arablog.org

المرأة “لو بقيت فأس ما بتشق الراس”!

أحد الأمثال التي تكرس العنف ضد المرأة و يرددها مجتمعنا ان (المرأة لو بقيت فاس ما بتشق الرأس) ومعنى المثل انه مهما تعلمت المرأة واعتلت مناصب في النهاية لن تفعل شيئاً، وهو مثل تعجيزي لمقدرات ومؤهلات المرأة التي نراها تصارع من أجل البقاء واعتلاء منصة اتخاذ القرارات.

إلا ان القهر والحرمان يكبلان المرأة ويحرمانها أبسط حقوقها في الحصول على التعليم والعمل والأسرة. تعاني المرأة السودانية في شتى مستويات الحياة فها هي العنوسة والطلاق يسجلان اعلى نسب في المجتمع و الأهم من ذلك الحرمان العاطفي والأذى النفسي من احباط وعدم وجود انيس يقض مضاجع الفتيات ويعتبرها المجتمع من المحرمات، ناهيك عن الحرمة الدينية. وأنا اتحدث عن الصداقات العفوية بين المرأة والرجل التي دائماً ما ينظر إليها بأن الشيطان ثالثهما ونقف هنا عند المفاهيم التي يتم زرعها في الفتاة منذ الصغر و تجد نفسها في صراع مستمر بين ما تؤمن به و بين ما تواجهه في حقيقة الواقع.

العنف ضدي

في خضم الصراعات السياسية والإجتماعية نجد المرأة تواجه ظلم المجتمع وانها ضحية على الرغم من محاولاتها المستميتة للدفاع عن نفسها أو الثورة على العادات و التقاليد التي تنتقص من كرامتها، و ليس لذلك اي علاقة بالدين الإسلامي فالإسلام كرم المرأة وإن كان هذا الكلام المستهلك الصحيح لا علاقة له بالتصرفات وما ينتهجه المجتمع الذي إما يكون متطرف دينياً وبالتالي فهمه للاسلام خطأ أو لا يعلم عن كرامة المرأة سوى هذه العبارة، وحتى لا نسوق المبررات إلا الإفرازات السالبة للمجتمع تظهر في انه يفرغ غضبه على المرأة لإنها يعتقد انها ضعيفة لا حول لها و لا قوة.

تواجه المرأة في دارفور تحديداً انتهاكات جسيمة و تحديات تثقل كاهلها إلا انها لم تستسلم فهي تكافح و تناضل من أجل البقاء و الإستمرار و ابان الاخبار التي تتردد حول الإغتصابات التي طالت نساء من تابت نجد ان هناك ما بين مصدق و مكذب لهذه المزاعم، كان الدور الذي تقوم به يوناميد مصدر انتقاد من أهالي المنطقة و الحقوقيين/ات في انهم لم يتدخلوا لإيقاف العنف الذي تواجهه المنطقة و لم يحركوا ساكن على الرغم من ان وجودهم استيراتيجي كان من الممكن ان يقلل الصراع و ان يلعب دوراُ مهماً ، و بالرجوع الى استقالة الدكتورة عائشة البصري الناطقة السابقة  بإسم بعثة حفظ السلام (يوناميد) و الأمم المتحدة بأقليم  دارفور و التي اتهمت  فيها  يوناميد بالتستر على الجنجويد و إخفاء حقيقة الانتهاكات التي كانت تدور هناك عن الأمم المتحدة، و على الرغم من نفي الأمم المتحدة هذه الاتهامات إلا انها اشارت في تقاريرها الداخلية عن تغاضي يوناميد و تساهلها اتجاه الانتهاكات وهو ما يعد خرق لحماية المدنيين /ات هناك.

Beijing20Logo165x200ar png

لقد عانت المرأة في العمل في مختلف المهن في السودان و صور معاناتهن تدني الجبين، فخالتي انسانة بسيطة لم تكمل تعليمها الابتدائي تركها زوجها و هاجر للاغتراب تاركاً لها اربع بنات و اغتراب المزارعين و الرعاة في السودان احد اكثر الأمور شيوعاً حيث يتم استقدامهم لدى دول الخليج وهو ما يكرس الى عدم تطوير المهارات و التوقف عن النمو في جميع مراحل الحياة و قد يغيب الأب لسنوات طويلة تصل الى اكثر من عشر سنوات دون زيارة واحد لإبنائه فيتركهم صغار و يجدهم قد صاروا رجال وهو ما يعقد من الظروف الإجتماعية و النفسية للاسرة، و اضطررت مثلها مثل آخريات للبحث عن عمل و في ظل ظروف اقتصادية سيئة عملت كعاملة في إحدى المؤسسات الحكومية تطبخ و تنظف حتى تستطيع ان تعيل و تعلم بناتها إلا ان الظروف كانت اقوى منهن و العمل ليس عيباً أيا كان نوعه،إلا ان العاملات من الفئات المتدنية لا يحصلن على حقوقهن كاملة و يتم انتقاص أجورهن فالعلاوات ضعيفة و القروض و الأقساط التي يتم استحقاقها لمن هم أعلى السلم الوظيفي أولى بها من يحتاجونها حقيقة و هن اصحاب الرواتب المتدنية، بالإضافة الى حرمانهم من الخدمات و الحوافز التي يتحصل عليها غيرهن، و لي مأخذ على الإعلام الإلكتروني السوداني عدم اهتمامه بمثل هذه القصص على اعتبار الإستثناء اصبح القاعدة العامة فالعاملون و العاملات في جميع انحاء البلاد يعانون وطأة الظروف الاقتصادية و السياسية.

 

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

Comment (1)

  1. بدر

    على شنو بيغتصبونهم هههههه

    Reply

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Plugin from the creators ofBrindes Personalizados :: More at PlulzWordpress Plugins