arablog.org

كلنا ضد التطرف

كلنا ضد التطرف و نكره التطرف و بقدر كرهنا له نقع فيه، ان للتربية و التعليم اثر كبير في التعصب و التوجه نحو تعقيد الاسلام و صبه في قالب الجنة و النار و على وجه الخصوص الدول الاسلامية ذات التوجهات المتشددة، إلا ان صناعة متعصب أمر في غاية البساطة بالقدر الذي يمكن ان تغرس فكرة صغيرة في رأس طفل يتعلم في المدرسة انه اذا لم يترك الاشياء السيئة و الذنوب الصغيرة فلا يمكن ان تقبل له صلاة و ان الله لن يحبه و لن يقبله لأنه لا يستحق المسامحة او التقرب الى الله بكل هذه الذنوب، ويصبح التعصب ليس حكراً على الدين بل نتعصب لرأينا و نتعصب إزاء قناعاتنا و حبنا لطرف ما او كرهنا للطرف الآخر.

و خطورة المجتمعات الاسلامية المتطرفة تكمن في انها خفية و غير واضحة كما انها تستطيع ان تضع أقنعة مختلفة سواء أكان التقوى، الزهد او حتى قناع العولمة و الحداثة و ايضاً الروح الشبابية لذلك تستطيع اصطياد شخصياتها بسهولة و قد تكون الاسباب مختلفة فإزاحة شخصيات بعينها باسم الدين هو شيء ليس مستغرب على المجتمعات الاسلاموية و خصوصاً من نصبوا انفسهم اوصياء على افراد المجتمع من الشباب/ات.

و صناعة الاسلامويين/ات هو فن المجتمعات العقدية او العنقودية التي تستطيع تأطير الشخصيات المؤثرة في أدوار معينة و بالتالي يسهل وضعها في مواقف الصدارة او ازاحتها من الساحة حسب السياسة المتبعة، المجتمعات التي تؤمن بإن الدين سياسة تأخذ اطباع و انماط مختلفة وهو ما يكرهك أكثر في الدين وهم بذلك يخدمون و يساعدون السياسات الخارجية و المؤامرات التي يدعون ان الاسلام يواجهها وهم أول من يصنعوا استيراتيجيتها.

Against extremism

لي تجربة شخصية مع التوجه الاسلامي من بداية تعليمي الى عملي و قد كانت تجربة مازلت اعاني تبعاتها الى الآن ما بين التطرف و التعصب و مابين الوسطية و الانفتاح على الافكار المختلفة في العالم، و بغض النظر عن حسن نية الفاعل فمن الصعوبة انتقاد الذات و خصوصاً في المجتمعات التي تقدس الشخصيات و تميل الى التأليه و تبني فلسفة انك منزه عن الخطأ، و على الرغم ان برامج هذه المجتمعات تحاول ان تبعد الشباب ظاهرياً عن المجموعات المتطرفة إلا انها اكثر من يدفع و يغرز الافكار حول التوجهات الاسلامية المتشددة فهي أفكار مفخخة و هنا ايضاً تكمن مسؤولية المجتمع و الاهل في المشاركة لتطويع الافكار و تركيعها رغماً عن الشباب و الرغبة في الاحتواء أكثر من التفهم و تشجيع الابداع و الابتكار و التعاطف ، أما المجتمع فتحت غطاء المحافظة على الاعراف و التقاليد تنتهك تقاليد الاسلام و الانسانية ثم يأتي التبرير بضرورة الدعم و التمويل في الحروب ضد طرف ما، و ذلك ليس بالتأكيد شيء سيء بل على العكس تماما لكن الى اي حد يتم استخدام هذا التمويل كغطاء لمصالح دولية في دول تعاني من الفساد و عدم الشفافية و الاتجار بالسلاح و البشر و مشكلة بطالة و ازدواجية المعايير.

لماذا الاسلام الى الواجهة حالياً؟َ!!

