arablog.org

Monthly Archives: November 2014

المرأة “لو بقيت فأس ما بتشق الراس”!

أحد الأمثال التي تكرس العنف ضد المرأة و يرددها مجتمعنا ان (المرأة لو بقيت فاس ما بتشق الرأس) ومعنى المثل انه مهما تعلمت المرأة واعتلت مناصب في النهاية لن تفعل شيئاً، وهو مثل تعجيزي لمقدرات ومؤهلات المرأة التي نراها تصارع من أجل البقاء واعتلاء منصة اتخاذ القرارات.

إلا ان القهر والحرمان يكبلان المرأة ويحرمانها أبسط حقوقها في الحصول على التعليم والعمل والأسرة. تعاني المرأة السودانية في شتى مستويات الحياة فها هي العنوسة والطلاق يسجلان اعلى نسب في المجتمع و الأهم من ذلك الحرمان العاطفي والأذى النفسي من احباط وعدم وجود انيس يقض مضاجع الفتيات ويعتبرها المجتمع من المحرمات، ناهيك عن الحرمة الدينية. وأنا اتحدث عن الصداقات العفوية بين المرأة والرجل التي دائماً ما ينظر إليها بأن الشيطان ثالثهما ونقف هنا عند المفاهيم التي يتم زرعها في الفتاة منذ الصغر و تجد نفسها في صراع مستمر بين ما تؤمن به و بين ما تواجهه في حقيقة الواقع.

العنف ضدي

في خضم الصراعات السياسية والإجتماعية نجد المرأة تواجه ظلم المجتمع وانها ضحية على الرغم من محاولاتها المستميتة للدفاع عن نفسها أو الثورة على العادات و التقاليد التي تنتقص من كرامتها، و ليس لذلك اي علاقة بالدين الإسلامي فالإسلام كرم المرأة وإن كان هذا الكلام المستهلك الصحيح لا علاقة له بالتصرفات وما ينتهجه المجتمع الذي إما يكون متطرف دينياً وبالتالي فهمه للاسلام خطأ أو لا يعلم عن كرامة المرأة سوى هذه العبارة، وحتى لا نسوق المبررات إلا الإفرازات السالبة للمجتمع تظهر في انه يفرغ غضبه على المرأة لإنها يعتقد انها ضعيفة لا حول لها و لا قوة.

تواجه المرأة في دارفور تحديداً انتهاكات جسيمة و تحديات تثقل كاهلها إلا انها لم تستسلم فهي تكافح و تناضل من أجل البقاء و الإستمرار و ابان الاخبار التي تتردد حول الإغتصابات التي طالت نساء من تابت نجد ان هناك ما بين مصدق و مكذب لهذه المزاعم، كان الدور الذي تقوم به يوناميد مصدر انتقاد من أهالي المنطقة و الحقوقيين/ات في انهم لم يتدخلوا لإيقاف العنف الذي تواجهه المنطقة و لم يحركوا ساكن على الرغم من ان وجودهم استيراتيجي كان من الممكن ان يقلل الصراع و ان يلعب دوراُ مهماً ، و بالرجوع الى استقالة الدكتورة عائشة البصري الناطقة السابقة  بإسم بعثة حفظ السلام (يوناميد) و الأمم المتحدة بأقليم  دارفور و التي اتهمت  فيها  يوناميد بالتستر على الجنجويد و إخفاء حقيقة الانتهاكات التي كانت تدور هناك عن الأمم المتحدة، و على الرغم من نفي الأمم المتحدة هذه الاتهامات إلا انها اشارت في تقاريرها الداخلية عن تغاضي يوناميد و تساهلها اتجاه الانتهاكات وهو ما يعد خرق لحماية المدنيين /ات هناك.

