arablog.org

اللف و الدوران

ترجل القدر و غاب الأب الروحي

الأب الروحي للسودان انه حسن عبدالله الترابي رحمة الله عليه و الذي عجن السودانيين و خبزهم إلا انهم مولعين بحبه و بخطاباته الرنانة، اعترك الحياة السياسية و الدينية و أصبح مجدداً لفكر قيادي الإخوان عمر البنا، قاد أطول حرب في افريقيا بين جنوب السودان و شماله.

عرف الترابي بقوة حجته و بآرائه النارية و فتاويه الغريبة و التي حاول فيها لملمت شتات السودان مؤخراً من خلال حوار المؤتمر الوطني الذي وقف فيه من خلف رئيس السودان عمر البشير كما كان يفعل دائماً و كإنه يقول انه مخرج السيناريو، فقد عرف عن الترابي انه العقل المدبر للحركة الإسلامية ليس في السودان و حسب بل امتد تلاميذته الى اليمن، فلسطين، تونس و جماعة الإخوان في مصر و غيرها من البلدان الذين يرون فيه خلاصهم الديني و هوسهم البيزنطي.

و قد شغل الترابي الناس في حياته و مماته إلا انه عرف عنه عدوله و اعترافه بإخطائه و التي سأل الله ان يكفر عما اقترفه من ذنوب في حق الشعب و لكنه لم يسألهم ان يعفو عنه كعادة السودانيين، فمازال الحزن يخيم على بيوت أسر الشهداء ، و أخيراً خسر الشيخ رهاناته على الإخوان المسلمين في مصر كما خسر الغنوشي في تونس.

و مما لا شك فيه ان غياب آراء الترابي سوف تترك فراغ كبير في الساحة السياسي، و لكن يتراى للجميع ان وفاة الترابي تمهد طريق ذوبان المؤتمر الشعبي داخل المؤتمر الوطني وهو ما يستهجنه البعض و لكن تترقب القوى السياسية التغييرات التي سوف تعقب وفاة الترابي، كما يرى البعض ان حالة الفراغ السياسي هو وضع مقصود و مدبر من الترابي نفسه و الذي اصبح في خبر كان الآن.

و من الجدير بالذكر ان الوضع السياسي ينسلخ و ينفض من حوله المحاربين القدماء من السياسيين تدريجياً فخروج الصادق المهدي من دائرة الصراع و رغبته في الإنكفاء على العلم الإسلامي و السياسي و عدم حضوره لتشييع جثمان نسيبه و الإكتفاء بالنعي من على البعد، و من ثم غياب الترابي، أما الميرغني مجرد واجهة براقة (يعني لا بهش و لا بنش) كل ذلك يجعل المؤتمر الوطني يستأثر بالحكم و يبطش بخصومه، فمن مصلحة من غياب الترابي عن المشهد السياسي؟!

الوضع السياسي السوادني البعض يراه معقد و البعض يراه في غاية البساطة، فالحزن على وفاة الترابي سيمر و سوف يجدد تلاميذه العهد كما قالوها بالإمس : إسلامية مية المية لن تحكمنا العلمانية ، إلا ان السيد الرئيس تعلم الدرس و نأى بنفسه بعيد عن اي شعارات، و يأتي ذلك الموقف بعد ايام قليلة على افراج القيادة الإمريكية لوصية بن لادن مدون عليها استثمارات بن لادن في السودان البالغة اكثر من 29 مليون دولار، وهو ما وضع الحركة الإسلامية في موقف محرج جداً و اغلق الباب حول محاولات رفع العقوبات الإمريكية عن السودانيين.

Published: 6 March,2016 | Comments: 0

الجمعية العامة لعبة فرص دولية

لم يكن هذا اليوم اعتيادي، فبعد مشاهدة خسوف القمر العملاق في كبد السماء و كأنما نبوءة المجرات توحي بإن القادم هو قدر البشر، القمر الدموي الذي شاهدناه و كأنه يتألم حزناً على ما يحدث في الأرض، يطل القمر حسب الميعاد كل يوم لكنه شاء له من شاء أن يطل اليوم بلون الدم القاني مترقباً جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة.

