arablog.org

Monthly Archives: August 2014

سد النهضة بلاهة فكرية

تعاقب على اشكالية سد النهضة عدد من الرؤساء في كلاً من مصر و السودان و اثيوبيا ناهيك عن عدد الخبراء الذين تسلموا هذا الملف على مر السنين، و على الرغم من ذلك مازال موضوع سد النهضة إشكالية قائمة، و يحتل حيزاً من المؤتمرات و الخطابات و المباحثات بين الدول الثلاث دون التوصل الى اتفاق يذكر. و على ما يتبين من الخبراء ان سد النهضة ينذر بأزمة مياه مستقبلية تكاد تسبب أزمة سياسية بين البلدان الثلاث او على اقل تقدير قد اقتلعت مساحة نقاش يمكن المساومة عليها و التوصل الى حل يرضي جميع الاطراف، إلا ان اثيوبيا ماضية قدماً في بناء السد ولا تلتفت الى ما اذا تم ايقاف التمويل أم لا، و ماضية ايضاً في المحادثات بين البلدين مصر و السودان.
سد النهضة
هل تعني النهضة بالضرورة بناء السدود و الذي يختلف عن عصر النهضة حيث الثورة الفكرية في أوروبا، عندما كانت النهضة جسر نجاة و ليس سد مانع و عازل للافكار عبروا به من العصور الوسطى حيث الجهل و الظلم و التخلف الى العدالة و الاستكشاف و روح المغامرة و التجديد. الثورة الفكرية لعصر النهضة بعد هيمنت الدين على الدولة و استباحت الأرواح و النساء كان لابد من مخرج الى فكر جديد و مغاير عن النهج الإستلابي ، أما في عالمنا العربي فقد توالت افكار النهوض بالأمة العربي عقلياً و روحياً إلا انها تكللت بالفشل لإرتباطها بالمشروع القومي، أما النهضة الحضارية فقد شهدت الدول العربية و الافريقية المباني الزجاجية و ناطحات السحاب ذات الوان الكلادن البراقة .. أليست هذه نهضة ؟َ
هل رأيت
أما النهضة الثقافية التي ما فتأت تستبرأ النهضة الحضارية و يكال لها بمكيالين حيث لم تجد لها وجيع منذ مؤسسيها و على الرغم من الاختلافات الفكرية التي لا تعبر عن جوهر مضمون كلمة (نهضة) نجد ان بعض الاسلامييون وجدوا ضالتهم في هذا الفكر بحيث تم قولبته بالشكل المريح لأفكارهم و الذي يتسع لعمليات التنميط و التسخير من ترهيب و ترغيب، و لا يمكن بالطبع ان نغفل النهضة الدينية التي تتجدد كلما دعت الحاجة و لها رواد و اتباع كما ان لها جذور و فروع و قد تم تأليف و كتابة عدد كبير من الكتب و تبني مشاريع شبابية لصناعة قادة النهضة و بعدها يكون السؤال لماذا اخفقت النهضة ؟!!
أننا نعيش في حرب غير معلنة على الافكار و التوجهات و محاكمات علنية و اخرى خفية إزاء نوع من الهيمنة على كل الممكن و المغالطات، و من بينها ان زمن العصامية قد ولى و ان الشخصيات الناجحة و المؤثرة هي نتاج فكر مؤسسي سواء أكان ذلك عن قصد أو دون ذلك، و اذا ما تمحصنا هذه الافكار الترابية الى حد كبير و التي لا تثبت على حال و قابلة للتغيير و التشكيل نستطيع ان نجزم بإن زوالها هو الحل الى وجود كيان و افكار جديدة بعيدة عن فكرة تركيع الانسان . يواجه الشباب/ات العربي و الافريقي تحدي كبير ليس في فرض رؤيته و لكن في التخلص من استراتيجية ما يسمى بالحماية الفكرية بفرض الوصاية الأبوية و العقلية وهو شيء مهين للتجارب التي تعلم منها الانسان كيف يختار طريقه و يتعرف الى ذاته و استكشاف قدراته و مشاعره. هذا الكم من الخوف الذي يتم مواجهته بالتجسس و التسلط لهو نتائج وخيمة في المستقبل القريب و ليس البعيد وعلى سخرية القدر قد ترون ان النتائج بعيدة المآل إلا ان الشواهد و تطور الاحداث و العصور تقول ان الاشياء اصبحت اقرب مما يتصور البعض أو يتوهم على الاقل. السودان أحد الدول التي سوف تتأثر من سد النهضة و تعاني من قلق مستمر يجعلها تتابع الانشطة الشبابية و الاحزاب السياسية فهي قريبة الى الحد الذي تتصور انها بعيدة عن الاحداث الخارجية و منكفئة على مشاكلها الداخلية بل قريبة بالقبضة الحديدية على اي تطورات او احداث بالشكل الذي يمكن ان نجزم انها طرف في اي حدث يدور داخل البلاد او خارجه. و في ظل انعدام الشفافية و اتاحة المعلومات و انتشار الشائعات و مابين مجتمع مغيب تارة و مسير تارة أخرى يجد الشباب/ات انفسهم في سد النهضة البوابة التي تحتجز الأفكار خلال مواسم الامطار و تسمح بتسريب المعلومات التي تخدم مصالحها و اغراضها.

