و توجس و تنظر الى انفسها من ذات الثقوب ، تتميز هذه المجتمعات بالنظرة المحدودة للامور و تقاوم التغيير او ترفضه و لا تهتم الى مكانتها حيث تنظر الى نفسها بنظر دونية، لا يهمها اذا ما كان ملبسها مهندم او مقطع او مرقع او حتى به ثقوب.

مجتمعات الثقوب هو نتاج الديكتاتورية و الاستعباد على مدى السنين، و كمثال تم تغيير اسم شركة الاتصالات اريبا قبل اكثر من سنتين الى ام تي ان و فندق برج الفاتح الى كورنثيا و فندق ميريديان الى ريجنسي و لكن على الرغم من ذلك لم يتقبل الناس تغيير الاسم الى ساعة كتابة هذه التدوينة فمازال الناس يرددون الاسماء القديمة ، و ما انفك الحكومة تستمر هذه العقليات و تصطاد في الماء العكر و هي تعلم ان عقلية السودانيين بسيطة و لكنها تتعود سريعاً على ما اعتادت عليه و ان كانت هذه طبيعة البشر.

و لا يخفى على الجميع ان العالم اصبح متسارع من حولنا و الاتصالات تساعد على سرعة المعلومات و تبادلها للالحاق بما يتبقى لنا من تقدم و من الاشياء التي يصرون عليها استبقاء القلة النشيطة للكسل بكل السبل فلا هم/ن قادرين على اللحاق و لا يسمح للبقية بالتقدم، و هذا مثال بسيط يمكن من خلاله ان تقيس التعليم و الصحة ، مستوى المعيشة،الديمقراطية و السوق للتعاملات و النقل و سائر الحياة العامة.

 مجتمعات الثقوب تتولى اتخاذ القرارات بالإنابة عنك و لا تتوانى في تضييع مستقبلك من وجهة نظرها الشخصية الضيقة انها تنظر الى الفرد كمهمة جماعية وهو ما تسقطه من مصالح على النفس البشرية، و لا يتونوا في شدك كلما علوت الى الاسفل فهي كالثقوب السوداء في الفضاء التي تجذب الاشياء و هو ما يجعلها متشابه و غير متناسقة فيما بينها متفاوتة في فئاتها فإما فقر او غنى لا يعرف مصدره، كما تتعامل بالأشياء الغير مرئية مما يساعد على انتشار الفساد و العنف لكنه يصعب تحديده او تجريمه بالمعنى الأصح ، تضرب هذه المجتمعات الشائعات لانها بسيطة و معرفة الحقيقية تحتاج الى بصيرة، انها مجتمعاتنا التي نعيش فيها.


*القدود مصطلح سوداني يطلق على الثقوب

Published: 5 November,2015 | Comments: 0

ارفع/ي صوتك

هذه التدوينة مهداة الى روح الناشط عمَار درار الذي طالما سمعنا صوته ، إلى الغائب الحاضر بإعماله التطوعية ، الى من دخل قلوبنا دون استئذان ، ذكراك تبقى عبر السنين حكاية ثائر لم تمهله الحياة فلتقمه الموت.

وداعاً صديقي عمار درار

يطل علينا يوم التدوين الفعَال تحت شعار: ارفع/ي صوتك وهو ما شكل مفاجأة بالنسبة لي نظراً لفقداني صوتي جراء الأحداث التي تعرضت لها، فتجدني اليوم في رحلة بحث عن صوتي علني أجده، و هي للأسف احداث غير مرئية!!

أفكر في الشباب /ات و ما يعانون من تحديات تسلب منهم اصواتهم/ن و تحولهم إلى مجرد اداءة يتم استخدامها لأغراض سياسية بما في ذلك المرأة و الطفل ، اذكر عند زيارتي إلى دبي حدثت مشاجرة بين اثنتين و كان بمكان ان اتصلت احداهن بالشرطة، فهرعت سيارة الشرطة في منتصف الليل إلى الشقة لمعرفة فحوى المشكلة و اخذت تستمع إلى شكوى كلتا الفتاتين باهتمام بالغ، لم اهتم او اكترث و بقيت في غرفتي أفكر فيما لو حدث ما حدث في بلدي السودان.

في السودان يحدث الكثير و على الرغم من ذلك عليك ان تذهب برجليك إلى الشرطة سواء أكنت مشقوق الرأس او الدماء تسيل منك، أما ما يحدث في البيت فهو شأناً عائلي لا علاقة بالشرطة به من بعيد او قريب، وهو ما يجعل من الأهل حجر عثرة او حتى في الشارع، فالشرطة لا تحضر إلا بعد ان تصبح قتيل او منتحر !! ناهيك عن النظرة الدينية بإن صوت المرأة اذا ما ارتفع فهو عورة و لا يجوز ذلك فقهياً.

