arablog.org

مدونة و صحفيين في زيارة خاصة إلى أمري مدينة العطش

تعيش قرية أمري تحت وطأة العطش فأهاليها قد تم تهجيرهم من قريتهم الأصلية بسبب بناء سد مروي و هم من متضرري بناء السدود، فأهل أمري يعانون في مختلف مناحي الحياة فلا مياه صالحة للشرب حيث يتقاسمون مياههم مع الحيوانات و الزواحف وهو ما يتسبب بأمراض معدية.
و على الرغم من البيوت التي أصبحت خاوية على عرشها من ضيق سعة اليد إلا ان أهالي أمري مازالوا يعلقون آمال طويلة على الحوارات التي يخوضونها مع الحكومة و قد تراهم نفد صبرهم من المماطلات و التسويفات و الوعود المزيفة.
كل بيت في أمري له قصة معاناة قد تجدها متشابه أو مختلفة كلاً حسب احتياجاته فما بين الأرامل و كبار السن إلى الصبايا و الشباب، و في زيارتي لهذه القرية مع مجموعة من الصحفيين استمعنا لمجموعة من الشكاوى و القصص التي يفطر لها القلوب من وجعها

amri.1 .
تحتوي قرية أمري و القرى المجاورة لها على مدرسة واحدة لجميع الطلاب و الطالبات و الحديث لمديرة المدرسة ان الطلاب و الطالبات لا يستطيعون إكمال العام الدراسي الواحد ناهيك عن إكمال مرحلة الاساس لمشاكل شتى منها بعد المدرسة وهو ما اضطرهم إلى توفير ترحيل وهو عبارة عن دفار لنقل البضائع ساخن جدا فترة الظهيرة و يكتظ بالطالبات حيث نجد الغالبية العظمى منهن يصلن واقفات، و هناك الكثيرات ممن لا يستطعن دفع رسوم الترحيل ، و حتى استكمال اثاث المدرسة لم تقم به الحكومة بل تم من خلال تبرعات أولياء امور الطلاب و الطالبات حيث تكفلوا باعداد المدرسة و توفير اللازم.
و للأرض العطشى قصة أخرى و انت تقف و تنظر الى أراضي شاسعة لا يمكن زراعتها ، او ان تستمع الى معاناة المزارعين و المزارعات على حد السواء، فالأراضي تبعد مئات الأمتار عن المباني قصة أخرى لرحلة شقاء يومي دون توفر ما يتنقلون به إلا دواب الارض و ان تعذر الوصول لأي سبباً من الأسباب فقد يؤدي ذلك الى تأخر إنتاج محصول الموسم و الذي اصبح شحيحاً بسبب قلة المياه و اليد، و بعد سجالات و صولات و جولات اتفق المزارعين على تخصيص يوم سقية لكل أرض وهو ما يجده البعض قسمة طيزا و غير عادلة بسبب اختلاف مساحات الارض و عدم عدالة توزيع الأراضي

amri.2.
لم أرى في زيارتي لهذه القرية الوحدة الصحية حيث انها كانت مغلقة و قد اشتكى أهالي أمري من وجود وحدة صحية يتيمة بدكتور واحد فقط يعمل صباحاً مساءً مما أدى إلى اشتباكات و مشاكل متكررة داخل الوحدة الصحية و عدم تحمل الدكتور للمرضى و معاملتهم بفظاظة، و هم لا يلمونه على ذلك و يرون ان ضغط العمل الذي يتعرض له لا يمكن ان يتحمله دكتور واحد وهو ما يجعل الحصول حتى على دكتور واحد يستمر في العمل لأكثر من شهرين أمر مستحيل فالكل يغادر بعد ان يرهقه التعب.
و أخيرا عند وداع أهالي قرية أمري و التي علقوا علينا آمال فسيحة على تصعيد قضيتهم للرأي العام و تسليط الضوء على معاناتهم و على التضحية التي قدموها من أجل الحضارة و التمدن و ان ينعم السودان بكهرباء لا تنقطع، فهم يشعرون بالمرارة أن ما قدموه قد ضاع سدى فقد تم تهجيرهم من قراهم الأصلية و المحصول الزراعي يتناقص تدريجياً عام بعد عام و لا يوجد كهرباء او خدمات و على الرغم من ذلك تعيش الخرطوم عاصمة السودان تحت أزمة انقطاع الكهرباء و المياه، فلماذا تم تهجيرنا؟ّ؟ و هل يجب علينا ان نرفع السلاح حتى تستجيب الحكومة لمطالبنا المشروعة؟!

amri.3

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Plugin from the creators ofBrindes Personalizados :: More at PlulzWordpress Plugins