arablog.org

Monthly Archives: November 2015

معنفات بيد القانون #كفى_عنف_أنا_انسانة

كان يوم محزن للاحتفال ببداية حملة 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة حيث يحتفل العالم بيوم 25 نوفمبر العنف ضد المرأة من كل عام، و يأتي هذا العام تحت شعار “من السلام في المنزل للسلام في العالم: جعل التعليم آمناٌ للجميع”  لقد صدمنا و زرفنا الدموع كمداً و نحن نستمع لشهادات معنفات يدمي لها القلوب.

حيث أقامت منظمة سيما بالتعاون مع صحيفة الجريدة منبر إعلامي للتوعية بمخاطر العنف ضد المرأة ، و أوضحت مديرة المركز الدكتورة ناهد جبرالله ان المعنفات لم يقتلهن الجناة بل قتلهن القانون الركيك و الفضفاض في مجتمع الهيمنة الذكورية الذي تعاني فيه المرأة اثبات حقها و كيف يتكابل عليها المجتمع  و يحولها من ضحية الى متهمة يتسلط عليها العرف و التقاليد، و حتى رجال الدين وقفو مصدومين إزاء هذه القوانين.

حكت والدة عبير قصتها و هي تحاول ان تتمالك نفسها بعد أن فقدت فلذة كبدها عبير التي قتلها طليقها أمام اعينها و أعين طفلتيها اللاتي لم يبلغا سن الثامنة، و تأتي الأحداث حينما  طلبت عبير القتيلة الطلاق بعد ان تعرضت للعنف على يد زوجها القاتل و في كل مرة كانت تذهب الى الشرطة ترجع بخفي حنين، وعندما لم تستجيب الشرطة الى شكواها، قصدت عبير المحكمة و التي افضت الى طلاقها و لكن لم تستطيع حمايتها من طليقها فقام بقتلها و هي في ريعان شبابها لا تتجاوز السابعة عشر من العمر تتصف بجمال لا يضاهيها أحد ، و نطق قاضي الحكم بالسجن عشر سنوات على القتيل و بعد الاستئناف تم تخفيف الحكم الى خمس سنوات لوجود الأطفال و الذي لم يلتزم القتيل بمصروفهما منذ البداية ، و لا زالتا الطفلتين تعاني الآماً نفسية سيئة إزاء ما حدث و لضرورة سفر الطفلة للعلاج لابد من أخذ موافقة ولي الأمر وهو والدها قاتل أمها !!

أما الأم الثانية  قالت: لقد اغتصب مدرس ابنتي الاثنتين و اللاتي لا تتعدى أعمارهن التاسعة ، و لقد تم ارهابي من قبل منسوبي المؤتمر الوطني لإسقاط القضية بالإضافة إلى مماطلة الشرطة في اتخاذ الإجراءات اللازمة و ضرورة توفير مبالغ مالية للقيام بواجبهم اتجاه بلاغي المقدم ضد المدرس ، إلا انني اصريت على موقفي و على وصول القضية الى المحكمة و بعد صدور حكم السجن فوجئنا بإطلاق سراح الجاني و بعد الاستئناف لم يتم العثور على الجاني حتى هذا اليوم.

أما قصة الأم الثالثة و التي تناقلتها وسائل الإعلام عن اغتصاب طفلة في الثامنة من العمر منتصف نهار رمضان داخل احد الدكاكين بعد ان قام الجاني بتخدريها و الاعتداء عليها و لم يتم صدور الحكم عليه فقط ، بل تم ترهيب والدتها من قبل جهاز الأمن لعدم إثارة الرأي العام ، و قد تم القبض على الصحفية التي قامت بنشر الخبر من قبل جهاز الأمن و المخابرات ……… و الى هنا لا يوجد ما يقال اكثر من الذي قيل.

عام 2015 هو العام الرابع والعشرون لحملة 16 يوم من مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي، والتي بدأت عام 1991 ويقوم بتنسيقها مركز القيادة العالمية للنساء Center for Women’s Global Leadership. واشترك في الحملة أكثر من 5478 منظمة وصناع سياسات وحكومات ووكالات تابعة للأمم المتحدة وعدد هائل من الأفراد من أكثر من 180 دولة حول العالم. وقد قمنا معا بإلقاء الضوء على قضايا العنصرية والتمييز على أساس الجنس وثقافات العنف والعداء للمثليين، ودعونا لتطبيق التزامات حقوق الإنسان بما في ذلك الحق في الصحة والحقوق الإنجابية وإنهاء العسكرة والعنف القائم على النوع الاجتماعي وغيرها من الأمور. وتعود قوة الحملة وطول أمدها لوجود آلاف المشاركين مثلكم.

Published: 25 November,2015 | Comments: 0

دار الفتيان إلى الشارع بأمر الحكومةْ

دار الفتيان إلى الشارع  بأمر من الحكومة و ذلك بعدما إكتمال عمر الفتيان الواحد و العشرين حيث لا مكان لهم في دار الإواء و ذلك بعد تربيتهم و عزلهم لسنين لا يعرفون فيها أحد، و لا يتوقف الأمر عد الفتيان بل حتى الفتيات يطالهن الطرد فبمجرد زواجها لأحد فتيان يحرم عليها الرجوع إذا ما تطلقت.