لقد ضاع صوتي في زحمة الأيام ، ضاع صوتي بين احداث لا تصدق و ما هو الآن إلا صدى لما كنت عليه، فقد تم فرض عزلة منزلية أو كما يسميه البعض تم فرض حظر تجوال او قيد الإقامة الجبرية لكنها صامتة، دون ادنى احساس و مع ذلك نجد المتشدقين بحقوق الانسان و الحريات يتحدثون عن قبول الرأي الآخر و عن بسط الأمن و حرية التعبير.

و تكمن الصعوبة في تحديد التصرفات التي يمكن وصفها بالانتهاك في المجتمع، حيث تكون مبتذلة و غير واضحة المعالم كما انها صعبة التصديق ، فعندما تتحدث عن الأهل المقربين فهم جزء من كيان وجودك و إشارة اصابع الاتهام اليهم هو في الحقيقة كإشارة الاتهام الى نفسك، انه من الصعب على الانسان في هذا الوقت ليس ان يفرق بين الكذب و الصدق أو بين الحقيقة و عكسها، بل تكمن المشكلة في مواجهة تصرفات غير مفهومة و مبهمة ، و مما لا شك فيه ان هناك رأس أمني مدبر للاختباء خلف الأهل و جعلهم واجهة العنف .

بعد ثورات الربيع العربي أصبح التعبير عن الرأي اكثر صعوبة و تعتبر النقاشات العقيمة تحدي يواجه الشباب/ات لإثبات ما يريدون و الأحلام التي يريدون تحقيقها، اصبح الحوار الدسم الذي يكيل بمكيالين هو السائد فكيف من الممكن ان ترفع صوتك في ظل هذا الضجيج المزعج و الضحكات الساخرة ، كيف يمكن ان ترفع صوتك في ظل عدم الاعتراف بمجهوداتك و تحويلك إلى نمرود لا يعترف بالجميل و تبخيس احلامك و رغماً عنك تجد نفسك موجود بين اشخاص وصل بهم الأمر الى بيع صوتك و قبل ذلك انسانيتك، فتغيير النفوس صناعة سودانية بامتياز يمكن ان تصبح ناكر او معقد او حتى عديم الإحساس و قد كنت سابقاً ارفع شعار حسن الظن و قد اكتشفت ان حسن الظن لا مكان له وسط غابة الأفيال !! خذوا ما تريدون و اتركوا لي صوتي.

Published: 16 October,2015 | Comments: 0

المناخ يتغير لكن السودان لا يتغير

مازال موضوع تغييرات المناخ يحتل الصدارة في التداولات الدولية و المحلية و من ظواهر المناخ ظاهرة النينو التي تسببت في اضطرابات مناخية و هي تختلف عن ظاهرة النينا و لتوضيح الفرق بينهما فإن:

النينو : تتصف بانتقال كتل هائلة من المياه الحارة في المحيط الاستوائي من الشرق إلى الغرب.

النينا : تعمل العكس فهي تنشأ من اندفاع هذه المياه الساخنة نحو الشرق من المحيط الهندي وأسيا واندونيسيا وأستراليا.

ولقد ضربت ظاهرة النينو اقتصاد البلدان الفقيرة حيث فرضت آثارها السلبية فقراً متزايداً على السكان وتأخر في النمو والتطور في كثير من البلدان في العالم.

وللنينا أثار مناخية أقل حده من آثار النينو لذلك ستتعرض بعض البلدان لسلسلة من الأمواج الرطبة إضافة إلى حدوث فيضانات وأمطار غزيرة ستلحق أضرار بالغه في هذه البلدان، كما سيحصل جفاف غير معهود على الجزر الاستوائية الوسطى من المحيط الهادي وشرق أفريقيا وأفريقيا الشمالية وسيشمل غضب النينا ايونا الولايات المتحدة الأمريكية حيث ستتعرض لجفاف شديد ورطوبة عالية.

و شهد السودان هذا العام انعدام الأمطار داخل العاصمة ذات المناخ المتقلب، حيث يمكن ان يمر عليك الفصول الأربعة في يوم واحد، و تشهد العاصمة المثلثة أمدرمان، بحري و الخرطوم انبعاثات ترابية و ضبابية بسبب تغييرات الجو و كثافة عوادم السيارات وهو ما يشكل خطر على صحة الانسان، و من اللافت للنظر اعتياد الناس على هذه الأجواء بالإضافة إلى انتشار النفايات و مياه الصرف الصحي و انبعاث الروائح الكريهة و ما يزيد الطين بلة هو حرق النفايات داخل الأحياء السكنية وهو ما يتسبب بأمراض تنفسية أو استغلالها لأغراض أخرى !!