لقد تابع المشاهدين/ات كلمات رؤساء الدول التي تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة و قد أثارت مواضيع نقاشية و تحليلات سياسية أدت إلى التكهنات بما هو آت في منطقة الشرق الأوسط و شمال افريقيا و ذهبت أبعد من ذلك إلى قراءات حول الاتفاقات الضمنية بين الأطراف المتصارعة و سلطت الضوء على ما يدور خلف الكواليس، و يأتي انعقاد الجمعية العامة بعد خمس أيام فقط من حادثة تدافع مشعر منى و التي أودت بحياة مئات الحجيج، و قد تصدرت قائمة الموتى الحجاج الإيرانيين و من بعدهم حجيج دول افريقية و آسيا، و اختلفت الروايات حول أسباب الحادثة لحين الانتهاء من تحقيق اللجنة في ذات الوقت مازالت أعداد القتلى في تزايد و أهالي الحجيج المفقودين يبحثون عن ذويهم و مئات الجرحى في المستشفيات.

اللافت للنظر الحديث حول تسيس الحادثة من قبل ايران و يظهر ذلك جلياً عندما افتتح بها روحاني مستهل كلمته في اتهام صريح و مباشر نحو السعودية بانتهاك حرمة الحج و إبداء رغبته المشاركة في التحقيق مما اعتبرته السعودية نوع من الخساسة و الدناءة السياسية التي تسعى فيها ايران التدخل في الشؤون الداخلية للسعودية، و على الرغم من حديث روحاني عن حسن النوايا و استعداده لجلب الديمقراطية إلى سوريا و اليمن مثلما جلبهما الى العراق و افغانستان على حد تعبيره !! يتساءل الجميع عن أي ديمقراطية يتحدث فالوضع في العراق و افغانستان من أسوء ما يكون و لعلها طريقته المعتادة للاصطياد في الماء العكر .

مجمل ما دار في الجمعية العامة حول أوضاع الشرق الأوسط و شمال افريقيا من نزاعات تدور حول تقسيم المصالح المشتركة، على الرغم أن ظاهر الكلام هو إيجاد حلول لمشكلة اللاجئين السوريين و كيفية انتقال سلطة نظام بشار الأسد الذي شهد القمر اليوم على دمويته، و ذلك ما يدعو إلى خيبة الأمل حيث التحدث بدبلوماسية الحوار المخرج و الذي يرتكز على اتفاق اللاعبين الاساسيين في المنطقة وهم امريكا – روسيا – إيران – تركيا و السعودية و حسب ما يرى المحللون أن الاتفاق يقتصر على روسيا و الدول الغربية أما الدول العربية ما هي إلا مجرد أداة للتحالفات تم التوصل اليها مسبقاً، وهو ما لا اتفق معه فعند الحديث حول تمويل تنظيم الدولة الإسلامي تتجه أصابع الاتهام ما بين قطر و السعودية بمساعد امريكية روسية.

تباينة قضايا الرؤساء حول أهمية مكافحة الإرهاب و التطرف و العمل على إتاحة فرص المشاركة ترسيخاً للديمقراطية في دولاً تعاني التشبث بالسلطة و عقدة الكراسي السياسية، فيما هيمن الاعتراف بضرورة احترام الدين الإسلامي و عدم النظر اليه متهم تنظيم الدولة الإسلامية وهو ما ينزع فتيل الإسلاموفوبيا، بالإضافة إلى قضية تغييرات المناخ التي تحتاج الوقوف بوجه سياسات ساهمت بإضرار البيئة و الإنسان، و قد تطرق الحديث عن الدولة الفلسطينية من قبل أمير قطر بالحديث حول عدم التزام المجتمع الدولي بوعوده اتجاه قطاع غزة بعد عملية اغراق الرئيس المصري السيسي الإنفاق بالماء و قطع شريان الفصائل الفلسطينية.

و على الرغم من أهمية انعقاد الجمعية العامة و التي تحتفل بمرور سبعين عاماً على تأسيسها تجد الأمم المتحدة نفسها في موقف لا تحسد عليه فهي تحتاج الى اعادة هيكلة اولوياتها في وقت عجزت فيه عن توفير الحماية لملايين القتلى في مختلف الدول و في ظل دعوات للسلام لا تتجاوز نواياه حبر الورق الذي يكتب به، فلذلك اعتقد ان مسؤولية اعتراف فشل الأمم المتحدة في أداء دورها يحتاج الى جرد حساب الخسائر البشرية و النزيف البشري عبر البحر و الأرض.