دار الفتيان هي الدار التي يتم فيها إيواء الأولاد  أو البنات مجهولي الأبوين بعد اخراجهم من دار المايقوما لكبر سنهم، يوجد في الدار أمهات يقمن بتربية و توجيه هؤلاء الشباب/ات، حيث تكفل كل أم تقريبال ثمان او عشر من البنات و الأولاد، لكن ماذا بعد ذلك ؟!

تحكي إحدى الأمهات و الدموع تنهمر من عينيه و صوتها المبحوح: عندما أصروا على طرد أولادي الذين كنت اربيهم رفضت الاستغناء عنهم و طلبت من الإدارة إنهاء خدمتي و إحالتي إلى المعاش و قمت بجمعهم و وجدت أحد الخيريين الذين استأجروا لنا هذا المنزل لمدة شهرين،و لا نعلم ماذا سوف نعمل بعد ذلك و إلى اي مكان سوف نتجه؟! و عند زيارتي للمنزل  وجدته خالياً إلا من أثاث بسيط .

أي عقل يمكنه أن يحتكم الى طرد فتيان و فتيات إلى الشارع، و أي ضمير أو مسؤول يمكن أن يطلب من فاقدي الأبوين ان يناموا في الشارع!! أين دور وزارة الشؤون الاجتماعية في توفير مأوى آمن لهولاء الشباب/ات بعد ان اعتادوا ان يكونوا اسرة واحدة !!

و بسبب عزلهم عن العالم ليس لديهم مهارات و قدرات تدريبية او عملية و على الرغم من ذلك نضعهم في مواجهة مع المجتمع بخبراتهم المحدودة وهو ما يعرضهم للخطر ، فهم يعانون الآماً نفسية من اسقاطات المجتمع ناهيك عن الأثر النفسي لقرار الطرد الذي ليس في صالح أي شخص سوى الحكومة  تتخلص من أعبائها  بالطرد.

لقد طالب مجهولي الأبوين و على رأسهم أمهاتهم المساعدة و الدعم و التضامن لأن الشارع في انتظارهم/ن، و انا من هذه السطور ادعوا الى مساعدتهم و ادعوا الحقوقين الى الوقوف في وجه سياسة الطرد من دار الفتيان و التوقف عن معاملة الإقصاء و سياسة العزل و اجد من واجبنا تأهليهم و إعادة دمجهم في المجتمع.

Published: 17 November,2015 | Comments: 0

*(مجتمعات الثقوب (القدود

مجتمعات الثقوب (القدود) تنظر الى العالم من خرم الإبرة او من ثقب الباب بكل خوف و توجس و تنظر الى انفسها من ذات الثقوب ، تتميز هذه المجتمعات بالنظرة المحدودة للامور و تقاوم التغيير او ترفضه و لا تهتم الى مكانتها حيث تنظر الى نفسها بنظر دونية، لا يهمها اذا ما كان ملبسها مهندم او مقطع او مرقع او حتى به ثقوب.

مجتمعات الثقوب هو نتاج الديكتاتورية و الاستعباد على مدى السنين، و كمثال تم تغيير اسم شركة الاتصالات اريبا قبل اكثر من سنتين الى ام تي ان و فندق برج الفاتح الى كورنثيا و فندق ميريديان الى ريجنسي و لكن على الرغم من ذلك لم يتقبل الناس تغيير الاسم الى ساعة كتابة هذه التدوينة فمازال الناس يرددون الاسماء القديمة ، و ما انفك الحكومة تستمر هذه العقليات و تصطاد في الماء العكر و هي تعلم ان عقلية السودانيين بسيطة و لكنها تتعود سريعاً على ما اعتادت عليه و ان كانت هذه طبيعة البشر.

و لا يخفى على الجميع ان العالم اصبح متسارع من حولنا و الاتصالات تساعد على سرعة المعلومات و تبادلها للالحاق بما يتبقى لنا من تقدم و من الاشياء التي يصرون عليها استبقاء القلة النشيطة للكسل بكل السبل فلا هم/ن قادرين على اللحاق و لا يسمح للبقية بالتقدم، و هذا مثال بسيط يمكن من خلاله ان تقيس التعليم و الصحة ، مستوى المعيشة،الديمقراطية و السوق للتعاملات و النقل و سائر الحياة العامة.

 مجتمعات الثقوب تتولى اتخاذ القرارات بالإنابة عنك و لا تتوانى في تضييع مستقبلك من وجهة نظرها الشخصية الضيقة انها تنظر الى الفرد كمهمة جماعية وهو ما تسقطه من مصالح على النفس البشرية، و لا يتونوا في شدك كلما علوت الى الاسفل فهي كالثقوب السوداء في الفضاء التي تجذب الاشياء و هو ما يجعلها متشابه و غير متناسقة فيما بينها متفاوتة في فئاتها فإما فقر او غنى لا يعرف مصدره، كما تتعامل بالأشياء الغير مرئية مما يساعد على انتشار الفساد و العنف لكنه يصعب تحديده او تجريمه بالمعنى الأصح ، تضرب هذه المجتمعات الشائعات لانها بسيطة و معرفة الحقيقية تحتاج الى بصيرة، انها مجتمعاتنا التي نعيش فيها.


*القدود مصطلح سوداني يطلق على الثقوب

Published: 5 November,2015 | Comments: 0

Plugin from the creators ofBrindes Personalizados :: More at PlulzWordpress Plugins