حرق النفايات داخل الاحياء السكنية

حرق النفايات داخل الاحياء السكنية

و قد أثار مخاوف الكثيرين خبر وجود حاويات مشعة بميناء بورتسودان و هي مشكلة تكرر وجودها أكثر من مرة، و تكمن الخطورة في انها مهدد رئيسي للبيئة و الانسان فهي سبب رئيسي في ارتفاع نسبة السرطان. المخلفات الإشعاعية هي مصطلح يطلق على كل مخلفات تحتوي على مواد إشعاعية، وغالباً ما تنتج عن عمليات الإنتاج النووية كالانشطار النووي، ولكن هنالك الكثير من الصناعات التي تنتج مخلفات إشعاعية ولا تتم فيها تفاعلات نووية، غالبية المخلفات النووية لا تحتوي على تراكيز عالية من النظير المشع ولكنها تبقى مصدر خطر وتلوث إشعاعي على الجسم البشري.

ما زال التخلص من المخلفات الإشعاعية قضية شائكة تواجه الصناعات النووية، وكان هنالك قناعة سابقة بأن هذه القضية قد تم حلها، إلا أن تقريراً صادراً عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2007 أظهر أن التخلص عبر الدفن العميق لا يستطيع منع المخلفات الإشعاعية من الوصول إلى التربة ومصادر المياه وتهديد وجود الكائنات الحية على سطح هذا الكوكب.

و ما تزال الاسئلة تطرح نفسها عن من هم الذين يتاجرون في ارواح الناس باستجلاب هذه النفايات ؟ و كيف تصل ؟ و من أين تأتي هذه النفايات؟ و هل صحيح ان الدولة تتواطئ مع الصين و إيران للتخلص منها على ارض السودان!! فنحن من دفع ثمن هذه النفايات من صحة المواطن السوداني، و قد ترك مناخ هذا العام آثاره على الاقتصاد، المحصول الزراعي و الإنتاج الحيواني، و تنشط مجموعات تطوعية عالمية و محلية للحد من ظاهرة تغييرات المناخ منها منظمة org.350  – 350action.org

Published: 14 October,2015 | Comments: 0

الجمعية العامة لعبة فرص دولية

لم يكن هذا اليوم اعتيادي، فبعد مشاهدة خسوف القمر العملاق في كبد السماء و كأنما نبوءة المجرات توحي بإن القادم هو قدر البشر، القمر الدموي الذي شاهدناه و كأنه يتألم حزناً على ما يحدث في الأرض، يطل القمر حسب الميعاد كل يوم لكنه شاء له من شاء أن يطل اليوم بلون الدم القاني مترقباً جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة.

لقد تابع المشاهدين/ات كلمات رؤساء الدول التي تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة و قد أثارت مواضيع نقاشية و تحليلات سياسية أدت إلى التكهنات بما هو آت في منطقة الشرق الأوسط و شمال افريقيا و ذهبت أبعد من ذلك إلى قراءات حول الاتفاقات الضمنية بين الأطراف المتصارعة و سلطت الضوء على ما يدور خلف الكواليس، و يأتي انعقاد الجمعية العامة بعد خمس أيام فقط من حادثة تدافع مشعر منى و التي أودت بحياة مئات الحجيج، و قد تصدرت قائمة الموتى الحجاج الإيرانيين و من بعدهم حجيج دول افريقية و آسيا، و اختلفت الروايات حول أسباب الحادثة لحين الانتهاء من تحقيق اللجنة في ذات الوقت مازالت أعداد القتلى في تزايد و أهالي الحجيج المفقودين يبحثون عن ذويهم و مئات الجرحى في المستشفيات.

اللافت للنظر الحديث حول تسيس الحادثة من قبل ايران و يظهر ذلك جلياً عندما افتتح بها روحاني مستهل كلمته في اتهام صريح و مباشر نحو السعودية بانتهاك حرمة الحج و إبداء رغبته المشاركة في التحقيق مما اعتبرته السعودية نوع من الخساسة و الدناءة السياسية التي تسعى فيها ايران التدخل في الشؤون الداخلية للسعودية، و على الرغم من حديث روحاني عن حسن النوايا و استعداده لجلب الديمقراطية إلى سوريا و اليمن مثلما جلبهما الى العراق و افغانستان على حد تعبيره !! يتساءل الجميع عن أي ديمقراطية يتحدث فالوضع في العراق و افغانستان من أسوء ما يكون و لعلها طريقته المعتادة للاصطياد في الماء العكر .

مجمل ما دار في الجمعية العامة حول أوضاع الشرق الأوسط و شمال افريقيا من نزاعات تدور حول تقسيم المصالح المشتركة، على الرغم أن ظاهر الكلام هو إيجاد حلول لمشكلة اللاجئين السوريين و كيفية انتقال سلطة نظام بشار الأسد الذي شهد القمر اليوم على دمويته، و ذلك ما يدعو إلى خيبة الأمل حيث التحدث بدبلوماسية الحوار المخرج و الذي يرتكز على اتفاق اللاعبين الاساسيين في المنطقة وهم امريكا – روسيا – إيران – تركيا و السعودية و حسب ما يرى المحللون أن الاتفاق يقتصر على روسيا و الدول الغربية أما الدول العربية ما هي إلا مجرد أداة للتحالفات تم التوصل اليها مسبقاً، وهو ما لا اتفق معه فعند الحديث حول تمويل تنظيم الدولة الإسلامي تتجه أصابع الاتهام ما بين قطر و السعودية بمساعد امريكية روسية.