Beijing20Logo165x200ar png

لقد عانت المرأة في العمل في مختلف المهن في السودان و صور معاناتهن تدني الجبين، فخالتي انسانة بسيطة لم تكمل تعليمها الابتدائي تركها زوجها و هاجر للاغتراب تاركاً لها اربع بنات و اغتراب المزارعين و الرعاة في السودان احد اكثر الأمور شيوعاً حيث يتم استقدامهم لدى دول الخليج وهو ما يكرس الى عدم تطوير المهارات و التوقف عن النمو في جميع مراحل الحياة و قد يغيب الأب لسنوات طويلة تصل الى اكثر من عشر سنوات دون زيارة واحد لإبنائه فيتركهم صغار و يجدهم قد صاروا رجال وهو ما يعقد من الظروف الإجتماعية و النفسية للاسرة، و اضطررت مثلها مثل آخريات للبحث عن عمل و في ظل ظروف اقتصادية سيئة عملت كعاملة في إحدى المؤسسات الحكومية تطبخ و تنظف حتى تستطيع ان تعيل و تعلم بناتها إلا ان الظروف كانت اقوى منهن و العمل ليس عيباً أيا كان نوعه،إلا ان العاملات من الفئات المتدنية لا يحصلن على حقوقهن كاملة و يتم انتقاص أجورهن فالعلاوات ضعيفة و القروض و الأقساط التي يتم استحقاقها لمن هم أعلى السلم الوظيفي أولى بها من يحتاجونها حقيقة و هن اصحاب الرواتب المتدنية، بالإضافة الى حرمانهم من الخدمات و الحوافز التي يتحصل عليها غيرهن، و لي مأخذ على الإعلام الإلكتروني السوداني عدم اهتمامه بمثل هذه القصص على اعتبار الإستثناء اصبح القاعدة العامة فالعاملون و العاملات في جميع انحاء البلاد يعانون وطأة الظروف الاقتصادية و السياسية.

 

Published: 29 November,2014 | Comments: 1

مواقع التواصل الإجتماعي بين الإسقاط والقبضة الأمنية

تشغل مواقع التواصل الإجتماعي العالم وتنشغل بها الجماهير،  مما جعل هذه المواقع محط دراسات أكاديمية لجامعات عالمية ومحلية حول طريقة تأثيرها على المستخدمين/ات سواء أكانت على دماغ الإنسان او معتقداته أو سلوكه، بالإضافة إلى الكيفية التي تعمل بها بعد ان زلزلت دول الشرق الأوسط وافريقيا، وأصبحت تحت المراقبة والتمحيص بما افرزته على المجتمعات من حيث الإيجابيات والسلبيات. والسودان إحدى الدول التي تأثرت بمواقع التواصل الإجتماعي على أصعدة عدة (التقنية والاجتماعية والسياسية….) وبالرجوع إلى تفاعلات المستخدمين/ات مع ما يتم طرحه في المواقع يمكن ان نلاحظ ان الجمهور العادي قد تحول الى جمهور سياسي / ثقافي، و نقصد بالجمهور العادي ذلك الذي كان يشعر بعدم المبالاة و المنشغل بعمله اليومي فمن خلال الإطلاع اليومي على مجريات الأحداث اصبح لزاماً عليه ان يقارن بين ما يحدث في الدول الأخرى و بين وضعه المعيشي، وهو ما دفع بإهتماماته نحو الثقافة والسياسة.

المجتمع السوداني يتنفس السياسة ولم تكن هذه الأحاديث تنقطع عن الشارع السوداني ما بين مؤيد و معارض، إلا ان ذلك انعكس على مواقع التواصل الإجتماعي وهو ما شكل تحدي حول معارك السياسة الطاحنة و اتاحة الفرصة لإن يتعرف الجمهور و يتناقل اخبار لربما كان يسمعها بعيداً عن الصور التي تشكل القصة الكاملة، حيث كانت المشكلة تكمن في ان الإعلام بجميع اشكاله يتم توجيه دفته وفق سياسات وقيود معينة، ولم تتوقف هذه القيود على الإعلام بل تعدتها الى الشائعات التي  يتم بها تسطيح عقلية المواطن السوداني أو إلهائه عما يحدث.

وقد تعاملت الحكومة بمنتهى الجدية مع مواقع التواصل الإجتماعي مستفيدة مما حدث في الدول الأخرى لذلك نجد ان الشائعات تم نقلها الى مواقع التواصل الإجتماعي، إلا ان ذلك لم يمنع تداول الأخبار التي كانت على مستوى الاحداث لحظة بلحظة، و قد استخدمت الأحزاب التي لم يكن لها فرصة المشاركة على ارض الواقع هذه المواقع في طرح سياساتها و رؤيتها و اصبح لها واجهات و منصات و منابر سواء أكانوا اشخاص او جهات ، كما اصبحت مواقع التواصل الإجتماعي طريقة لتصفية الحسابات السياسية و انعكاس للتكتلات أو المجموعات اياً كان نوعها. كسرت مواقع التواصل الإجتماعي القاعدة و تجاوزت المألوف بكشف ما كان مسكوت عنه،  إلا انه بعد فترة تم وضع مواقع التواصل الإجتماعي داخل إطار محدد شبيه بالخطوط الحمراء التي وضعتها الحكومة للإعلام، و نستطيع ان نقول ان جهاز الأمن الإلكتروني اصبح يتحكم في المحتوى الذي يتم تداوله عبر مواقع التواصل الإجتماعي بشكل مباشر او غير مباشر بأسماء وهمية و أخرى حقيقية، فالمحاولات مستمرة في اسقاط اخبار الصحافة على مواقع التواصل الإجتماعي و العكس هو الصحيح.