Published: 30 August,2014 | Comments: 0

شغف الكتابة يقتلني

كنت قد فقدت ايماني بالكتابة، فما بين الإمتلاء و الزخم و تزاحم الأفكار تحولت الى حالة الخواء الفكري ، بل أشبه بالسفر الى عالم ليس بعالمك و الى أفكار ليست أفكارك. أن تؤمن و تكتشف ان الايمان لعبة سياسية هو أمر غير مألوف، لن تحلم أنك قد وجدت قلم تشتكي إليه همومك، الآمك و طموحاتك قد تبدد، من الصعب ان نتقبل اننا فقدنا أصواتنا و قدرتنا على الكتابة حتى يصبح الشك و الخيبة هو الأمر الواقع.حقوق الإنسان و الدولة المدنية

أزمة جيل أصبح قدره ان يتخبط مابين اليقين و الشك، هل تعلمون انه من اصعب اللحظات على الانسان ان يفتقد ما هو جزء منه، لقد أدركت في وقت متأخر ماهية الأشياء و الأحداث، كما ان هناك اشخاص لم يستحملوا الأوضاع المأساوية و الانحدار الحقوقي ، فلم يقووا على الاستمرار و فضلوا الابتعاد و ترك الساحة و التواري عن الإنظار، و هناك ايضاً الكتابة الموسمية حسب الأحداث و المحفزات من حول الكاتب فهناك مواضيع تستثير شهية الكاتب للاندياح و هناك أوقات يجرجر فيها المدون جراحاته و تعاسة من حوله حتى يسطر أمل . ما ندفعه من أجل هذه الكلمات هو أكبر بكثير من ان يقال و خصوصاً من يدافعون عن الحقوق و ينتقدون المجتمع من حولهم، من أكثر الاشياء ايلاماً ان تتوقف عن الكتابة كمن تم منع الهواء عنه و من أسوء التجارب ان تفقد صوتك و ان لا تقوى على الدفاع عن نفسك إزاء مواقف اتخذتها يوماً ما، و ان يتم محاكمتك من قبل الجميع و اكثر من ذلك ان تتعرض للمضايقات و ان تشعر بالرعب و الخوف و انت تمشي في الشارع و بين الناس. أراجع المدونات القديمة التي كنت اتابعها و يحزنني من توقف عن الكتابة على الرغم من محتواها الملهم و المبدع الذي حفزني على الكتابة و الصبر، محتوى يزخر بكل ما هو مفيد من أحداث يومية و كلمات مشجعة يؤلمني بشدة أن شمعاتهم/ن قد انطفأت بسبب الظروف المختلفة ، و الظروف أمر واقع يجب ان تتعلم معايشته و استخراج الدروس و العبر أعلم ان الكلمات تتكسر أمام آهة من أم فقدت ابنها او ابنتها، ان الكلمات تنحي أمام الضعف و الجوع و السكوت. نجلد أنفسنا بأفكار ليست أفكارنا و معتقدات ليست معتقداتنا، و نتحمل خيارات لم تكن يوماً قراراتنا، و لكنه قدرنا الذي كتب علينا قد نستطيع ان نغيره و قد لا نستطيع لكننا بالتأكيد سوف نحاول علها تصدق الأيام معنا، لم اتوقف عن الكتابة في اسوء الظروف، و على الرغم من ذلك إذا كنت تعتقد أنك حر في أفكارك و كتاباتك فأهلاُ بك الى عالم الوهم، أنت لست حر و تخضع لأنظمة شمولية و مجتمعات تقود التفكير الجمعي، فالبعض يخاف من الكلمة و  تعتقد انه من الكثير أن نكتب ما نعانيه و انك مهدد للأمن القومي، هل من المنصف أن تسطر كلماتك انت عوضاً عن مشاكل و هموم الشباب/ات؟!! هل تعتقدون بإنه من الأفضل التوقف عن الكتابة و الصمت؟ّ