تباينة قضايا الرؤساء حول أهمية مكافحة الإرهاب و التطرف و العمل على إتاحة فرص المشاركة ترسيخاً للديمقراطية في دولاً تعاني التشبث بالسلطة و عقدة الكراسي السياسية، فيما هيمن الاعتراف بضرورة احترام الدين الإسلامي و عدم النظر اليه متهم تنظيم الدولة الإسلامية وهو ما ينزع فتيل الإسلاموفوبيا، بالإضافة إلى قضية تغييرات المناخ التي تحتاج الوقوف بوجه سياسات ساهمت بإضرار البيئة و الإنسان، و قد تطرق الحديث عن الدولة الفلسطينية من قبل أمير قطر بالحديث حول عدم التزام المجتمع الدولي بوعوده اتجاه قطاع غزة بعد عملية اغراق الرئيس المصري السيسي الإنفاق بالماء و قطع شريان الفصائل الفلسطينية.

و على الرغم من أهمية انعقاد الجمعية العامة و التي تحتفل بمرور سبعين عاماً على تأسيسها تجد الأمم المتحدة نفسها في موقف لا تحسد عليه فهي تحتاج الى اعادة هيكلة اولوياتها في وقت عجزت فيه عن توفير الحماية لملايين القتلى في مختلف الدول و في ظل دعوات للسلام لا تتجاوز نواياه حبر الورق الذي يكتب به، فلذلك اعتقد ان مسؤولية اعتراف فشل الأمم المتحدة في أداء دورها يحتاج الى جرد حساب الخسائر البشرية و النزيف البشري عبر البحر و الأرض.

الجدير بالذكر تنعقد جلسات الجمعية العامة في الوقت الذي تتعرض فيه اليمن إلى غارات التحالف، و يشهد السودان تدهور الأوضاع الإنسانية حيث تمر الذكرى الثانية لشهداء سبتمبر دون محاسبة و تعاني منظمات المجتمع المدني من المضايقات و المؤسسات الإعلامية من الرقابة القبلية، بالإضافة إلى إجازة قوانين تحد من حرية التعبير عن الرأي و لم يتم ذكر الفساد لا من قريب و لا من بعيد فيامن تقفون على منصات الأمم المتحدة من تمثلون؟!!

Published: 29 September,2015 | Comments: 0

نستقصي فيستسقى علينا !!

تدور رحى المعارك في الشرق الأوسط و افريقيا على قدماً و ساق فالنزاعات تعصف بالدول و مازال الإستقرار و السلام بعيد المآئل و فيما تحاول دول كالعراق و لبنان الوقوف في وجه الفساد و محاربته نجد أن مصر قدمت كبش فداء في محاولة منها للتخلص من هبة للشارع المصري، أما الشارع السوداني فليس أفضل حال فبين من يحاول أن يصرخ و يعلي صوته و لكن على الطرف الآخر من يحاول إسكات هذا الصوت، و قد شهد الأسبوع المنصرم جملة من الإيقافات و هي تمثل انتهاكات في حقوق الشارع و التضييق من الوقفات الإحتجاجية قدر المستطاع.
و لكن هناك أسئلة تستحق الإستقصاء و منها ما هو مناخ السودان الإجتماعي و السياسي؟ و كيف نقرأ الشائعات التي يتم إطلاقها و من المستفيد منها؟ ماهي المنهجية المستخدمة في إسكات الشارع و عدم محاربة الفساد؟!
إحدى المؤشرات التي تشير إلى حجم الفساد في السودان سفر رئيس مطلوب جنائياً وهو ما تسبب بإزمة برلمانية في جنوب افريقيا، لكن هل نصدق هذه المسرحيات التي يتم إخراج سنياريوهاتها بلعبة خفية!!
و يشير ضعف التحقيقات الاستقصائية في الإعلام و عدم إتاحة معلومات عن دراسات اجتماعية و سياسية إلى وجود فساد، حتى منح التحقيقات الإستقصائية التي يتم رصدها للدول الإفريقية لا تشمل دولة السودان ، ولكم أن تتساءلوا لماذا؟!
لا نريد أن نكون مجرد راكبين فوق الأمواج أو متفرجين في مسرح الأحداث، بل أن يسلط الإعلام العالمي، العربي و الإفريقي الضوء على مشاكل السودان و ما يدور بها دون محاباة أو تجاهل، و قد أعادت صورة غرق الطفل السوري أيلان الكردي المحزنة الأسئلة حول غياب أخبار السودان عن الإعلام إلا فيما يخص السياسة البراقة، و التي تتناسى شهداء سبتمبر لعام 2013 و التي تمر الذكرى الثانية على مرورها، و ذلك مقارنة بما يحدث في بعض البلدان مجرد أرقام بسيطة لا ترتقي إلى أعداد القتلى الذي أصبحت تتنافس عليه الإنظمة الديكتاتورية، إلا أن الشارع السوداني يتساءل عن الأسباب التي تمنع الإشارة إليهم اليسوا شهداء !!
و يرى البعض أن إثارة مثل هذا السؤال في وقت يحتاج فيه السوريين/ات إلى التعاطف و المساندة في محنتهم التي طال وقتها يؤدي إلى خلط الأوراق قد يكون الدافع وراء ذلك الشعور بالغيرة من الإهتمام العالمي الذي لاقته الصورة أو منهجية مستخدمة لتكريس اللامبالاة اتجاه التعاطف مع القضايا الإنسانية.
و إليكم قائمة ببعض الإجراءات التي تمت في فترة زمنية لا تقل عن شهر
إغلاق دار الحزب الجمهور في إمدرمان لعدم التجديد
إعتقال اعضاء و عضوات في كلاً من :
حزب المؤتمر السوداني – حزب البعث – الحزب الليبرالي – حركة الإصلاح الآن.
إعتقال ناشطين من منظمات مناهضة السدود.
إعتقال أعضاء في الجبهة المتحدة فصيل عبدالواحد محمد نور بالجامعة الأهلية.
إيقاف نشاط الجمعية الطوعية لرعاية الأطفال.
إلغاء فعاليات ثقافية، شعرية.
و تتم هذه الإجراءات بسبب الوقفات الإحتجاجية او المخاطبات الجماهيرية التي تتم في الشارع السوداني و التي نشطت في الفترة الأخيرة