حيث اصبح الإعلام الحر و المواقع الإخبارية تعتمد في مصادرها على مواقع التواصل الإجتماعي دون ان يجد اي حرج في مدى مصداقية الأخبار التي يتم تداولها بإعتبار انها حرية في التعبير و آراء شخصية تعبر عن صحافة المواطن وهي بذلك تؤكد على اهمية هذا النوع من الصحافة. ويرى المحللون ان عامي 2013-2014 من أسوء الأعوام التي مرت على العالم و خصوصا منطقة الشرق الأوسط و افريقيا حيث تشير بأصابع الإتهام الى الإعلام الذي وضع المشاهدين/ات تحت ضغط الأخبار المستمر، أما مواقع التواصل الإجتماعي فهي تساهم في علمية التغيير بوتيرة اسرع، كما يرون انها  مراحل لابد للأمة ان تتجاوزها لمساهمة في عملية التحول من أنظمة ديكتاتورية إلى انظمة ديمقراطية، و مازالت الدول تعاني الى الآن من جراء هذه الأحداث القاسية، و تختلف من حيث الأضرار إلا ان حالة الصراعات الخفية اسوء من حالة الحرب “و هي حالة اللا سلم و اللا حرب “على حد قول لطفي بشناق وعلى الرغم من الدمار و الخراب الذي اصاب بلدان المنطقة.

و قد اشار الباحث رائد فوزي من المعهد العربي للبحوث و الدراسات الاستيراتيجية في تدوينات (أمة تحت الحصار) تحت عنوان السودان خارج نطاق الربيع العربي عن حقيقة ما يجري في الصحافة السودانية كاتباً “استوقفني الحديث الذي جرى بين جنبات الصحف والموقف المتخذ من الحدث السوداني، اذا جاز وصفه بذلك، حول المراجع المعتمدة في تشكيل الصورة لدى الكاتب او كتاب الاعمدة حول ما يجري بالسودان، حتى وصل بي امد الوقوف الى اهمية الاجابة على سؤال المراجع والاليات التي يتخذها صانع القرار في الركون لها لرسم وتشكيل موقفه من الاحداث الاخيرة بالسودان بخاصة، ومن الموقف من مختلف الملفات السودانية في العموم ….. وربما المؤسسة الوحيدة الذي يخيل لي بانها تقدم رؤية واضحة او شبه واضحة هي دائرة المخابرات العامة الا ان مصادرها غير متاحة لي كباحث، واجزم بانها غير متاحة ايضا لهؤلاء الكتاب رغم جعجعة الحديث حول مصدر المعلومة والحق بالوصول اليها” كما يرى انه  ” يبقى لنا تقرير ان المراجع المستقاة لتحليل الاحداث الاخيرة انما لم يخرج من اطار التحليل، عبر اسقاط ظروف الربيع العربي التي مرت بالبلدان العربية وتقرير انها لا تختلف عن ارهاصات الحالة السودانية، اي ان تثبيت حقيقة ما يجري هناك (السودان) لا يخرج عن سياق ما جرى ببلدان الربيع العربي “

ومما سبق ذكره يمكننا قياس ما يدور في مواقع التواصل الإجتماعي بما أشار اليه الباحث فقد تختلف الوسائل و لكن الإسقاطات هي نفسها،لذلك نرى الإهتمام متزايد بتداول اخبار عالمية او محلية يتم اختياره بطريقة محددة و لا نتحدث عما يدور في الحقيقة على ارض الواقع  وهو  يوضح مدى انتهاك الحقوق و الحريات على الرغم من نمو حركة التدوين و النشطاء الإلكترونيين/ات و انشطة الشباب/ات و المجموعات الشبابية إلا انها جميعها في إطار واحد و من يغرد خارج السرب يتعرض لعواقب وخيمة، اضف الى ذلك تردي خدمات الإنترنت التي تضعف بإستمرار العمل و التوجهات الفكرية و العبث بعقول و افكار النشطاء و المضايقات التي يتعرضون لها و هي مضايقات مقلقة خصوصاً فيما يتعلق بالمرأة و هو ما يعتبر تعدي على حرية الفكر و النشر عبر الإنترنت.

Published: 17 November,2014 | Comments: 1

Plugin from the creators ofBrindes Personalizados :: More at PlulzWordpress Plugins