لم تكن داعش البداية .. فالاسلامييون يفكرون في السلطة و السياسة منذ عقود و الدين السياسي متعارف عليه منذ عقود و لكن الرغبة الملحة للاسلامييون في المشاركة السياسية و فرض هيبتهم على المستوى الدولي و التي لم يتمكنوا منها دفعتهم الى القتال و ذلك ليس مبرر لكن بما انهم لا يدركون ان توجهاتهم الفكرية المتطرفة هي ما تبعدهم عن المشاركة يصبح الحديث عن المعتقدات التي يتبنونها امر مهم.

و في استهلاك غير عادي لكل الطرق الرديئة التي يقوم بها ائمة المساجد في خطب يوم الجمعة لن يكون هناك وعي حقيقي بروح الاسلام و سوف نجد اسلاميين/ات غير مسلمين/ات بإخلاقهم و تعاملاتهم، فإلى الان هناك من يعتقد ان تشغيل القرآن فقط يكفي لهداية شخص ما!!

الاعلام السوداني غير قادر على مواجهة خطر التطرف و التعصب و الاعلام العربي ككل فهو من يدعو الى التعصب و التشدد و نبرهن على ذلك بالنظر الى حرب الخليج و من ثم العراق و اخيراً الحرب على داعش كل ذلك يكرس الى مزيد من التعصب فإين مساحة السلام و الحرية و الديمقراطية.

و نشهد الان انتقال ساحة هذه المعارك الى مواقع التواصل الاجتماعي حيث تم استخدامها لمزيد من التعصب و التطرف و تصفية الحسابات و تجنيد الشباب/ات الى صفوف متباينة أما مع او ضد، نعم نحن ضد التوجهات القبلية و العصبوية و التشددية اياً كان نوعها، و كيف يمكن ان يتم توجيه المرأة نحو التوجهات الاسلامية بشتى الطرق دون ان تشعر لإنها الحلقة الأضعف و ليست المرأة فقط و انما الرجل كذلك.

يبدأ التعصب و التطرف في المجتمع السوداني منذ تربية الطفل الصغير على الوصمة،الوصمة أما نفسية او اسمية او حتى جسدية تختلف حسب الغرض منها و يقصد بها الإذلال و الخضوع للإوامر و السلطة و لا يجد المجتمع حرج من تداولها فهو معفي من ان يتساءل لماذا يطلق هذه المسميات التي تتوارثها الاجيال بعد ذلك و لا يتوقف على الاطفال بل حتى الشباب/ات و الذين يتعرضون للاذلال بوسائل شتى تصل الى حد التسريق او التجريم او حتى تعرضهم للاعتداء او التهميش و في احياناً يجد الشخص نفسه أمام قهر نفسي يتعود خلالها على عادات شاذة تكبر معه و يصعب عليه التخلص منها و الغرض من وصمهم هو كسر دواخلهم و بالتالي الانصياع للمجتمع الأبوي و الذكوري، و إزاء الخجل و المجتمعات الصامتة يصعب على الشخص الافصاح عما يعنيه، كما ان الذهاب الى المريض النفسي يعد هو كذلك وصمة أخرى يعزله فيها المجتمع من المشاركة وهو ما يقود الى حق عدم التمييز … فكيف لا نصنع بعد ذلك تطرف و تعصب بل نحيون الانسان !!

و يجب ان تفهم انه لا يمكن ان تفرض سيطرتك على انسان كرمه الله بالعقل و تحجر على فكره حتى ينتمي الى ما تعتقد به لإنك ترى فيه مخرج لك أو دعاية لفكرك المتقد و دهائك الابداعي في قدرتك على توجيه الافكار و تغيير الناس الى التوجه الاسلامي فإنت تخلق بذلك شخصيات مشوه تضع قناعك لا معتقداتها و ما تؤمن بها.

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

Comment (1)

  1. Pingback: كلنا ضد التطرف | islamabualgasim

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Plugin from the creators ofBrindes Personalizados :: More at PlulzWordpress Plugins