Published: 12 September,2015 | Comments: 0

كينيا تناقش الجفاف والرعي في ورشة الإيقاد للإعلام الإقليمي

انها المرة الأولى التي أزور فيها كينيا كاوبوي افريقيا و قد انتابني شعور لم اختبره من قبل، أن تشعر بعظمة الطبيعة الباهرة ، مناظر تأسر كل ما فيك ، جمال منقطع النظير فالهواء الطلق و الخضرة التي تفترش الأرض  و بحيرات البجع آية من آيات الخالق، فهل هذه جنة الله على الأرض؟ّ!

KENYA.NUTRALKENYA.NETURAL

 اخذتني الذاكرة و أنا هناك إلى اتفاقية نيفاشا ( اتفاقية السلام الشامل ) بين الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق و حكومة السودان و التي اوقفت أطول حرب أهلية في افريقيا استمرت لمدة 20 عاماً،و قد دفع ثمنها  حياة الزعيم جون قرنق رحمة الله عليه و التي تصادف هذا العام الذكرى العاشرة لرحيله،و يرى البعض انها من أسوء الاتفاقيات حيث أنها خلفت وضعاً غير مسبوق في افريقيا فالحرب في الجنوب لم تضع أوزارها و أعداد اللاجئين و الأوضاع الأمنية و المعيشية في جنوب السودان مازلت متدهورة.

رؤية لا تموت

و بالرجوع إلى الدعوة التي وجهتها منظمة الإيقاد( IGAD ) للمشاركة في ورشة الإعلام الإقليمية في الرعي و الجفاف لما تمكنت من التعرف على كينيا، كينيا الموطن الأصلي لأول رئيس إمريكي من أصول افريقية و اعتقد ان زيارته الأخيرة لجذوره سوف تكون نقطة تحول للقارة الإفريقية كما يرى المحللون إلا ان المستقبل القريب هو ما سيكشف عن مدى هذا التحول، حيث تواجه كينيا تحديات عديدة من عدم الإستقرار السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي، كحال معظم الدول الإفريقية.

WORKSHOP

اجتمع لفيف من الإعلاميين/ات (التلفزيون – الراديو – الصحف – الصحافة الإلكترونية) للمناقشة و مشاركة الخبرات في ورشة الإعلام الإقليمي لمكافحة التصحر و الجفاف، و قد كان المشاركين/ات من الدول الافريقية الأعضاء بمنظمة الايقاد، و قد اتفق المشاركين/ات على ضرورة تطوير العمل الإعلامي و توفير اقصى ما يمكن لتذليل الصعوبات و التحديات التي تواجه هذا العمل، وانتاج مواد إعلامية توعية ، بالإضافة إلى عكس الحلول التي من شأنها ان تطور و تقدم القارة الإفريقية إلى الأمام.

و قد شاركت في الورشة من خلال استعراض تجربة التدوين في السودان و أثر المدونات – صحافة المواطن في مناقشة القضايا الإجتماعية و السياسية و التحديات التي تواجه المدونين/ات.