الجدير بالذكر تنعقد جلسات الجمعية العامة في الوقت الذي تتعرض فيه اليمن إلى غارات التحالف، و يشهد السودان تدهور الأوضاع الإنسانية حيث تمر الذكرى الثانية لشهداء سبتمبر دون محاسبة و تعاني منظمات المجتمع المدني من المضايقات و المؤسسات الإعلامية من الرقابة القبلية، بالإضافة إلى إجازة قوانين تحد من حرية التعبير عن الرأي و لم يتم ذكر الفساد لا من قريب و لا من بعيد فيامن تقفون على منصات الأمم المتحدة من تمثلون؟!!

Published: 29 September,2015 | Comments: 0

مواقع التواصل الإجتماعي بين الإسقاط والقبضة الأمنية

تشغل مواقع التواصل الإجتماعي العالم وتنشغل بها الجماهير،  مما جعل هذه المواقع محط دراسات أكاديمية لجامعات عالمية ومحلية حول طريقة تأثيرها على المستخدمين/ات سواء أكانت على دماغ الإنسان او معتقداته أو سلوكه، بالإضافة إلى الكيفية التي تعمل بها بعد ان زلزلت دول الشرق الأوسط وافريقيا، وأصبحت تحت المراقبة والتمحيص بما افرزته على المجتمعات من حيث الإيجابيات والسلبيات. والسودان إحدى الدول التي تأثرت بمواقع التواصل الإجتماعي على أصعدة عدة (التقنية والاجتماعية والسياسية….) وبالرجوع إلى تفاعلات المستخدمين/ات مع ما يتم طرحه في المواقع يمكن ان نلاحظ ان الجمهور العادي قد تحول الى جمهور سياسي / ثقافي، و نقصد بالجمهور العادي ذلك الذي كان يشعر بعدم المبالاة و المنشغل بعمله اليومي فمن خلال الإطلاع اليومي على مجريات الأحداث اصبح لزاماً عليه ان يقارن بين ما يحدث في الدول الأخرى و بين وضعه المعيشي، وهو ما دفع بإهتماماته نحو الثقافة والسياسة.

المجتمع السوداني يتنفس السياسة ولم تكن هذه الأحاديث تنقطع عن الشارع السوداني ما بين مؤيد و معارض، إلا ان ذلك انعكس على مواقع التواصل الإجتماعي وهو ما شكل تحدي حول معارك السياسة الطاحنة و اتاحة الفرصة لإن يتعرف الجمهور و يتناقل اخبار لربما كان يسمعها بعيداً عن الصور التي تشكل القصة الكاملة، حيث كانت المشكلة تكمن في ان الإعلام بجميع اشكاله يتم توجيه دفته وفق سياسات وقيود معينة، ولم تتوقف هذه القيود على الإعلام بل تعدتها الى الشائعات التي  يتم بها تسطيح عقلية المواطن السوداني أو إلهائه عما يحدث.

وقد تعاملت الحكومة بمنتهى الجدية مع مواقع التواصل الإجتماعي مستفيدة مما حدث في الدول الأخرى لذلك نجد ان الشائعات تم نقلها الى مواقع التواصل الإجتماعي، إلا ان ذلك لم يمنع تداول الأخبار التي كانت على مستوى الاحداث لحظة بلحظة، و قد استخدمت الأحزاب التي لم يكن لها فرصة المشاركة على ارض الواقع هذه المواقع في طرح سياساتها و رؤيتها و اصبح لها واجهات و منصات و منابر سواء أكانوا اشخاص او جهات ، كما اصبحت مواقع التواصل الإجتماعي طريقة لتصفية الحسابات السياسية و انعكاس للتكتلات أو المجموعات اياً كان نوعها. كسرت مواقع التواصل الإجتماعي القاعدة و تجاوزت المألوف بكشف ما كان مسكوت عنه،  إلا انه بعد فترة تم وضع مواقع التواصل الإجتماعي داخل إطار محدد شبيه بالخطوط الحمراء التي وضعتها الحكومة للإعلام، و نستطيع ان نقول ان جهاز الأمن الإلكتروني اصبح يتحكم في المحتوى الذي يتم تداوله عبر مواقع التواصل الإجتماعي بشكل مباشر او غير مباشر بأسماء وهمية و أخرى حقيقية، فالمحاولات مستمرة في اسقاط اخبار الصحافة على مواقع التواصل الإجتماعي و العكس هو الصحيح.