Published: 19 August,2014 | Comments: 0

رابعة السودان

قبل سنة كنا منغمسين في مبادرة نفير ، تنادى الكل الى وجوب الالتفاف حول الاسر الضعيفة و المحتاجة التي فقدت منازلها و تضررت جراء السيول و الفيضانات و الغرض الاساسي ان يتم ابعاد الشباب/ات من دائرة اخبار الثورة و الصراعات الى فعل ايجابي و بالتالي امكانية احتوائهم، لكن قبل ذلك تم اختراق اغلب حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، و ذلك قبل فترة من فض اعتصامي رابعة و النهضة وقتها لم نعلم ما الذي حصل انا شخصياً تم تهكير صفحتي و بعد العودة قد تم إزالة اغلب الصفحات التي كنت اتعامل معها ، كان وقت صعيب على الجميع.

نفير السودان

لم افهم من مع من ، و من ضد من؟ لم نعرف اذا ما كانوا الاخوان وباء و مرض أم ضحية لتصفية الحسابات، لفترة طويلة جدا قاربت من هالسنتين قبل احداث رابعة كنت قد توقافت عن مشاهدة التلفاز و كانت جدتي مريضة ، و لم يكن أحد يتحدث عن الموضوع لأنه من حولي على الرغم من الحدث الجلل لا في الشارع و لا عند الصديقات و لا الأهل ،السكوت كان سيد الموقف أو بالأحرى لم يكن أحد يفهم ما الذي يحدث و ماذا هناك؟ و ماذا يمكن ان يفهم في القتل!!و حسب تقرير هيومن رايتس ووتش ان ما حدث هو مجزرة ضد الانسانية وهو الواقع الذي كان بالمرارة التي لم يتوقعها أحد على الإطلاق و الرسالة لم تكن لمصر فقط بل كانت للدول المجاورة و الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، اغلب الشخصيات المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي اختفت ذلك اليوم لأسباب مختلفة لإنه تم اشغالها بعناية و تخطيط مدبر عن طريق تغييب الوقائع و الاحداث عنها، و ماذا يفيد البكاء في اللبن المسكوب، و الواقع ان اسوء فترة على الاطلاق كانت ما بعد أحداث فض الاعتصام وهو الكيل بمكيالين و الشماتة على الاخوان لقد سطرنا أسوء تجربة على الاطلاق اتجاه حقوق الانسان ، اعترف بذلك ان الوضع النفسي و الاجتماعي لم يكن يسمح لي بإن اتعرف على هذه المجزرة او الجريمة، و على الرغم من انني ضد الفكر الإخواني إلا ان ذلك لا يعطي الحق لأحد بالقتل و التعذيب و السجن و الملاحقات للاهالي و غيرهم، بل و اقتضت الضرورة ان لا يتم التعاطف معهم على اعتبار انهم إرهابيين يجب ابادتهم. هذه الوقائع توضح الفرق ما بين غياب الرؤية و التلاعب بالعقل و الفكر، و مازلت اتساءل كيف يمكن ان نكون بكل هذا الجبروت و الطغاة ؟ كيف يمكن ان تكون اداءة يتم استخدمها لتأييد الطغاة و الديكتاتورية من ثائر و مساند الى الحرية الى مساند للديكتاتورية و الجبروت ، هذا التحول للحفاظ على أمن البلد و استقراره و حتى لا يتم جر البلاد الى الصراعات و دائرة الحرب، و كأننا في جنة عدن على الرغم من ان الحرب في اطراف السودان و طالما انها بعيدة عن العاصمة اذا كل شيء يخضع للسيطرة ، نعم جميعنا تحت السيطرة و ذلك ما حدث بعد التعرض للضرب و الإذلال و الاهانة ، ماذا كنتم تنتظرون ؟ّ!! لقد تعرضنا لما تعرضوا له على بشاعة الحاضر ، تم عزلنا من المجتمع و اعتبارنا جزء من تصفية الحسابات لا لشيء سوى اننا آمنا بالثورة و الحرية و العدالة الاجتماعية ، لقد متنا في اليوم ألف مرة و لم يكن هناك من يسأل، لقد خوضنا حرب المبادئ و التشكيك و من ثم غرر بنا من جميع الاطراف ، من الأخوان الذين ركبوا الثورة و من المجتمع و من العالم ، في 2013 لم تمت الثورة وحدها بل مات صوت الحق، و من وقتها لم يعد لي صوت اصبحت اتكلم بصعوبة .. تحجرت الحناجر و شاب الاطفال قبل الشباب و علا صوت من سوف يكسب و من سوف يخسر و قادتها دول بعينها، على الرغم من ان رأيي كان ان مرسي و الاخوان لم يسمح لهم بالبقاء في السلطة لقراءات عديدة في الساحة لأنه رهان على حصان خاسر وقد صدرت شهادة وفاة الأخوان و دفعت ثمن رأي شخصي !!

رابعة العدوية

لم افكر يوماً و لا خطر على بالي انني سوف اكون في مثل هذا الموقف يوماً ما، لم افكر انني سوف اكون فريسة التغرير و المحاباة و اود ان اعتذر لكل شخص جرحته بكلماتي التي كنت اكتبها، اود ان اعتذر لكل قارئ كنت اهينه بكلماتي ، فأنا لم أكن سوى جزء من خطة أكبر مني ، تم تدبيرها بعناية و قصقصت اجنحتي بالتدريج حتى وصلت الى ما وصلت اليه، و على الرغم من ذلك شغفي بالكتابة سكين يذبحني ، إذا كانت المعرفة لعنة فقد اصابتني اللعنة ، و الأسوء انها لاحقتني حتى عندما تم اخفاء المعرفة عني ، نعم تم التلاعب بعقلي و تم اخفاء الحقيقة لفترة من الزمن و من بعدها اصبحت لا ابالي ، اصابني مرض الخرف المبكر وهي اعراض تصاحب اصاحب الرأي العام في دول العالم الثالث، ففي دول العالم الثالث للكتابة وقت متى سمح لك بذلك و لا تكتب عندما يريدون ذلك ، هذا هو واقعنا.

Published: 15 August,2014 | Comments: 0

Plugin from the creators ofBrindes Personalizados :: More at PlulzWordpress Plugins