يمكنكم الإطلاع على فيديو توثيقي للورشة في هذا الرابط :

منظمة الإيقاد هي الهيئة الحكومية الإقليمية للتنمية و قد قامت هذه المنظمة أثر الجفاف الذي ضرب القرن الأفريقي وكان هم حكومات تلك المنطقة إزالة الآثار التي نتجت عن قلة الأمطار وانتشار المجاعات وتفاقم مشاكل النزوح واللجوء بكل ما يخلفه من آثار اجتماعية واقتصادية وبيئية.

و تحاول الإيقاد تنفيذ برامج عمل وطنية و إقليمية لمكافحة التصحر و الجفاف و من ثم مكافحة الفقر و الحد من الآثار المترتبة على ذلك، حيث تشمل الأسباب الرئيسية لإنتشار التصحر و الجفاف الضغط السكاني القوي، الإفراط في الرعي و إزالة الغابات وممارسات إدارة التربة. ويظهر التصحر بصفة خاصة في ظواهر التعرية بفعل الريح والمياه، وفي ظاهرة التملح. والمناخ السائد في بلدان شمال أفريقيا هو المناخ الجاف وشبه الجاف، و تغييرات المناخ التي يشهدها العالم.

ولذلك، فقد أصبح الجفاف والقحط ظاهرتين هيكليتين فيما يتعلق بتنمية القطاعات الاقتصادية الحيوية في شمال أفريقيا وبصفة خاصة الزراعة.

MasaI

Published: 22 August,2015 | Comments: 0

الكسل الإبداعي

كلما أهم بالكتابة اسمع صوتاً داخلي ينادي بأعلى صوته: لا تكتبي، أجلس احدق في صفحة بيضاء، اكتب كلمة لا تعجبني فأمسحها، و في بعض الأحيان اكتب سطور و اضطر بعدها إلى تمزيق الورقة ، ناهيك عن الكسل أو النعاس الذي ينتابني عند الإمساك بالقلم أو فتح اللابتوب للكتابة، إذا كنتي تعانون من هذه الأعراض مثلي، فاطمئنوا كاتبات المستقبل فتلك حالات اعتادية أو ظاهرة صحية نوعاً ما، تذكرني بحالة أحلام مستغانمي عندما كتبت قائلة:

أرتدي الكسل عبــاءة صيفيّة (2)
————————————-
“إنّ الأفكار العظيمة تأتينا ونحنُ نمشي “، يقول نيتشه، لكنّها تأتينا أيضاً ونحن نتأمّل الأشياء الصغيرة. ففي الأشياء الصغيرة، أو تلك التي نمرّ بمحاذاتها من دون انتباه، يوجد مكمن الحياة.
في هنيهة سهونا عنها، ينكشف لنا سرّها، الذي يجيب بانكشافه على أسئلتنا الوجوديَة الأكبر.
لذا، حسب قول أحد الحكماء «لا يكفي عمر واحد لتأمّل شجرة».
ربما كان الكاتب الأمريكي هنــــري ميلـــر، أحد الكتّاب الأوائــل، الذين أخــذوا الكســل مأخذه الإبداعي. فقد جعل من الحياة سياحة مفتوحة على ضجر الجسد، الذي لا تأشيرة لدخول حميميته عــدا الكتابة. لكن فيليب بولان، الذي افتقر إلى ما اشتهر به ميلــر من اشتعال دائم للشهوات، لم يوفّق في استثمار كسله، قال مُباهياً بكسل يشي بالفشل «إنّي أحبّ السأم، يوماً بعد يوم، أُسبوعاً بعد أسبوع، شهراً بعد شهر، لا شيء أطيب عندي من الرتابة الْـمُملّة». وهو أغبــى تصريح أدبي قرأته أثناء بحثي عن آراء تدعــم نزعتي للاحتفاء بحالــة الكســل، التي يلجأ إليها المبدعون، تأهبـاً للكتابة، بذعــرٍ يُوحــي بهربهــم من أمر، يسعون إليه في الواقع !
«الرغبة في ألاّ تقوم بشيء، هو الدليل القاطع على الموهبة الأدبية» يجزم مورياك أحد سادة الأدب الفرنسي.
إنّني كسلى هذه الأيــام، مُتقلّبة المزاج، كامرأة حبــلى، أرتدي اللاّمبالاة قندورة فضفاضة ، ففي قندورة قسنطينية للبيت كتبت في فرنسا على مدى أربع سنوات ” ذاكرة الجسد ” ، و ما زلت أجلس ساعات، أتأمَّــل العشب الذي ينبت على شقوق ذاكرة الغيــاب. آخذ حمام شمس بكسل كاذب، أدّعي حبّ البحر و المباهج الصيفيّة، وأحلم في سرّي بذلك النصَ المشتهى.
الحقيقة ، أنني في الصيف أعقد قراني على الحبر.. وأترك البحر لمن لا مراكب ورقية له ، ولم يختبر متعة التجذيف كتابة حتى ضفاف المستحيل !
إلا أن هذه الحالة إذا ما استشرت و تمكنت من وجدان الكاتب/ة و استحوذت على ملكة الكتابة، أصبحت عائق تحول بينه و بين مكنوناته ، كما أنها تؤدي إلى التشتت و عدم التركيز،  و عندما تستعصي عليك الكتابة أو تتقافز الأفكار في عقلي و لا أستطيع الإمساك بها أقوم بعمل بعض الإرشادات التي قرأتها عن كيفية التخلص من الأفكار السلبية و هي كالتالي:

  • تحويل لحدث أو موقف سعيد : كلما أتت فكرة سلبية أحول تفكيري إلى شيء إيجابي بأن اتذكر موقف أو حدث سعيد.
  • تشتيت الإنتباه و عدم التركيز : تأمل و استمري في التأمل دون التفكير حتى تصبح عادة عقلية، تأملي اي شيء بقربك.
  • تقنية توقف : من أكثر التقنيات التي احب استخدامها ، فكلما لاحت فكرة سلبية أقول لها توقف في كل مرة تعاود فيها الفكرة السلبية تعاملي معها بحزم و توقفي عن التفكير.

يقول بيت كوهين : إنك إذا أمرت الأصوات القلقة النافذة في رأسك بأن تسكت فإنها سوف تسكت .. الأمر بهذه البساطة.

Published: 15 August,2015 | Comments: 0

رمضان بنكهة سودانية

اعتاد السودانين خلال رمضان التسامح سواء في كلامهم عندما يسلمون على بعضهم في بداية رمضان و يقولون لبعضهم العفو و العافية، او من خلال دعواتهم لبعضهم للإفطار على مائدة متواضعة يضعون فيها الاكلات السودانية التقليدية كالعصيدة و ملاح التقلية.

العصيدة بملاح التقلية
و قد اعتاد السودانيون افتراش الشارع و الافطار هناك و هي عادة قديمة حتى لا يتعنى ماري الطريق من المسافرين طرق الأبواب، و يمكنهم مشاركة الجميع الإفطار بدون حرج، و في إحدى القرى اختصم اثنين لدى قاضي المحكمة إن جار الآخر يسرق المسافرين منه ليفطروا لديه، معللا بإنه أكرم منه وهو ما دفع الآخر الى رفع شكوى ضده، و لم يجد القاضي سوى الضحك إزاء هذه القضية الغريبة و فخوراً بتسابق الإثنين الى إفطار الصائمين في رمضان.
منظمة ظلال الرحمة

لرمضان نكهة خاصة في السودان من التفاف القريب و البعيد، الغريب و المعروف حول سفرة واحدة تحمل نفس المكونات مهما اختلفت المقامات او اختلفت الآراء، لذلك تتعدد الإفطارات خلال شهر رمضان في جميع مناشط الحياة بمختلف شرائح المجتمع، و الجدير بالذكر أن حتى السفارات شاركة بالاندماج في ثقافة إفطارات رمضان هذه السنة، و قد نشطت في السنوات الإخيرة الأعمال التطوعية خلال شهر رمضان من إفطارات و أعمال خيرية أخرى وجد فيها الشباب/ات أنفسهم ضاربين أروع مثل للقيم و المبادئ.

افطارات رمضان في السودان
و قد سعد أهل السودان بزيارة أحمد الشقيري مذيع برنامج خواطر هذه السنة للسودان و هو الموسم الأخير بعد مضي أحدى عشر عام على بدايته، تابع شباب/ات السودان البرنامج عاما تلو عام و نهلوا من معرفته و غرفوا من فكره.
و قد كنت و مازلت أقول ان السودان مظلوم أعلامياً لأسباب عديدة قد نعلم بعضها، و منها سياسة الدولة الخارجية و ضعف تواصلها مع العالم، و قد كان لأعمال الشباب/ات الفضل في التواصل مع الإعلام الخارجي و إظهار السودان ضمن الأخبار العالمية و العربية.

USA.embassy
و قد نال أعجاب أهل السودان فوز منظمة ظلال الرحمة بالمركز الأول ضمن أفضل الأعمال التطوعية على مستوى الدول العربية من بين ألف عمل تطوعي تقدم إلى برنامج خواطر، بل أيضاً فازت مجموعة شارع الحوادث كأفضل عمل تطوعي ضمن مسابقة بادر في البحرين.