حيث اصبح الإعلام الحر و المواقع الإخبارية تعتمد في مصادرها على مواقع التواصل الإجتماعي دون ان يجد اي حرج في مدى مصداقية الأخبار التي يتم تداولها بإعتبار انها حرية في التعبير و آراء شخصية تعبر عن صحافة المواطن وهي بذلك تؤكد على اهمية هذا النوع من الصحافة. ويرى المحللون ان عامي 2013-2014 من أسوء الأعوام التي مرت على العالم و خصوصا منطقة الشرق الأوسط و افريقيا حيث تشير بأصابع الإتهام الى الإعلام الذي وضع المشاهدين/ات تحت ضغط الأخبار المستمر، أما مواقع التواصل الإجتماعي فهي تساهم في علمية التغيير بوتيرة اسرع، كما يرون انها  مراحل لابد للأمة ان تتجاوزها لمساهمة في عملية التحول من أنظمة ديكتاتورية إلى انظمة ديمقراطية، و مازالت الدول تعاني الى الآن من جراء هذه الأحداث القاسية، و تختلف من حيث الأضرار إلا ان حالة الصراعات الخفية اسوء من حالة الحرب “و هي حالة اللا سلم و اللا حرب “على حد قول لطفي بشناق وعلى الرغم من الدمار و الخراب الذي اصاب بلدان المنطقة.

و قد اشار الباحث رائد فوزي من المعهد العربي للبحوث و الدراسات الاستيراتيجية في تدوينات (أمة تحت الحصار) تحت عنوان السودان خارج نطاق الربيع العربي عن حقيقة ما يجري في الصحافة السودانية كاتباً “استوقفني الحديث الذي جرى بين جنبات الصحف والموقف المتخذ من الحدث السوداني، اذا جاز وصفه بذلك، حول المراجع المعتمدة في تشكيل الصورة لدى الكاتب او كتاب الاعمدة حول ما يجري بالسودان، حتى وصل بي امد الوقوف الى اهمية الاجابة على سؤال المراجع والاليات التي يتخذها صانع القرار في الركون لها لرسم وتشكيل موقفه من الاحداث الاخيرة بالسودان بخاصة، ومن الموقف من مختلف الملفات السودانية في العموم ….. وربما المؤسسة الوحيدة الذي يخيل لي بانها تقدم رؤية واضحة او شبه واضحة هي دائرة المخابرات العامة الا ان مصادرها غير متاحة لي كباحث، واجزم بانها غير متاحة ايضا لهؤلاء الكتاب رغم جعجعة الحديث حول مصدر المعلومة والحق بالوصول اليها” كما يرى انه  ” يبقى لنا تقرير ان المراجع المستقاة لتحليل الاحداث الاخيرة انما لم يخرج من اطار التحليل، عبر اسقاط ظروف الربيع العربي التي مرت بالبلدان العربية وتقرير انها لا تختلف عن ارهاصات الحالة السودانية، اي ان تثبيت حقيقة ما يجري هناك (السودان) لا يخرج عن سياق ما جرى ببلدان الربيع العربي “

ومما سبق ذكره يمكننا قياس ما يدور في مواقع التواصل الإجتماعي بما أشار اليه الباحث فقد تختلف الوسائل و لكن الإسقاطات هي نفسها،لذلك نرى الإهتمام متزايد بتداول اخبار عالمية او محلية يتم اختياره بطريقة محددة و لا نتحدث عما يدور في الحقيقة على ارض الواقع  وهو  يوضح مدى انتهاك الحقوق و الحريات على الرغم من نمو حركة التدوين و النشطاء الإلكترونيين/ات و انشطة الشباب/ات و المجموعات الشبابية إلا انها جميعها في إطار واحد و من يغرد خارج السرب يتعرض لعواقب وخيمة، اضف الى ذلك تردي خدمات الإنترنت التي تضعف بإستمرار العمل و التوجهات الفكرية و العبث بعقول و افكار النشطاء و المضايقات التي يتعرضون لها و هي مضايقات مقلقة خصوصاً فيما يتعلق بالمرأة و هو ما يعتبر تعدي على حرية الفكر و النشر عبر الإنترنت.

Published: 17 November,2014 | Comments: 1

Plugin from the creators ofBrindes Personalizados :: More at PlulzWordpress Plugins