مجتمعات دول العالم الثالت غالباً ما تميل الى التعقيد اكثر من التبسيط لذلك نجد ان المصطلحات العصية على الفهم تعمل الحكومات الشمولية على اطلاقها و اشاعتها، مما يصعب على المتلقي استيعاب المعلومات، فالتلقين و نسخ التجارب البعيد عن مهارة الابتكار يسيطر على جيل بأكلمه، فكلما أصبحت اللغة صعبة و معقدة ابتعد عنها الجميع و نفر منها.
و ما بين شد الشباب و جذب الديناصورات من كبار السن في محاولة السيطرة على الأوضاع قدر الإمكان او على اقل تقدير إحتواء الشباب/ات بالقدر الذي يسمح بتفتيت المعرفة، لكن بعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعي اشبعت نهم الشباب من المعرفة على اختلاف ثقافتها، ففي دول الإمساك بالكتاب كان جريمة اصبحت النسخ الإلكترونية متوفرة و بكثرة وهو ما دفع بهذه الحكومات الى الاعتراف بقيمة الكتاب و السماح بإقتنائه، و لكن اصبح لدينا مثقف من نوع مختلف مثقف/ة إلكتروني تختلف طريقة معرفته عن المثقف/ة التقليدي.
سهلت وسائل التواصل الإجتماعي إلتقاء هذين النوعين من المثقفين/ات في وت ما لم تتوفر فيه المراكز الثقافية واذا توفرت كانت تفتقر الى الإهتمام، بالإضافة الى حالة المثقف الاجتماعية و النفسية فهو من الفئة المطحونة اقتصادياً، و بقصد أو بدونه كان نموذج المثقف التقليدي يدعو للنفور كالنشاط السياسي، ساعدت وسائل التواصل الإجتماعي على نشر الاعمال الأدبية و الفنون بل أكثر من ذلك الإطلاع على محتوى بمفهوم مختلف، من الكتاب القديم الممتلئ بالغبار الى الوان و تصاميم جذابة في بأقل مجهود و زمن.
يقال ان للمعرفة لعنة متى ما أصابت الانسان لا يشفى منها حتى بعدم معرفته، يصبح في حالة من البحث و الفضول المستمر للجديد من الأبجاث و العلوم، و قد تجد عزيزي القارئ في مقالي هذا لغة اقرب الى اللغة السردية المملة و التي نجدها في مجال اعلامنا من تلفزيون و إذاعة و صحف،وهو القالب الذي يتم وضعنا فيه بطريقة او أخرى، و من هنا يطرح السؤال نفسه: هل يمكن ان نعتبر الإعلام العربي تحديداً و العالمي على العموم مصدر موثوق للمعرفة؟!
و على تخصص الموضوع إلا ان اقامة ورشة تحت عنوان توظيف المعرفة المهارات و الإبتكار في ترقية الأداء الصحفي و الإذاعي و التلفزيوني ، تم فيها تقديم عدد من الأوراق حاول فيه المقدمون/ات تشتييت المعرفة أكثر من تجميعها، الورشة اقامتها الجمعية السودانية للمعرفة بالتعاون مع وزارة الاعلام و مركز الفيصل الثقافي.
الورشة استضافة أمين عام الاتحاد العربي للصحافة الإلكترونية و نقيب الصحفيين الإلكترونيين المصريين صلاح عبدالصبور، و الذي تحدث عن انقلاب الموازين جراء تطور الإعلام الإلكتروني، و قد اثار موضوع سن قوانين للصحافة الإلكترونية جدل واسع إلا ان الجميع اتفق على اطلاق مبادرة نقابة للصحافة الإلكترونية .
You are not authorized to see this part