احتجاجات صامتةاعتصام داخل شركة الكهرباء

و هكذا دائماً هم السودانيون/ات يتسلحون بالصبر في أحلك الأوقات، فعلى الرغم من صعوبة الأوضاع من انقطاع للكهرباء و الماء، و درجات الحرارة المرتفعة في رمضان لم يثنيهم ذلك من الإستمرار بكل جد و اجتهاد.
و ها نحن نقترب من دنو هذا الشهر الفضيل و كلنا أمل أن يكون قد غفر لنا ما تقدم من ذنبنا و ما تأخر، إلا أننا نتمنى ان نلتقي رمضان المقبل و الأوضاع أفضل مما هي عليه و الكل يتمتع بحقوقه كاملة.
و ديل أهلي و افتخر

Published: 16 July,2015 | Comments: 0

مدونة و صحفيين في زيارة خاصة إلى أمري مدينة العطش

تعيش قرية أمري تحت وطأة العطش فأهاليها قد تم تهجيرهم من قريتهم الأصلية بسبب بناء سد مروي و هم من متضرري بناء السدود، فأهل أمري يعانون في مختلف مناحي الحياة فلا مياه صالحة للشرب حيث يتقاسمون مياههم مع الحيوانات و الزواحف وهو ما يتسبب بأمراض معدية.
و على الرغم من البيوت التي أصبحت خاوية على عرشها من ضيق سعة اليد إلا ان أهالي أمري مازالوا يعلقون آمال طويلة على الحوارات التي يخوضونها مع الحكومة و قد تراهم نفد صبرهم من المماطلات و التسويفات و الوعود المزيفة.
كل بيت في أمري له قصة معاناة قد تجدها متشابه أو مختلفة كلاً حسب احتياجاته فما بين الأرامل و كبار السن إلى الصبايا و الشباب، و في زيارتي لهذه القرية مع مجموعة من الصحفيين استمعنا لمجموعة من الشكاوى و القصص التي يفطر لها القلوب من وجعها

amri.1 .
تحتوي قرية أمري و القرى المجاورة لها على مدرسة واحدة لجميع الطلاب و الطالبات و الحديث لمديرة المدرسة ان الطلاب و الطالبات لا يستطيعون إكمال العام الدراسي الواحد ناهيك عن إكمال مرحلة الاساس لمشاكل شتى منها بعد المدرسة وهو ما اضطرهم إلى توفير ترحيل وهو عبارة عن دفار لنقل البضائع ساخن جدا فترة الظهيرة و يكتظ بالطالبات حيث نجد الغالبية العظمى منهن يصلن واقفات، و هناك الكثيرات ممن لا يستطعن دفع رسوم الترحيل ، و حتى استكمال اثاث المدرسة لم تقم به الحكومة بل تم من خلال تبرعات أولياء امور الطلاب و الطالبات حيث تكفلوا باعداد المدرسة و توفير اللازم.
و للأرض العطشى قصة أخرى و انت تقف و تنظر الى أراضي شاسعة لا يمكن زراعتها ، او ان تستمع الى معاناة المزارعين و المزارعات على حد السواء، فالأراضي تبعد مئات الأمتار عن المباني قصة أخرى لرحلة شقاء يومي دون توفر ما يتنقلون به إلا دواب الارض و ان تعذر الوصول لأي سبباً من الأسباب فقد يؤدي ذلك الى تأخر إنتاج محصول الموسم و الذي اصبح شحيحاً بسبب قلة المياه و اليد، و بعد سجالات و صولات و جولات اتفق المزارعين على تخصيص يوم سقية لكل أرض وهو ما يجده البعض قسمة طيزا و غير عادلة بسبب اختلاف مساحات الارض و عدم عدالة توزيع الأراضي

amri.2.
لم أرى في زيارتي لهذه القرية الوحدة الصحية حيث انها كانت مغلقة و قد اشتكى أهالي أمري من وجود وحدة صحية يتيمة بدكتور واحد فقط يعمل صباحاً مساءً مما أدى إلى اشتباكات و مشاكل متكررة داخل الوحدة الصحية و عدم تحمل الدكتور للمرضى و معاملتهم بفظاظة، و هم لا يلمونه على ذلك و يرون ان ضغط العمل الذي يتعرض له لا يمكن ان يتحمله دكتور واحد وهو ما يجعل الحصول حتى على دكتور واحد يستمر في العمل لأكثر من شهرين أمر مستحيل فالكل يغادر بعد ان يرهقه التعب.
و أخيرا عند وداع أهالي قرية أمري و التي علقوا علينا آمال فسيحة على تصعيد قضيتهم للرأي العام و تسليط الضوء على معاناتهم و على التضحية التي قدموها من أجل الحضارة و التمدن و ان ينعم السودان بكهرباء لا تنقطع، فهم يشعرون بالمرارة أن ما قدموه قد ضاع سدى فقد تم تهجيرهم من قراهم الأصلية و المحصول الزراعي يتناقص تدريجياً عام بعد عام و لا يوجد كهرباء او خدمات و على الرغم من ذلك تعيش الخرطوم عاصمة السودان تحت أزمة انقطاع الكهرباء و المياه، فلماذا تم تهجيرنا؟ّ؟ و هل يجب علينا ان نرفع السلاح حتى تستجيب الحكومة لمطالبنا المشروعة؟!

amri.3

Published: 25 June,2015 | Comments: 0

Plugin from the creators ofBrindes Personalizados :: More at PlulzWordpress Plugins